704460
06-17-2015, 17:10
سرعة التطورات المالية والاقتصادية في العالم لا تتيح التقـاط الأنفـاس، فالأزمـات
تتوالى وعمليات الإفلاس شبه يومية وأسعار السلع الأولية، وخصوصاً النفط، تتهـاوى نحـو
القاع، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الاجتماعات والقمم العالمية لعلّ وعسى تسفر عن
بارقة أمل للخروج من هذا المأزق .
من هنا اتجهت اهتمامات البلدان كافة نحو قمة مجموعة العشرين التـي عقـدت فـي
وا شنطن العاصمة في شهر نوفمبر - 2008 في ظل مستجدات اقتصادية عالمية من ضـمنها
بروز كثير من البلدان الناشئة التي احتلت مواقع مهمة فـي العلاقـات الاقتـصادية الدوليـة،
كالصين والهند والبرازيل ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي والتي تحاول البحـث عـن
21
موقع لأجندتها الخاصة المعبرة عن مصالحها، بما في ذلك تمثيل هذه البلدان فـي المنظمـات
الدولية، كصندوق النقد والبنك الدوليين .
منذ سنوات وبلدان الغرب تحاول لجم هذا التطلـع للبلـدان الناشـئة للحفـاظ علـى
استمرارية العمل بالآليات السابقة التي تمخض عنها مؤتمر برايتون وودز بعد الحرب العالمي ة
الثانية .
ومع اهتزاز الاقتصاد العالمي والناجم عن الأزمة المالية العنيفة التي تعصف بالعـالم
في الوقت الحاضر، حدثت هزة مرافقة شملت كثيراً من المفاهيم التي سادت في العقود الـستة
الماضية، وخصوصاً المطالبة بإقامة أنظمة مالية واقتصادية تستجيب لروح العـصر وتعكـس
مو ازين القوى الاقتصادية والإستراتيجية المستجدة في بداية القرن الواحد والعشرين .
والحال أن الأزمة المالية العالمية دفعت بأوروبا الموحدة إلى الانضمام لهذه المطالـب
في الأشهر القليلة الماضية، ما أكسبها زخماً وبعداً جديدين، إلى درجة أن الـرئيس البرازيلـي
صرح بعد ان تهاء قمة العشرين التي عقدت في واشنطن في شهر نوفمبر/ 2008 ، قائلاً «إنني
لم أكن أتصور قبل ستة أشهر أن تحتل مساهمة بلدي البرازيل هذا الموقع المهم في إقامة نظام
عالمي جديد» .
يبقى أن تستوعب الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما هـذه
الحقيقة لتعمل بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي والصين والهند وبقيـة البلـدان الناشـئة
ليتمكن العالم من وضع أنظمة مالية واقتصادية أكثر ثباتاً وشفافية للحد من التـأثيرات الـسلبية
للأزمات المالية التي يتعرض إليها الاقتصاد العالمي بين حين وآخر .
لحسن الحظ أن العرب لم يكونوا غائبين عن هذا اللقاء الذي يؤسس لنظام مالي عالمي
جديد، وذلك من خلال دعوة السعودية لهذا اللقاء، وبما أن السنوات المقبلة ستشهد وضع هـذه
الأسس الجديدة، فإنه من المهم أن تكون للبلدان العربية رؤيتها لهذه التغيرات المرتقبة، وذلـك
انطلاقاً من مصالحها، كقوة اقتصادية مؤثرة، وخصوصاً فـي مجـال الطاقـة والـصناعات
المرتبطة بها .
من الواضح أن التغيرات والأنظمة التي سيتم وضعها، ستحدد طبيعة العلاقات الماليـة
والاقتصادية في القرن الواحد والعشرين، وبالتالي، فإنه لابد أن تتم بلورة رؤية عربية للقمـة
المقبلة لمجموعة العشرين في شهر فبراير / شباط , 2009 سواء من خـلال مجلـس التعـاون
الخليجي أو من خلال الجامعة العربية .
في هذه الحالة فقط يمكن أن يكون للعرب موقع ومساهمة فعالة في إدارة شؤون العالم
المالية والاقتصادية، وإذا كانت الأوضاع بعد الحرب العالمية الثانية قد فوتت هـذه الفرصـة
لاعتبارات عدة، فإن الفرصـة الآن مواتيـة لـدور عربـي يعكـس الأهميـة الاقتـصادية
والإستراتيجية للعالم العربي في العلاقات الاقتصادية الدولية.
تتوالى وعمليات الإفلاس شبه يومية وأسعار السلع الأولية، وخصوصاً النفط، تتهـاوى نحـو
القاع، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الاجتماعات والقمم العالمية لعلّ وعسى تسفر عن
بارقة أمل للخروج من هذا المأزق .
من هنا اتجهت اهتمامات البلدان كافة نحو قمة مجموعة العشرين التـي عقـدت فـي
وا شنطن العاصمة في شهر نوفمبر - 2008 في ظل مستجدات اقتصادية عالمية من ضـمنها
بروز كثير من البلدان الناشئة التي احتلت مواقع مهمة فـي العلاقـات الاقتـصادية الدوليـة،
كالصين والهند والبرازيل ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي والتي تحاول البحـث عـن
21
موقع لأجندتها الخاصة المعبرة عن مصالحها، بما في ذلك تمثيل هذه البلدان فـي المنظمـات
الدولية، كصندوق النقد والبنك الدوليين .
منذ سنوات وبلدان الغرب تحاول لجم هذا التطلـع للبلـدان الناشـئة للحفـاظ علـى
استمرارية العمل بالآليات السابقة التي تمخض عنها مؤتمر برايتون وودز بعد الحرب العالمي ة
الثانية .
ومع اهتزاز الاقتصاد العالمي والناجم عن الأزمة المالية العنيفة التي تعصف بالعـالم
في الوقت الحاضر، حدثت هزة مرافقة شملت كثيراً من المفاهيم التي سادت في العقود الـستة
الماضية، وخصوصاً المطالبة بإقامة أنظمة مالية واقتصادية تستجيب لروح العـصر وتعكـس
مو ازين القوى الاقتصادية والإستراتيجية المستجدة في بداية القرن الواحد والعشرين .
والحال أن الأزمة المالية العالمية دفعت بأوروبا الموحدة إلى الانضمام لهذه المطالـب
في الأشهر القليلة الماضية، ما أكسبها زخماً وبعداً جديدين، إلى درجة أن الـرئيس البرازيلـي
صرح بعد ان تهاء قمة العشرين التي عقدت في واشنطن في شهر نوفمبر/ 2008 ، قائلاً «إنني
لم أكن أتصور قبل ستة أشهر أن تحتل مساهمة بلدي البرازيل هذا الموقع المهم في إقامة نظام
عالمي جديد» .
يبقى أن تستوعب الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب باراك أوباما هـذه
الحقيقة لتعمل بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي والصين والهند وبقيـة البلـدان الناشـئة
ليتمكن العالم من وضع أنظمة مالية واقتصادية أكثر ثباتاً وشفافية للحد من التـأثيرات الـسلبية
للأزمات المالية التي يتعرض إليها الاقتصاد العالمي بين حين وآخر .
لحسن الحظ أن العرب لم يكونوا غائبين عن هذا اللقاء الذي يؤسس لنظام مالي عالمي
جديد، وذلك من خلال دعوة السعودية لهذا اللقاء، وبما أن السنوات المقبلة ستشهد وضع هـذه
الأسس الجديدة، فإنه من المهم أن تكون للبلدان العربية رؤيتها لهذه التغيرات المرتقبة، وذلـك
انطلاقاً من مصالحها، كقوة اقتصادية مؤثرة، وخصوصاً فـي مجـال الطاقـة والـصناعات
المرتبطة بها .
من الواضح أن التغيرات والأنظمة التي سيتم وضعها، ستحدد طبيعة العلاقات الماليـة
والاقتصادية في القرن الواحد والعشرين، وبالتالي، فإنه لابد أن تتم بلورة رؤية عربية للقمـة
المقبلة لمجموعة العشرين في شهر فبراير / شباط , 2009 سواء من خـلال مجلـس التعـاون
الخليجي أو من خلال الجامعة العربية .
في هذه الحالة فقط يمكن أن يكون للعرب موقع ومساهمة فعالة في إدارة شؤون العالم
المالية والاقتصادية، وإذا كانت الأوضاع بعد الحرب العالمية الثانية قد فوتت هـذه الفرصـة
لاعتبارات عدة، فإن الفرصـة الآن مواتيـة لـدور عربـي يعكـس الأهميـة الاقتـصادية
والإستراتيجية للعالم العربي في العلاقات الاقتصادية الدولية.