ZakariaTech
05-01-2015, 19:12
19353
قيمة العملة ترتفع و تنخفض على حسب تغير العرض و الطلب في السوق. عندما يزيد الطلب على عملة بما يفوق العرض المتاح تتجه قيمة العملة إلى الإرتفاع. على النقيض, إذا كان العرض يتجاوز الطلب ستبدأ قيمة العملة فى الإنخفاض.
لنلقى نظرة على أربعة من أهم العوامل التى تؤدى إلى تذبذب أسعار العملات: العوامل الإقتصادية, العوامل السياسية, الكوارث الطبيعية, المضاربة.
العوامل الإقتصادية.
عندما ينظر المتداول إلى العوامل الإقتصادية, فإنه يبحث عن كلمة واحدة جوهرية: النمو. إذا كانت نسبة النمو صفر أو كانت بالسالب ستبدأ قيمة عملة الدولة فى الهبوط. و ذلك يرجع إلى فقدان العملة جاذبيتها و قيمتها فيبدأ المتداولون ببيعها. على العكس من ذلك, إذا كان النمو إيجابيا فإن قيمة عملة البلد سترتفع. هذا لإتجاه المزيد من المتداولين إلى شراء هذه العملة. المتداولون ينظرون إلى عدة عوامل إقتصادية لمعرفة مدى أداء الدولة.
لنلق نظرة على عاملين منهم.
إنفاق المستهلكين
كل واحد منا لابد أن ينفق سواء على سلع أو خدمات. إنفاق المستهلكين يؤثر بشكل مباشر على كم المال المعروض فى الدولة و الذى يؤثر بشكل مباشر على قيمة عملتها و سعر صرفها مقابل عملات الدول الأخرى. عند زيادة معدل الإنفاق أو الإستهلاك تزيد صحة الإقتصاد و عليه يزيد الطلب على عملة الدولة و ترتفع قيمتها مقابل باقى العملات. فى المقابل, عند ضعف الإنفاق, يتداعى الإقتصاد و يتحول المزاج العام عن شراء العملة و هذا يؤدى إلى إنخفاض العملة مقابل العملات الأخرى.
ميزان الحساب الجارى
ميزان الحساب الجارى هو مقياس لحجم المال المتدفق من الدولة بالمقارنة مع الأموال الأجنبية الواردة. فإذا كانت الأموال الواردة أكبر من الصادرة فإننا نقول أنه يوجد فائض فى ميزان الحساب الجارى و إذا كان العكس فإننا نقول أنه يوجد عجز فى ميزان الحساب. الحدوث المستمر للعجز قد يؤدى إلى ضعف القيمة العام لعملة الدولة. سبب ذلك أن أموال التجارة و الدخل و المساعدات تجعل الدولة تدفع بالعملات الأجنبية. الحساب الجارى يتكون من ثلاثة بنود:
الحساب الجارى= الميزان التجارى+ صافى الدخل+ التحويلات من طرف واحد
الميزان التجارى ببساطة هو القيمة الأجمالية للصادرات مطروح منه إجمالى قيمة الواردات. أما صافى الدخل فهو الفرق بين الأموال المستلمة و الأموال المدفوعة. هو يشمل المرتبات, الفوائد و أرباح الأسهم. التحويلات من طرف واحد تشمل الضرائب, المساعدات الأجنبية و الهبات الغير مردودة. يعتبر الميزان التجارى هو أكبر بند فى المعادلة فى كثير من الدول. كمثال: شهدت الولايات المتحدة عجز كبير فى الحساب الجارى على مدى العقود القليلة الماضية و السبب الأساسى لذلك هو العجز التجارى الكبير.
العوامل السياسية.
عندما تقع دولة فى مشاكل سياسية, يتأثر الطلب على منتجاتها و خدماتها. بالإضافة إلى ذلك, الإضطرابات السياسية قد توقف أو تسبب هروب الأموال الأجنبية. فالتأثير المزدوج للمشاكل السياسية يؤدى إلى ضعف عملة البلد أمام العملات الأخرى. إقتراب الإنتخابات قد يكون له أثرا كبيرا أيضا على عملة البلد, فالمتداولون ينظرون إلى الإنتخابات عن إنها أحداث قد تسبب عدم إستقرار و ضباب سياسى سريعا ما يتحول إلى تذبذب كبير فى سعر عملة البلد. و يمكن رؤية ذلك بوضوح عند تغير الحكومات. حكومة جديدة تعنى عادة تغير فى الأيدلوجية و الإدارة و من ثم قوانين و سياسات جديدة و التى ستؤثر على قيمة العملة بالتأكيد. هذا التغير قد يكون إيجابيا أو سلبيا. الأحزاب السياسية التى تعمل على تعزيز النمو الإقتصادى و الحد من مستويات الدين الحكومى ترتفع قيمة العملة فى عهدها.
الكوارث الطبيعية.
الكوارث الطبيعية مثل الزلازل, الأعاصير و الفيضانات قد تُحدث أثارا مدمرة للدولة. الخسائر فى الأرواح, تدمير البنية التحتية, التغيرات المفاجئة فى الحياة اليومية و غيرها لها نتائج سلبية على عملة الدولة. سيتأثر الناتج الإقتصادى بشكل كبير بسبب الدمار. فالأموال التى كان سيتم إستخدامها فى تحفيز الإقتصاد يتم إستخدامها فى إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة. المشكلة قد تكون أعقد من خفض الإستهلاك المحلى و خسارة ثقة المستثمر و المستهلك. من المثير للسخرية أن دول أخرى قد تعمل على الإستفادة من الكارثة بسبب زيادة معدلات طلبيات الإستيراد من الدولة المنكوبة. كل هذه العوامل مجتمعة تلقى بثقلها على كاهل عملة الدولة.
المضاربة.
يتداول المضاربون فى سوق الفوركس من أجل الربح فقط. هناك نوعين من المتداولين فى السوق: المتداولين الأفراد العاديين (متداولى التجزئة) و صناديق الإستثمار. فى المتوسط, أكثر من 90% من حجم التداول اليومى فى الفوركس يكون من المضاربة (تكون طبيعته تضاربيه). صفقات المضاربة تسمى أحيانا “المال الذكى” smart money أو المال الساخن hot money لأن هذه الصفقات هى أول صفقات تدخل سوق الدولة. مثال: لو إعتقد المتداولون أن إقتصاد دولة قد نمى بشكل مفرط و أنه فى إحتمالية تباطئه فقد يخرجون أموالهم تحسبا لإجراءات الحكومة للحد من نمو الإقتصاد أو تبريد الإقتصاد الذى إرتفعت درجة حرارة نموه. هذا قد يُحدث إرتفاع العرض عن الطلب للعملة مما يؤدى إلى ضعف قيمتها.
واحدة من أكثر حركات التداول شهرة فى العالم حدثت يوم الأربعاء 16 سبتمبر 1992 و هو ما يسمى بالأربعاء الأسود. فى هذا اليوم, قام مضارب العملات جورج سورس بالمراهنة بشدة ضد الجنية الإسترلينى و ربح مليار دولار فى هذه العملية. قبل إسبوعين من الأربعاء الأسود, قام متداولوا العملات بما فيهم سورس ببيع مليارات الجنيهات الإسترلينى على أمل شرائهم مرة أخرى بسعر اقل و جنى ارباح ضخمة مما أدى بالحكومة البريطانية إلى التدخل و رفع سعر الفائدة إلى 12%.
حاولت وزارة المالية أيضا دعم الجنية بإنفاق 27 مليار جنية من الخزانة. غير أن كل إجراءات الحكومة كانت غير نافعة. ففى مساء 16 سبتمبر, قامت حكومة المحافظين البريطانية بالخروج من آليه سعر الصرف الأوروبية معترفه بهزيمة الجنية الذى لم يتمكن على الحفاظ على سعر 2,778 أمام المارك الألمانى. فى غضون ساعات من الإعلان, هبط الجنية 3% و وصل هبوطه إلى 12% فى 3 أسابيع. فى 1997,قدرت وزارة الخزانة البريطانية خسائر الأربعاء الأسود بـ 3,4 مليار جنية إسترلينى.
قيمة العملة ترتفع و تنخفض على حسب تغير العرض و الطلب في السوق. عندما يزيد الطلب على عملة بما يفوق العرض المتاح تتجه قيمة العملة إلى الإرتفاع. على النقيض, إذا كان العرض يتجاوز الطلب ستبدأ قيمة العملة فى الإنخفاض.
لنلقى نظرة على أربعة من أهم العوامل التى تؤدى إلى تذبذب أسعار العملات: العوامل الإقتصادية, العوامل السياسية, الكوارث الطبيعية, المضاربة.
العوامل الإقتصادية.
عندما ينظر المتداول إلى العوامل الإقتصادية, فإنه يبحث عن كلمة واحدة جوهرية: النمو. إذا كانت نسبة النمو صفر أو كانت بالسالب ستبدأ قيمة عملة الدولة فى الهبوط. و ذلك يرجع إلى فقدان العملة جاذبيتها و قيمتها فيبدأ المتداولون ببيعها. على العكس من ذلك, إذا كان النمو إيجابيا فإن قيمة عملة البلد سترتفع. هذا لإتجاه المزيد من المتداولين إلى شراء هذه العملة. المتداولون ينظرون إلى عدة عوامل إقتصادية لمعرفة مدى أداء الدولة.
لنلق نظرة على عاملين منهم.
إنفاق المستهلكين
كل واحد منا لابد أن ينفق سواء على سلع أو خدمات. إنفاق المستهلكين يؤثر بشكل مباشر على كم المال المعروض فى الدولة و الذى يؤثر بشكل مباشر على قيمة عملتها و سعر صرفها مقابل عملات الدول الأخرى. عند زيادة معدل الإنفاق أو الإستهلاك تزيد صحة الإقتصاد و عليه يزيد الطلب على عملة الدولة و ترتفع قيمتها مقابل باقى العملات. فى المقابل, عند ضعف الإنفاق, يتداعى الإقتصاد و يتحول المزاج العام عن شراء العملة و هذا يؤدى إلى إنخفاض العملة مقابل العملات الأخرى.
ميزان الحساب الجارى
ميزان الحساب الجارى هو مقياس لحجم المال المتدفق من الدولة بالمقارنة مع الأموال الأجنبية الواردة. فإذا كانت الأموال الواردة أكبر من الصادرة فإننا نقول أنه يوجد فائض فى ميزان الحساب الجارى و إذا كان العكس فإننا نقول أنه يوجد عجز فى ميزان الحساب. الحدوث المستمر للعجز قد يؤدى إلى ضعف القيمة العام لعملة الدولة. سبب ذلك أن أموال التجارة و الدخل و المساعدات تجعل الدولة تدفع بالعملات الأجنبية. الحساب الجارى يتكون من ثلاثة بنود:
الحساب الجارى= الميزان التجارى+ صافى الدخل+ التحويلات من طرف واحد
الميزان التجارى ببساطة هو القيمة الأجمالية للصادرات مطروح منه إجمالى قيمة الواردات. أما صافى الدخل فهو الفرق بين الأموال المستلمة و الأموال المدفوعة. هو يشمل المرتبات, الفوائد و أرباح الأسهم. التحويلات من طرف واحد تشمل الضرائب, المساعدات الأجنبية و الهبات الغير مردودة. يعتبر الميزان التجارى هو أكبر بند فى المعادلة فى كثير من الدول. كمثال: شهدت الولايات المتحدة عجز كبير فى الحساب الجارى على مدى العقود القليلة الماضية و السبب الأساسى لذلك هو العجز التجارى الكبير.
العوامل السياسية.
عندما تقع دولة فى مشاكل سياسية, يتأثر الطلب على منتجاتها و خدماتها. بالإضافة إلى ذلك, الإضطرابات السياسية قد توقف أو تسبب هروب الأموال الأجنبية. فالتأثير المزدوج للمشاكل السياسية يؤدى إلى ضعف عملة البلد أمام العملات الأخرى. إقتراب الإنتخابات قد يكون له أثرا كبيرا أيضا على عملة البلد, فالمتداولون ينظرون إلى الإنتخابات عن إنها أحداث قد تسبب عدم إستقرار و ضباب سياسى سريعا ما يتحول إلى تذبذب كبير فى سعر عملة البلد. و يمكن رؤية ذلك بوضوح عند تغير الحكومات. حكومة جديدة تعنى عادة تغير فى الأيدلوجية و الإدارة و من ثم قوانين و سياسات جديدة و التى ستؤثر على قيمة العملة بالتأكيد. هذا التغير قد يكون إيجابيا أو سلبيا. الأحزاب السياسية التى تعمل على تعزيز النمو الإقتصادى و الحد من مستويات الدين الحكومى ترتفع قيمة العملة فى عهدها.
الكوارث الطبيعية.
الكوارث الطبيعية مثل الزلازل, الأعاصير و الفيضانات قد تُحدث أثارا مدمرة للدولة. الخسائر فى الأرواح, تدمير البنية التحتية, التغيرات المفاجئة فى الحياة اليومية و غيرها لها نتائج سلبية على عملة الدولة. سيتأثر الناتج الإقتصادى بشكل كبير بسبب الدمار. فالأموال التى كان سيتم إستخدامها فى تحفيز الإقتصاد يتم إستخدامها فى إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة. المشكلة قد تكون أعقد من خفض الإستهلاك المحلى و خسارة ثقة المستثمر و المستهلك. من المثير للسخرية أن دول أخرى قد تعمل على الإستفادة من الكارثة بسبب زيادة معدلات طلبيات الإستيراد من الدولة المنكوبة. كل هذه العوامل مجتمعة تلقى بثقلها على كاهل عملة الدولة.
المضاربة.
يتداول المضاربون فى سوق الفوركس من أجل الربح فقط. هناك نوعين من المتداولين فى السوق: المتداولين الأفراد العاديين (متداولى التجزئة) و صناديق الإستثمار. فى المتوسط, أكثر من 90% من حجم التداول اليومى فى الفوركس يكون من المضاربة (تكون طبيعته تضاربيه). صفقات المضاربة تسمى أحيانا “المال الذكى” smart money أو المال الساخن hot money لأن هذه الصفقات هى أول صفقات تدخل سوق الدولة. مثال: لو إعتقد المتداولون أن إقتصاد دولة قد نمى بشكل مفرط و أنه فى إحتمالية تباطئه فقد يخرجون أموالهم تحسبا لإجراءات الحكومة للحد من نمو الإقتصاد أو تبريد الإقتصاد الذى إرتفعت درجة حرارة نموه. هذا قد يُحدث إرتفاع العرض عن الطلب للعملة مما يؤدى إلى ضعف قيمتها.
واحدة من أكثر حركات التداول شهرة فى العالم حدثت يوم الأربعاء 16 سبتمبر 1992 و هو ما يسمى بالأربعاء الأسود. فى هذا اليوم, قام مضارب العملات جورج سورس بالمراهنة بشدة ضد الجنية الإسترلينى و ربح مليار دولار فى هذه العملية. قبل إسبوعين من الأربعاء الأسود, قام متداولوا العملات بما فيهم سورس ببيع مليارات الجنيهات الإسترلينى على أمل شرائهم مرة أخرى بسعر اقل و جنى ارباح ضخمة مما أدى بالحكومة البريطانية إلى التدخل و رفع سعر الفائدة إلى 12%.
حاولت وزارة المالية أيضا دعم الجنية بإنفاق 27 مليار جنية من الخزانة. غير أن كل إجراءات الحكومة كانت غير نافعة. ففى مساء 16 سبتمبر, قامت حكومة المحافظين البريطانية بالخروج من آليه سعر الصرف الأوروبية معترفه بهزيمة الجنية الذى لم يتمكن على الحفاظ على سعر 2,778 أمام المارك الألمانى. فى غضون ساعات من الإعلان, هبط الجنية 3% و وصل هبوطه إلى 12% فى 3 أسابيع. فى 1997,قدرت وزارة الخزانة البريطانية خسائر الأربعاء الأسود بـ 3,4 مليار جنية إسترلينى.