PDA

View Full Version : حزمة نصائح لضمان نجاح الطروحات المستقبلية



gehad87
09-30-2015, 11:03
ما هو مصير الاكتتابات المستقبلية بالبورصة؟ ما هى العوامل التى يجب مراعاتها لضمان إنجاح الطروحات؟ وماذا عن الدروس المستفادة من الاكتتابات الأخيرة؟ أسئلة طرحها كثيرون خلال الفترة الماضية، واستطلع أراء شريحة واسعة من مسئولى بنوك الاستثمار، والسماسرة والصناديق حول مستقبل الطروحات القادمة، خاصة بعد الإعلان عن تأجيل عدد منها مؤخرًا.

وكان الدكتور محمد عمران رئيس البورصة المصرية قد صرح بأن هناك ثلاث شركات طلبت تأجيل طرح اكتتابات على أسهمها فى البورصة؛ بسبب ظروف السوق المحلية، وشح السيولة، والوضع العالمى، وهم «دومتى»، و«بلتون كابيتال»، و«النيل للسكر».

كما أرجأت قبلهم بأسابيع شركة «دى بى كى» للصناعات الدوائية طرحها رغم فتح الباب لتسجيل الطلبات وأرجعت ذلك للظروف الحالية التى تمر بها سوق الأوراق المالية المصرية وكذلك الأسواق العربية المحيطة والأسواق العالمية، والتى أثرت بشكل كبير على تداولات وأسعار الأسهم المتداولة بما لا يتناسب مع القيم العادلة لأسهمها.

يذكر أن آخر طرح عام نفذ بالبورصة لشركة إعمار مصر قد واجه ضغوطًا بيعية قوية فور بدء التداول عليه، مما أدى لتراجعه بنسبة كبيرة، بعدما فقد حتى الآن أكثر من %37 من قيمته.

ويقول محمد متولى نائب رئيس مجلس إدارة شركة إتش سى للأوراق المالية والاستثمار إن نفسية المتعاملين متأثرة بشكل عام بما يجرى بالسوق، لكنه شدد على أنهم لن يحجموا عن السوق، كما ستظل الشركات تلجأ للبورصة لتسييل جزء من استثماراتها وللتخارج أو لزيادة رأسمالها.

وأوضح أن المناخ العام غير مشجع على الاكتتابات بشكل عام، لكن لو تم إتمام طرح مسعًر بطريقة جاذبة، بمضاعفات أقل من شركات القطاع فمن المرجح أن يلقى نجاحًا ويجذب المكتتبين.

وأكد أن سهم آخر طرح تم لسهم إعمار كان "غالى" بعض الشئ، وتابع: موضوع عدم توافر العملة الأجنبية أثر هو الآخر على أداء الأسهم، علاوة على أن رد فعل المتعاملين كان مبالغًا فيه أيضًا.

وذكر متولى عددا من الدروس المستفادة من الأخطاء السابقة أولها أن عامل التوقيت مهم للغاية، فكان لابد من النظر لوضع السوق فعندما تكون المؤشرات محصورة فى اتجاه عرضى إذن فالوقت غير مناسب للاكتتابات، مستكملًا أنه كان يفضل عدم طرح شركات جديدة حتى إصدار قانون بتأجيل الضريبة رسميًا.

وأضاف أن واحدًا من الدروس التى يجب أن تستفيد منها السوق أنه عندما يكون التحرك عرضيًا، تتم مراعاة ذلك عند التسعير وألا يكون أعلى من معدلات الشركات المماثلة فى نفس القطاع أو الصناعة.

وأشار إلى أنه على المتعاملين الأخذ فى الاعتبار أن بعض الإصدارات يكون هناك مبالغة فى حجم الطلبات عليها، وهو أمر يؤدى إلى تضخم العروض ويعطى صورة غير واقعية لحجم الطلب.

ورأى نائب رئيس مجلس إدارة "إتش سى" أن الاكتتابات المقبلة لن تتأثر لعدة أسباب، أولها أن آخر طرح كبير تم جاء فى ظروف صعبة عانت فيها السوق من هبوط جماعى، ولذلك من الصعب جدًا أن نقول إن أى إصدار آخر سيواجه نفس العقبة.

وأضاف متولى أن العامل الثانى هو أن البورصة والرقابة المالية انتبهتا إلى أن تقديم قروض ومارجن على الأسهم الجديدة ليس قانونيًا، وبالتالى لن يتكرر ذلك الأمر مع أى إصدارات جديدة مستقبلًا.

وتابع: ثالثًا عندما أعلن عن تفاصيل طرح "إعمار" كان واضحًا للجميع أن السهم مطروح بقيمة أعلى من معدلات الشركات المماثلة بالقطاع العقارى، مضيفاُ أن من يقيم شركة عليه أن ينظر إلى متوسط سعر الشركات المشابهة لها.

وقال مصدر رفيع المستوى بأحد بنوك الاستثمار إن إدارة البورصة تتحمل جزءا من المسئولية، لأنها سعت خلال الفترة الماضية إلى جذب طروحات جديدة مما رفع من المعروض وسحب السيولة من الأسهم التى تعانى فقرًا بها بالأساس.

وأضاف أن ذلك أظهر قلة فى الطلب مقارنة بالعرض، مما دفع الأسهم هبوطًا، مشيرًا إلى أنه لإدارة طرح جيد وضمان نجاحه لابد أن يكون جاذبا للأجانب والعرب.

وقال حسين عبدالحليم رئيس قطاع الترويج للاكتتابات بشركة سيجما كابيتال للاستثمارات إن طرح شركات جديدة خلال الشهرين المقبلين بات أمرًا صعبًا حاليًا، كما أنه لن يلق نجاحًا، مفضلًا الانتظار لحين تعافى السوق وارتداد مؤشراته لأعلى، مع زيادة معدلات السيولة.

وأشار إلى أنه إذا أجريت الانتخابات البرلمانية نهاية العام الجارى فسيكون ذلك التوقيت الأمثل لطرح شركات جديدة، إذ أن تلك الخطوة ستحفز السوق.

وحدد رئيس قطاع الترويج للاكتتابات بسيجما عددا من الدروس التى يجب أن يتعلمها أطراف السوق من الاكتتابات الأخيرة، أولها عدم رفع سقف التوقعات، وقال: كان هناك بعض الاستعجال فى اكتتابات تمت مؤخرًا، كما تم تقديم وعود وردية للمستثمرين بشكل زاد من التوقعات بأن يكون هناك دعم لتلك الأسهم يدفعها لتحقيق ربحية عالية.

ولفت أيضًا إلى أنه كان هناك مشكلة فى تسويق اكتتابات ضخمة، فلم يتم اختيار المكتتبين بشكل موفق فى الطرح الخاص، مما سمح بذهاب الأسهم لعامة الناس ممن يستثمروا بشكل قصير الأجل، وهو ما أدى إلى لجوء عدد ضخم من حملة الأسهم للبيع عقب بدء التداول بساعات.

واستبعد أن يكون لـ "لكريديت" الدور الأكبر فى انهيارات السهم، مدللًا على ذلك بأن هناك أسهما مثل إيديتا وأوراسكوم للإنشاءات طرحا فى ظروف مشابهة لما نمر به حاليًا لكنهما أديا بشكل جيد فى أعقاب الطرح، وتابع إن سبب انهيار أسهم بعد الطرح قد يكون لأن السعر مرتفع بعض الشئ.

وفى سياق متصل، قال أسامة مراد رئيس مجلس إدارة شركة أكيومن لتداول الأوراق المالية إن الطروحات الناجحة تحسن وتشجع من مناخ الاستثمار بالبورصة، والطروحات غير الموفقة يكون لها تبعاتها السيئة أيضًا.

وفى الوقت نفسه، أكد مراد أن الطروحات المخيبة للاَمال مؤخرًا لن تؤثر على مستقبل الاكتتابات بالبورصة، لأنه كان لها ظروفها، كما أن السوق عانت من نقص السيولة والتراجع.

وأشار مراد إلى أن أول درس يجب أن يخرج به المتعاملون مما حدث، هو التوقف عن سياسة القطيع، وضرورة فحص نشرة الطرح والمستندات بشكل جيد.

ثانيًا: النظر لسعر الطرح جيدًا قبل الدخول فى السهم، فضلًا عن ضرورة إعادة النظر بشروط الطرح الخاص للتغلب على ما يثار من اختلاف تسعيرته عن العام، ولضمان وجود شفافية، بالإضافة للانتقاء الجيد للمكتتبين بالطرح الخاص لضمان وجود مستثمرين طويلى الأجل.

وتابع إن صندوق استقرار سعر السهم لا يجب أن يضمن شراء أسهم من مستثمر الطرح الخاص المفترض أنه محترف، وأن تقتصر طلباته على المكتتبين بالطرح العام فقط وبسعر أعلى من سعر الطرح.

وتطرق رئيس مجلس إدارة شركة "أكيومن" لتداول الأوراق المالية إلى شركة إعمار مصر للتنمية، وقال إنها جيدة، وتحقق أرباحا سنوية قوية، لكن الأمر كله يدور حول أسلوب الطرح الذى أدى للبيع العنيف عقب التداول من المكتتبين بالطرح الخاص وليس العام فقط.

وقال عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلى لصناديق الاستثمار إنه من الوارد أن يكون عدم نجاح طروحات أخيرة أثر على نفسية المتعاملين، مضيفًا أن الاكتتابات قد تنتظر فترة لحين تحسن الأوضاع.

وأبدى خليفة استغرابه من التوجه البيعى الذى انتهجه مستثمرو الطرح الخاص بإعمار على سبيل المثال، إذ باع البعض بخسارة وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام.

وأكد أن أهم الدروس المستفادة مستقبلًا مما جرى خلال الفترة الماضية هو منع المارجن والكريديت نهائيًا بالاكتتابات، خاصة أن تلك الآلية تضخم من تغطية الطروحات بدون داع مما يعطى صورة غير حقيقية عن الطرح.

وقال عادل عبدالفتاح رئيس مجلس إدارة شركة ثمار لتداول الأوراق المالية إن التداعيات التى حدثت عقب إتمام طروحات غير موفقة بالتأكيد سيكون لها تأثير على السوق، لكن إذا ظهر طرح جيد به عدم مغالاة فى التقييم فقد يعود المستثمرون للاكتتاب، خاصة أن هناك العديد من جهات التقييم التى تقول ما إذا ما كانت قيمة السهم بطرح مناسبة أم لا؟.

وأضاف: الأمل الجديد فى نجاح الاكتتابات القادمة أن تكون بسعر به فرص هامش ربحية جيد، فالطروحات الأخيرة جعلت المستثمرين أكثر حذرًا، مؤكدًا أن السيولة موجودة لكن هناك ترقبا من المتعاملين.

وعن الدروس المستفادة، قال عبدالفتاح إن أولها مراعاة ظروف السوق والتوقيتات لاختيار الوقت الأنسب للطرح، وثانيها المقارنة بين مضاعفات الربحية بين الشركة المطروحة ونظرائها بالقطاع نفسه، وألا يعتمد التقييم بالأساس على المستقبل فهناك عوامل أخرى مرتبطة بالماضى والحاضر.

ولفت إلى أنه لابد من وجود نسبة خصم جيدة على السهم لإعطاء فرصة للمتعاملين لتحقيق هامش ربحية، فضلًا عن أن الرقابة المالية عليها أن تشدد رقابتها على تمويل الاكتتابات، كما يجب وضع ضوابط للطروحات الخاصة لضمان وجود شفافية.