osama47
06-26-2015, 17:40
أولا: لفهم طبيعة العلاقة بين اسعار العملات و بالأخص اسعار الدولار و اسعار البترول قد يكون من المفيد أولا تذكر الحقائق التالية:
البترول يتم تسعيره بالدولار. كل النفط في أي مكان في العالم الآن يتم تسعيره بالدولار الأمريكي رغم أن بعض الدول تشترط أن تسلم العائدات باليورو. تسلم العائدات باليورو ليس معناه تسعير النفط باليورو، ولايوجد بترول في العالم الآن يتم تسعيره باليورو. أغلب البلدان تسلم عوائد النفط بالدولار الأمريكي. شركات البترول الدولية تستثمر في دول متباينة، الأمر الذي يعني أن تكاليفها تكون بالدولار الأمريكي أو بعملات مختلفة في الوقت الذي يباع فيه بترولها في الأسواق الدولية بالدولار. من أسباب انخفاض سعر العملة الأمريكية هو زيادة العجز في الميزان التجاري الأمريكي. و ذلك معناه أن زيادة الفرق بين ما تصدره الولايات المتحدة وبين ما تستورده يساعد على تخفيض الدولار الأمريكي.
ما هو أثر انخفاض قيمة الدولار الأمريكي على المدى القصير؟
أثر خفض سعر الدولار الأمريكي على البعد القريب يختلف عن أثر انخفاضه على المدى الطويل اختلافاً جذرياً، ولكن كلا منهما يسبب ارتفاع أسعار البترول. فانخفاض سعر صرف العملة الأمريكية على المدى القريب يسهم في زيادة المضاربات في سوق البترول الآجلة، و يرفع الطلب على النفط شكلياً، الأمر الذي يرفع أسعاره، و يضخم عجز ميزان المدفوعات الأمريكي، و الذي يؤدي بالتالي إلى خفض سعر صرف الدولار الأمريكي، وهكذا .
و تعود زيادة المضاربات في البترول في هذه الحالة إلى أسباب عديدة أهمها أن خفض قيمة الدولار الأمريكي يجعل أي سلعة مقيمة بالدولار أرخص، بمعنى أن عائدها أفضل من غيرها. و منها كذلك أن انخفاض قيمة الدولار يوازيه انخفاض في أسعار الفائدة، و ذلك يجعل الخيارات المرتبطة بأسعار الفائدة أقل جاذبية للمستثمرين. و قد أسهمت عوامل أخرى في الشهور الأخيرة الى زيادة المضاربات في بورصة النفط من أهمها أزمة الرهن العقاري التي جعلت المستثمرين و المضاربين يحجمون عن الاستثمار في العقارات و قطاع المصارف الذي يمول لسوق العقارات.
ما هو تأثير انخفاض قيمة الدولار على المدى البعيد؟
بما أن البترول يتم تسعيره بالدولار، ، فإن انخفاض الدولار يسبب تخفيض القدرة الإنتاجية و ازدياد الطلب على النفط. خفض الإنتاج و زيادة الطلب يؤديان في النهاية إلى ازدياد سعر البترول.
مثلا خفض سعر صرف الدولار يؤدي الى خفض القيمة الشرائية لصادرات البترول، امما يؤدي الى خفض الاستثمارات في مجال انلاستكشاف و التنقيب ، و بالتالي خفض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان سعر صرف الدولار عاليا.
انخفاض الدولار ينتج عنه ازدياد الطلب على النفط في البلدان التي ترتفع سعر عملاتها مقابل العملة الأمريكية لأن النفط يكون أقل كلفة في هذه الحالة. فمثلا، إذا كان سعر صرف الدولار يساوي اليورو، وكان سعر البترول 100 دولار أمريكي ، فإن سعر النفط يساوي 100 يورو أيضاً. فإذا انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي وأصبح اليورو يساوي 2 دولار و بقي سعر النفط على حاله، فإن سعر البترول سيصبح 50 يورو فقط. بالنسبة الدول المتعاملة باليورو قلت أسعار البترول بمقدار النصف بسبب انخفاض سعر الدولار الأمريكي.
أما ما حدث في أمريكا فإن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي أسهم ، ضمن عوامل عديدة أخرى، في زيادة الطلب على النفط. فقد نتج عن خفض الدولار الأمريكي زيادة تكلفة الاجازات في أوروبا، او ذلك أجبر الكثير من العائلات الأمريكية على قضاء الإجازات داخل أمريكا ، او ذلك أسهم في ازدياد الطلب عليه.
بناء على ماسبق فإنه يمكن القول إن السياسات الأمريكية المالية التي تدعم دولار ضعيف ساعدت، ومازالت و ستظل في رفع أسعار البترول. وإذا قرر أحد أن يلوم الولايات المتحدة على سياساتها فإن ذلك يعني أن ضعف الدولار هو صفة "قوة" وليس صفة ضعف !
منقول
البترول يتم تسعيره بالدولار. كل النفط في أي مكان في العالم الآن يتم تسعيره بالدولار الأمريكي رغم أن بعض الدول تشترط أن تسلم العائدات باليورو. تسلم العائدات باليورو ليس معناه تسعير النفط باليورو، ولايوجد بترول في العالم الآن يتم تسعيره باليورو. أغلب البلدان تسلم عوائد النفط بالدولار الأمريكي. شركات البترول الدولية تستثمر في دول متباينة، الأمر الذي يعني أن تكاليفها تكون بالدولار الأمريكي أو بعملات مختلفة في الوقت الذي يباع فيه بترولها في الأسواق الدولية بالدولار. من أسباب انخفاض سعر العملة الأمريكية هو زيادة العجز في الميزان التجاري الأمريكي. و ذلك معناه أن زيادة الفرق بين ما تصدره الولايات المتحدة وبين ما تستورده يساعد على تخفيض الدولار الأمريكي.
ما هو أثر انخفاض قيمة الدولار الأمريكي على المدى القصير؟
أثر خفض سعر الدولار الأمريكي على البعد القريب يختلف عن أثر انخفاضه على المدى الطويل اختلافاً جذرياً، ولكن كلا منهما يسبب ارتفاع أسعار البترول. فانخفاض سعر صرف العملة الأمريكية على المدى القريب يسهم في زيادة المضاربات في سوق البترول الآجلة، و يرفع الطلب على النفط شكلياً، الأمر الذي يرفع أسعاره، و يضخم عجز ميزان المدفوعات الأمريكي، و الذي يؤدي بالتالي إلى خفض سعر صرف الدولار الأمريكي، وهكذا .
و تعود زيادة المضاربات في البترول في هذه الحالة إلى أسباب عديدة أهمها أن خفض قيمة الدولار الأمريكي يجعل أي سلعة مقيمة بالدولار أرخص، بمعنى أن عائدها أفضل من غيرها. و منها كذلك أن انخفاض قيمة الدولار يوازيه انخفاض في أسعار الفائدة، و ذلك يجعل الخيارات المرتبطة بأسعار الفائدة أقل جاذبية للمستثمرين. و قد أسهمت عوامل أخرى في الشهور الأخيرة الى زيادة المضاربات في بورصة النفط من أهمها أزمة الرهن العقاري التي جعلت المستثمرين و المضاربين يحجمون عن الاستثمار في العقارات و قطاع المصارف الذي يمول لسوق العقارات.
ما هو تأثير انخفاض قيمة الدولار على المدى البعيد؟
بما أن البترول يتم تسعيره بالدولار، ، فإن انخفاض الدولار يسبب تخفيض القدرة الإنتاجية و ازدياد الطلب على النفط. خفض الإنتاج و زيادة الطلب يؤديان في النهاية إلى ازدياد سعر البترول.
مثلا خفض سعر صرف الدولار يؤدي الى خفض القيمة الشرائية لصادرات البترول، امما يؤدي الى خفض الاستثمارات في مجال انلاستكشاف و التنقيب ، و بالتالي خفض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان سعر صرف الدولار عاليا.
انخفاض الدولار ينتج عنه ازدياد الطلب على النفط في البلدان التي ترتفع سعر عملاتها مقابل العملة الأمريكية لأن النفط يكون أقل كلفة في هذه الحالة. فمثلا، إذا كان سعر صرف الدولار يساوي اليورو، وكان سعر البترول 100 دولار أمريكي ، فإن سعر النفط يساوي 100 يورو أيضاً. فإذا انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي وأصبح اليورو يساوي 2 دولار و بقي سعر النفط على حاله، فإن سعر البترول سيصبح 50 يورو فقط. بالنسبة الدول المتعاملة باليورو قلت أسعار البترول بمقدار النصف بسبب انخفاض سعر الدولار الأمريكي.
أما ما حدث في أمريكا فإن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي أسهم ، ضمن عوامل عديدة أخرى، في زيادة الطلب على النفط. فقد نتج عن خفض الدولار الأمريكي زيادة تكلفة الاجازات في أوروبا، او ذلك أجبر الكثير من العائلات الأمريكية على قضاء الإجازات داخل أمريكا ، او ذلك أسهم في ازدياد الطلب عليه.
بناء على ماسبق فإنه يمكن القول إن السياسات الأمريكية المالية التي تدعم دولار ضعيف ساعدت، ومازالت و ستظل في رفع أسعار البترول. وإذا قرر أحد أن يلوم الولايات المتحدة على سياساتها فإن ذلك يعني أن ضعف الدولار هو صفة "قوة" وليس صفة ضعف !
منقول