PDA

View Full Version : إقالات المدربين..بين الحاجة والرغبة



amino91
12-20-2015, 17:03
شهدت الجولات التسع الأولى من دوري عمانتل للمحترفين مغادرة الكثير من المدربين لأنديتهم لأسباب كثيرة تتفاوت من أهمية التغيير وتصحيح المسار إلى ضيق ذات اليد بالنسبة للنادي وبالتالي السماح للطرف الثاني بالمغادرة تحت مسميات متنوعة بين (الإقالة والاستقالة والاستغناء وفك الارتباط بالتراضي) وهذه الأخيرة باتت اكثر شيوعاً في الفترة الأخيرة.

ثمانية أندية غيرت مدربيها منذ انطلاقة الموسم بدأها نادي الشباب ثم تبعته أندية ظفار والنصر وصور ومسقط والخابورة والعروبة وفنجاء (نادي ظفار غيّر مرتين) والعدد مرشح للزيادة ونحن على بعد ثلاث جولات من نهاية الدور الأول وهي حالة تعودنا عليها في دورينا المحلي وفي دورياتنا العربية بشكل عام وهي كما يتفق الجميع ليست بالحالة الصحية لأنها لا تؤسس الاستقرار الفني الذي نعرفه ولا تشير بشكل إيجابي إلى منظومة العمل في النادي ولا تعطي مؤشراً جيداً للدوري الذي يقع تحت بند الاحتراف.

بالرجوع إلى الأندية التي استغنت عن مدربيها سنجد ان التغيير احيانا كان رغبة لتصحيح المسار وأحيانا لعدم توفر أو توفير كل الأدوات المطلوبة للمدرب وأحيانا ضعف الإعداد للموسم وأحيانا خطأ الاختيار من البداية واحيانا عدم المعرفة الكاملة بقدرات المدرب وأحيانا الاستعجال في التعاقد لسد الفراغ وأحيانا للحالة المادية التي يمر بها النادي وأحيانا من اجل التغيير فقط لعل الأمور تتبدل للأحسن ولكم الحرية المطلقة في ابداء اية أسباب اخرى لأن الوضع الذي نتابعه يستوعب كل شيء ويسمح بكل التفاسير..اكثر من نصف أندية دوري المحترفين استبدلت مدربيها وهذا رقم كبير لا يوحي بنجاح العمل المؤسسي في هذه الأندية التي تضع كل ثقلها في نجاح الفريق الأول على اعتبار انه الواجهة الحقيقية لنجاح أو فشل العمل في النادي وبالتالي يفعلون ما يعلمون ومالا يعلمون وبكل الوسائل لتحقيق الإنجاز او مركز متقدم أو حتى المحافظة على البقاء مع فرق الأضواء ..بإمكان بعض الإدارات أن توفر كل شيء للفريق الاول مادياً ومعنويا ومستعدة لتغيير المدربين بدون اية حواجز وبدون تحديد العدد المهم أن تتحقق النتائج وتكون الجماهير راضية على الادارة الأمر الذي يجعل العمل غير مستقر وغير مدروس ولا يحقق المطلوب فينقلب الوضع في أغلب الأحيان الى الاسوأ.. بكل بساطة تقول الحكمة «اذا لم تعلم الى اين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض» والحلول السريعة ليست سوى مسكنات للألم قد تنجح في تخفيفه وقد تزيده ليصبح من الصعب علاجه ..وهذه الحلول السريعة ليست سوى خطوات تكون في اغلب الأحيان غير مدروسة مما يجعل الوضع اكثر تعقيدا ..ودعونا نأخذ يعض الأمثلة على الأندية التي غيرت المدربين في دورينا وأين هي الآن في جدول الترتيب وليس هذا القول من باب التقليل من العمل او إيجابية القرار من عدمه ولكن لكي نرى التصحيح الذي حدث..نادي الشباب اول من استغنى عن مدربه بعد جولتين من الدوري هو الآن مع نهاية الجولة التاسعة (لدواعي النشر اكتب الموضوع قبل بداية الجولة العاشرة) في المركز الحادي عشر برصيد تسع نقاط أي انه حقق نقطة في كل جولة..وكذا الحال بالنسبة لأغلب الفرق التي غيرت مدربيها ..ليس هذا الكلام ثابتاً فربما تتغير الأمور الى الافضل لجميع الاندية كما هو الحاصل مع نادي ظفار ولكن في الغالب قد يحتاج ذلك التغيير إلى وقت لا تجده قريباً ويكون الآخرون قد سبقوك بخطوات طويلة..

عندما لا تبدأ موسمك بشكل واضح ومخطط له من حيث توفير أدوات العمل المناسبة لتحقيق النجاح فإنك ستتعب كثيراً وستحتاج للتغيير في مراحل كثيرة من المنافسة التي لا تترك لك احيانا المجال الواسع للتفكير ...على العموم فان تغيير المدربين باتت ظاهرة حاضرة في دورينا ولا اعتقد انها ستنتهي قريبا لسبب بسيط وواضح وهي اننا نبحث عن النجاح بأسرع وقت دون تحديد الأهداف ..أعلم ان أغلب ادارات الاندية تعمل وفق امكاناتها الفنية والمالية والبشرية ولكنني اعلم في الجانب الاخر بأن هناك من يعمل للنجاح ويحاول بالادوات المتوفرة لديه ان يرسم دربه الواضح وخير مثال على ذلك (حتى الآن) نادي صحار وهو فريق مجتهد ويلعب بإمكاناته التي يثق فيها ويتعامل مع كل منافِس بالطريقة التي تناسبه وهو الى الآن ناجح في ذلك ..دورينا لم تنته حكاياته بعد، والقادم يحمل الكثير والكثير سواء في موضوع المدربين او اللاعبين أو الحكام او حتى شكل الفرق في جدول الترتيب..