PDA

View Full Version : الراعي الرسمي للفوضى



amino91
12-20-2015, 17:38
من اليوم وحتى اليوم الأخير في عمر الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي تبقى على الوصول إليه نحو عام ستكون الفوضى هي صاحبة السيادة على الساحة الرياضية، لأن الجميع في هذه الساحة صار منفلتًا من عقال القانون.

ببساطة أكبر أستطيع القول إن الاتحاد السعودي من حيث يدري أو لا يدري بات هو الراعي الرسمي للفوضى التي تبسط نفوذها على المشهد، فكل القضايا بات هذا الاتحاد يقف وراءها، وحتى لا أكون مبالغاً لعلي أخصص من بينها القضايا الأكثر سخونة، حتى بدا لنا وكأنه هو من يخطط للاستحواذ على ساحة الفوضى من دون منافس.

في السابق كانت المناكفات بين مسؤولي الأندية الجماهير، لاسيما أندية المنطقة الواحدة كالهلال والنصر والأهلي والاتحاد، أو بين الأندية المتصارعة على البطولات كما حدث في حقبة معينة بين الهلال والاتحاد هي المحرضة الرئيسة على إشعال الساحة يساعد في ذلك انتماءات الإعلاميين وتشنج الجماهير.

اليوم بات الوضع مختلفاً، فالمتابع لا يرصد توترًا في الساحة النصراوية الهلالية ولا بين معسكري الأهلي والاتحاد، ولا بين أي نادٍ وآخر، وإنما ما نرصده بالفعل هو أن اتحاد الكرة بات طرفًا رئيساً مع كل الأطراف، فهو طرف مع غالبية الأندية إن لم يكن جميعها جماهيرية كالأهلي وهو طرف مع الإعلام، بل إنه طرف مع نفسه، مثلما نرصده في علاقة أعضاء لجنة الحكام والمقيّمين والحكام مع رئيس اللجنة الذي هو عضو في مجلس إدارة الاتحاد، ولا ننسى خلافات أعضائه مع بعضهم البعض وتصعيدها للإعلام.

حين نرصد أسخن القضايا في الساحة الرياضية خلال شهر واحد مثلًا سنكتشف قضية اتحاد الكرة والأهلي في قضية المدافع سعيد المولد، وقضيتهما بعد تصريحات المتحدث الإعلامي سالم الأحمدي، وبينهما قضيتهما بشأن الارجنتيني موراليس، وقضية اتحاد الكرة مع نجران حول انتقاله إلى جدة، وقبلها قضيته مع الخليج بشأن محكمة كاس، وقضية اتحاد الكرة مع نادي الشباب بشأن دكة الاحتياط، وقضية احمد عيد مع لاعب الوسط عبده عطيف، وقضية الاتحاد بعد ما تسرب عن رفعه لشكوى ضد عدد من الإعلاميين لوزارة الإعلام، ولا ننسى قضيته بشأن مباراة فلسطين.

لا حظوا هنا أرصد قضايا شهر واحد، فكيف إذا رصدنا قضاياه خلال عام أو منذ انتخاب رئيسه وأعضائه قبل ثلاثة اعوام حتمًا سنحتاج إلى كتاب وليس إلى مقال، ما يؤكد بالفعل حقيقة أنه بات الراعي الرسمي للفوضى في الوسط الرياضي.

هذا الواقع يستدعي دراسة مستفيضة من اتحاد الكرة نفسه، والتي تقضي بحتمية مراجعة سياساته فيما تبقى من عمره القصير الذي قضاه في مشاكله أكثر مما قضاه في معالجة مشاكل الكرة السعودية، والتي بدلاً من أن يكون مصدر الحل لها وإذا به يكون مصدر المشكلة بل نواتها.