brahim123
11-29-2015, 19:28
كما هو واضح من عنوان مقال اليوم، فإن كل ما عليك ببساطة هو أن تقوم بتأسيس صفقة التداول الخاصة بك، ثم تنساها لبعض الوقت. وهذا الأمر ينتج عنه ميزتين رئيستين: الأولى، هي أنه يسهل عليك القيام بالتداول منضبطا عاطفيا، والميزة الثانية هي أنه يسمح لك أن تذهب لحياتك اليومية كما تفعل عادة، وذلك لأنك لن تقضي ساعات أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك تقوم بالإفراط في تحليل الأسواق.
في الكثير من الأحيان، المتداولين الطموحين يضيعون وسط الارتباك الناتج عن الكم الهائل من البيانات الصادر من وسائل الإعلام المالية المختلفة ومنها شبكة الإنترنت والتلفزيون. فهناك الكثير من الأفكار التنافسية وأساليب التداول التي تأتي جنبا إلى جنب مع المزيد من البيانات والأخبار التي تصدر كل يوم ولا يستطيع عقلك استيعابها كلها معا، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه الأخبار والبيانات مدمرة لك ولحساب التداول الخاص بك وتحول بينك وبين عمل خطة تداول فعالة في سوق الفوركس.
أحد أكبر الأخطاء النفسية التي يقع فيها أغلب المتداولين الطموحين خلال رحلتهم إلى التداول الناجح هو الاعتقاد الراسخ بأن استخدام كم هائل من البيانات الاقتصادية، والقيام بتحليلها جنبا إلى جنب مع وسائل التداول المعقدة من شأنه أن يساعدهم على الربح في سوق الفوركس. في الواقع، معظم المتداولين المحترفون يؤكدون على أن كل هذه العوامل عادة ما يكون لها تأثير عكسي على أرباح التداول في سوق الفوركس، على اٌلأقل بعد نقطة معينة. وهذا يعني في الأساس أنه إذا امضيت وقتا معينا في تحليل بيانات السوق، فإن أي وقت آخر قد تقضيه في مواصلة تحليل بيانات السوق من المرجح أن يكون له تأثير سلبي على أرباح تداولاتك في سوق الفوركس، بل وعلى رصيد حسابك كله من الأساس، مما قد يؤدي بالنهاية إلى خسارتك للأموال بسوق الفوركس.
لماذا يؤدي التحليل الزائد لبيانات السوق إلى نتائج عكسية؟
قد يبدو الأمر مربكا ومحيرا بالنسبة للمتداولين الطموحين في سوق الفوركس عندما يسمعون أن الإكثار من تحليل بيانات السوق قد يؤدي إلى فقدان المال على نحو أسرع من عدم القيام به. فالاعتقاد بأن "الأكثر هو الأفضل" ما هو إلا فخ نفسي والذي غالبا ما يحول مابين تحقيق المتداولين الطموحين لأهدافهم في سوق الفوركس، بل وهو السبب أيضا في خسارة الأموال وتدمير حسابات تداول الكثير من المتداولين والخروج من التداول تماما.
السبب الرئيسي وراء الوقوع في هذا الفخ هو أن البشر بطبيعتهم لديهم الرغبة في الشعور بأنهم يسيطرون على حياتهم وما يحيط بهم، وهذا السر وراء تطورنا وما نشهده الآن من الحضارة والتقدم الذي نعيش فيه في العصر الحديث. وللأسف، فإن هذه الصفة الوراثية الموجودة في جميع البشر لاتعمل لصالح المتداولين الطموحين الذين يحاولون تحقيق النجاح في سوق الفوركس. ففي الحقيقة، إن مشاعرنا العادية التي نشعر بها عندما نقوم ببذل المزيد من الجهد وقضاء المزيد من الوقت الإضافي في العمل أو الدراسة وغيرها من الأشياء من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتقدم، هي مشاعر غير مفيدة للنجاح في سوق الفوركس.
المشكلة في تطبيق فكرة "العمل الشاق" في سوق الفوركس هي أنه عند الوصول إلى حد معين من القدرة على قراءة الرسوم البيانية، فإنه حقا لاتوجد فائدة لقضاء المزيد من الوقت في القيام بالتحليل والتغيير والتبديل في أنظمة التداول أو تحليل المزيد من التقارير الاقتصادية. بيت القصيد هنا هو أن هناك حرفيا الملايين من المتغيرات التي ينطوي عليها التداول في سوق الفوركس؛ كل شخص يقوم بالتداول في سوق الفوركس هو متغير وكل فكرة من أفكار المتداولين في سوق الفوركس تعتبر متغيرا أيضا، هذا لأن هذه الأفكار وهؤلاء الأشخاص هم السبب وراء تغير حركة السعر. ولأنك غير قادر على السيطرة على جميع المتداولين في السوق ولا على أفكارهم، بالإضافة إلى المئات من الأخبار والتقارير الاقتصادية التي تخرج كل يوم، إذا فأنت ليس لديك أساسا أي سيطرة على حركة السعر. ولهذا، فإن القيام بتحليل العديد من البيانات الاقتصادية كل يوم أو محاولة التوصل إلى طريقة معقدة أكثر من اللازم للقيام بالتداول هو في الأساس مجرد محاولة فاشلة للسيطرة على شيء لايمكنك السيطرة عليه على الإطلاق وهو سوق الفوركس.
إذا، فإن السبب الكامن وراء فشل المتداولين في سوق الفوركس يبدأ مع فكرة شعور المتداول بحاجة نفسية للسيطرة على الأشياء المحيطة به، وعندما تجتمع هذه المشاعر مع عالم الفوركس الذي لايمكن السيطرة عليه فإن النتائج دائما تكون سلبية. حيث يقوم هؤلاء المتداولين بقراءة كتب التداول أو شراء نظام تداول مختلف والذي يبدو أنه سيحقق نجاحا أكثر، أو حتى تحليل الأخبار الداخلية والدقيقة لكل تقرير اقتصادي في محاولة للتنبؤ بحركة السعر في السوق. وبمجرد بدء هذه العملية فمن الصعب جدا التوقف عنها لإننا جميعا نعرف أنه عندما نبذل المزيد من الوقت والجهد في شيء ما نحرز النجاح في هذا الشيء، وبالتال فإنهم يتوقعون كسب المزيد من المال في نهاية المطاف.
ولكن الحقيقة الصعبة بالنسبة لكل ذلك هي أن بعد أن تصل إلى درجة معينة من الفهم لكلا من التحليل الفني والأساسي، فإن المزيد من العمل على تحليل وتبديل أنظمة واستراتيجيات التداول من شأنه أن يعمل ضدك وليس لصالحك.
الأقل يعني المزيد في سوق الفوركس
والأن، كيف إذا يحقق المتداول الطموح الربح في سوق الفوركس إذا كنا بطبيعتنا نميل إلى الإفراط في التعقيد؟ الخطوة الأولى في هذه العملية هي مجرد قبول حقيقة أنه لايمكن السيطرة على سوق الفوركس. سوق الفوركس لايعبأ أبدا بما قمت به في حياتك من قبل؛ فهو ليس كائن حي وليس لديه أي مشاعر أبدا. فسوق الفوركس ما هو إلا ساحة حيث يعمل فيها معتقدات البشر وتوقعاتهم بشأن سعر الصرف لزوج معين من العملات. هذا المعتقدات هي نتيجة للمشاعر، والمشاعر الإنسانية يمكن التنبؤ بها للغاية عندما يتعلق الأمر بالمال. النقطة هنا هي أن هؤلاء الأشخاص الذين تم ذكرهم في المقطع السابق والذين يقومون لعمل قدر كبير من البحوث في محاولة العثور على أفضل طريقة للتداول هم الذين يحاولون السيطرة على السوق وهم مفعمون بالإنفعالات، وبالتالي فهم يوفرون الفرصة للمتداولين المحترفين لإمكانية الإستفادة من هذا.
المفارقة في الأمر هي أن المتداولين المحترفين يقومون بعمل تحليل فني وأساسي أقل بكثير عما يقوم به المتداولين الهواة. المتداولين المحترفين ببساطة يتقنون استراتيجية التداول الخاصة بهم ويقوم بالتمسك بروتين التداول اليومي، ويسيرون على نفس النمط والروتين لأنهم يعرفون أن السوق موجودا كل وقت، وفرص الربح موجودة باستمرار، وبالتالي فهم ليسوا مضطرين للقيام بعمل أي صفقة تداول لا تتوافق مع استراتيجتهم التي يسيرون عليها من البداية.
المنطق وراء القيام بوضع صفقة التداول وعدم التفكير بها كثيرا هو أنه عندما تتحقق شروط صفقة التداول الخاصة بك وفقا لاستراتيجيتك التي وضعتها فتستطيع أن تنفذ أمر التداول، في حين أن المتداولين الهواة لايلتزمون أبدا باستراتيجية أو خطة تداول، مما يجعلهم يقومون بعمل حركات عشوائية، مثل التحرك لعمل أمر وقف خسارة أبعد أو رفع معدل الربح المستهدف لأعلى، وذلك كله بينما تكون صفقة التداول الخاصة بهم مفتوحة ودون أي سبب منطقي. وهذا ما يجعلهم يقومون بالتداول تحت تأثير انفعالاتهم وهو نتيجة لمحاولة السيطرة على السوق.
اكسب المال ووفر الوقت
إن الحقائق المدروسة تؤكد على أن المتداولين الذين يقومون باستخدام الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية الأعلى مثل 4 ساعات، والرسوم البيانية اليومية، الأسبوعية، ويقومون بالإنتظارلعدة أيام حتى تحين الفرصة المناسبة للتداول، يكسبون المزيد من المال على المدى الطويل. والسبب وراء انجذاب العديد من المتداولين إلى استخدام الرسوم البيانية الأقل هو أنهم يشعرون أنهم يسيطرون أكثر على السوق، وذلك من خلال النظر في الأطر الزمنية الأقل والقفز إلى ومن صفقات التداول في الكثير من الأوقات. ولسوء الحظ، فلايوجد أي متداول لديه القدرة على السيطرة على الأسواق، ولكنه بالنهاية يرهق نفسه فقط في وهم السيطرة، دون جدوى.
في الواقع، قضاء وقت أقل في التداول في سوق الفوركس، وقت أقل في تحليل البيانات، وإيجاد نظام تداول متكامل هو الطريق إلى تحقيق المزيد من المال على نحو أسرع في سوق الفوركس، لأنك عندها ستكون أكثر استرخاء، أقل عاطفية وبالتالي أقل عرضة للإفراط في التداول أو استخدام رافعة مالية مرتفعة لحساب التداول الخاص بك. وعلى الرغم من أن العديد من الناس يتجهون إلى الفوركس كوسيلة لكسب المال أسهل من وظائفهم، إلا أنهم ينسون ذلك، وسرعان ما تجدهم ينخرطون في قضاء ساعات لاتحصى أما جهاز الكمبيوتر الخاص بهم في محاولات يائسة لكسب المال. في حين تبقى الطريقة الصحيحة والسهلة لكسب المال هي عن طريق وضع خطة تداول فعالة، اتقانها والإلتزام بها، وبعد ذلك عليك التحقق من السوق ما بين مرة وثلاث مرات يوميا فقط وذلك لمدة ما بين عشرة إلى عشرين دقيقة فقط في كل مرة. التداول بمثل هذه الطريقة من شأنه ترسيخ العادات الإيجابية للتداول من أجل نجاح صفقات التداول الخاصة بك. وفي النهاية، يمكن تلخيص هذه المقالة بأكملها في الجملتين التاليتين: الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في تحليل بيانات السوق، ومحاولة تحسين نظام التداول الخاص بهم سيقعون حتما في الأخطاء الإنفعالية والتي تعمل على زيادة فشل صفقات التداول الخاصة بهم مما يؤدي بالنهاية إلى خسارة المال وتضييع الوقت. الأشخاص الذين يدركون جيدا أنه لايمكن السيطرة على سوق الفوركس، ويقومون ببناء خطة تداول لإتقانها والإلتزام بها، فهم يصلون حتما بالنهاية إلى النجاح في سوق الفوركس نتيجة لعدم تأثرهم بإنفعالاتهم عند القيام بالتداول.
في الكثير من الأحيان، المتداولين الطموحين يضيعون وسط الارتباك الناتج عن الكم الهائل من البيانات الصادر من وسائل الإعلام المالية المختلفة ومنها شبكة الإنترنت والتلفزيون. فهناك الكثير من الأفكار التنافسية وأساليب التداول التي تأتي جنبا إلى جنب مع المزيد من البيانات والأخبار التي تصدر كل يوم ولا يستطيع عقلك استيعابها كلها معا، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه الأخبار والبيانات مدمرة لك ولحساب التداول الخاص بك وتحول بينك وبين عمل خطة تداول فعالة في سوق الفوركس.
أحد أكبر الأخطاء النفسية التي يقع فيها أغلب المتداولين الطموحين خلال رحلتهم إلى التداول الناجح هو الاعتقاد الراسخ بأن استخدام كم هائل من البيانات الاقتصادية، والقيام بتحليلها جنبا إلى جنب مع وسائل التداول المعقدة من شأنه أن يساعدهم على الربح في سوق الفوركس. في الواقع، معظم المتداولين المحترفون يؤكدون على أن كل هذه العوامل عادة ما يكون لها تأثير عكسي على أرباح التداول في سوق الفوركس، على اٌلأقل بعد نقطة معينة. وهذا يعني في الأساس أنه إذا امضيت وقتا معينا في تحليل بيانات السوق، فإن أي وقت آخر قد تقضيه في مواصلة تحليل بيانات السوق من المرجح أن يكون له تأثير سلبي على أرباح تداولاتك في سوق الفوركس، بل وعلى رصيد حسابك كله من الأساس، مما قد يؤدي بالنهاية إلى خسارتك للأموال بسوق الفوركس.
لماذا يؤدي التحليل الزائد لبيانات السوق إلى نتائج عكسية؟
قد يبدو الأمر مربكا ومحيرا بالنسبة للمتداولين الطموحين في سوق الفوركس عندما يسمعون أن الإكثار من تحليل بيانات السوق قد يؤدي إلى فقدان المال على نحو أسرع من عدم القيام به. فالاعتقاد بأن "الأكثر هو الأفضل" ما هو إلا فخ نفسي والذي غالبا ما يحول مابين تحقيق المتداولين الطموحين لأهدافهم في سوق الفوركس، بل وهو السبب أيضا في خسارة الأموال وتدمير حسابات تداول الكثير من المتداولين والخروج من التداول تماما.
السبب الرئيسي وراء الوقوع في هذا الفخ هو أن البشر بطبيعتهم لديهم الرغبة في الشعور بأنهم يسيطرون على حياتهم وما يحيط بهم، وهذا السر وراء تطورنا وما نشهده الآن من الحضارة والتقدم الذي نعيش فيه في العصر الحديث. وللأسف، فإن هذه الصفة الوراثية الموجودة في جميع البشر لاتعمل لصالح المتداولين الطموحين الذين يحاولون تحقيق النجاح في سوق الفوركس. ففي الحقيقة، إن مشاعرنا العادية التي نشعر بها عندما نقوم ببذل المزيد من الجهد وقضاء المزيد من الوقت الإضافي في العمل أو الدراسة وغيرها من الأشياء من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتقدم، هي مشاعر غير مفيدة للنجاح في سوق الفوركس.
المشكلة في تطبيق فكرة "العمل الشاق" في سوق الفوركس هي أنه عند الوصول إلى حد معين من القدرة على قراءة الرسوم البيانية، فإنه حقا لاتوجد فائدة لقضاء المزيد من الوقت في القيام بالتحليل والتغيير والتبديل في أنظمة التداول أو تحليل المزيد من التقارير الاقتصادية. بيت القصيد هنا هو أن هناك حرفيا الملايين من المتغيرات التي ينطوي عليها التداول في سوق الفوركس؛ كل شخص يقوم بالتداول في سوق الفوركس هو متغير وكل فكرة من أفكار المتداولين في سوق الفوركس تعتبر متغيرا أيضا، هذا لأن هذه الأفكار وهؤلاء الأشخاص هم السبب وراء تغير حركة السعر. ولأنك غير قادر على السيطرة على جميع المتداولين في السوق ولا على أفكارهم، بالإضافة إلى المئات من الأخبار والتقارير الاقتصادية التي تخرج كل يوم، إذا فأنت ليس لديك أساسا أي سيطرة على حركة السعر. ولهذا، فإن القيام بتحليل العديد من البيانات الاقتصادية كل يوم أو محاولة التوصل إلى طريقة معقدة أكثر من اللازم للقيام بالتداول هو في الأساس مجرد محاولة فاشلة للسيطرة على شيء لايمكنك السيطرة عليه على الإطلاق وهو سوق الفوركس.
إذا، فإن السبب الكامن وراء فشل المتداولين في سوق الفوركس يبدأ مع فكرة شعور المتداول بحاجة نفسية للسيطرة على الأشياء المحيطة به، وعندما تجتمع هذه المشاعر مع عالم الفوركس الذي لايمكن السيطرة عليه فإن النتائج دائما تكون سلبية. حيث يقوم هؤلاء المتداولين بقراءة كتب التداول أو شراء نظام تداول مختلف والذي يبدو أنه سيحقق نجاحا أكثر، أو حتى تحليل الأخبار الداخلية والدقيقة لكل تقرير اقتصادي في محاولة للتنبؤ بحركة السعر في السوق. وبمجرد بدء هذه العملية فمن الصعب جدا التوقف عنها لإننا جميعا نعرف أنه عندما نبذل المزيد من الوقت والجهد في شيء ما نحرز النجاح في هذا الشيء، وبالتال فإنهم يتوقعون كسب المزيد من المال في نهاية المطاف.
ولكن الحقيقة الصعبة بالنسبة لكل ذلك هي أن بعد أن تصل إلى درجة معينة من الفهم لكلا من التحليل الفني والأساسي، فإن المزيد من العمل على تحليل وتبديل أنظمة واستراتيجيات التداول من شأنه أن يعمل ضدك وليس لصالحك.
الأقل يعني المزيد في سوق الفوركس
والأن، كيف إذا يحقق المتداول الطموح الربح في سوق الفوركس إذا كنا بطبيعتنا نميل إلى الإفراط في التعقيد؟ الخطوة الأولى في هذه العملية هي مجرد قبول حقيقة أنه لايمكن السيطرة على سوق الفوركس. سوق الفوركس لايعبأ أبدا بما قمت به في حياتك من قبل؛ فهو ليس كائن حي وليس لديه أي مشاعر أبدا. فسوق الفوركس ما هو إلا ساحة حيث يعمل فيها معتقدات البشر وتوقعاتهم بشأن سعر الصرف لزوج معين من العملات. هذا المعتقدات هي نتيجة للمشاعر، والمشاعر الإنسانية يمكن التنبؤ بها للغاية عندما يتعلق الأمر بالمال. النقطة هنا هي أن هؤلاء الأشخاص الذين تم ذكرهم في المقطع السابق والذين يقومون لعمل قدر كبير من البحوث في محاولة العثور على أفضل طريقة للتداول هم الذين يحاولون السيطرة على السوق وهم مفعمون بالإنفعالات، وبالتالي فهم يوفرون الفرصة للمتداولين المحترفين لإمكانية الإستفادة من هذا.
المفارقة في الأمر هي أن المتداولين المحترفين يقومون بعمل تحليل فني وأساسي أقل بكثير عما يقوم به المتداولين الهواة. المتداولين المحترفين ببساطة يتقنون استراتيجية التداول الخاصة بهم ويقوم بالتمسك بروتين التداول اليومي، ويسيرون على نفس النمط والروتين لأنهم يعرفون أن السوق موجودا كل وقت، وفرص الربح موجودة باستمرار، وبالتالي فهم ليسوا مضطرين للقيام بعمل أي صفقة تداول لا تتوافق مع استراتيجتهم التي يسيرون عليها من البداية.
المنطق وراء القيام بوضع صفقة التداول وعدم التفكير بها كثيرا هو أنه عندما تتحقق شروط صفقة التداول الخاصة بك وفقا لاستراتيجيتك التي وضعتها فتستطيع أن تنفذ أمر التداول، في حين أن المتداولين الهواة لايلتزمون أبدا باستراتيجية أو خطة تداول، مما يجعلهم يقومون بعمل حركات عشوائية، مثل التحرك لعمل أمر وقف خسارة أبعد أو رفع معدل الربح المستهدف لأعلى، وذلك كله بينما تكون صفقة التداول الخاصة بهم مفتوحة ودون أي سبب منطقي. وهذا ما يجعلهم يقومون بالتداول تحت تأثير انفعالاتهم وهو نتيجة لمحاولة السيطرة على السوق.
اكسب المال ووفر الوقت
إن الحقائق المدروسة تؤكد على أن المتداولين الذين يقومون باستخدام الرسوم البيانية ذات الأطر الزمنية الأعلى مثل 4 ساعات، والرسوم البيانية اليومية، الأسبوعية، ويقومون بالإنتظارلعدة أيام حتى تحين الفرصة المناسبة للتداول، يكسبون المزيد من المال على المدى الطويل. والسبب وراء انجذاب العديد من المتداولين إلى استخدام الرسوم البيانية الأقل هو أنهم يشعرون أنهم يسيطرون أكثر على السوق، وذلك من خلال النظر في الأطر الزمنية الأقل والقفز إلى ومن صفقات التداول في الكثير من الأوقات. ولسوء الحظ، فلايوجد أي متداول لديه القدرة على السيطرة على الأسواق، ولكنه بالنهاية يرهق نفسه فقط في وهم السيطرة، دون جدوى.
في الواقع، قضاء وقت أقل في التداول في سوق الفوركس، وقت أقل في تحليل البيانات، وإيجاد نظام تداول متكامل هو الطريق إلى تحقيق المزيد من المال على نحو أسرع في سوق الفوركس، لأنك عندها ستكون أكثر استرخاء، أقل عاطفية وبالتالي أقل عرضة للإفراط في التداول أو استخدام رافعة مالية مرتفعة لحساب التداول الخاص بك. وعلى الرغم من أن العديد من الناس يتجهون إلى الفوركس كوسيلة لكسب المال أسهل من وظائفهم، إلا أنهم ينسون ذلك، وسرعان ما تجدهم ينخرطون في قضاء ساعات لاتحصى أما جهاز الكمبيوتر الخاص بهم في محاولات يائسة لكسب المال. في حين تبقى الطريقة الصحيحة والسهلة لكسب المال هي عن طريق وضع خطة تداول فعالة، اتقانها والإلتزام بها، وبعد ذلك عليك التحقق من السوق ما بين مرة وثلاث مرات يوميا فقط وذلك لمدة ما بين عشرة إلى عشرين دقيقة فقط في كل مرة. التداول بمثل هذه الطريقة من شأنه ترسيخ العادات الإيجابية للتداول من أجل نجاح صفقات التداول الخاصة بك. وفي النهاية، يمكن تلخيص هذه المقالة بأكملها في الجملتين التاليتين: الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في تحليل بيانات السوق، ومحاولة تحسين نظام التداول الخاص بهم سيقعون حتما في الأخطاء الإنفعالية والتي تعمل على زيادة فشل صفقات التداول الخاصة بهم مما يؤدي بالنهاية إلى خسارة المال وتضييع الوقت. الأشخاص الذين يدركون جيدا أنه لايمكن السيطرة على سوق الفوركس، ويقومون ببناء خطة تداول لإتقانها والإلتزام بها، فهم يصلون حتما بالنهاية إلى النجاح في سوق الفوركس نتيجة لعدم تأثرهم بإنفعالاتهم عند القيام بالتداول.