PDA

View Full Version : ليفربول لم يسقط في حضن ساحر



amino91
12-20-2015, 17:43
يعتقد البعض ان الفوز الصاخب الذي حققه ليفربول على تشيلسي في قمة الاسبوع قبل الماضي من الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم ما كان ليتحقق لولا عصا الساحر الالماني الجديد يورغن كلوب.

غير أن هذا السحر سرعان ما زال الاسبوع الماضي عندما سقط الريدز في موقعة كريستال بالاس وأعاد الجميع بما فيهم كلوب إلى أرض الواقع.

التجارب السابقة لمدربين كثر أعطت عبرة واحدة مفادها أن النجاح ليس له ذراع واحد، وإنما تشكله منظومة عمل شامله متكامله.. وإلا فكيف نفسر ما حصل مع الايطالي كارلو انشيلوتي في موسمين متناقضين للغاية مع ريال مدريد الاسباني، حيث حقق في موسمه الأول رباعية نادرة للفريق الملكي ثم خرج في موسمه الثاني صفر اليدين وغادر قلعة الميرينغي من الباب الضيق.

كيف نفسر ما يحصل مع الفرنسي ارسين فينجر مدرب الارسنال وهو يكافح دون كلل أو ملل لاستعادة الفوز بلقب الدوري الانجليزي لمرة رابعة في آخر 20 سنة قضاها على راس الجهاز الفني للمدفعجية وما يزال يحاول دون أن يزحزحه أحد عن مقعده.

وفي المقابل هناك أساطير في التدريب منهم الاسكتلندي الكيس فيرغسون مثلا، والذي مرت عليه أعاصير من النكبات والخذلان اقل بكثير من أيام الفرح والرضوان، وشكل تخليه عن مقعد الإدارة الفنية فراغا لا يمكن شغله بسهولة، سيما وانه أحرز في 26 عاما لقب الدوري الممتاز 13 مرة.

وتنتظر كلوب (المعقودة عليه أمال العودة بجماهير الانفيلد إلى حقبتهم الذهبية) مهمة صعبة للغاية، سيما إذا علمنا أن ليفربول حصل على لقب الدوري الممتاز آخر مرة قبل 25 عاما وتحديدا في موسم 89-1990.

نقول أن مهمة كلوب صعبة لأن الفريق الاحمر، الذي توج بـ10 ألقاب للبريمير ليغ ما بين 1975 و1990، سيواجه بعد 8 ايام فقط مانشستر سيتي في ملعب الاتحاد، ووقتها سيخضع مدرب بروسيا دورتموند السابق لتقييم جديد حيال مفعول عصاه السحرية.

قد يحتاج مدرب ليفربول لموسم ثان حتى يشكل منظومة النجاح التي يحتاجها للعودة بليفربول إلى القمة المحلية، ولكن عليه أن يتعلم من درس البرتغالي جوزيه مورينيو مع تشيلسي والذي يعاني المر حاليا بسبب اعتماده على الهالة الإعلامية التي شكلها حول نفسه، فإذا به يقع فريسة سهلة لها بعد تراجع أداء لاعبيه ونتائجهم.

ولا يوجد صحافي انجليزي مقتنع حاليا بأن فشل تشيلسي يعود لأسباب كثيرة أو منظومة عمل أصابها الخلل، بل ان مورينيو الذي أبلغ العالم بأنه الذراع الأوحد للنجاح أصبح عن غير حسبان الذراع الأوحد للفشل.

وصدق الشاعر عندما قال:

كم من سنين طوتني كثيرة وكم من أمور قد جرت بأمـور.

ومن لم يزده السن ما عاش عبرة فذاك لن يستنير بنور.