justsmile
01-10-2016, 01:40
السوق المتخم والسوق الجائع
ان كان السوق متخما فهو خطير، ويتوجب الحيطة من الدخول اليه، والحذر من التعامل فيه .
فهو في هذه الحالة يكون مثقلا بالقروض، وهذا عامل يؤذيه، ويدخل اليه القلق،
ويجعله عرضة للانهيار في كل لحظة، وأمام أقل حادثة،دونما سبب موضوعي او واقعي ٠
وفي هذه الحالة يدخل السوق عدد هائل من المتعاملين القليلي الخبرة السريعي الانفعال ،
الذين يملكون كميات هائلة من الاسهم ، اشتروها لا لعلم في أسرار البورصة وخفاياها أو لخبرة في عالمها ،
بل لكون عدوى الاسعار قد أصابتهم فرغبوا بربح سريع يحققونه وطمعوا بثراء طالما حلموا به .
وهم في كل ذلك متسرعون ، ما انتظروا وصول القطار الى المحطة ، بل سارعوا الى القفز اليه وهو سائر،
معرضين أنفسهم لمخاطر السقوط . وللسقوط في هذه الصالات ألف قصة وقصة ٠
وهؤلاء أنفسهم ، هؤلاء الذين صعدوا القطار على عجلة ودونما دراية أو تبصر في الوجهة التي يقصدها .
لن يتورعوا عن القفز منه،بعد فترة وجيزة ، قبل وصوله الى المحطة ، وأثناء سيره ،
هربا من خطر يتوهمونه أو مصيبة يخشونها، بعد سماعهم أول اشاعة ،
أو أول خبر سرّب الى صالة البورصة عمدا او عن غير عمد ٠
والمضاربون هؤلاء غالبا ما يكونون
ضعيفي الأعصاب ، عديمي الخبرة ، قليلي الذكاء، محدودي الرؤية ، سريعي الانفعال ،
وكلها عوامل وصفات لا تناسب البورصي اذ تدفع بصاحبها الى التهلكة، ان هو دخل صالة النار هذه ٠
والمضاربون هؤلاء غالبا ما يكونون قد راهنوا بمدخراتهم القليلة طمعا في مضاعفتها .
أو راهنوا بقروض حصلوا عليها من البنوك لقاء رهونات ما كان لهم ان يجرونها،
لو انهم وهبوا قليلا من بعد الرؤية، او تمتعوا بشيء من التبصر ٠
والمثل الاحدث على ما أسلفناه هو ما أصاب الأسواق في السنوات الست السابقة .
وللتدليل الواضح نتابع أحداث " النيو ماركت"
أو السوق الجديد في المانيا منذ تأسيسه في أواسط التسعينات الى يومنا هذا ٠
في وسط العقد السابق ، أسس السوق الجديد في المانيا على ان يخصص للشركات الجديدة الواعدة المتخصصة في عالم التكنولوجيا .
فلقي ترحيبا من المساهمين والمضاربين بحيث أقبل عليه كل من شاء ايداع مال ،
او استثمار ثروة .
في السنة الاولى من عمره كان مؤشر السوق الجديد يراوح في حدود ال 500 نقطة ،
ولكن لم يمض على عمره سنوات ثلاث حتى قارب ال 6000 نقطة ٠
هنا بدأ النقاد والمحللون يتوقعون له التراجع بحركة تصحيحية تعيده الى مستوى منطقي ،
لا يزيد عن ال 4000 نقطة .
لكن الذي حصل كان عكس ذلك تماما .
كان الطامعون في الربح وقليلي الخبرة يتدافعون الى شراء الاسهم،
ويتسابقون الى امتلاكها بشكل جنوني لم يسبق له مثيل ،
ظنا منهم ان أسهم شركات الانترنت والكمبيوتر لا يمكن ان تتراجع في عصر ذهبي كهذا
. وارتفع السوق الى 8000 نقطة ،
وارتفعت معه وتيرة التحذيرات والتخوف . وراهن الكثيرون على التراجع ،
ولكن السوق تابع سيره قدما، حتى بلغ ال 10000 نقطة .
وهنا دقت ساعة الحقيقة ففقعت فقاعة الصابون ،
وبدا ان كل شيء كان سرابا فبدأت المسيرة العكسية .
وشرع الهواة في القفز من القطار أثناء سيره ،هربا من نار أحسوا لهيبها .
واستمرت عملية التخلص من الاسهم بابخس الاثمان خوفا من الأسوأ .
وتراجع مؤشر السوق الجديد بشكل دراماتيكي، الى ان بلغ حدود ال 500 نقطة
حيث يقف اليوم مطأطئ الرأس ، مقرا بهزيمة شنعاء لم يحسب لها أحد حساب ٠
هل نستفيد مما سبق ان التعامل بالبورصة يجب ان يبقى حكرا على حفنة من المضاربين المحنكين يتحكمون بالصالات وما فيها ؟
هل يجب ان يبقى المتعاملون الجدد بعيدين عن النار حتى لا يحرقوا أيديهم فيها ؟
أم عليهم ان يتحلوا بالدراية والحنكة ، وان يتسلحوا بالعلم ،
وان يكتسبوا الخبرة فيتأهلوا بدورهم لاتخاذ مواقعهم الصحيحة في هذه اللعبة ؟
هذه اللعبة التي تبدو في ظاهرها معقدة وخطيرة ،
وتبرز لمن تمرسوا بها سلسة مطواعة ،
تحمل لمن مارسها التسلية والتحلية في آن واحد
ان كان السوق متخما فهو خطير، ويتوجب الحيطة من الدخول اليه، والحذر من التعامل فيه .
فهو في هذه الحالة يكون مثقلا بالقروض، وهذا عامل يؤذيه، ويدخل اليه القلق،
ويجعله عرضة للانهيار في كل لحظة، وأمام أقل حادثة،دونما سبب موضوعي او واقعي ٠
وفي هذه الحالة يدخل السوق عدد هائل من المتعاملين القليلي الخبرة السريعي الانفعال ،
الذين يملكون كميات هائلة من الاسهم ، اشتروها لا لعلم في أسرار البورصة وخفاياها أو لخبرة في عالمها ،
بل لكون عدوى الاسعار قد أصابتهم فرغبوا بربح سريع يحققونه وطمعوا بثراء طالما حلموا به .
وهم في كل ذلك متسرعون ، ما انتظروا وصول القطار الى المحطة ، بل سارعوا الى القفز اليه وهو سائر،
معرضين أنفسهم لمخاطر السقوط . وللسقوط في هذه الصالات ألف قصة وقصة ٠
وهؤلاء أنفسهم ، هؤلاء الذين صعدوا القطار على عجلة ودونما دراية أو تبصر في الوجهة التي يقصدها .
لن يتورعوا عن القفز منه،بعد فترة وجيزة ، قبل وصوله الى المحطة ، وأثناء سيره ،
هربا من خطر يتوهمونه أو مصيبة يخشونها، بعد سماعهم أول اشاعة ،
أو أول خبر سرّب الى صالة البورصة عمدا او عن غير عمد ٠
والمضاربون هؤلاء غالبا ما يكونون
ضعيفي الأعصاب ، عديمي الخبرة ، قليلي الذكاء، محدودي الرؤية ، سريعي الانفعال ،
وكلها عوامل وصفات لا تناسب البورصي اذ تدفع بصاحبها الى التهلكة، ان هو دخل صالة النار هذه ٠
والمضاربون هؤلاء غالبا ما يكونون قد راهنوا بمدخراتهم القليلة طمعا في مضاعفتها .
أو راهنوا بقروض حصلوا عليها من البنوك لقاء رهونات ما كان لهم ان يجرونها،
لو انهم وهبوا قليلا من بعد الرؤية، او تمتعوا بشيء من التبصر ٠
والمثل الاحدث على ما أسلفناه هو ما أصاب الأسواق في السنوات الست السابقة .
وللتدليل الواضح نتابع أحداث " النيو ماركت"
أو السوق الجديد في المانيا منذ تأسيسه في أواسط التسعينات الى يومنا هذا ٠
في وسط العقد السابق ، أسس السوق الجديد في المانيا على ان يخصص للشركات الجديدة الواعدة المتخصصة في عالم التكنولوجيا .
فلقي ترحيبا من المساهمين والمضاربين بحيث أقبل عليه كل من شاء ايداع مال ،
او استثمار ثروة .
في السنة الاولى من عمره كان مؤشر السوق الجديد يراوح في حدود ال 500 نقطة ،
ولكن لم يمض على عمره سنوات ثلاث حتى قارب ال 6000 نقطة ٠
هنا بدأ النقاد والمحللون يتوقعون له التراجع بحركة تصحيحية تعيده الى مستوى منطقي ،
لا يزيد عن ال 4000 نقطة .
لكن الذي حصل كان عكس ذلك تماما .
كان الطامعون في الربح وقليلي الخبرة يتدافعون الى شراء الاسهم،
ويتسابقون الى امتلاكها بشكل جنوني لم يسبق له مثيل ،
ظنا منهم ان أسهم شركات الانترنت والكمبيوتر لا يمكن ان تتراجع في عصر ذهبي كهذا
. وارتفع السوق الى 8000 نقطة ،
وارتفعت معه وتيرة التحذيرات والتخوف . وراهن الكثيرون على التراجع ،
ولكن السوق تابع سيره قدما، حتى بلغ ال 10000 نقطة .
وهنا دقت ساعة الحقيقة ففقعت فقاعة الصابون ،
وبدا ان كل شيء كان سرابا فبدأت المسيرة العكسية .
وشرع الهواة في القفز من القطار أثناء سيره ،هربا من نار أحسوا لهيبها .
واستمرت عملية التخلص من الاسهم بابخس الاثمان خوفا من الأسوأ .
وتراجع مؤشر السوق الجديد بشكل دراماتيكي، الى ان بلغ حدود ال 500 نقطة
حيث يقف اليوم مطأطئ الرأس ، مقرا بهزيمة شنعاء لم يحسب لها أحد حساب ٠
هل نستفيد مما سبق ان التعامل بالبورصة يجب ان يبقى حكرا على حفنة من المضاربين المحنكين يتحكمون بالصالات وما فيها ؟
هل يجب ان يبقى المتعاملون الجدد بعيدين عن النار حتى لا يحرقوا أيديهم فيها ؟
أم عليهم ان يتحلوا بالدراية والحنكة ، وان يتسلحوا بالعلم ،
وان يكتسبوا الخبرة فيتأهلوا بدورهم لاتخاذ مواقعهم الصحيحة في هذه اللعبة ؟
هذه اللعبة التي تبدو في ظاهرها معقدة وخطيرة ،
وتبرز لمن تمرسوا بها سلسة مطواعة ،
تحمل لمن مارسها التسلية والتحلية في آن واحد