justsmile
01-10-2016, 01:29
الخوف والطمع
ان العمل بحساب تجريبي ، يختلف كثيرا او قليلا عن العمل بحساب عادي ، وذلك تبعا لشخصية المتعامل ، وتكوين نفسيته ، وقدرته على تحمل الصدمات والانفعالات ، وطريقة تفاعله مع المفاجآت المتوقعة منها وغير المتوقعة .
ارى الفرق بين متعامل بحساب تجريبي ، ومتعامل بحساب حقيقي ، كالفرق بين ممثل يلعب دور محارب بطل في واحد من الافلام السينمائية ، وبين محارب بطل يخوض غمار المعركة الحقيقية وسط السنة اللهب ورائحة البارود .
ففي حين ان الاول يحتال في اظهار رجولته ، وقد يكون في واقع الامر جبانا رعديدا يخشى ظل اذنيه ان رآهما في عتمة المساء ؛ اذا بالآخر يخوض صراعا حيا ، حقيقيا ، مصيريا ؛ بين الحياة والموت ، بين الزوال والبقاء ، بين الربح والخسارة .
الاول ممثل يا اخواني والثاني بطل .
الاول يلعب الدور، وما اسهل ان نلعب الادوار ؛ والثاني يعيش المعركة ، وما اقسى ان نعيش المعارك .
الاول يتفرج على ما يحصل في بقاع عالمنا الملتهبة ويتسلى بنقل شخوص الشطرنج .
والثاني يواجه خصما عنيدا بارادة القاتل او المقتول .
نعم ، صدقني صديقي ؛ هي ارادة القاتل او المقتول .
في هذه المعركة ، ان لم تقتل فسوف تقتل .
لان كل فلس تربحه ، انما انتزعته من آخر قد خسره .
من السهل على صاحبنا المجرب كما على صاحبنا اممثل ان ينتصر في المعركة على مشاعر الخوف والطمع التي لا بد ان تنتابه ، فهو يعرف ان المعركة وهمية ، مصطنعة .
وهو يوقن ان الخطر يكمن في آلة التصوير لا في سلاح العدو المتربص .
لذلك تراه يشتري صفقته ،ثم ينصرف الى ارتشاف قهوته وهو ويتمتع برؤية السعر يجري لمصلحته ، او يأمل بكل برودة اعصاب ان يميل لمصلحته ان هو سار في المرحلة الاولى عكس ما يشتهي .
وان عاند السوق واصر على المعاكسة ، فهو يعلم ان الصفعة لن تكون باي حال اشد ايلاما من صفعة الافلام السينمائية التي لا تكاد تلامس الوجه حتى ترتد الى الوراء تاركة للموسيقى امر ايهام المشاهد بقوة اندفاعها .
اما المتعامل الحقيقي ، لاسيما المبتدئ ن فهو ما ان يدخل في السوق حتى يشعر بمئات آلاف الانياب المكشرة من كل صوب ، ينظر الى الكنز الذي منى نفسه به ، يشد عزيمته ، يقرر الصمود ، يحاول ان يتلهى بفنجان قهوة ، يقرر عدم التطلع الى جهاز الكمبيوتر لفترة ، يحاول ذلك ، يفشل ، يشعر بقشعريرة يصعب تحملها .
يسأل نفسه : ما العمل ؟ سرعان ما يجد الجواب . السوق يميل لمصلحته . هما نقطتان ، ثلاث ، اربع نقاط ربحا .
يا لحظي ! آخذها وأهرب . يبيع صفقته ، ويشمر عن ساقيه ، ويترك الحلبة تبكي على نفسها .
بعد هنيهة يجلس صاحبنا امام الشاشة متفرجا ، لا مشاركا في المعركة .
الان قد هدأت نوبة الاعصاب ، فاذا به يتمنى ان ينخفض السوق ، وهو الذي كان منذ لحظة يتضرع الى الله ليرتفع السعر فيجني منه الربح .
ولكن السوق يتابع الارتفاع ، 20 نقطة ربحا ، 50 نقطة ، قف ايها اللعين ! عد الى الوراء ! خذني معك ! ولكن القطار لا يتوقف الا على المحطة .
والمحطة تكون على مسافة 150 نقطة لو ان الاعصاب صمدت ولم يهرب صاحبنا من السوق .
اجل التخطيط للمعركة كان جيدا ، توقيت البداية كان جيدا ،الحصان كان من افضل ما وجد ، ولكن المقاتل كان جبانا.
لقد هرب عند بداية المعركة .
وان لم يحصل ذاك ، اخي المقاتل ، فقد يحصل هذا :
اخطط للصفقة ، ادرسها جيدا ، ادخل في السوق ، انتظر قليلا ، يجري الامر بعكس ما اشتهي .
ما العمل ؟ 20 نقطة خسارة ، 50 نقطة ، لا لن ابيع سانتظر ، 70 نقطة .
يا الهي ، ما العمل ؟
700 دولارا ! هي ثلث حسابي ! لا لن اسمح لهؤلاء الاوغاد ، لن اترك هؤلاء العلوج يقضون علي .
سأنجو بنفسي .سأخرج من السوق باي ثمن .
وأخرج من السوق ،
واذا بالعاصفة تهدأ في داخلي . واذا بالعاصفة تهدأ في السوق ايضا .
فاجلس انا لالتقاط انفاسي . ويجلس السوق ايضا ، كانما لالتقاط انفاسه .
ثم وبعين ملؤها الشماتة والخبث ، اراه ينظر الي ، يستأذنني ، يستدير ، ويعود الى حيث كان .
ايه ! اي مغفل انا ! لو انني لم ابع ! لما خسرت شيئا .
ولكن التمني لا ينفع شيئا . هناك حقيقة لا بد من الاعتراف بها . وانا لا استطيع تغيير شيء فيها . لقد بعت ، وخسرت ، وانهزمت .
لقد ربح غيري ، ولا يبقى لي الا انتظار المعركة التالية .
نعم اخي المبتدئ . لا بد ان تواجه مواقف كهذه .
كن متيقظا . حضر لكل مقام مقال .
وليوفقك الله الى ما فيه خيرك .
ان العمل بحساب تجريبي ، يختلف كثيرا او قليلا عن العمل بحساب عادي ، وذلك تبعا لشخصية المتعامل ، وتكوين نفسيته ، وقدرته على تحمل الصدمات والانفعالات ، وطريقة تفاعله مع المفاجآت المتوقعة منها وغير المتوقعة .
ارى الفرق بين متعامل بحساب تجريبي ، ومتعامل بحساب حقيقي ، كالفرق بين ممثل يلعب دور محارب بطل في واحد من الافلام السينمائية ، وبين محارب بطل يخوض غمار المعركة الحقيقية وسط السنة اللهب ورائحة البارود .
ففي حين ان الاول يحتال في اظهار رجولته ، وقد يكون في واقع الامر جبانا رعديدا يخشى ظل اذنيه ان رآهما في عتمة المساء ؛ اذا بالآخر يخوض صراعا حيا ، حقيقيا ، مصيريا ؛ بين الحياة والموت ، بين الزوال والبقاء ، بين الربح والخسارة .
الاول ممثل يا اخواني والثاني بطل .
الاول يلعب الدور، وما اسهل ان نلعب الادوار ؛ والثاني يعيش المعركة ، وما اقسى ان نعيش المعارك .
الاول يتفرج على ما يحصل في بقاع عالمنا الملتهبة ويتسلى بنقل شخوص الشطرنج .
والثاني يواجه خصما عنيدا بارادة القاتل او المقتول .
نعم ، صدقني صديقي ؛ هي ارادة القاتل او المقتول .
في هذه المعركة ، ان لم تقتل فسوف تقتل .
لان كل فلس تربحه ، انما انتزعته من آخر قد خسره .
من السهل على صاحبنا المجرب كما على صاحبنا اممثل ان ينتصر في المعركة على مشاعر الخوف والطمع التي لا بد ان تنتابه ، فهو يعرف ان المعركة وهمية ، مصطنعة .
وهو يوقن ان الخطر يكمن في آلة التصوير لا في سلاح العدو المتربص .
لذلك تراه يشتري صفقته ،ثم ينصرف الى ارتشاف قهوته وهو ويتمتع برؤية السعر يجري لمصلحته ، او يأمل بكل برودة اعصاب ان يميل لمصلحته ان هو سار في المرحلة الاولى عكس ما يشتهي .
وان عاند السوق واصر على المعاكسة ، فهو يعلم ان الصفعة لن تكون باي حال اشد ايلاما من صفعة الافلام السينمائية التي لا تكاد تلامس الوجه حتى ترتد الى الوراء تاركة للموسيقى امر ايهام المشاهد بقوة اندفاعها .
اما المتعامل الحقيقي ، لاسيما المبتدئ ن فهو ما ان يدخل في السوق حتى يشعر بمئات آلاف الانياب المكشرة من كل صوب ، ينظر الى الكنز الذي منى نفسه به ، يشد عزيمته ، يقرر الصمود ، يحاول ان يتلهى بفنجان قهوة ، يقرر عدم التطلع الى جهاز الكمبيوتر لفترة ، يحاول ذلك ، يفشل ، يشعر بقشعريرة يصعب تحملها .
يسأل نفسه : ما العمل ؟ سرعان ما يجد الجواب . السوق يميل لمصلحته . هما نقطتان ، ثلاث ، اربع نقاط ربحا .
يا لحظي ! آخذها وأهرب . يبيع صفقته ، ويشمر عن ساقيه ، ويترك الحلبة تبكي على نفسها .
بعد هنيهة يجلس صاحبنا امام الشاشة متفرجا ، لا مشاركا في المعركة .
الان قد هدأت نوبة الاعصاب ، فاذا به يتمنى ان ينخفض السوق ، وهو الذي كان منذ لحظة يتضرع الى الله ليرتفع السعر فيجني منه الربح .
ولكن السوق يتابع الارتفاع ، 20 نقطة ربحا ، 50 نقطة ، قف ايها اللعين ! عد الى الوراء ! خذني معك ! ولكن القطار لا يتوقف الا على المحطة .
والمحطة تكون على مسافة 150 نقطة لو ان الاعصاب صمدت ولم يهرب صاحبنا من السوق .
اجل التخطيط للمعركة كان جيدا ، توقيت البداية كان جيدا ،الحصان كان من افضل ما وجد ، ولكن المقاتل كان جبانا.
لقد هرب عند بداية المعركة .
وان لم يحصل ذاك ، اخي المقاتل ، فقد يحصل هذا :
اخطط للصفقة ، ادرسها جيدا ، ادخل في السوق ، انتظر قليلا ، يجري الامر بعكس ما اشتهي .
ما العمل ؟ 20 نقطة خسارة ، 50 نقطة ، لا لن ابيع سانتظر ، 70 نقطة .
يا الهي ، ما العمل ؟
700 دولارا ! هي ثلث حسابي ! لا لن اسمح لهؤلاء الاوغاد ، لن اترك هؤلاء العلوج يقضون علي .
سأنجو بنفسي .سأخرج من السوق باي ثمن .
وأخرج من السوق ،
واذا بالعاصفة تهدأ في داخلي . واذا بالعاصفة تهدأ في السوق ايضا .
فاجلس انا لالتقاط انفاسي . ويجلس السوق ايضا ، كانما لالتقاط انفاسه .
ثم وبعين ملؤها الشماتة والخبث ، اراه ينظر الي ، يستأذنني ، يستدير ، ويعود الى حيث كان .
ايه ! اي مغفل انا ! لو انني لم ابع ! لما خسرت شيئا .
ولكن التمني لا ينفع شيئا . هناك حقيقة لا بد من الاعتراف بها . وانا لا استطيع تغيير شيء فيها . لقد بعت ، وخسرت ، وانهزمت .
لقد ربح غيري ، ولا يبقى لي الا انتظار المعركة التالية .
نعم اخي المبتدئ . لا بد ان تواجه مواقف كهذه .
كن متيقظا . حضر لكل مقام مقال .
وليوفقك الله الى ما فيه خيرك .