هرمون "التستوستيرون" ولذة المخاطرة
يشتهر "التستوستيرون" باسم هرمون الذكورة - ولكن هل تعلم أن النساء أيضا لديهم هرمون "التستوستيرون" بالفعل في الجهاز الدوري، ولكنه فقط بمستويات منخفضة كثيرا.
وبما أن الذكور قد فرضوا سيطرتهم على الأسواق المالية، إذن بمقدورنا أن نقول بكل اطمئنان أن الفوركس هي صناعة تفيض بهرمون "التستوستيرون"، فلقد كان هذا الهرمون هو الجاني المسؤول عن الكثير من حالات الارتفاع المفاجئ وغير المبرر للسعر في الاتجاهات العامة الصعودية وانهيار السوق والأزمات المالية.
خلاصة القول هي أن تدفق المزيد من هرمون التستوستيرون يتسبب في حدوث المشكلات.
الهرمون الغالب في الذكور يحفز الرجال على اتخاذ القرارات ذات المخاطر العالية في أغلب الأحيان ومن أجل المكافآت الأكبر (أو الخسائر)، ودائما ما تدخل الذكور الشابة في مشاحنات مع بعضها البعض بما أنها هي الأكثر قدرة على المنافسة فتميل إلى المشاركة في الأنشطة الأكثر خطورة مثل الرياضات الشاقة والعنيفة.
وهذا يعكس ما يجري من أحداث في مملكة الحيوان.
تنتقي ذكور الحيوانات معاركها مع بعضها البعض لتحديد النفوذ والفوز بلقب "الذكر المسيطر"، ويحظى بكل إناث القطيع، لذلك فإن هرمون "التستوستيرون" يدفعهم للمخاطرة واختيار معاركهم مع أضخم وأشرس منافسيهم.
عقب الفوز يطلق الجسد المزيد من هرمون "التستوستيرون" - مما يتسبب في حمل الحيوانات على خوض مخاطر أكبر وتحديات أصعب، لدرجة أنهم يتمادون كثيرا ويقومون في النهاية باختيار معارك لا يستطيعون الفوز بها وتكون هي السقوط الأخير.
هذا المثال لا يختلف كثيرا عن ما يحدث أمام شاشة تداول بعض المتداولين، حيث البقاء والسيادة للذكر الأقوى الأمر الذي يؤدي إلى تولد الشعور بالارتقاء والتطور، وكل ذلك كان بفضل "داروين".
إن الذكور الذين في حالة من الفوز الدائم يصبح مستوى هرمون "التستوستيرون" في دمائهم عاليا، فتغذي تلك الحالة الذكر المسيطر بشعور مبهج بأنه "لا يقهر" و"لا يستطيع أحد منافسته" مما يشجعه على دخول الصفقات ذات المخاطر العالية التي تؤدي به في النهاية إلى خسارة رصيده بالكامل.
ومع هذا فلا تنخدع بالمظاهر – فالمقالة تشير إلى أن الشخص قد يبدو في شدة الهدوء والتماسك من الخارج، ولكنه في قمة انفعاله من الداخل ويتخذ القرارات ذات المخاطر العالية بسبب هرمون التستوستيرون.
وقد أظهرت الأبحاث أيضا أن أولئك الذين يتعرضون لمستويات مرتفعة من هرمون "التستوستيرون" لفترات طويلة قد يعانون من بعض الآثار السلبية على الدماغ مما يؤثر بدوره على قدرة المتداول على إدراك نتائج أفعاله في السوق على العالم الخارجي، لذلك وبعبارة أخرى فإن أجسامهم بها ما يزيد عن طاقتهم من هرمون "التستوستيرون" إلى درجة أنهم فقدوا القدرة على إدراك عواقب أفعالهم.
هذا الحديث يبدو منطقيا فكما سمعت من بعض المتداولين الذكور الذين يقامرون في الأساس بمبالغ كبيرة من المال ليس بإمكانهم تحمل خسارتها، والتي تم جمعها من القروض عن طريق رهن العقارات، تصرفات في غاية الخطورة في الواقع كما أن الموقف لم ينتهي نهاية طيبة كذلك.
أنا متأكد من أن مؤشر قياس هرمون "التستوستيرون" قد بلغ أقصاه حينما قام شخص أعرفه بالمخاطرة بمبلغ 50.000 دولار في كل صفقة دخلها من أصل رصيد حساب تداول يبلغ 350.000 دولار نفذ الآن كل ما كان به من أموال.
ويقال أن الأسواق التي يضارب غالبية من فيها على صعود السعر تؤججها مؤثرات الهرمونات الذكرية، فهرمون "التستوستيرون" الذي يعصف بأعصاب كل المشاركين في السوق ويغير سلوك المتداولين مما يدفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها القصوى ويشكل نموذج "الفقاعة" السعرية في السوق.
إن الشيء المثير والجدير بالذكر هنا والذي أراه مرارا وتكرارا هو كيف تسارعت حركة السوق بشدة وبعنف مرة واحدة بمجرد أن بدأ السوق في الوصول إلى حدود الأسعار القصوى.
هذا ما سيشير إليه الكثير من المتداولين باسم "ذروة الاتجاه العام".
من السهل أن نرى كيف يمكن لهذه السيناريوهات أنت تكون نتيجة المخاطرة العالية للمشترين المتأثرين بزيادة إفراز هرمون "التستوستيرون" الذين يضخمون ما لا أصل له في السوق والذي يسبب تكون الفقاعة في المقام الأول.
ونقوم بتعليم المتداولين في غرفة عمليات التداول كيفية الاستفادة والربح من هذه التحركات الانعكاسية المتوسطة داخل دورة حركة السعر لدينا، فيمكنهم أن يحققوا عائدات سريعة جدا حيث أن السوق "يصحح" أوضاعه إلى قيمتها الأصلية.
باختصار
لأن الفوركس هي سوق يهيمن عليه الذكور - لذا يمكننا القول وكلنا اطمئنان أنها صناعة يذكيها "التستوستيرون"، وهرمون "التستوستيرون" هو "عامل محفز للمخاطرة" وكان المسئول عن كثير من فقاعات (رواج) السوق وانهيارها، ومن المحتمل أن يكون هرمون "التستوستيرون" هو من صنع هذه الظروف القصوى في السوق فيوفر فرصا مجزية للمتداولين الذين تعلموا الانضباط بدرجة عالية .