PDA

View Full Version : جدل حول جدوى تأجيل الطرح الدولى للسندات المصرية



gehad87
02-03-2015, 12:59
أثار تأجيل طرح السندات الدولية المصرية بواقع 1.5 مليار دولار إلى بعد الانتهاء من مؤتمر القمة الاقتصادية المزمع عقده فى مارس المقبل حالة من الجدل بين مسئولى وخبراء المالية.

ففى الوقت الذى أكد فيه البعض أن التأجيل سيكون له مردود إيجابى على الطرح فيما يتعلق بتحقيق سعر فائدة جيد، وكذلك شروط إصدار تتناسب مع واقع الاقتصاد المصرى، إلا أن الفريق الآخر أوضح أن التأجيل يعكس ارتباكًا فى اتخاذ القرار الحكومى، وهو ما سينعكس بشك سيئ على الطرح.

ورغم تأجيل الطرح إلى ما بعد القمة الاقتصادية، لكن وزارة المالية بدأت الترويج لطرح السندات الدولية، عبر الإعداد للإجراءات عن طريق اختيار اللجنة التى ستشرف عليه، فضلاً عن التحضير للإعلان عنه فى صحيفتين دوليتين.

وأكدت مصادر مسئولة لـ«المال»، أن الوزارة لا تستهدف أسواقًا بعينها للترويج للطرح، لكنها واثقة من أن نجاح قمة مارس الاقتصادية سيكون له صدى واسع على الترويج لهذه السندات، وهو ما يغرى الأسواق الدولية بالاكتتاب فيها، لتحصل مصر بذلك على أفضل أسعار فائدة، وأقل الشروط حدة، وهو ما يخفف العبء على منحنى الدين العام، لافتًا إلى أن مدة الطرح تبلغ 10 سنوات تبقيها عند معدلاتها.

من المعروف أن وزير المالية، كان قد أعلن أن الطرح الدولى البالغ 1.5 مليار دولار سيكون خلال الربع الأول من العام المالى الحالى، لكن تغيير موعد قمة مارس الاقتصادية من فبراير حتى مارس جعل الحكومة تغير مخططاتها تجاه الطرح ليصبح بعد القمة.

قال مصدر مسئول بوزارة المالية، إن الوزارة لا تستهدف الحصول على التمويل فقط من خلال هذا الطرح الدولى، لكنها تستهدف وجودًا مصريًا قويًا فى الأسواق العالمية خلال المرحلة المقبلة، مما يحقق هدفين رئيسيين، أولهما تسعير الدين العام المصرى بشكل دقيق، وثانيهما ما يمكن أن يحققه الوجود المصرى فى الأسواق الدولية من تأثير إيجابى على التصنيف الائتمانى لما يعكسه من قدرة الاقتصاد على تخطى الأزمة المالية التى أفرزتها السنوات الأربع التى أعقبت ثورة يناير.

وأشار المصدر إلى أن اختيار توقيت الطرح الدولى بشكل خاص ينبع من المصلحة البحتة، وليست هناك أى اعتبارات أخرى يمكنها أن تحرك الاختيار بما فيها عجز الموازنة، مؤكدًا أن عجز الموازنة قد يؤخذ بعين الاعتبار فى الطروحات المحلية، لكن الطرح الدولى له اعتبارات أخرى، أبرزها توقيت الطرح ومدى استقبال الأسواق الدولية له.

من جانبه قال ممتاز السعيد، وزير المالية الأسبق، إن تأجيل طرح السندات الدولية لما بعد قمة مارس سيمنحها فرصة أكبر فى الترويج، لا سيما أن أصداء نجاح القمة ستلقى بجدواها الاقتصادية على شروط الطرح وأسعار الفائدة، مما يتيح لمصر فرصًا أكبر لاختيار المناسب منها.

وأشار السعيد إلى أن مصر عادة تستهدف السوقين الإنجليزية والأمريكية بهذه الطروحات لأنها الأكثر إقبالاً، ولذلك تزداد حملات الترويج لها.

وأوضح أن اختيار أجل الـ10 سنوات كمدة لطرح هذه السندات مناسب جدًا، لأنه سيتيح فرصة لمصر فى إيجاد سيناريوهات عديدة للسداد، فضلاً عن أن الديون قصيرة الأجل تفقد جدواها الاقتصادية، رغم مساهمتها فى حل أزمة عجز الموازنة لما لها من آثار سلبية على الدين العام وفوائده.

وقال أشرف العربى، مستشار صندوق النقد الدولى، رئيس مصلحة الضرائب الأسبق، إن تغيير مواعيد الطرح الدولى يلقى بظلال سيئة على مدى جدية الحكومة فى الطرح، فضلاً عما يخلفه من أثر اقتصادى سيئ على شروط الطرح وفائدته.

وأشار العربى إلى أن التأجيل يطرح تساؤلات حول ارتباك الحكومة فى اتخاذ قرار هى وحدها المسيطرة عليه، مما يلقى بظلال من الريبة عن مخططات الحكومة فى الأمور الأكثر تعقيدًا مثل الاستثمار الأجنبى المباشر أو السياسة المالية بشكل عام.
http://store2.up-00.com/2015-02/1422957563361.jpg (http://www.up-00.com/)