Thread: 
الثقة في حاستك الداخلية عند التداول "حدس التداول"
يتميز أفضل المتداولين بمقدرة دقيقة على استشعار أو "الاحساس" بالسوق وما قد يحدث بها مستقبلا. وغالبا ما يشار إلى هذا على أنه "حس داخلي"، وهو شيء أنا أعتمد عليه بكثرة في عمليات تداولي الخاصة. في رأيي، يجب على كل متداول أن يقوم بتطوير حسه الداخلي في التداول،
وهو شيء يتأتى من خلال التدريب المناسب ثم الخبرة أو التعامل مع الرسوم البيانية أمام الشاشة. إن الحس الداخلي بالتداول هو شيء يتطور داخلك باستمرار كلما اكتسب المزيد والمزيد من خبرة التداول في السوق.
ربما يفهم المقصود بالحس الداخلي على نحو أفضل من قبل المتداولين المبتدئين إذا ما اسميناه بحدس التداول أو توقعه، فهو مجرد حدس يستشعره العقل الباطن أو توقع لحدث قد يكون على وشك الوقوع.
إن الإجراءات والنماذج المتكررة في السوق تؤدي أساسا إلى تولد مشاعر بديهية أو قد تثير أنواع من خبرات الرؤية المسبقة للأحداث. ويمر المتداول بتلك "الهواجس" تتبادر إلى الذهن وتثير ما نسميه "الحس الداخلي" للمتداول. إذا شاهدت شيئا بما فيه الكفاية، فإن عقلك سيمدك بفرضية متوقعة من النوع الذي هو على وشك الحدوث. من الواضح أن هذه "الأداة" في غاية القوة والأهمية والتي ستحتاج إلى تطويرها لتنتقل في النهاية إلى أفضل 10٪ من المتداولين الناجحين.
الممارسة تساعد على تشكيل الحس الداخلي
لقد قام اللاعب الرياضي المحترف بقدر كبير من الممارسة، ونتيجة لذلك فقد أصبح جيدا بما فيه الكفاية للوصول إلى الاحتراف، وقد لاعب جميع خصومه من كل الفئات والأساليب وهذا ما أعطاه الحس الداخلي للتنبؤ بخطوات خصومه التالية بصورة بديهية.
على سبيل المثال إذا قمت بلعب "التنس" أمام نفس الخصم أكثر من مرة، فسوف تتعلم أسلوب لعبه وفي النهاية لن تشغل بالك حتى بالتفكير، فسوف يصبح الأمر خاضعا للحس الداخلي وعليك فقط أن تتوقع أو "تحس" برميته التالية في داخلك قبل قيامه بها.
عندما يتعلق الأمر بالحس الداخلي للمتداول، وبعد أن تتقن استراتيجية تداولك، وقضاء ما يكفي من الوقت أمام شاشة التداول، عليك أن تبدأ في تطوير حاسة التداول تلك نتيجة لذلك. ثم مع قيامك بتحليل السوق، فسوف تصبح المسألة مزيج من آلية "هل أقبل أم أرفض؟" بالعقل الباطن لأخذ الصفقة أم تركها، والحس الداخلي بما قد يقوم به السوق مستقبلا، وهذا أشبه بما يقوم به لاعب التنس الذي يقرر القيام بضربة طائرة قوية عند قيام خصمه بإرسال لأنه "يحس" بما قد يقوم به خصمه في الخطوة التالية، وهناك أمثلة أخرى عديدة للحس الداخلي في الألعاب الرياضية وكذلك غيرها من المجالات، ولكن في جميع الحالات فهي لا تتطور سوى بعد الممارسة والخبرة الكافية. إن الموهبة البحتة قد تساعد، ولكنني أعتقد أنه بالتدريب وقضاء ما يكفي من الوقت أمام شاشة التداول، يستطيع أي شخص أن ينمي حاسة التداول الداخلية جيدا.
التداول بالحاسة الداخلية وبحركة السعر
إن استراتيجيات حركة السعر المختلفة التي نطبقها عند التداول، تصبح في نهاية المطاف مهارة مكتسبة بالنسبة للمتداول الخبير، ومع مرور الوقت سوف تساعد الحاسة الداخلية المتداول على تحديد ما إذا كانت "هذا الصفقة جديرة بالدخول أم لا؟"، قد لا يعي المتداول في بعض الأحيان سبب ميله إلى هذا الجانب من السوق أو ذاك، ولكن هذه هي آلية توقعهم اللاشعورية التي تؤثر على عملية صنع القرار لديهم. هذه الآلية لن تبدأ في الظهور بشكل واضح إلا بعد قضاء ما يكفي من الوقت في السوق أمام شاشة التداول.
ربما لا تفهم حتى ما يحدث عندما تبدأ في الإحساس بحاسة التداول الداخلية تلك في أول الأمر، ولكن كلما تعاملت أكثر وأكثر مع الرسوم البيانية ومع استراتيجية حركة السعر، كان هذا "المحفز" اللاشعوري أوضح، وذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، فسوف يستغرق بعض التدريب في البداية، ثم يأتي دور الوقت والخبرة في السوق، ولكنك في النهاية سوف تنمي هذا الحس الداخلي بالاطلاع على حركة السعر على رسومك البيانية، وسوف يصبح هذا الحس جزءا من استراتيجية تداول الشاملة.
يوجد لكل شيء دائما وجهتي نظر...
قد يكون لديك حس داخلي بشأن السوق أو صفقة معينة ولا تدري حتى ما السبب. فعقلك الباطن في بعض الأحيان يكون أكثر ذكاء من عقلك الواعي، لذلك حينما نرغب في دخول مركز شرائي ونرى إشارة الشراء، فإن الحاسة الداخلية قد توحي بالعكس قائلة "ربما هذا ليس صحيحا" ... فالحاسة الداخلية "ترى" ما لا نستطيع أن نراه بأعيننا ... إنها رسالة لاشعورية، و هكذا فإن عقلنا (الباطن) اللاوعي في كثير من الأحيان يصبح أكثر موضوعية من عقلنا الواعي.
على سبيل المثال هناك دائما وجهتي نظر أو منظورين تجاه السوق، فقد يرى أحد المتداولين الرسم البياني ويظن أنه يبدو صاعدا، ويرى أخر نفس الرسم البياني، ويرى أنه هابط، وهكذا إذا نظرتم الى الرسم البياني من الجانب الأخر، وكأن هناك شخص ما على الجانب الأخر من صفقتك، فإن هذه هي النظرة بموضوعية، ومع ذلك فمعظمنا لا يمكنه القيام بذلك بسهولة كبيرة من مجرد فكرنا الواعي. شئنا أم أبينا فنحن جميعا متعلقين بشدة برأي معين حول السوق من وقت لأخر، حتى وإن كانت هناك حجة أقوى للتحرك في الاتجاه الأخر، وفي تلك الأوقات عندما تقوم حاستنا الداخلية اللاشعورية بمساعدتنا حقا في ذلك. فبإمكانه أن ينبهنا بالحس الداخلي أن هناك شيئا ما "خطأ"، ويمكنك استخدام هذا الحس للبحث عن الأسباب التي قد تجعل من صفقتك فكرة سيئة. على سبيل المثال إذا كان لديك تحيز للقيام بدخول مركز شراء وكنت لا تبحث سوى عن صفقات الشراء، إذن كيف يقوم شخص أخر بقراءة الرسم البياني نفسه، ويريد القيام بافتتاح مركز بيع؟ هنا ستقوم حاستك الداخلية بتنبيهك إلى إلقاء نظرة فاحصة.
عندما يبدو المؤشر على الرسم البياني متجه للصعود، ولكن لديك حس داخلي يقول أن رأيك يبدو خاطئ، فنحن لا نستطيع أن نرى ذلك، ولكن عقلنا الباطن يحكم على الأمر بموضوعيه ... فقد قام بإلقاء 'نظرة' على الرسم من منظور الخصم وهو يلفت انتباهك إلى ذلك الرأي. ونحن ربما لم نكون قد انتبهنا إليه من الأصل، ولكن قام شعور اللاوعي بالظهور وإطلاق الضوء الأحمر الساطع، وبالتالي فإن عقلنا الباطن يمكن أن يكون موضوعيا دون حتى نعلم بذلك لأنه يرى وجهة النظر الأخرى الخاصة بالصفقة، بناء على خبراتنا السابقة والوقت الذي نمضيه أمام الشاشة.
بالطبع حتى تبدأ في تنمية حاسة تداولك الداخلية، فمن الضروري أولا أن تفهم كيفية قراءة تحركات الأسعار على الرسم البياني، فكل شيء يبدأ بتعلم قراءة حركة السعر دائمة التغير في السوق، ومتى استطعت القيام بذلك، فإن الوقت الذي تمضيه أمام شاشة التداول سوف ينمي حس تداولك الداخلي وسوف تبدأ في الشعور بالرسم البياني بواسطة الحدس. لن تكون دائما على صواب بشأن حسك الداخلي، ولكن هذا شيء من شأنه أن يساعدك كثيرا وتحتاج إلى تنميته إذا كنت تسعي لكي تصبح متداولا ناجحا.
Subscribe
