ترتبط أسواق الذهب والنفط والعملات ارتباطاً وثيقاً. كتاجر النقد الاجنبى، متابعته لأسواق الذهب والنفط سيساعدانه على توقع التغيرات في الأسعار. ومن الممكن أن تعتبر أسعار النفط والذهب مؤشرات رائدة في تجارة النقد الاجنبى. الأسواق الثلاثة والذهب والنفط والعملات تميل إلى التحرك استنادا إلى الأسس نفسها.
الآن، ترتبط إلى حد ما تقريبا كل العملات بالذهب وأسعار النفط. النفط هو السلعة التي تحرك الاقتصاد العالمي حتى تتمكن من فهم جيدا تأثير ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، هناك أربعة عملات تظهر علاقة قوية جدا مع الذهب والنفط، وبالتالي فهي تسمى عملات السلع المنتشرة ,هذه العملات الأربع هي الدولار الكندي، فرنك سويسرى، الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي .لم تكن العملتين النيوزلاندية و الاسترالية الأوفر حظا مع التجار قبل بضع سنوات. وترتبط العملة الكندية مع النفط ، ولكن ذلك الارتباط ليس بتلك القوة بالمقارنة مع الدولار الاسترالى والنيوزلاندي و الفرنك السويسري بالذهب.
هيمنة الدولار الأمريكى بالاعتماد على مخزون الآخرين من الذهب
في الوقت الذي لا تعود ملكية الذهب المودع في الفيدرالي الاحتياطي إليه، إلا أنه عملياً يهيمن على مليارات الدولارات من الذهب و يدعي بأنه أمين على هذا الأموال في الوقت الذي يستطيع و بدون بذل أي كلفة أن يستخدم هذه الأموال في عملياته البنكية الضخمة و معاملاته المالية. في الواقع إن الفيدرالي الاحتياطي و بالاعتماد على الذهب الأوروبي ينجز أعماله المالية الخاصة على حساب شركائه الأوروبيين. و هذا في الوقت الذي يعتبر هذا الذهب ورقة ضمان، لكنه يستخدمه كرافعة له في العمليات المالية.
و قد جاء في أحد تقارير مؤسسة غلوبال ريسيرتش: دائماً ما يُزعم بأن مبنى المستودع التابع للبنك الفيدرالي الاحتياطي و الكائن في منهاتن إنما وجد ليكون مكاناً آمناً كي يتمكن مالكي الذهب من حفظ أموالهم على صورة ذهب.
و لا تعود مالكية أي من مخزون الذهب المودع في البنك الفيدرالي الاحتياطي إلى نظام الفيدرالي الاحتياطي، فمهمة الفيدرالي الاحتياطي الوحيدة هي حفظ أموال أغنياء العالم و الذين يتشكلون بشكل أساسي من ساسة الولايات المتحدة و بقية دول العالم و كذلك البنوك المركزية و المؤسسات و المنظمات الدولية. بعبارة أخرى يمكن تفسير الوضع على النحو التالي: الفيدرالي الأمريكي يستخدم ذهب الآخرين كوثيقة ضامنة تساعده على دعم تعهداته المالية المتعددة.
علاقة الذهب بالدولار الأمريكى والعملات الأخرى
يرتبط الذهب مع الدولار سلباً.عندما يرتفع الدولار، تنخفض أسعار الذهب وعندما يسقط دولار ترتقع أسعار الذهب. هذا هو بالضبط ما يحدث الآن. تميل أزواج تلك العملات، الدولار الاسترالي، النيوزلاندي، الأمريكي و الفرنك السويسري بعكس مرآة أسعار الذهب. الآن، زوج الدولار مقابل الفرنك السويسري يعدان عملتان شعبيتان بين تجار الفوركس. ويرتبط الفرنك السويسري بشدة مع أسعار الذهب.لذا، إذا كنت ترغب في التجارة، يجب عليك مشاهدة سوق الذهب أيضا!
ربما جميعنا متفق ان العملات الورقية اليوم ما هي الا وسيط للتبادل, و انها ليست لها اي قيمة بذاتها وقيمتها مستمدة من الاعتراف القانوني بها من قبل الدول بالإضافة الى اننا نستخدمها لإشباع حاجاتنا وشراء سلع و خدمات اخرى.
و على الرغم من ان الذهب لم يعد يستخدم كوسيط للتبادل مقابل السلع والخدمات الآخرى, الإ ان الذهب ما يزال له تأثير قوي في السوق و على العملات بشكل عام, علاوة على ذلك هنالك علاقة قوية بين قيمة الذهب و قيمة العملة.
لكي نفهم العلاقة بين عملة ما و سعر الذهب علينا ان نفكر بالإثنين كسلع يتم تداولها في السوق ( اي انها تخضع لقوانين العرض و الطلب )
الذهب والتضخم
ببساطة كثيرا ما نسمع على ان العلاقة بين العملة و الذهب هي علاقة عكسية؟ ( اي ان صعود الأول يقابله هبوط في الثاني وبالعكس) لكن لماذا؟
لكي نلاحظ هذه العلاقة بشكل جلي فلننظر الى اوقات التضخم الذي يمر بها اقتصاد بلد ما, التضخم يصاحبه انخفاض في القوة الشرائية للعملة ( اي انك تستطيع شراء كمية اقل من سلعة ما بنفس بالمبلغ مع مرور الزمن)
مع استمرار توقع التضخم و انخفاض القوة الشرائية للعملة من قبل الناس يفقد الناس ثقتهم بسلعة “العملة” ويقومون باستبدالها بالذهب (اي انها تصبح ملاذ امن للناس في اوقات التضخم)
إذن اقتصاديا يحدث طلب على سلعة الذهب, لكن العرض منها هو ثابت نسبيا مما يعني ان الذهب سوف يرتفع سعره تدريجيا مع الوقت ويصاحب ذلك انخفاض مستمر في سعر العملة.
الخلاصة
الذهب له تأثير عميق على قيمة العملات, الذهب كسلعة يمكن أن تكون بمثابة بديل عن العملات الورقية و يمكن استخدامه كأداة تحوط فعالة ضد التضخم.