PDA

View Full Version : الصوم وأسس التربية الغذائية والصحية



reemmal
07-01-2015, 15:01
«إنه شهر معظم وليس شهر الأكل» .. تلك كانت أبرز شعارات اختصاصي التغذية في بداية حديثهم عن ثقافة التغذية الرمضانية، بعدما هالهم تزايد أنماط استهلاك الأطعمة في رمضان بصورة مفرطة مع ارتفاع معدلات زيادة الوزن ومشاكل الكولسترول وتدهن الكبد وغيرها من الأزمات الصحية الموازية كخشونة المفاصل والسكري وانتهاء بالجلطات وحالات بتر القدم السكري.

لقد تغيرت عاداتنا الغذائية خلال هذا الشهر الكريم عن عادات الأجداد والأسلاف، حتى باتت النحافة أمنية غالية وعزيزة للكثيرين منا، وباتت أجسامنا ذاتها ثقيلة في العبادة التي هي مقصود الشهر وهدفه الأعظم، ففاتنا الكثير من الرحمات فضلا عن خسارة الكثير من رصيدنا الصحي، الأمر الذي يتطلب منا وقفة جادة لننعم بالعبادة الرمضانية ونخرج منه بمغفرة وحيوية تضاف إلى رصيدنا الإيماني والصحي، والمؤمن القوى خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف.

• البداية لابد أن تكون من الرفض التام لوجبات التباهي والمفاخرة التي نعدها للأهل والأحباب خلال الضيافات الرمضانية العامرة بصنوف الأطعمة التي تحتاج إلى قبلية لتأكلها لا إلى بضعة أشخاص، وغير خفي على أحد استهجان الإسلام للتبذير والمبذرين وللرياء والمرائين، وأن من شكر النعم الحفاظ عليها لا الإفراط فيها حتى تؤول إلى صناديق القمامة، والمحك الحقيقي في هذا الأمر هو تقديم رؤية الخالق على رؤية الخلق، وفي الحديث النبوي الشريف "من فطر صائما فله مثل أجره" وليس من أتخم صائما.
جدير بالذكر أن معدة الإنسان العادي تسع 250 سم3 فقط، وأن جدار المعدة قابل للاتساع والتمدد نتيجة التخمة إلى ما يقرب من 2500 سم3. فحجم المعدة الطبيعي لا يزيد على حجم قبضة اليد، وتظل متمركزة تحت عظمة القص أسفل الصدر وأعلى البطن، ولكن حجمها عند النهم الأكول أضعاف ذلك، حتى إنّها تسقط من مكانها المعتاد وتقع في تجويف البطن والحوض، لترتكز على عظامه فيما يعرف بالكرش القبيح المنظر.