PDA

View Full Version : "الطاقة البيضاء": لا خيار للعالم سوى الإنتقال نحو الطاقة المتجددة



gehad87
09-14-2015, 19:30
تبحث المملكة العربية السعودية تجهيز خطة شاملة للإنتقال التدريجي نحو الطاقة المتجددة من خلال العديد من الخطط والدراسات على الصعيدين الحكومي والخاص، وكشفت تقارير أخيرة أن المملكة تستهلك نحو 4.2 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً لتوليد الكهرباء وتحلية المياه فقط.

والمتوقع أن يزيد الاستهلاك بنحو 9.5 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً بحلول عام 2035، الأمر الذي يفرض على المملكة سرعة التوجه نحو الإعتماد على مصادر الطاقة البديلة والمتجددة.

وفي هذا الشأن تحدث المدير التنفيذي لشركة "الطاقة البيضاء" عبيدة دمشقية، عند مدى جدية الدول في الإنتقال نحو الطاقة المتجددة وأهميتها، مشيداً في الوقت نفسه بإستنفار بعض الدول التي أدركت أهمية الإنتقال نحو الطاقة المتجددة وسارعت في التنفيذ بخطى جادة، فعلى الرغم من كل ما يعانيه العالم من عدم استقرار لأسعار النفط وعدم توفر المصادر الكافية لإنتاج الطاقة في العديد من دول العالم، بالإضافة إلى تغيّير ملموس في الظروف المناخية في أنحاء مختلفة من العالم بسبب عوامل انتاج الطاقة التقليدية من حرق للنفط والغاز، فإننا رغم كل ذلك نشهد نوعاً من البطئ وعدم الجدية في انتقال بعض الدول نحو مصادر الطاقة البديلة.

وأضاف "لم يعد بإستطاعة العالم اليوم تجاهل مصادر الطاقة المستدامة والإستمرار بالإعتماد كلياً على مصادر الطاقة التقليدية من النفط والغاز، وذلك نظراً لإرتفاع الإستهلاك وإزدياد الحاجة إلى توفير مصادر بديلة للطاقة في العالم كل يوم مع ارتفاع النمو السكاني والحاجة المستمرة إلى تغذية المنشآت والمصانع المختلفة بالطاقة."

وأكد على ان توجه الدول تدريجياً نحو الإنتقال إلى مصادر الطاقة البديلة من شأنه حمايتها من مخاطر انخفاض أو انقطاع مصادر الطاقة عنها لأي سبب، فمن المعلوم أنه بحدوث أي ازمة اقتصادية أو سياسية في بلد ما فإن أول ما يتأثر في ذلك البلد هو قطاع الطاقة حيث تزداد صعوبات توفير مصادر الطاقة نظراً لعدم وجود الإستقرار ونشهد اليوم في الدول التي تعاني من مشاكل داخلية وعدم استقرار تأثر قطاع الطاقة لديها بشكل مباشر، والحل الوحيد لهذه الدول لتجنب انقطاع الطاقة لديها هو التوجه نحو الإعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي لا تحتاج إلى توفير أي عوامل سياسية أو امنية لتعمل، بل تعتمد على المصادر الطبيعية والدائمة للطاقة كالشمس والهواء التي لا تنقطع عن عالمنا لأي سبب كان إلا ماشاءالله.

وأوضح أن تقنيات الطاقة المتجددة قد شهدت تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة حتى أصبحت بعض الدول تعتمد إعتماداً كلياً عليها، وقال "لقد احتفلت ألمانيا بمرور 30 عاماً دون انقطاع الكهرباء في البلاد وهي من أكبر الدول المصدرة للكهرباء في العالم حسب تصنيف وكالة الطاقة الدولية، وتعد من أكبر اقتصاديات العالم التي تعتمد على نفسها في إنتاج الطاقة وتقوم بتصدير جزءًا كبيرا منها، وتظهر الأرقام ان ألمانيا تحتوي على 140 محطة توليد تقليدية و28 محطة كهرومائية و 21 محطة لإنتاج الطاقة من خلال الطاقة الشمسية على الرغم من قلة الأيام التي تظهر فيها الشمس في ألمانيا بشكل كاف لإنتاج الطاقة مقارنةً بالدول العربية أو جنوب الكرة الأرضية بشكل عام، كما تقول ألمانيا أنها الآن تسعى لأن تصل إلى ما نسبته 80 من اعتمادها على الطاقة المتجددة في عام 2050 وبطريقها للتخلص من المفاعلات النووية على أراضيها."

وتابع "كذلك تمكنت كوستاريكا وهي إحدى دول امريكا الوسطى من تحقيق إنجاز على صعيد الطاقة النظيفة وذلك باستخدامها كلياً للطاقة المتجددة على مدى 75 يوماً متواصلة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري. وساعدت غزارة الأمطار التي سادت أرجاء البلاد في تشغيل أربع محطات للطاقة الكهرومائية، ولم يتم حرق أي وقود حيوي على مدار تلك الفترة لتوليد الكهرباء، في بلاد اشتهرت بسياساتها الرامية لتبني الطاقة النظيفة."

وفي الشأن نفسه أشاد مدير المشاريع في "الطاقة البيضاء" والحاصل على براءة اختراع في مجال طاقة الرياح المهندس محمود الشطل، بجهود بعض الدول العربية الملموسة وجديتها في الإنتقال نحو الطاقة المتجددة كـ الأردن ومصر الإمارات وغيرها، وأضاف أن هذه الدول ستقلل تدريجياً من مخاطر اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية كمصدر وحيد للطاقة وبالتالي ستقوم بتوفير أرقام هائلة في ميزانياتها والمخصصة لشراء مصادر للطاقة من دول أخرى والإعتماد على نفسها في توفير طاقة كافية لتغطية احتياجاتها من المصادر الطبيعية والمتجددة، حيث نشهد اليوم تطبيقات مختلفة لأنظمة الطاقة المتجددة كإنارة الشوارع والحدائق بالطاقة الشمسية ومحطات التوليد والأنظمة الهجينة وغيرها.

وقال "من أهم الخطوات للإستعداد للإنتقال نحو الطاقة المتجددة بكفاءة عالية هي تأهيل مدراء القطاعات الحكومية والمهندسين ذوي العلاقة للتعامل مع هذه التقنيات بإحترافية، لذلك قمنا في "الطاقة البيضاء" بتنظيم ورش عمل تدريبية لتصميم وتطوير أنظمة الطاقة الشمسية والمتجددة بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ضمن أحد نشاطاتنا، وهي ورش عمل متطورة قمنا بتصميمها بعناية وتم اعتمادها دولياً من الهيئة العالمية للإعتماد لتأهيل المهندسين ومدراء القطاعات والطلاب للتعامل مع تقنيات الطاقة المتجددة بإحترافية.

كذلك تم تنفيذ المرحلة الأولى من التدريب في الرياض وجدة والتي شهدت إقبالاً واسعاً من مختلف الجهات الحكومية والخاصة مما يعكس انجذاب هذه الجهات لتقنيات الطاقة المتجددة وجدّيتها في التخطيط للإنتقال التدريجي بمؤسساتهم إليها، وتتميز هذه الورش بأهميتها البالغة حيث توفر المعرفة الكاملة بعالم الطاقة المتجددة للمتدربين من التعريف العلمي وحتى التصميم والتركيب العملي وإدارة المشاريع وسبل تمويلها ودراسة جدواها كما تتميز بوجود ورش عمل تطبيقية تنطوي على مفاهيم التصميم والتحقق وتركيب أنظمة الطاقة المتجددة بأنوعها، وتستهدف هذه الورش أي شخص مع أو بدون المعرفة بالخلفية الأساسية للطاقة المتجددة حيث يوفر المستوى الأول منها المعرفة الكاملة بالأساسيات العلمية والتقنية التي يحتاج المتدرب الى معرفتها للتمكن من الإنتقال للمستويات التالية الأكثر تطوراً، حيث يشرف على تنفيذها خبراء معتمدين دولياً ومخترعين في مجال الطاقة المتجددة.