mimi1980
07-19-2015, 22:28
المرحلة الثالثة – الوضوح والتحرر
يبدأ مشوار تداوله كما تتحول الشرنقة إلى فراشة، ونحن لم نعد أسرى لعواطفنا وانفعالاتنا وأصبحنا متحكمين في تصرفاتنا، ولم نعد نتسرع في الدخول إلى الصفقات والخروج منها، ولا نتدخل في إدارة دقائق وتفاصيل الصفقات بمجرد أن يتم افتتاحها، فنحن نضع أمر وقف الخسارة ونحدد الربح المستهدف وبعدها نبتعد عن المشهد، ونترك الساحة للسوق ليقوم بدوره عن طريق تطبيق التداول بأسلوب "اضبط واترك". فكما هو الحال في حياتنا اليومية، فهناك الكثير من الأمور الخارجة عن سيطرتنا والقوة الوحيدة التي لدينا تكمن في طريقة تفاعلنا مع ما نتعرض له من أحداث، لذلك لا نبالغ في ردود أفعالنا من السعادة حينما نحقق الربح المستهدف أو نقع فريسة اليأس الشديد حينما نتكبد الخسائر، فهناك في الواقع علاقة سلبية مباشرة بين حدة ردود أفعالنا العاطفية بالنسبة لكلا الحدثين ونجاحنا كمتداولين.
وفجأة فسوف تتضح لنا الانفعالات الجماعية على شاشة الرسوم البيانية دون أن نظل جزءا من تلك الجماعة، وبالتالي فنحن لا نتفاعل مع انفعالات الجماعية تلك بل نصبح قادرين على تقييم واستخدام هذه الانفعالات لصالحنا.
وهذا الوضوح يحررنا من الأسر، فالوضوح والتحرر يشكلان هذه المرحلة من تطور المتداول، فإذا تمكنا من تنمية قدرتنا على رؤية وفهم ما يجري من أحداث، إذن فلدينا الآن الحرية في اختيار كيف نتفاعل مع الأحداث، فنتقن عملية تداولنا الخاصة أو نصبح أحد أفراد جمهور المتداولين.
ماذا يمكن للمتداول أن يتوقع أيضا من مرحلة التطور هذه؟ ويصبح متجردا من العواطف في مراقبته للسوق، ولا يتورط بعواطفه إلا أنه يستمر في تقييم عواطف وانفعالات المتداولين الأخرين، وينتظر في صبر وأناة تشكل نموذج الصفقة الصحيح ولا يتنازل ويقوم بدخول السوق على صفقة ذات احتمالية ربح منخفضة.
إن الانتقال من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة لا يتم بين عشية وضحاها، فهو عملية تدريجية مثل كل خبرات التعلم تتكون من سلسلة من المعلومات البسيطة، كل واحدة تعتبر بمثابة قطعة من الأحجية "البزل" تستقر في موضعها، وهناك إدراك بأن منطق السوق ليس هو نفس المنطق التقليدي لأرسطو الذي أصبح في أواخر القرن التاسع عشر المنطق الرسمي الحديث، واتضحت طريقة تصرف المستثمر الخبير في مقابل تصرف جمهور المتداولين وكيف تعكس شاشة الرسوم البيانية الانفعالات، وتتطور معرفة بأنه ليس مضطرا للمشاركة في أحداث السوق، وأنه حر في اختيار المعركة التي يود دخولها، وكل معلومة تأتي نتيجة لدرس أخر من دروس السوق، فهو المعلم الأعظم لنا جميعا، ونادرا ما تفوته فرصة معاقبة أحد المتداولين على ما ارتكبه من خطأ، فإذا كنت طالبا شرها تتعلم من السوق، فسوف تنصت إليه جيدا وتدون الملاحظات الهامة، وتجمع الخبرات والمعرفة، كما يتم سبك الحديد الخام حتى يصير فولاذا، فالعملية تستغرق بعض الوقت إلا أن الأمر يستحق العناء.
حينما تصل إلى تلك المرحلة في مشوار عملك في التداول، فسوف تكتشف أن هذا التحول قد غير شخصيتك ليس فقط كمتداول وإنما كإنسان أيضا، وسوف تجد أن لديك ضبط للنفس وانضباط ذاتي وصبر أكثر واندفاع أقل في حياتك اليومية.
يبدأ مشوار تداوله كما تتحول الشرنقة إلى فراشة، ونحن لم نعد أسرى لعواطفنا وانفعالاتنا وأصبحنا متحكمين في تصرفاتنا، ولم نعد نتسرع في الدخول إلى الصفقات والخروج منها، ولا نتدخل في إدارة دقائق وتفاصيل الصفقات بمجرد أن يتم افتتاحها، فنحن نضع أمر وقف الخسارة ونحدد الربح المستهدف وبعدها نبتعد عن المشهد، ونترك الساحة للسوق ليقوم بدوره عن طريق تطبيق التداول بأسلوب "اضبط واترك". فكما هو الحال في حياتنا اليومية، فهناك الكثير من الأمور الخارجة عن سيطرتنا والقوة الوحيدة التي لدينا تكمن في طريقة تفاعلنا مع ما نتعرض له من أحداث، لذلك لا نبالغ في ردود أفعالنا من السعادة حينما نحقق الربح المستهدف أو نقع فريسة اليأس الشديد حينما نتكبد الخسائر، فهناك في الواقع علاقة سلبية مباشرة بين حدة ردود أفعالنا العاطفية بالنسبة لكلا الحدثين ونجاحنا كمتداولين.
وفجأة فسوف تتضح لنا الانفعالات الجماعية على شاشة الرسوم البيانية دون أن نظل جزءا من تلك الجماعة، وبالتالي فنحن لا نتفاعل مع انفعالات الجماعية تلك بل نصبح قادرين على تقييم واستخدام هذه الانفعالات لصالحنا.
وهذا الوضوح يحررنا من الأسر، فالوضوح والتحرر يشكلان هذه المرحلة من تطور المتداول، فإذا تمكنا من تنمية قدرتنا على رؤية وفهم ما يجري من أحداث، إذن فلدينا الآن الحرية في اختيار كيف نتفاعل مع الأحداث، فنتقن عملية تداولنا الخاصة أو نصبح أحد أفراد جمهور المتداولين.
ماذا يمكن للمتداول أن يتوقع أيضا من مرحلة التطور هذه؟ ويصبح متجردا من العواطف في مراقبته للسوق، ولا يتورط بعواطفه إلا أنه يستمر في تقييم عواطف وانفعالات المتداولين الأخرين، وينتظر في صبر وأناة تشكل نموذج الصفقة الصحيح ولا يتنازل ويقوم بدخول السوق على صفقة ذات احتمالية ربح منخفضة.
إن الانتقال من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة لا يتم بين عشية وضحاها، فهو عملية تدريجية مثل كل خبرات التعلم تتكون من سلسلة من المعلومات البسيطة، كل واحدة تعتبر بمثابة قطعة من الأحجية "البزل" تستقر في موضعها، وهناك إدراك بأن منطق السوق ليس هو نفس المنطق التقليدي لأرسطو الذي أصبح في أواخر القرن التاسع عشر المنطق الرسمي الحديث، واتضحت طريقة تصرف المستثمر الخبير في مقابل تصرف جمهور المتداولين وكيف تعكس شاشة الرسوم البيانية الانفعالات، وتتطور معرفة بأنه ليس مضطرا للمشاركة في أحداث السوق، وأنه حر في اختيار المعركة التي يود دخولها، وكل معلومة تأتي نتيجة لدرس أخر من دروس السوق، فهو المعلم الأعظم لنا جميعا، ونادرا ما تفوته فرصة معاقبة أحد المتداولين على ما ارتكبه من خطأ، فإذا كنت طالبا شرها تتعلم من السوق، فسوف تنصت إليه جيدا وتدون الملاحظات الهامة، وتجمع الخبرات والمعرفة، كما يتم سبك الحديد الخام حتى يصير فولاذا، فالعملية تستغرق بعض الوقت إلا أن الأمر يستحق العناء.
حينما تصل إلى تلك المرحلة في مشوار عملك في التداول، فسوف تكتشف أن هذا التحول قد غير شخصيتك ليس فقط كمتداول وإنما كإنسان أيضا، وسوف تجد أن لديك ضبط للنفس وانضباط ذاتي وصبر أكثر واندفاع أقل في حياتك اليومية.