PDA

View Full Version : الكبار يؤكلون العنب الحامض



amino91
12-20-2015, 16:55
أجبرت قرعة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم الأندية الكبيرة في القارة العجوز على أكل العنب الحامض وتجرع مرارة العلقم بعد أن اوقعتهم في مواجهات طاحنة ضد بعضهم البعض.

كرة القدم التي يلقبها عشاقها بالساحرة المستديرة ما كانت يوما لتضحك للجميع دفعة واحدة، فهي عندما تعطي شيئا فإنها تأخذ أشياء، وفي النهاية الحتمية فريقا واحدا سيتوج بالفرحة الكبرى ولن يتذكر احد البقية الباقية حتى تعود الدائرة في العام الذي يليه.

برشلونة حامل اللقب سيخوض مواجهة لا تخلو من خطورة ضد ارسنال الذي كان النادي الكتالوني فاز عليه 2-1 في نهائي العام 2006، أما وصيف البطل يوفنتوس فقد سقط في احضان النادي البافاري القوي جدا بايرن ميونيخ الذي اقصاه من البطولة ذاتها العام 2013.

قمة نارية من العيار الثقيل ستجمع بين تشيلسي وباريس سان جيرمان للمرة الثالثة على التوالي، فيما كان ريال مدريد أقل الكبار نحسا رغم صعوبة مهمته في مواجهة روما.

تأتي هذه القرعة في ظل تقلبات كبيرة شهدتها الاجهزة الفنية حيث اعلن تشيلسي انتهاء العلاقة مع السبيشال وان، فيما ينتظر بايرن ميونيخ بين لحظة وأخرى إعلان الفيلسوف رحيله مع نهاية الموسم.

ليس هذا فحسب .. بل أن ريال مدريد يعاني أيضا من دكته الفنية فيما سقط روما بطريقة غريبة في مباراته الأخيرة، وكلا الفريقين خرج من كأس بلاده بفضيحة.

كنا دائما ما نسمع عن قرعة موجهة يعتمد خلالها الاتحاد الأوروبي على توازنات القوى، من خلال التلاعب الذكي بفرز الكرات البلاستيكية الساخنة والباردة داخل الإناء الزجاجي، فيعمل على تجنيب الكبار الخروج المبكر من الأدوار الاقصائية، غير أن ما حصل في قرعة دور الـ16 هذه المرة يبدد كل تلك التوهمات.

نزاهة القرعة وشفافيتها أفرزت جملة من المواجهات المؤلمة، حيث سيتعين على دور الثمانية فقدان 4 فرق مرشحة للقب على الاقل (وربما 4 أبطال سابقين)، علما بأن دور المجموعات كان قد حرم الكأس ذات الأذنين من بطل خامس هو مانشستر يونايتد.

ومع ذلك فإن الضرر الذي سيلحق بالأدوار الإقصائية النهائية لن يكون كبيرا مع بقاء الاسماء الكبيرة بغض النظر عن الفائز والخاسر في هذا الدور المشتعل بكل الأحوال.

وما يهمنا في اول الأمر وآخره كمشجعين وعاشقين لكرة القدم الجميلة التي توفرها لنا منافسات الشامبيونز ليغ أن تخلو مواجهات القمة المنتظرة من الأخطاء التحكيمية الكارثية التي أصبحت ثغرة متلازمة وان يفوز فعلا من يستحق الفوز ويخرج فعلا من يستحق الخروج.

لا نتمنى أن ينال الظلم من فريق بعينه، رغم اعترافنا بأن الاخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من كرة القدم ولكن بطولة بحجم الشامبيونز ليغ تستحق الحد الأدنى من هذه الأخطاء.

نتوقع الإثارة وننتظر المتعة، وحتما ستلبي المواجهات الثقيلة ما نصبو اليه.