الموضوع: 
اشترك
تراجع عملة البتكوين و تحقيق الارباح
خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، تراجع سعر البيتكوين بنسبة 53%، وهو التراجع الذي يفترض أنه بسبب المخاوف من اللوائح القانونية، سرقة وقرصنة منصات التداول، وتباطؤ عام في مستوى التداول.
وبالنسبة لأغلبية الناس، كان انخفاض سعر البيتكوين كارثة حقيقية، محطما على ثروات صغيرة حدثت بفضل الاستثمار في سوق العملات الافتراضية المزدهر. وبالنسبة لآخرين تسبب التراجع الذي وقع منذ ديسمبر 2017 في تحقيق مكاسب مفاجئة، والمراهنة ضد البيتكوين في ظل ظهور العديد من العملات الرقمية البديلة.
وحتى وقت قريب لم يكن من السهل المراهنة ضد البيتكوين، وكان على الشخص غير المؤمن بمستقبل عملة بيعها، ولكن كل هذا تغير عندما قامت بورصة شيكاغو بافتتاح سوق العقود الآجلة للبيتكوين في 10 ديسمبر 2017، وتلاها بعد أسبوع سوق للعقود الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية.
وتكمن أهمية العقود الآجلة للبيتكوين في أنها تسمح للناس بالمراهنة ضد البيتكوين لأول مرة، وبيع العقود بسعر أقل من السعر الحالي. وبالنسبة للمستثمرين المؤسسين، فإن العقود الآجلة لا تجعلهم مضطرين للانخراط في الأعمال الفوضوية المتمثلة في الشراء الفعلي والبيع والاحتفاظ بالعملات الرقمية.
وقد ربط البعض سوق العقود الآجلة للبيتكوين بتراجع العملة الشديد في عيد الميلاد الماضي.
وصرح البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو في وقت سابق من هذا الصيف أن الفرصة الاستثمارية الجديدة أدت إلى انخفاض الطلب على البيتكوين وبالتالي انخفاض في سعرها، وبدأ المتشائمون في كسب المال، مما زاد من عمليات البيع ومزيدا من انخفاض الأسعار.
وفي بداية يوليو الجاري، سجلت بورصة شيكاغو التجارية 6789 عقد آجل للبيتكوين يوميا، وهو ما يعادل 224 مليون دولار من الرهانات على السعر المستقبلي للبيتكوين في يوم واحد فقط.
وبالرغم من أن سمعة الرهان ضد عملة ما أو تقليل البيع سيئة للغاية، لأنها مرتبطة بانخفاض القيمة وانهيار الأسواق وفشل الشركات وخسارة الوظائف، إلا أنها شيء ضروري من أجل تحقيق التوازن وعدم الإفراط في الشراء.
وقال أحد مؤسسي شركة الاستشارات "11:FS"، سايمون تايلور، لصحيفة الفوريس أن تقليل البيع جزء من شرعنة البيتكوين، وتحديد المنتجات المالية المناسبة.
وفي مذكرته المعنونة "كيف غيرت تجارة العقود الآجلة أسعار البيتكوين" ، أوضح البنك الاحتياطي الفيدرالي كيف أن تقليل البيع سيكون له تأثير إيجابي على سعر البيتكوين في نهاية المطاف، عن طريق تقليل ديناميات المضاربة في التشفير وتعزيز فوائد المعاملات.
وهناك عدة طرق لتقليل البيع، أهمها تجارة الهامش، فيقوم الشخص باقتراض بيتكوين إضافي للبيع باستخدام أمواله الخاصة كضمان، ثم إعادة شراء البيتكوين من السوق في المستقبل لسداد القرض أملا في انخفاض سعر العملة.
ومن ضمن الطرق أيضا، آلية تدعى "العقود مقابل الفروضات" تتم من خلال "CFDs" وهي أداة مالية تشكل عقد بين البائع والمشتري، حيث يوافق كل منهما على الدفع للآخر أي ارتفاع أو انخفاض في سعر العملة في تاريخ معين.
ولا يخلو تقليل البيع من المخاطرة، فعلى عكس شراء البيتكوين حيث يتم تغطية الخسائر المحتملة بالقيمة التي يتم شراء العملة بها، يصبح التجار في موقف حرج في حالة ارتفاع الأسعار.
