PDA

View Full Version : الحاوي في تفسير القرآن الكريم



chelsea2
09-18-2015, 17:13
لا زالت جهود العلماء تتواصل في خدمة كتاب الله عز وجل، كيف لا؟ وقد قال سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر:9) وخدمة هذا الكتاب تفسيراً لمعانيه، وتبياناً لمراميه، ودفعاً للشبهات المثارة حوله هي في المحصلة تصديق لمضمون هذه الآية الكريمة.

في هذا الصدد يطالعنا تأليف جديد، وجَهْدٍ جهيد، تحت عنوان (الحاوي في تفسير القرآن الكريم) ويسمى (جنة المشتاق في تفسير كلام الملك الخلاق) لمؤلفه عبد الرحمن بن محمد القماش، وصفه مؤلفه بأنه "أكبر وأضخم موسوعة شاملة لتفاسير القرآن الكريم وعلومه"، فهو كتاب يضم أكثر ما حوته أرحام أمهات الكتب من: قراءات، وتفاسير، وإعراب، وعلوم للقرآن، وبلاغة، ولطائف وفرائد...وغير ذلك مما جادت به قرائح العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين.

محتوى الكتاب

واضح من عنوان الكتاب أن محتواه تفسير كتاب الله الكريم، وبالفعل فقد بذل المؤلف وسعه في نقل أقوال المفسرين المتقدمين منهم والمتأخرين لبيان المراد من كلام الله تعالى، وضمَّن تفسيره علاوة على ذلك مئات الأبحاث المختلفة والمتنوعة بحسب ما تقتضيه الآيات، ففيه أبحاث: لغوية، وأدبية، وتاريخية، وعقدية، وفقهية، وعلمية. ناهيك عن أبحاث متعددة في الإعجاز القرآني في مختلف مجالاته: اللغة، والبيان، والعلم، والطب، والفلك، والبحار، والنفس، وعجائب المخلوقات، والغيب...وغير ذلك.

وقد صدَّر المؤلف كتابه جملة من الفصول المتعلقة بتفسير كتاب الله، جاءت عناوينها وفق الآتي: هكذا صنع بهم القرآن. في القول بخلق القرآن. مقدمات نفيسة تتعلق بتفسير القرآن. أبواب مهمة يحسن ذكرها قبل الخوض في التفسير. باب في ذكر جمل من فضائل القرآن والترغيب فيه وفضل طالبه وقارئه ومستمعه والعامل به. مبحث طويل، لكنه نفيس في المعتزلة، والشيعة، والخوارج، والزيدية، وموقفهم من تفسير القرآن الكريم. ثم أردف ذلك بذكر مقدمات لعدد من المفسرين، بادئاً بمقدمة إمام المفسرين وشيخهم الإمام الطبري.

منهج المؤلف

سلك المؤلف في تفسيره لكتاب الله منهجين اثنين:

الأول: يقوم على وضع مقدمة لكل سورة بعنوان (فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة) تحتوى -غالباً- على الفصول التالية:

- فصل في تسمية السورة.

- فصل في عدد آيات السورة ومقصودها وفضائلها.

- فصل في معاني السورة كاملة. نقل فيه المؤلف معاني القرآن للشيخ المراغي، ثم ذكر كلام النحاس في "معاني القرآن"، والفراء في "معاني القرآن"، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه"، وبيان الحق الغزنوي في كتابه القيم "باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن"، والأخفش في "معاني القرآن"، وابن قتيبة في "غريب القرآن"، وبيان الحق الغزنوي في كتابه "معاني القرآن"، وملا حويش في "بيان المعاني". ينقل كل ذلك وفق الترتيب المتقدم.

- فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة: تضمن ما ذكره شيخ الإسلام الأنصاري في "المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء"، ثم ما ذكره الشيخ أحمد عبد الكريم الأشموني في "منار الهدى في بيان الوقف والابتدا".

- فصل في ذكر قراءات السورة كاملة: تضمن ما ذكره ابن جني في "المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها"، ثم ما ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر"، ثم ما ذكره الدمياطي في "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر"، ثم ما ذكره الشيخ عبد الفتاح القاضي في "البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة"، ثم ما ذكره الأزهري في "معاني القراءات للأزهري".

- فصل في حجة القراءات في السورة: تضمن ما ذكره أبو علي الفارسي في "الحجة للقراء السبعة"، ثم ما ذكره ابن خالويه في "الحجة في القراءات السبع"، ثم ما ذكره ابن زنجلة في "حجة القراءات".

- فصل في عدد آيات السورة: تضمن ما ذكره أبو عمرو الداني في "البيان في عدِّ آي القرآن"، ثم ما ذكره الشيخ عبد الفتاح القاضي في "الفرائد الحسان في عد آي القرآن".

- فصل في غرائب وعجائب التفسير في السورة: تضمن ما ذكره الكرماني في كتابه النفيس "غرائب التفسير وعجائب التأويل".

- فصل في إعراب جميع آيات السورة: تضمن ما ذكره العُكبَري في "إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات"، ثم ما ذكره الأصبهاني في "إعراب القرآن للأصبهاني"، ثم ما ذكره شيخ الإسلام الأنصاري في "إعراب القرآن العظيم"، ثم ما ذكره الشيخ حميدان دعاس في "إعراب القرآن".

- فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة: تضمن ما ذكره الإمام الزيلعي في "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف".

- فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة: تضمن ما ذكره الإمام الشافعي من خلال تفسيره، الذي جمعه ورتبه وحققه الدكتور أحمد بن مصطفى الفران، ثم ما ذكره الكيا الهراسي في "أحكام القرآن"، ثم ما ذكره العلامة القنوجى في "نيل المرام"، ثم ما ذكره السايس في "تفسير آيات الأحكام".

- فصل في متشابهات السورة: تضمن ما ذكره ابن جماعة في كتابه النفيس "كشف المعاني عن المتشابه من المثاني"، ثم ما ذكره الفيروزابادى في "بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، وقد قدمه على الكرماني مع أنه ينقل عن الأخير؛ نظراً لجودة نسخة "بصائر ذوي التمييز"، ثم ما ذكره الكرماني في "أسرار التكرار في القرآن".

- من مجازات القرآن في السورة: تضمن ما ذكره أبو عبيدة في "مجاز القرآن"، ثم ما ذكره الشريف الرضي في "تلخيص البيان من مجازات القرآن واستعاراته".

- أسئلة وأجوبة في السورة: تضمن ما ذكره الخطيب الإسكافي في كتابه "درة التنزيل وغرة التأويل"، ثم ما ذكره ابن فورك في تفسيره، ثم ما ذكره القاضي عبد الجبار، أبو الحسين (المعتزلي) في كتابه "تنزيه القرآن عن المطاعن"، ثم ما ذكره القاضي عبد الجبار أيضاً في كتابه "متشابه القرآن"، ثم ما ذكره محمد بن أبي بكر الرازي في كتابه "أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل"، ثم ما ذكره شيخ الإسلام الأنصاري في كتابه "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن".

- من روائع النكت واللطائف في السورة: تضمن ما ذكره الكرجي القصاب في كتابه "النكت الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام"، ثم ما ذكره المجاشعي في كتابه "النكت في القرآن الكريم في معاني القرآن وإعرابه"، ثم ما ذكره ابن رجب الحنبلي في "روائع التفسير"، ثم ما ذكره السيوطي في كتابه "الإكليل في استنباط التنزيل".

- فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة: تضمن ما ذكره الشيخ محمد الغزالي في كتابه "نحو تفسير موضوعي".

المنهج الثاني: جعله المؤلف تحت عنوان (في رياض آيات السورة الكريمة) وسار فيه وفق الآتي:

- فصل في أسرار ترتيب سور القرآن: تضمن ما ذكره ابن الزبير الغرناطي في "البرهان في تناسب سور القرآن"، ويسمى "البرهان في ترتيب سور القرآن"، ثم ما ذكره السيوطي في "أسرار ترتيب القرآن".

- مناسبة الآية أو الآيات لما قبلها: اختار فيه ما ذكره البقاعي في كتابه "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور".

- القراءات والوقوف: تضمن ما ذكره النيسابوري في "غرائب القرآن ورغائب الفرقان".

- تفسير الفخر الرازي مفاتيح الغيب (التفسير الكبير) جعله كالأصل؛ وذلك لفوائد وأمور يدركها القارئ في أثناء تصفحه لهذا التفسير، ثم أتبعه بذكر كلام باقي المفسرين ممن سبقه، أو لحقه.

- فوائد لغوية وإعرابية: تضمن ما ذكره السمين الحلبي في "الدر المصون في علوم الكتاب المكنون"، أو ابن عادل الحنبلي في تفسيره "اللباب في علوم الكتاب".

- متفرقات: تشمل فوائد، أو لطائف، أو أبحاث، أو فروق لغوية، تتعلق بالآية، أو الآيات.

- من لطائف الإمام القشيري في الآية، أو الآيات من كتابه "لطائف الإشارات".

- من فوائد بعض المفسرين في الآيات، كالسمرقندي، ومكي بن أبي طالب، والثعلبي، والواحدي، والزمخشري، والنسفي، والبيضاوي، والإيجي، والنيسابوري، وابن جزي الكلبي، والخطيب الشربيني، والشوكاني، وصاحب "الظلال" وغيرهم، وذلك لأمور؛ إما لأن بعض هذه التفاسير مختصر، وإما لأن منهج البعض الآخر يقوم على ربط مجموعة من الآيات ببعضها، وإما لأنها رُفعت على موقع الشبكة العالمية قبيل فراغ المؤلف من الكتاب، ما اضطره لسلوك هذا المسلك، حرصاً على جمع المادة العلمية.