التحيز إلى المثيرات السلبية
ولقد تطور التحيز على مدى آلاف السنين بسبب قاعدة (تناول وجبة غدائك ولا تكن وجبة عشاء غيرك) التي سيطرت على نشاطنا العقلي.
فكل دماغ بشري لديه هذا التحيز مبرمج داخله هذه الأيام، فقد ولدت به وعلى الأرجح سوف تموت وما زال راسخا في عقلك.
في الواقع إن هذا التحيز في غاية القوة، إذا وضعنا تصورا لكافة الوصلات العصبية المسئولة عن الكشف عن التهديدات والاعتداءات والمخاوف والشكوك والانتقادات فإن نسبتها ستمثل الغالبية العظمى من الوصلات العصبية ككل.
إن الدماغ بوضعه الحالي يستجيب للتهديدات بسرعة البرق (في أقل من عُشر ثانية)،إذن فكم من الوقت سوف يستغرق عقلك "للاستجابة" للمثيرات الإيجابية؟
حوالي 5-7 ثواني. إذن لماذا؟
لأن التهديدات يمكن أن تكون أحد أسباب الوفاة، أما النكات (ربما المستفزة منها) فلن تؤدي إلى ذلك.
وهكذا فإن التحيز إلى المثيرات السلبية قد ولدنا به ويهيمن على أسلوب تداولنا هذه الأيام.
قم بإلقاء نظرة على التعريف أعلاه وراجعه مرة أخرى وحاول استيعابه.
والآن إذا كنت تمنح تجاربك السلبية وزنا أكبر من تجاربك الإيجابية في التداول، فما ظنك حول تأثير ذلك على تشكيل خبرات الدماغ والبرمجة العصبية وعقلية التداول؟
قبل أن تستغرق في التفكير للإجابة على هذا السؤال، دعونا نعود إلى كيف أثر هذا التحيز وتطور أدمغتنا على عقلية تداولنا.
فللأسف لا يوجد أي شيء في تاريخ تطورنا يتعلق بمسألة التداول بنجاح.
وهذا هو السبب في إنك تصبح في شدة التأثر والانفعال عندما تتجه حركة السعر للسير في غير صالح صفقك. بل هو أيضا السبب في ظهور رد فعل بسيط للغاية مع كل نقطة يتحركها السوق في صالح