شهد سوق العملات الرقمية تقلبات حادة منذ مطلع العام الجاري، حيث إنخفضت قيمة بتكوين إلى حوالي 6 آلاف دولار بسبب اضطرابات السوق العالمي والإجراءات الصارمة التي بدأت بعض الدول تفرضها على عمليات التداول، ثم انتعشت مرة أخرى وارتفعت قيمتها إلى حوالي 8 آلاف دولار، إلا أن شركة "غوغل" وجهت ضربة قوية إلى "بتكوين" وتسبب في خسارتها 60 مليار دولار خلال 24 ساعة.


ووفقًا لتقرير أصدرته "فاندسترت" لأبحاث السوق أمس الخميس، فإن بتكوين قد هبطت إلى الحد الذي يجعل عملية تعدينها غير مربحة، وقد تم حساب تكلفة العملة الرقمية بناءً على ثلاثة معايير وهي الكهرباء والتكاليف غير المباشرة والمعدات.


وأوضح التقرير أنه بعد هبوط العملة الرقمية بتكوين إلى 7600 دولار تكون قد بلغت مستوى أقل سعر تعادل التعدين عند 8 آلاف دولار تقريبًا، وذلك بحسب النموذج الذي تم تطوريه.


وأشار التقرير إلى أن مراكز التعدين في حاجة إلى استبدال المعدات بشكل مستمر ودائم، وهو ما يشكل نصف تكلفة العملية، وإذا افترضنا وصول تعريفة الكهرباء إلى 6 سنتات للكيلووات/ ساعة، إلى جانب باقي التكاليف، فإن التكلفة المقدرة لإنتاج عملة "بتكوين" سوف تصل إلى 8038 دولارًا.


تحتاج عملية تعدين "بتكوين" إلى قدر كبير من الطاقة لتشغيل الطاقة الحوسبية الهائلة لحل المعادلات الرياضية المعقدة وإتمام المعاملات على نحو سليم، وفي النهاية يحصل عمال التعدين على مكافآتهم من "بتكوين" مقابل نجاحهم في إتمام هذه العمليات بصورة صحيحة تمامًا.


ومن جانبه قال "سون أنستي" رئيس شركة "بلوكشين إنتلجنس"، في بعض الأوقات يقوم عمال التعدين بغلق الأجهزة والتوقف عن العمل بكل بساطة، حتى يتعافى السعر قليلًا، فالأمر يصل إلى تكبيدهم خسائر مالية".


بلغت قيمة العملة الرقمية "بتكوين" حوالي 8200 خلال تعاملات اليوم، ومازالت خاضعة للضغوط الهبوطية، فمن المتوقع أن تهبط مرة أخرى، وذلك نتيجة للتقارير السلبية عن توجهات المنظمين واستغلال بعض المجرمين لها في أعمال غير قانونية مثل تمويل الإرهاب وغسيل الأموال والتهرب الضريبي، وكذلك بعد إعلان شركة "غوغل" حظر نشر إعلانات عن العملات المشفرة على صفحاتها ومن قبلها شركة "فيسبوك"، الأمر الذي ينبأ بتوقعات استمرار مسيرة التراجع والهبوط.