PDA

View Full Version : عوامل قد تؤثر على تعاملات اليورو أمام الدولار الأمريكي هذا الأسبوع



هيثم سيد
01-06-2015, 12:31
اليورو انخفض أمام الدولار الأمريكي في أولى تعاملات العام 2015 ليهبط إلى مستويات 1.20 دولار لكل يورو، وهو المستوى الذي طالما توقعته الأسواق على مدار عام 2014 بالكامل.

جميع العوامل الاقتصادية تقف وراء الضغط على البنك المركزي الأوروبي نحو تبني المزيد من السياسات التوسعية، الامر الذي يشكل العامل السلبي الأول على زوج اليورو امام الدولار الأمريكي ليسجل أدني مستوى في أربعة أعوام ونصف.

فيما ان البنك المركزي الأوروبي يفضل وجود سعر صرف ضعيف لدعم التضخم المستمر في التضخم وكذا دعم الصادرات، فإن تباين السياسة النقدية بين أوروبا واتجاهات البنك الاحتياطي الفيدرالي تصب أيضا بالسلب على أداء اليورو وبقوة، ويتوقف مدى هذا التأثير على مدى عدم تأخر البنك الفيدرالي في رفع سعر الفائدة.

ماريو دراغي يضرب من جديد

نادراً ما يقوم ماريو دراغي –محافظ البنك الأوروبي-بالإدلاء إلى صحيفة المانية تصدر باللغة الألمانية أيضا، والهدف الأساسي من هذا التصريح يرجع إلى محاولة كسب تأييد على الصعيد المحلي في المانيا لاسيما في ظل المعارضة الدائمة لمخططات دراغي إزاء التوسع في سياسات التخفيف الكمي وشراء الديون السيادية.

ماريو دراغي صرح بشكل صريح لأول مرة بأنه لا يستبعد ان تشهد منطقة اليورو حالة من الانكماش التضخمي. هذا في الوقت الذي لمح أيضا إلى ان البنك يقوم في الوقت الحالي بالتحضيرات الفنية لتغيير وتعديل شكل وحجم البرامج التحفيزية في بداية العام الجديد وذلك ضمن الاستعداد لمواجهة فترة طويلة من الانخفاض المستمر للتضخم.

تصريحات دراغي تم ترجمتها في الأسواق بأن دراغي يلمح بشكل أساسي إلى اقتراب البنك من تطبيق سياسات التخفيف الكمي في أقرب وقت ممكن وربما قد يعلن ذلك في اجتماع البنك الأول لهذا العام يوم 22 يناير/كانون الثاني.

جدير بالذكر ان ماريو دراغي نوه في وقت سابق إلى انه ليس بحاجة إلى اجماع لتطبيق سياسات التخفيف الكمي لكن يحتاج إلى اغلبية حتى ينفذ تلك البرامج.

فيما ان معارضة تطبيق سياسات التخفيف الكمي تأتي بشكل أساسي من المانيا وبعض الأعضاء الاخرين، ضمن ان تلك البرامج تنطوي على مخاطر للاستقرار المالي في منطقة اليورو، هذا فضلا عن انها قد تساهم في تأخر الحكومات عن تطبيق خطط الإصلاح المالي.

فيما يرد دراغي على ذلك بأنه لا يمكن استبعاد تلك المخاطر، لكن في نفس الوقت تعتبر مخاطر محدودة.

محددات أخرى قد تؤثر على اليورو أمام الدولار الأمريكي

ربما تصريحات ماريو دارغي الأخيرة أظهرت عدم تشبع الأسواق بالنبرة التوسعية التي انتهجها البنك منذ النصف الثاني من العام 2014. وهذا ما يدل على الانخفاض المستمر لليورو امام الدولار الأمريكي منذ يونيو/حزيران السابق.

من ضمن المحددات الهامة التي قد تؤثر على تحركات اليورو امام الدولار الأمريكي هذا الأسبوع هو الإعلان عن القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين السنوي عن شهر ديسمبر/كانون الأول وسط توقعات بأن ينحدر إلى 0.1% من 0.3% للقراءة السابقة ومسجلا أدني مستوى في خمسة أعوام ويبقى ضمن المناطق الخطرة دون مستوى (1%) للشهر الخامس عشر على التوالي.

المحددات الأخرى والتي لا تقل أهمية عن بيانات التضخم، وهي البيانات الامريكية ومدى تأثيرها على قوة الدولار الأمريكي.

هذا الأسبوع نحن امام عدة محطات هامة تبدأ بمحضر اجتماع البنك الفيدرالي الذي عقد الشهر السابق عندما غير فيه البنك الفيدرالي من حيث تسريع موعد وقت رفع سعر الفائدة الذي ربما يكون في ابريل/نيسان المقبل او قبل نهاية النصف الأول على الأقل.

بينما المحطة الأخيرة ستكون مع الإعلان عن بيانات سوق العمل عن شهر ديسمبر/كانون الأول والتوقعات تشير إلى انخفاض معدل البطالة إلى 5.7% من 5.8 ويبقى عند أدني مستوى منذ يوليو/تموز 2008 مع تحقيق إضافة وظائف جديدة بنحو 241الف من 321 ألف وظيفة للقراءة السابقة الأسرع وتيرة نمو منذ ثلاثة أعوام.

مدى إيجابية البيانات الامريكية وضعف البيانات الأمريكي قد يبقى على الحالة السلبية على زوج اليورو امام الدولار الأمريكي، مع الحذر من ان عادة ما يحدث تحركات تصحيحية بعد الوصول إلى مستهدف سعري مثل الذي وصل إليه الزوج يوم الجمعة عند مستويات 1.20.

اتجاهات زوج اليورو أمام الدولار

لذا نجاح الزوج في كسر مستوى 1.20 قد يدفع بالزوج إلى اختبار مناطق 1.1875 على المدى المتوسط بشكل مبدئي. بينما في حالة التصحيح قد يعاود اختبار مناطق 1.2350 من جديد