Thread: 
Subscribeيلعب الجانب النفسي دوراً أساسياً في قدرة المتداول على النجاح. البعض يعتقد أن عالم التداول يعتمد فقط على القدرة على التحليل الفنى والخبرة في قراءة السوق وإدارة رأس المال، ولكن متداول الفوركس المحترف يحتاج أيضا للتعامل مع أمور سكيولوجية أو نفسية تتعلق بقدراته على إدارة عواطفه. سوق تداول العملات هو سوق تجاري يشبه أي سوق أخر ولكن لأن التغييرات في سوق الفوركس تحدث بسرعة نظرا لعوامل اقتصاديه فأنه يصيب المتداولين عادة بمشاعر مختلطة.
خلال هذا الشهر سوف ننشر سلسلة من الدروس الأساسية والإستنتاجات لمدرستنا ونعرضها في دراسة موجزة عن الحالة النفسية عند التداول وتأثيرها على أرباح متداولي الفوركس وخسائرهم.
نادراً ما تجد دارساً ذكياً يؤدي بشكل جيد في عالم التداول فبالرغم من أن هناك الكثير من الدارسين الحاصلين على الدرجات العلمية والفخرية من أعرق الجامعات في الدولة إلا أن قليلاً منهم من استطاع أن يحقق نجاحاً باهراً في مجال الفوركس، ويكفي أن نقول في هذا السياق أن مجلس إدارة صندوق إدارة رؤوس الأموال طويلة الأجل (LTCM) كان يضم ميرون سكولز وروبرت سي ميترون الحاصلين على جائزة نوبل واللذان قدما أبرز الإسهامات في النظرية الاقتصادية في القرن الماضي، وبرغم ذلك لم تكن مهاراتهما التحليلية كافية لإنقاذ الشركة من الانهيار الشديد الذي تعرضت له حيث أن الطمع والنشوة سيطرا على العقل والرفع المالي ضاعف من تأثير الحسابات الخاطئة.
ويبدو أن نقص المعرفة أو الخبرة ليس سبباً لانهيار صندوق إدارة رؤوس الأموال طويلة الأجل بل الثقة والحماس الزائدين والإهمال في وضع ضوابط كافية للمخاطر كانوا من أبرز أسباب انهيار الشركة ويمكن أن نضيف إلى هذه العوامل الأخطاء الوجدانية، ولمعرفة ماهية الأخطاء الوجدانية والحالة النفسية للمتداول سنقدم لك في هذا المقال أربعة وساوس تؤثر سلباً على أداء المتداول وتؤدي بدورها إلى تدمير الحياة المهنية للكثير من المبتدئين، والضرر الذي تتسبب فيه تلك الوساوس أكبر بكثير من أي ضرر قد ينجم عن التحليل الخاطئ أو إهمال المعلومات الهامة، فبالرغم من سهولة تصحيح نتائج خطأ واحد بسيط على الفور إلا أن الضرر الذي تتسبب فيه هذه الوساوس يكون مستمراً.
لكن دعنا نذكرك بأنه يمكنك تحقيق فوائد لا حصر لها إذا تم التعامل بنجاح مع تلك الوساوس، فالمتداول الذي يستطيع التحكم في حالته النفسية عند التداول يكون قد قطع ثلثي المسافة نحو النجاح وما تبقى من الطريق يتطلب الصبر والدراسة قبل الوصول إلى نتائج مربحة لإستثمارته.
الطمع
الطمع هو العدو الأول لمتداولي الفوركس فهذا العدو يمتلك لساناً طويلاً مليء بالأشواك يهمس دائماً في آذاننا قائلاً أن هناك فرص في السوق ستضيع إذا لم نستغلها سريعاً، وتزيد حدة هذا الشيطان حيث يصرخ في أذن المتداول قائلاً "أسرع أسرع" ليشكل ضغطاً عليه ويفقده تركيزه، كما أن معدته دوماُ ما تكون خاوية وهزيلة وضعيفة وجائعة لأن صرخاته التي تدعو إلى السرعة والجشع لا تؤدي في النهاية إلا إلى أرباح ضئيلة للغاية.
من الطبيعي أن يكون الغالبية العظمى من متداولي الفوركس أشخاص مستثمرين يحبون زيادة الأستثمار ويسعون وراء الأرباح ويكون النجاح المالي بالنسبة لهم هدف أسمى، فضلاً عن ذلك لا يمكن أن يتحقق المال إلا بوجود دافع قوي فلا يمكن لأي متداول أن يصمد أمام ضغوطات السوق إلا بوجود هذا الدافع، لكن من الضروري أن يكون الدافع لتحقيق المكاسب المالية والتركيز على النجاح المالي معقولاً حتى يكون مفيداً إلا أن هذه الدوافع المفيدة تصبح ضارة عندما تكون هي الموجهة لقراراتنا بشأن التداول، فوسواس الطمع يجب أن يعرف حدوده وألا يتدخل في ممارسات التداول التي يجب أن تستند على المنطق وحده.
كيف نتجنب الخيارات الخاطئة التي يدفعنا الطمع إليها؟
الخطوة الأولى للتغلب على الطمع تتمثل في تبني منهج منظم أثناء التداول للحد من الدور الذي يلعبه الدافع العاطفي عند اتخاذ قرارات التداول، وبإعداد استراتيجية تداول منذ البداية والالتزام الدائم بها طوال مدة تنفيذ التداولات، بذلك نضمن ألا يفعل الطمع أي شيء سوى الانحناء في صمت لأننا ندرس الأسواق ونتخذ قراراتنا بناء على المنطق والتحليل فقط.
الخطوة الثانية هى أن تعلم أنه يمكن تتحقبق النجاح بتبني طريقة تداول منقحة وتطبيقها بشكل منظم، وتظهر المشاعر الوجدانية عندما يظهر الشك والخوف، ولتفادي ذلك علينا أن نضمن أن تكون استجاباتنا لتطورات السوق محسوبة ومستندة على مبادئ قائمة على دراسة دقيقة، وحيث أن الدافع أو الرغبة في تحقيق الأرباح لا تضمن وحدها تحقيق هذه الأرباح بالفعل لذا فالإنصات لنداء الطمع سيحول دون تحقيق أي أرباح.
