تراجعت الأسهم السعودية للمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري لكن أمس كانت أكثر حدة وهو الأسوأ في الأداء منذ أسبوعين. ويتضح من خلال البيع الجماعي (85 في المائة من الأسهم منخفضة)، أنه استباقا لتداول سهم "رعاية" الضيف الجديد على السوق.
ويبدو أن السلوك غير المعتاد في سهم "أسمنت الشمالية" الذي افتتح عند إدراجه بـ 18 ريالا وارتفع لمستويات 70 ريالا، أثر بشكل جوهري في المتعاملين بإمكانية تكرار ذلك مرة أخرى، خصوصا أن الجهات المعنية بالسوق لم تبد أية ملاحظات على السهم.
ولم يشارك الجميع في تلك الأرباح المحققة في المضاربة على سهم "أسمنت الشمالية"، لأن التداولات كانت سريعه لذلك يسعون لاقتناص فرصة تداول "رعاية" لتعويض ما فاتهم أو تكرار تجربتهم في سهم "أسمنت الشمالية".
ويتمتع سهم "رعاية" بقلة الأسهم المطروحة إجمالا، وإذا استثنيت حصة الصناديق في السهم ستكون الأسهم المتاحة للتداول الأقل في السوق في مقابل تمتع الشركة بربحية وسمعة لدى المتعاملين.
يشار إلى أن الشركة تعمل في القطاع الصحي والطلب على خدماتها لن ينتهي تحت أي ظروف، ما يعطي السهم أكثر أمانا من غيره في وقت الأزمات.
ومن المؤشرات التي تعطي إمكانية تحقيق تداولات مكثفة على سهم "رعاية" تصدر قطاع التأمين قائمة المنخفضة والأقل في السيولة مع تصدر شركاته قائمة الأكثر انخفاضا، ما يعني تحرر سيولة عالية مضاربية متوقع أن تنتهز النسبة المفتوحة في سهم "رعاية".
وفي حال تكرار تداولات "أسمنت الشمالية" سيكون له آثار سلبية على السوق، وسيزيد من مخاطره ويقلل من رغبة الشركات في إدراج أسهمها في السوق السعودية، نظرا لسيطرة الأفراد على التعاملات، التي ينصب اهتمامهم في تحقيق أرباح رأسمالية دون النظر للنواحي الأساسية، لذا معالجة إشكالية النسب المفتوحة وعدم الرقابة التامة على تداولات أول يوم مهم لحماية السوق من زيادة تقلباته.
أما السوق إجمالا فقد تشهد الانخفاض أو الاستقرار في ظل تركز الاهتمام في سهم "رعاية" لحين استقرار السهم، وستعود السوق لتداولاتها الطبيعية، التي من المتوقع أن تواصل أداءها الإيجابي ومحاولة تحقيق أرقام جديدة خلال العام الجاري.