PDA

View Full Version : بعد 22 سنة.. حكومة بكين تغير استراتيجية الاستثمار البترولي



gehad87
08-10-2015, 17:11
تعتزم حكومة بكين تجميد صفقات شراء مشروعات البترول والغاز الطبيعى «off shore» التى اعتادت على تنفيذها كاستراتيجية للاستثمار البترولى منذ 22 عاما حتى الآن، فضلا عن بيع العديد من الأصول التى لا تحقق لها الأرباح المطلوبة، وذلك بسبب انهيار أسعار البترول منذ أكثر من 14 شهرًا والمتوقع استمرارها على مدار العام المقبل.

وذكرت وكالة رويترز إن الصين ثانى أكبر مستهلك للبترول فى العالم، والتى استثمرت أكثر من 140 مليار دولار منذ عام 1993 وحتى الآن فى مشروعات البترول والغاز الطبيعى الأجنبية، قررت وقف أى مشروعات جديدة بعد أن أدى انخفاض أسعار البترول إلى ضياع عوائد استثمارات شركات الطاقة الصينية خلال الشهور الماضية.

وتحاول شركات الطاقة الصينية الكبرى ومنها الشركة الوطنية الصينية للبترول الأوفشور CNOOC وشركة سينوبيك كورب أول وثانى أكبر شركتين للبترول فى الصين مواجهة الخسائر التى تكبدتهما نتيجة انهيار أسعار البترول من خلال التركيز على خفض التكاليف، وتحسين عوائد الاستثمارات السابقة، وبيع الأصول بدلا من شراء مشروعات جديدة بعد أن استمرت فى الاستثمار فى مشروعات الطاقة الأجنبية طوال العشرين سنة الماضية.

ويؤكد لو زيوكسيان، خبير الاقتصاد فى مؤسسة سينوبيك جروب صاحبة عملاق الطاقة سينوبيك كورب الصينية، أن شركات الطاقة الصينية لن تنفذ أى صفقات دمج أو استحواذ خلال الثلاث سنوات القادمة على الأقل كما أنها تعيد تقييم استراتيجية الاستثمارات الخارجية حاليًا؛ بهدف تحديد الأصول غير الأساسية لبيعها، وإن كانت شركة سينوبيك فاجأت أسواق البترول فى آخر عام 2013 عندما طرحت بعض أصول الغاز الصخرى فى كندا للبيع.

وكان بنك سوسيتيه جنرال الفرنسى قد خفض توقعاته لأسعار البترول خلال العام الجارى وحتى نهاية العام المقبل مع تزايد المعروض من إنتاج منظمة أوبك وزيادة تدريجية فى الصادرات المتوقعة من إيران العام القادم، وكذلك بفضل مرونة إنتاج البترول الأمريكى.

وخفض البنك توقعاته لسعر بترول برنت وبترول غرب تكساس الأمريكى هذا العام إلى 57.3 دولار و51.7 دولار للبرميل على الترتيب، وخفض البنك أيضا توقعاته لسعر بترول برنت والبترول الأمريكى فى عام 2016 بمقدار 5 دولارات لينزل إلى 60 دولارا و55 دولارا للبرميل.

كما واصلت أسعار العقود الآجلة للبترول الخام تراجعها فى نهاية الأسبوع الماضى بفعل المكاسب التى حققها الدولار لتتجه صوب تسجيل أطول موجة من الخسائر الأسبوعية منذ بداية العام ليتجه نحو تسجيل سادس خسارة أسبوعية له على التوالى بسبب استمرار زيادة المعروض من السلعة، وتراجع سعر بترول برنت فى العقود الآجلة 70 سنتا أو %1.4 لينخفض إلى 48.82 دولار للبرميل.

ولذلك تنوى شركة سينوبيك إلغاء مشروعاتها فى مناطق شرق أفريقيا برغم أنها غنية بالغاز الطبيعى لأن استغلالها يحتاج إلى استثمارات ضخمة وسنوات قبل أن تحقق العوائد منها لدرجة أنها تتفاوض حاليًا لتقليص الإنفاق على 24 مشروعا فى مناطق خارج الصين ومنها موزمبيق وروسيا.

وأدى تراجع أسعار البترول بأكثر من %50 منذ يونيو من العام الماضى إلى انخفاض استثمرات الشركات الصينية فى صفقات البترول والغاز الطبيعى الأجنبية إلى حوالى 4.4 مليار دولار خلال عام 2014 لتسجل أدنى مستوى منذ عام 2008.

ومن ناحية أخرى أدى انهيار أسعار البترول بحوالى %53 خلال الـ 12 شهرًا الماضية إلى انخفاض الوبل الروسى بأكثر من %44 خلال نفس الشهور، وتعتمد حكومة موسكو أكبر مصدرة للطاقة فى العالم فى اقتصادها على تصدير البترول.

وتراجعت أيضًا أسعار أسهم شركات الطاقة الكندية بأكثر من %6.9 خلال الأسبوع الماضى للأسبوع السادس على التوالى مع انخفاض أسعار العثود الآجلة للبترول بحوالى %2 مع نهاية الأسبوع الماضى.

وتعرضت أيضا دول الأسواق الناشئة إلى هروب الاستثمارات الأجنبية بسبب هبوط أسعار السلع الأولية ولاسيما البترول والغاز الطبيعى لدرجة أن إجمالى التدفقات الاستثمارية التى انسحبت من تلك الأسواق بلغ 17 مليار دولار خلال أربعة أسابيع فقط أو ما يعادل أكثر من نصف إجمالى المبالغ المسحوبة الذى بلغ 29.4 مليار دولار منذ بداية العام كما جاء فى تقرير بنك أوف أمريكا ميريل لينش.

وظل مؤشر ثقة المستثمرين تجاه الأسواق الناشئة منخفضا منذ بداية العام غير أنها تدهورت كثيرًا فى الأسابيع الأخيرة بسبب الخسائر الكبرى التى تكبدتها أسهم شركات الطاقة العالمية مع استمرار انخفاض أسعار السلع الأولية، ولاسيما البترول والغاز الطبيعى.

وهبط سعر بترول برنت القياسى فى العقود الآجلة حوالى %30 خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط لينزل إلى أقل من 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ يناير الماضى، كما استمر اتجاه المستثمرين نحو التخارج من الأسهم الأمريكية، وبلغ صافى أموالهم المسحوبة من صناديق الأسهم الأمريكية 113.3 مليار دولار هذا العام حتى الآن.