PDA

View Full Version : كوميديا التشفّي بخسارة ريال مدريد



amino91
12-20-2015, 17:35
ثوان قليلة فقط، فصلت الهدف الأول لبرشلونة في مرمى ريال مدريد، عن بدء موجة غاية في الكوميديا على مواقع التواصل الاجتماعي، تهزأ بالفريق الملكي وتعده بالخسارة المزلزلة.

ولم ينتظر عشاق برشلونة كثيرا من الوقت، ليبدأوا في نشر "إبداعاتهم" حول الخسارة، مستخدمين كل ما لديهم من أسلحة الطرافة..مثل: النصوص مكتوبة، الصور المركبة، الفيديوهات المدبلجة..والكثير الكثير مما خرجت به قريحتهم، ليس احتفاء بالفوز فقط، بل وتشفّيا بالخسارة.

وكأمثلة على ما شاهدناه بأم أعيننا..هناك من نصح عشاق ريال مدريد بعدم الذهاب للدوام في اليوم التالي، والبعض نشر صورة بروفايل الفنان حسين الجسمي الذي أعلن أنه مدريدي قبل المباراة لتحميله سبب الخسارة، وآخرون نشرو صورة مدرب ريال مدريد رافائيل بينيتيز وهو مشغول بالكتابة..ووضعت بجانبه صورة لورقة كتب عليها طلبات البيت، كما نشر البعض فيديو للفنان السعودي الشهير ناصر القصبي وهو يعبر عن استغرابه من دوام صديق له رغم أن فريقه خسر بالأربعة، فيما قال آخرون: منذ شهر وهم يجهزون للكلاسيكو..وفي النهاية نقلوا لنا تدريبات برشلونة...كما نشر البعض رسمة تعبر عن أشكال وكلمات غير مفهومة ووصفوها بأنها خطة ريال مدريد..والكثير الكثير من المشاهد التي ترسم الابتسامة على الشفاه، ولكنها في الوقت ذاته تخفي حسرة وألما لدى مشجعي ريال مدريد.

حرب مواقع التواصل الاجتماعي باتت أكثر وضوحا عند لقاء الغريمين التقليديين، واعتبرها مشجعوا كلا الفريقين فرصة للتعبير عما يختلج أنفسهم من مشاعر منافسة (ولا نقول كراهية) خاصة بين مشجعي الفريقين في البيت الواحد..الوالد وأبنائه، الأشقاء، الأزواج، الجيران الأصدقاء..فهم من يناكفون بعضهم البعض، بأسلوب يبتعد عن استخدام العنف أو الألفاظ المسيئة، وبشكل حول الخسارة إلى مشهد كوميدي..يضحك الجميع فائزين وخاسرين.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على الكلاسيكو..ولكنها دوما تشتعل بعد كل خسارة لبرشلونة أو ريال مدريد، ولكن بشكل أقل حدة، وهو ما حصل مع خسارة البرسا مع سلتا فيجو..والريال مع إشبيلية..وبالتالي فإن أي طرف لا يتوان عن استخدام كل أسلحته "الالكترونية" للتعبير عن فرحته بخسارة الطرف الآخر بأسلوب مبتكر، ويظهر قدرة عشاق الفريقين في ابتداع الوسائل التي تمكنهم من الوصول إلى أقسى درجة من الشماتة بالطرف الآخر، ولكن بأسلوب ظريف.

على قسوة بعضها، فإن حرب مواقع التواصل الاجتماعي أقل هوادة من العنف الذي كنا نشاهدة بين عشاق الفريقين، وأن فصلتهم آلاف الكيلومترات عن مكان المباراة، والطرافة في معالجة موضوع مؤلم، قد يخفف من حدة هذا الألم، ويجعل القلوب أكثر صفاء، طبعا إذا تجاوزنا الكلمات الجارحة والعبارات المؤذية التي ندينها حتى وإن كانت قمة في الطرافة والكوميديا.