+ Reply to Thread
Results 1 to 2 of 2

 

Thread: قصة المعزوفة الأخيرة

  • Thread Tools
  1. #1 Collapse post
    reemmal is offline
    عضو نشيط Array
    Join Date
    Jun 2015
    Posts
    110
    Accrued Payments
    5 USD
    Thanks
    4
    Thanked 4 Times in 4 Posts
    SubscribeSubscribe
    subscribed 0

    article قصة المعزوفة الأخيرة

    الكاتبة : اسراء عبوشي

    ( المقدمة)
    لماذا نقرأ ؟ أو نكتب سنجد دوما أنفسنا بين السطور وصدى من أنات الآخرين بتلفظها قلبنا فالبشر يلتقون .. رغم اختلاق الأحداث فلكل منا حياة إلا أن آثار الأحزان تتشابه , وعبق المشاعر بالقلوب تتشابه.
    نحتاج لنسمع أوجاع الغير, تختلف مرآة أنفسنا لكن يجمعنا في هذه الحكاية النظرة للخلف، كثير ما نتمنى ولكن بعد مرور العمر نجد إننا سرنا بطريق آخر, غير درب أمانينا, لأولئك من ضيع أمانيهم الزمان من عاشوا غير ما توقعوا يوما
    القصص الكاملة مؤلمة وأكثرها إيلاماً الرحيل, تبقى تلك المعزوفة الأخيرة ناقصة,
    البعض يعوضهم مشاركة أحبابهم لآخر الأنفاس , أما أن تحيى صامتا وتموت وحيداً فتلك حكاية آخرى , حكاية حزن يرويها زمان آخر وآخرون ,هناك من لا يتلفظ بآهات الأوجاع مع ان الحياة تأن من جراحاتهم .
    ( الزواج والاحلام )
    كثير هي البيوت الفلسطينيه التي تبنى على الزواج التقليدي , حيث الأسرة تقرر الزوج المناسب للزوجه , وهكذا كان زواج عمر من سعاد ابنة ال 18 عاما ومع ذلك احبت سعاد عمرا حبا جماً.
    وصية امها لها زوجك حياتك فأعطه كل ما تملكيه من حياة,
    بدأت تكبر احلام سعاد في ظل سعادتها التي تلامس احياننا السماء , فما اكثر الاماني بهذا العمر .. كلما اغلقت عيونها شعرت ببريق الأفراح ينير الظلام , هكذا هي القلوب البريئه الصافيه تهوى النصيب وتؤمن بالاقدار , وكلما حلمت تضع يدها على بطنها حيث ينمو طفل يكمل الاحلام.

    كانت امل اخت سعاد تضحك وهي تقول لها : ما هذا العشق الاسطوري السريع متى احببته ؟ لم يتعدى زواجكم شهران ,
    فترد : الحب فينا منذ الميلاد , ولكنه يبحث عمن يتجسد فيه فقط , انها القلوب تتفق فتتصل وتوصلنا بالحياة .. ويلتقي الحب بضالته فيتدفق كالسيل الجارف تجرف ما بالحياة من احزان , وتروى عطش الروح للحنان.
    ولكن هل تصفو الحياة ؟!!
    في ليلة ماطرة شديدة الظلام , أفاقت سعاد وعمر على صوت طرقات قوية على باب بيتهم , ذهب عمر ليفتح الباب بينما سعاد ذهبت لتلبس حجابها .. تلك الطرقات يميز من خلفها كل فلسطيني انهم اشباح الليل الحالك سارقوا الأنوار , انهم العدو الصهيوني الغاصب . فتح عمر الباب فهاجمه جندي بضربه بعقب البندقيه على صدره , وآخر بتطويق يديه بقيد الآسر البغيظ , وبلمح البصر امتلأ البيت بالجنود، وجدت سعاد محاصره من كل مكان , انتشروا ليفتشوا البيت .. صرخت لالالا عندما القوا بطرحه عرسها أرضا , وداسوها بأقدامهم .. لم يلفت نظرها كل الدمار حولها الا تلك الطرحه وكأن قلبها يخبرها : انها نهاية الأحلام . .. وبداية تدوس على كل الأماني .. فيا حلم العمر رويدا ما زلت اغفو على اعتاب الفرح , وما زالت نجوم الليل تبرق كل ليلة .. تستمد الروح من انوارها كل ما يدرك من معاني السعادة والآمال .
    وفجأة ذهبوا كما أتوا ولكن اعتقلوا عمر .. استلوا من عيون الفجر الضياء, وأتى هذا اليوم .. الشمس اشرقت على ارض جرداء … ذهب الرفيق والحبيب فكيف ستعانق النفس الضياء.
    أتى اهلها ليأخذوها بالصباح فلن تعيش لوحدها بهذا البيت … واهل عمر لم يتركوها .. كانت الضحيه التي ينظر لها بعيون الشفقه .. رغم صمتها العميق حيث تضجر بداخلها كل المشاعر , من حب وكره وعزة وعطاء .
    الى ان اتى يوم المحكمة , وحكم عمر ب 30 عاماً .. كان قد شارك بعمليه قتل جندي برمي عبوة بالطريق اظهرت التحقيقات متأخراً ذلك … صرخت سعاد وهي تنظر لعمر المكبل بالقيود : سأربي ابنك وسيكون عونا لي على غيابك … وسانتظرك لآخر العمر …
    ومرت الأيام وأنجبت طفلاً سمته إباء . فلن تجد بيتأ فلسطينيا يخلو من اسم يدل على العزة او الكرامه او التضحيه لهذه الارض .. جهاد .. نضال .. كفاح .. مجد .. فخر .. عمر يتَيمّنون بالأسماء لعل لصاحبها منها نصيب.
    كبر إباء واصبح شاباً بهي الطله , ولكنه لم يرى والده الا من خلف قضبان السجن .. ولم يسمع صوته الا بهاتف الاتصال.
    تمنى ان يعانقه ان يقبل يداه .. كان يرافق أماً في وجهها امل رغم الدمار .. وقذف سيل الأحزان المتدفق في قلبها … انها فلسطينيه وهذا يعني ان تبكي بإبتسامه .. وان تقف بعزة , ولا تقع وان تزلزلت الارض قهرا تحت اقدامها
    كان يسمع قصصاً كثيرة في باص الصليب الأحمر , الذي يقله للسجن لزيارة والده هو وأمه .. فيجد ان حكايته ضئيله وسط حكايا الآخرين .. فهذا يعاني من مرض سرطان منذ 10 سنوات وهو بالأسر . و ذلك توفت والدته ووالده وهو بالأسر وآخر لم يتزوج أسر وهو بالعشرين من عمره , الأن هو كهل بالخمسين .. وبعض الامهات تبكي على اوتار اوجاع عدة .. ابن أسير الآخر شهيد .. والثالث معاق من اصابته بالرصاص بظهره .. آه يا هذا الشعب مُرة حياتك لكن تحلو بالتضحيه انها اجمل السمات العطاء ان كان الهدف عالي يكون أجود بالارض زنابق ورياحين تعطرت بأجساد الشهداء وازهرت مخضبه بدمائهم .. ما حكاية شقائق النعمان .. انها من معاناة الارض الصلبه تشق سيقانها لتنعم النفس الحزينه بالنعمة .. من الصعاب نحيا ونزهر ..

    (إباء حزن آخر)
    كان يقول لأمه: اتمنى ان ازور الاقصى فترد : ما زلت صغيراً ستزور عندما تدخل بالعقد الخامس من عمرك , وبسمة فيها من الحزن الكثير, فيعاند يقول بأصرار سأزوره لن انتظر .. سأرى المكان الذي يدفع خيره الناس ارواحهم رخيصه من أجله , ترد الأم: ثق بي تستحق .. فيقول : اعلم يا امي لكني اتمنى ان اراها بعيوني وامشي في طرقاتها , واصلي على ارضها.. وببراءة صبي شغف يسألها : هل صحيح ما زالت دماء الشهداء حمراء على قمصان شهداء الاقصى المعروضه بالمتحف الاسلامي ؟ فترد : ان للشهداء كرامات وللفداء أثار .. هل تظن ان صبرنا على غياب والدك بلا ثمن وليس له أجر ؟!! فيرد : افهم افهم يا امي اننا بارض الرباط ولكن كيف سنرد الحقوق ؟
    الام: سنبقى نقاتل لنيله مهما خسرنا مع اننا لا نخسر (تتكلم لتشد همة ابنها ) لن يخسر من يقدم لله ويجاهد في سبيله .
    لكن كانت سعاد على موعد مع خطوب الدهر مرة آخرى , الآن إباء يزف لها شهيدا فقد أصر على زيارة الأقصى فذهب بعملية استشهاديه فجر نفسه على حاجز عسكري بطريق القدس .
    نعم صلى بالاقصى .. لعل تلك الروح باتت تعانق المأذن وتطوف في جنبات الاقصى
    ماذا فعلت الأم الثكلى عند سماع الخبر ؟
    كعادتها وجمت وتركت للاقدار الأمان ,, ارخت على حبال الرضا أحزانها .. وماذا عساها ان تفعل الا استقبال الخبر بزغرده فقط اكرمها الله بأستشهاده ..
    زف الشهيد للجنان , وهي قادت ما تبقى لها من عمرها الى القهر والحرمان ,
    نعم يعيش البعض وترى بوجوههم حياة , ولكن يتستر بالداخل مارد القهر المقيت تتأوه النفس بين كل حين وحين ,ولكن بصمت فما يجدي البكاء او النحيب ما دام يستطيع ان يكون صبرا جميل .
    عادت لتزور عمر لكن بدون ، إباء .. كانت ترى بعيون هؤلاء الرفاق الزائرين نظره تناجي ألمها المغروس بالاعماق .
    وكأن لغة العيون تطبطب على جراحها ولكنها ليست بلسم ابدا , لا شيء يهدأ بالداخل , زوج بالاسر وابن تحت التراب .. وماذا بعد يا قدري .. نعم ما زلت موعودة بالأكثر.
    لا تظن ابداً ان الصامت لا يخبيء براكين تجعله قريبا احياننا من الجنون
    نعم قد يخبيء شعوره … ولكن ما زال يتدافع في داخله حمم تغلي ,وتهب بعيونه حينا بدمعه او بأضراب حركاته حينا آخر .. وقد تأتي بنوبات ضحك احياننا آخرى,
    ما الذي يبعدنا عن الجنون ؟! الايمان اكيد لولاه ولولا الرضا والثقه بأن خلف العصاب أجور وكله بأمر الله لكنا جميعا بمصحة الامراض النفسيه هدا ما كانت تقوله لاختها أمل , نعم يا اختي كنت احلم وتضحكين .. الآن لا جدوى من البكاء او الاحزان فالحقيقه اني اعاني الفقد .. ومهما حزنت يجب ان احيى فأنفاس الدنيا تستمر بالآخرين .. هناك يا أختي من ينتظر ان يرى بوجهك الحياة .. ليبث في نفسه الحياة من خلالي .. وما زال مكبل .. فكيف اغرس بعيونه الفشل !
    تقول أمل : اختي ان الله سبحانه وتعالى يهب الصبر مع كل بلاء من حكمته
    الفتى إباء استشهد في وسط رحلة الانتظار .. باقي الكثير
    كانت تذهب لبيت الاحلام بين الحين والآخر ترفقها اختها أمل تنظف البيت وتسترجع الأماني والأحلام.
    وتحاكي اركان المكان بصمته وحنينه للسكان الراحلين, سيأتي يوما لنعود ونرسم الاماني من جديد .. ما زال الأمل , ثم تأخد بيدها اختها ويخرجان فلا مكوث للآمال
    لكن المفاجئه بيوم اتصل عليها عمها ابو عمر وطلب ان يأخذ البيت ليستقر ابنه العائد من السعوديه فيه , قال لها : عانيت الكثير من غربته واريد ان اجده لجواري في آخر ايامي ولا بيت له فها تكرمتي فترة بسيطه بأعطائنا البيت لحين ان يستقر ويبنى بيت آخر, يا ابنتي ابني بلأسر والآخر بالغربة , وانا لوحدي اعاني الكثير انا والدته منى الاهل بالكبر ان يروا ابنائهم لجانبهم , ولكني حتى اني لا اقوى احياننا كثيره على زيارة عمر يعيني وهن العمر بالانتظار.
    وافقت سعاد واعطتهم بيت الاحلام .. الحياة تستمر اقنعت نفسها وانتهى الأمر فيها لأن تنساق لضراوة الايام وتهفوا لوحدة تشكي فيها بصمت الأحزان,
    بين رغبة بالحياة وكسر انف الاحزان كانت حياتها , بكثير من القوة والرغبة بطول الأمل استمرت الى ان اتى اليوم الموعود وسيخرخ عمر من الأسر.

    Though trading on financial markets involves high risk, it can still generate extra income in case you apply the right approach. By choosing a reliable broker such as InstaForex you get access to the international financial markets and open your way towards financial independence. You can sign up here.


  2. #2 Collapse post
    kamelcorp is offline
    Banned Array
    Join Date
    Jun 2015
    Posts
    82
    Accrued Payments
    7 USD
    Thanks
    3
    Thanked 3 Times in 3 Posts
    السلام عليكم و رحمة الله تعالي و بركاته
    موضوع في غاية الأهمية و الفائدة متميز و بسيط الشرح شكرا جزيلا على مشاركتنا هذة المعلومات القيمة وجزاك الله عنا كل الخير

    Though trading on financial markets involves high risk, it can still generate extra income in case you apply the right approach. By choosing a reliable broker such as InstaForex you get access to the international financial markets and open your way towards financial independence. You can sign up here.


+ Reply to Thread

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts

Threads

Posts

Members