PDA

View Full Version : مشاركون في «الاتصال الدولي»: العلاقة الرقمية مع الجمهور تحدد ملامح الحكومة العصرية



gehad87
02-24-2015, 07:52
أكد مشاركون في جلسة ضمن اليوم الثاني في منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة، في دورته الرابعة، أمس، أن أشكال العلاقة الرقمية بين الحكومة وجمهورها من أهم العوامل التي تحدد ملامح الحكومة العصرية، خصوصاً أن الأنظمة الرقمية المتوقعة هي أنظمة معقدة تهدف إلى إثراء حياة البشر وتعزز قدرتهم على التواصل وتزيد من فعاليتهم الإنتاجية.

جاء ذلك في الجلسة النقاشية الثانية لمنتدى الاتصال الحكومي بالشارقة التي حملت عنوان «مستقبل الاتصال الحكومي الإلكتروني»، التي أدارتها المذيعة والمراسلة الميدانية في قناة «العربية» الإخبارية، ريما مكتبي، وتحدث فيها كل من مؤسس ورئيس «غوغل»، جاريد كوهين، والإعلامية في قناة «إم بي سي» منى أبوسليمان، ونائب رئيس الأخبار في getty images لمناطق أوروبا والشرق الأوسط، هيوغ بيني، والصحافي المتخصص والباحث في أدوات التواصل الاجتماعي، بن هامرسلي.

وتفصيلاً، قال مؤسس ورئيس «غوغل»، جاريد كوهين، أنه من الأجدر أن «تستخدم الحكومة أدوات التقنية الحديثة للتواصل مع أفراد المجتمع للتخلص من الغموض الذي يكتنف بعض الأفكار، والقلق الأساسي الذي يتعلق بالحرية الفردية، وهنا يأتي دور الحكومة لإيصال الرسائل عبر التقنيات الحديثة، فبعض البشر لديهم إعاقات تمنعهم من التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، إلا أنهم قادرون على التمتع بالحريات بنسبة تتجاوز 80% عن طريق حكومات دولهم».

وتابع أنه «يجب خلق تحالف من مختلف القطاعات الحكومية والدولية لمواجهة ما يبث عبر الـ(يوتيوب)، حيث استطعنا حجب 14 مليون فيلم من (يوتيوب) العام الماضي تتعلق بالإرهاب، كما دربنا موظفينا على معرفة مضمون الفيديوهات التي يتم إنزالها على المواقع الإلكترونية للتعامل معها بالطرق المجدية»، مطالباً الحكومات ببناء قنوات اتصال مع القطاعات الخاصة لمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة، مشيراً إلى أن «داعش» تم خلقه لجلب الشباب المتمردين لخلق الشغب في أنحاء العالم.

في المقابل، قالت منى أبوسليمان إن السن المحددة المفروضة لبث رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تكون مرتبطة بمبدأ تدفق المعلومات، لذا يجب على الحكومات التعامل مع الفئة الأقل من 15 عاماً الذين يوجهون رسائل عبر وسائل الاتصال الحديثة في الوقت المناسب، خصوصاً في المجتمعات المختلطة.

وعرضت مثالاً على ما حدث في المملكة العربية السعودية عندما خصصت الحكومة السعودية متحدثاً رسمياً لنقل رسائل متعلقة بفيروس كورونا من أجل كسب ثقة الشعب بالحكومة، خصوصا أن المملكة هي مزار الملايين حول العالم.

وأشارت إلى أنه «يجب على الحكومة مناقشة القضايا اليومية، وينبغي ألا يقتصر تركيزها على القضايا الكبيرة المتعلقة بالحكومة أو الإرهاب مثلاً، لكون القضايا اليومية تهم المواطن أكثر من أي قضايا أخرى».

وتابعت أنه «أحياناً عندما تتأزم الأمور بعد نشر صور لقضايا وأمور راهنة ذات اهتمام دولي خاص على موقع التواصل الاجتماعي وبعد مشاهدة الجمهور لها، تصبح مؤثرة في دول أخرى، كما حدث عند قيام الثورة في مصر بعد ثورة ليببا مباشرة، فطبيعة الإنسان أنه يتفاعل مع ما يحدث حتى لوكان في بلد آخر، فالمتلقي كائن يتأثر بما تصله من رسائل إعلامية بغض النظر عن صدقيتها».

وحول سؤال عن نشر تغريدة أو فيديو يتعلق بأعمال «داعش» الإرهابية ومدى تأثيرها في جر فئة الشباب إلى هذا التنظيم، وترغيبهم في الانضمام إليه، قالت أبوسليمان، إنه «هنا يتصدر مشهد النفاق الاجتماعي حرية التعبير في الغرب من حيث نسبة التركيز على أهمية هذه الرسائل، فعند اختفاء ثلاث فتيات في المملكة المتحدة، لم تولِ وسائل الإعلام الغربية درجة كبيرة من الاهتمام بالحدث»، موضحة أن «تجنيد الشباب العربي لمثل هذه التنظيمات لا يتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذه التنظيمات تستهدف الشباب الغربي عند توجيه مثل هذه الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

وحول سؤالها عن كيفية تمكين الحكومات من مواجهة أفكار الإرهاب عبر الإنترنت ووسائل التواصل، أشارت أبوسليمان إلى أن 2% من الجرائم التي يتم ارتكابها حول العالم تكون من مسلمين، في حين أن 98% من الجرائم المختلفة حول العالم ترتكبها مجموعات غير مسلمة، ما يؤكد أن تهمة الإرهاب لا يمكن أن توجه إلى حكومات أو ديانات بعينها، كما هو سائد بين الدول الغربية.

من جانبه، قال نائب رئيس الأخبار في «جيتي إميجز» لمناطق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إنه «يجب على الحكومات أن توجه رسائل إلى أماكن تجمهر الشعوب على وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة، كما يجب عليها أن تركز على اختيار نوع الأدوات التي توجه عبرها الرسائل، فبعض الأدوات تفرض وجودها عند توجيه الرسائل».

وعرض مثالاً على تنظيم «داعش» الذي يبث عبر الوسائل الحديثة فيديوهات تتعلق بالأعمال الإرهابية والدموية التي نفذها في ضحاياه، وكذلك المتعلقة بتقاسم البنات بين المقاتلين، موضحاً أن مثل هذه الرسائل توجه للجميع إلا أن مجموعة من الشباب هم من ينجذبون لها.