لا وجود للكمال في سوق الفوركس ولكن للعظمة مكان
يجوز أنك عثرت على برنامج التداول المثالي من وجهة نظرك - وأن أدائه قد سار بشكل جيد. ثم فجأة ودون سابق إنذار تختفي تقلبات السوق ويبدأ الأداء السيء للغاية في الظهور، فتشعر بالحرج وتتساءل عن السبب وما الذي حدث.
وربما شعرت بالعجب وبدأت تتساءل، هل برنامج تداولك بات قديما ولم يعد صالحا للعمل؟ لأن هذه الاستراتيجية التي كانت رائعة فيما سبق تبدو الآن غير مجدية مثل مقعد النجاة في الطائرة المقاتلة.
وأنا أعلم أنك قد مررت بهذا الشعور من قبل، وربما قد تسبب في جعلك تتخلى عن استعمال برنامج تداولك، فحينما يتخلى المتداول عن برنامجه الذي قد كان رائعا فيما سبق، فإنه يبدأ في "التنطيط" - والتنقل من استراتيجية إلى أخرى محاولا العثور على شيء يفلح معه مرة أخرى.
حسنا، قبل أن تقوم بارتكاب هذا الفعل، يجب عليك أن لا تنسى أن ظروف السوق دائمة التغير، فلا يوجد شيء يسمى "برنامج التداول المثالي" قادر على القيام بأداء جيد طوال العام بصرف النظر عن ظروف التداول القائمة.
معظم استراتيجيات التداول في سوق العملات الأجنبية (الفوركس) تعتمد في أدائها على تحرك الأسواق - فحركة السعر هو شريان الحياة بالنسبة لأي برنامج تداول. فحينما تخبو قوة اندفاع السوق (الزخم)، وتصبح حركة السعر "متقلبة" - سوف تفشل معظم استراتيجيات التداول.
قد لا يتخلى فعليا بعض المتداولين عن برامجهم، ولكنهم قد يحاولون إجراء "التعديلات" عليها حتى يتحسن الأداء في الظروف المتقلبة والمتذبذبة أفقيا. وهذا ما يسمى "توفيق المنحنيات" – أي تغيير المعلمات من أجل "تحسين" برنامج تداولك فيما يخص فئة محددة من استراتيجيات حركة السعر.
المشكلة هي أن المتداول قد ينجح في "إعادة تشكيل" البرنامج للعمل بشكل أفضل في الظروف المتقلبة، ولكن ربما يكون قد أفسده تماما بالنسبة لظروف المثلى للتوجه العام التي صمم في الأساس للعمل عليها، وسوف يؤدي ذلك عموما إلى ضياع الفرص في الأسواق ذات الترند الأكثر ربحا، متسببا في المزيد من الإحباط، وتكرار نفس التحسينات من جديد.
كيف أكتشف هذا الأمر؟ لقد وقعت في خطأ الإفراط في تحسين الاستراتيجيات في ظل ظروف السوق المتغيرة دوما، وشاهدت أيضا العديد من المتداولين الأخرين وقد أصبحوا ضحية لهذه العقلية المحطمة.
هذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يقومون بتصميم برامج التداول الآلية (الروبوت) الخاصة بهم، وهم يحاولون باستمرار إعادة تسجيل تلك الأشياء لمحاولة جعلها تعمل مع الظروف الحالية.
وهي حلقة مفرغة يصعب كسرها، ومن الأفضل بكثير أن تحاول الإبقاء على بساطة عملية التداول – أي أن تدرك أن برنامج تداولك لم يخذلك وليس المسئول عن فشلك، وأنه لم يحن بعد قطف ثمار السوق.
الخلاصة
قد تجعل الأسواق المتقلبة المتداول عاطفيا جدا ويتجه للشك في برنامج تداوله حينما ينخفض مستوى الأداء. من المهم أن تتذكر أنه لا ينبغي عليك التسرع في إلقاء اللوم على استراتيجيتك، فإنك بحاجة إلى أن تدرك أن أجواء السوق ليست دائما مواتية لكسب المال. لا تنشغل في محاولة "إصلاح" استراتيجية تداولك بينما لا يوجد بها خطأ في الحقيقة يستلزم الإصلاح. ليس هناك شيء يمكن تسميته استراتيجية مثالية قادرة على تحقيق أعلى مستوى من الأداء على مدار السنة.