PDA

View Full Version : التفاوت االجتماعي: خلفية نظرية



704460
09-03-2015, 15:01
يشكل التفاوت االجتماعي مظهر ا من مظاهر الحراك االجتماعي، وتحول في البنية االجتماعية، ويقصد
به ذلك االختالف والتباين الكبير والواسع في المراكز االقتصادية، االجتماعية والثقافية بين أفراد المجتمع، وزيادة
الفجوة بين فئات المجتمع الواحد، مما يؤدي إلى تشكل طبقات متمايزة تتسم بالعزلة واالنغالق على نفسها. هذه
الطبقات تنشأ نتيجة للتفاوت في الممتلكات والسيطرة على الموارد المادية والحصول على الفرص التعليمية
والوظيفية. والتفاوت االجتماعي كحراك اجتماعي ينتج عنه اختالالت في نسيج العالقات االجتماعية
والمنظومات القيمية والمعيارية وعدم تجانس في البنية االجتماعية، وبالتالي إضعاف التماسك االجتماعي وروح
االنتماء والوالء للجماعة.
وقد اختلفت المدارس الفكرية في دراسة وتحليل ظاهرة التفاوت االجتماعي، حيث حللت كل منها هذه
الظاهرة حسب إطارها المرجعي ومنطلقاتها األيديولوجية. فكارل ماركس K. Marx يرى أن االنقسامات الطبقية
مبنية على ملكية وسائل اإلنتاج، فتتشكل على أساس ذلك طبقتان أساسيتان: الرأسماليون الذين يملكون وسائل
وفقاً - تنتج أكثر اإلنتاج، والطبقة العاملة التي يبيع أعضاؤها قوة عملهم، هذه الطبقة العاملة - لتصور ماركس
مما تكسبه، مما ينتج عنه فائض القيمة، الذي يشكل مصدر أرباح الرأسماليين. والفلسفة الماركسية تلغي التفاوت
في توزيع الدخل بإلغائها للملكية الفردية بوصفها مستغلة في جميع صورها، وتأكيدها فقط على الملكية الجماعية
وتطبيق المساواة في المستوى المعيشي بين الناس. و من جملة االنتقادات التي وجهت للماركسية إهمالها لحافز
الربح والغاء وجود الفرد وحريته في التملك. كما أن مصير الطبقات الوسطى يشكل إحدى نقاط النقد الهامة
للتحليل الماركسي لتطور الطبقات في المجتمعات الرأسمالية الحديثة، ففي حين تنبأ ماركس بأن الهوة
االجتماعية بين الطبقتين الرئيسيتين: البرجوازية والبروليتاريا سوف تزداد اتساعا وأن الشرائح الوسطى من السكان
سوف تختفي في غمار هذه العملية إال أن الهوة بين البرجوازية والبروليتاريا لم تتسع بالشكل أو اآلثار التي
تصورها ماركس، كما أن الطبقة المتوسطة بقيت وتدعمت في تلك المجتمعات