لايزال المدافعون عن عملة البيتكوين وغيرها من العملات الافتراضية على موقفهم بأن من لم يستثمر في سوق التشفير فاته أكبر فرصة في حياته، على الرغم من انتشار العمليات الاحتيالية التي أدت إلى خسارة الملايين.
ومن جانبه، أوضح المدير في شركة "Ecsponent" للخدمات المالية، فلوريس سلابيرت، أن العديد من الأشخاص تسارعوا إلى الاستثمار في العملات الافتراضية بعد أن قرأوا عن أشخاص تمكنوا من تحقيق مكاسب كبيرة.
وأضاف سلابيرت أن البعض تعرض لعمليات احتيال وخسروا ملايين، وعلى سبيل المثال، خسر 27000 شخص أموالهم في جنوب أفريقيا وأستراليا بسبب إرسال عملاتهم من البيتكوين لمحفظة "BTC Global"، التي وعدت المستثمرين بعائدات تصل نسبتها إلى 14% في الأسبوع، واتضح في نهاية الأمر أنها كانت خدعة.
لذا فمن الضرورة من وجهة نظر سلابيرت أن يفهم المستثمرون أين تذهب أموالهم، وأن تتكون لديهم خطة مالية شاملة قبل الاستثمار في سوق التشفير وإلا سيتحول الأمر لمجرد مقامرة.
وقبل البدء في الاستثمار، يجب على الفرد دراسة سوق التشفير والعملات الافتراضية، ومعرفة كافة المعلومات الممكنة عنها، لذا يجب إدراك أن العملات الافتراضية هي عملة رقمية تستخدم التشفير كأمان، ولم تصدر من قبل أي سلطة مركزية، ما يجعلها من الناحية النظرية محصنة ضد التلاعب. وهي مبنية على تقنية تسمى البلوكتشين، وهو دفتر أستاذ رقمي يتم فيه تسجيل معاملات التشفير التجريبي بترتيب زمني وعلني.
وذكر سلابيرت أنه بالاضافة الى الجهات عديمة الضمير التي تقوم بالاحتيال على الناس، مثل شركة "BTC Global"، فإن هذه التكنولوجيا مشحونة بالتطورات الجديدة التي من الممكن أن تكون ضارة في حالة عدم التعامل معها بشكل صحيح.
وعلى سبيل المثال، تقوم شركات التقنية ببناء المنصات الخاصة بها على عملة مشفرة ، مثل شركة الإثيريوم. ثم يدرجون عمليات طرح العملة "ICO" بهدف جذب المستثمرين ومحبي التكنولوجيا معا. وتعد عملية طرح العملة طريقة جديدة لجمع الأموال الخاصة بمشاريع العملات الافتراضية، وتعتمد عليها الشركات الناشئة لتجاوز عملية جمع رأس المال التقليدية التي تطلبها البنوك.
وتوضح صحيفة "بيزنس انسيادر" البريطانية أن عمليات طرح العملةهي الطريقة الذي تقوم بها الشركات الناشئة لإصدار عملاتها الرقمية الخاصة، وهي مصممة بشكل يشابه تصميم البيتكوين. وتباع هذه العملات، التي يتم تداولها عبر الإنترنت، مقابل أموال حقيقية تحصل عليها الشركات الناشئة لتمويل مشاريعها.
ويتم جمع مبالغ نقدية كبيرة في عمليات طرح العملة، إذ قال سلابيرت إن شركة "بانكور" جمعت 152 مليون دولار في 3 ساعات، وجمعت شركة "برايف" 35 مليون دولار في 30 ثانية فقط، واستطاعت شركة "أراجون" جمع مليون دولار في دقيقة واحدة، لتصل إلى 25 مليون دولار في 25 دقيقة، ولهذا ليس من الغريب أن يكون هناك عمليات احتيال في عمليات طرح العملة على الإطلاق.
وأكد سلابيرت أنه رغم وجود فرص استثمارية مشروعة، إلا أن هناك عدد من المخاطر في هذا المجال، لذا تقوم شركة "Ecsponent" بالحصول على خلفية قوية وتكوين الثروة قبل نصح عملائها في الاستثمار في شركة معينة.
ولتجنب الوقوع ضحية لعمليات احتيال، نصح سلابيرت بضرورة التعرف على الفريق وراء المشروع المراد الاستثمار فيه والتأكد من الشخصيات المشتركة في تطويره، إذ ثبت أن معظم العمليات الاحتيالية استعانت بمجموعة من الأشخاص الافتراضية الذين ليسهم لهم وجود في الواقع. وتم إنجاز هذا بشكل احترافي للغاية، جعل مشاهير مثل دي جي خالد يقع ضحية احتيال ويقوم بالترويج لشركة وهمية عبر حسابه في موقع انستغرام.
كما يجب أيضا معرفة تفاصيل المشروع، الرؤية، المكانة، الطريقة التي يستخدم بها التشغيل، وعادة تقوم الشركات الحقيقية بنشر تحليلات وخريطة الطريق الذي تتبعه بطريقة منهجية. وفي حالة عدم توافر هذه التفاصيل فمن المحتمل أن يكون هذا المشروع وهمي وهدفه سرقة الأموال من المستثمرين.
أما عن العناصر الفنية، فيجب على المستثمر معرفة إذ كان لدى عملية طرح العملة سقف ثابت أو غطاء لين، وفي حالة وجود سقف غير محدود، كيف يؤثر ذلك على النسبة المئوية المكتسبة من المزيد من الأموال التي يتم إنفاقها، وحالات الاستخدام المشروعة لتقنية البلوكتشين.
وأشار سلابيرت إلى ضرورة الاستعانة برأي مستشار مالي حسن السمعة قبل البدء في الاستثمار، وبناء خطة ومحفظة تنمو باستمرار على المدى الطويل. كما يجب الحرص على تقييم المخاطر وأن تكون جزء من التخطيط الاستراتيجي طويل المدى.