أم مهيرة
02-25-2016, 06:27
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس التاسع بسلسلة التعرف على اساسيات علم الاقتصاد
يجب ان نعرف ان الوسائل التى يملكها الإنسان لإشباع حاجاته محدودة دائماً، بمعنى أن الإنسان
يعيش فى عالم ندرة، فالموارد التى يتصرف فيها إما أن تكون غير كافية لإشباع كل
حاجاته، فى وقت معين، وإما أن تكون موزعة توزيعاً مكانياً سيئاً حيث تتوافر فى أماكن
معينة وتشح فى أماكن أخرى، وحتى لو كانت الموارد التى يتمتع بها الإنسان وفيرة للغاية
فإن الإنسان يظل محصوراً بعامل الوقت وهو أكثر نعم الله على الإنسان ندرة ٠
والمال الاقتصادى هو عبارة عن كل شئ نافع متاح للاستعمال، والمنفعة هى
القدرة على إشباع حاجة من الحاجات أو رغبة من الرغبات الإنسانية، فلكى يعتبر الشئ
أو المال اقتصادى، يجب أن تتوافر فيه الخصائص التالية :
١- وجود حاجة محسوسة لدى الفرد أو وجود علاقة بين الحاجة والشئ يعتبره
الفرد قادراً على إشباع الحاجة ٠
٢- يجب أن تتوافر فى الشئ النفعية، أى قابليته للإشباع سواء لحاجة أو لرغبة ما،
بطريق مباشر أو غير مباشر، والمنفعة ليست صفة مطلقة بل هى صفة نسبية
تتوقف على ظروف الحال ٠
٣- الندرة وهى الخصيصة التى تميز بين الأموال الحرة المتوافرة بكميات غير
محدودة بالنسبة لإشباع الحاجات الإنسانية، والأموال الاقتصادية المتاحة لدى
الجماعة بكميات محدودة ٠ والأموال الاقتصادية وليست الأموال الحرة هى التى
تكون محلاً لاهتمامات الفكر الاقتصادى وعلم الاقتصاد، فلا معنى لعمليات
الإنتاج والمبادلة إلا بالنسبة للسلع والوسائل التى تمتع بندرة ٠فالمحيط الخارجى
حين يمد الإنسان بأشياء وفيرة تشبع كل حاجة إليها فإن هذه الأشياء تعتبر أشياء
حرة لا تدخل فى نطاق المبادلات، حيث لا يتحمل من يستخدمها أى تضحية
لإشباع آخر، فالهواء سلعة حرة وليست سلعة اقتصادية، له قيمة استعمالية
ولكنه لا يدخل فى نطاق التبادل، بمعنى أنه لا يتمتع بقيمة تبادلية، وترجع ندرة
الأشياء إلى أسباب طبيعية كندرة المعادن النفيسة، أو إلى أسباب إدارية كوضع
قيود على صيد الحيوانات أو صيد الأسماك، أو إلى عوامل دينية كقدسية الأبقار
فى الهند ٠
ولما كان من الصعب على الإنسان أن يحصل على كل شئ يحتاجه مرة واحدة،
وعمل كل شئ نافع له فى وقت واحد، كان عليه أن يختار، فلكى يصل إلى هدف معين فإن عليه أن يضحى بغاية أخرى حيث لا تكفى الوسائل المتاحة له لتحقيق كل أهدافه ٠
وكل اختيار يتضمن فى نفس الوقت تضحية أو تكلفة تسمى "تكلفة الفرصة" ٠
فعندما تشترى قميصاً فإنك تتنازل عن الإشباع الذى كان من الممكن أن يحقق
لك شراء شراء سلعة أخرى بالمورد الذى اشتريت به القميص ٠
وتكلفة الفرصة بتعبير مادى هى التضحية التى يتحملها الشخص حين يختار بين
عدد من الأفعال الممكنة، فعندما يقوم الشخص بنشاط معين(إنتاج سلعة مثلاً) فإن التكلفة
التى يتحملها تتمثل فى الفرض التى لم يحصلها (قيمة السلعة والخدمات التى لم يتمكن من
إنتاجها) لأن الموارد المستخدمة لم تعد متاحة لاستخدام آخر ٠
فندرة الوسائل، والاختيار بين الغايات، والتكلفة، هى الأفكار الرئيسية التى تسمح
بفهم جوهر النشاط الاقتصادى، حيث أن حياتنا الاقتصادية تتكون من مجموعة من
القرارات المتشابهة التى تهدف إلى تحقيق التوازن بين الوسائل والحاجات وتنظيم إنتاجنا،
وتوزيع وقتنا بين العمل والفراغ واليقظة والنوم ٠
فمقاومة الندرة هى جوهر النشاط الاقتصادى سواء تعلق الأمر بشخص يعيش
منعزلاً فى جزيرة صحراوية أو كان يتعلق بشخص يعيش فى جماعة يتخصص كل
عضو من أعضائها فى عمل معين ويركز جهوده فى نشاط واحد لمصلحة الآخرين بحيث
توزع الموارد الإجمالية على الجميع عن طريق التبادل وتتم مقاومة الندرة بالعمليات الإنتاجية، فالأفراد حين يشعرون بالحاجات يبحثون
عن تحسين ظروف معيشتهم بممارسة عمليات إنتاجية ومبادلات موضوعها سلع وخدمات تخصص فى النهاية للاستهلاك
والى اللقاء في الدرس العاشر في السلسة
دمتم بخير اصدقائي
الدرس التاسع بسلسلة التعرف على اساسيات علم الاقتصاد
يجب ان نعرف ان الوسائل التى يملكها الإنسان لإشباع حاجاته محدودة دائماً، بمعنى أن الإنسان
يعيش فى عالم ندرة، فالموارد التى يتصرف فيها إما أن تكون غير كافية لإشباع كل
حاجاته، فى وقت معين، وإما أن تكون موزعة توزيعاً مكانياً سيئاً حيث تتوافر فى أماكن
معينة وتشح فى أماكن أخرى، وحتى لو كانت الموارد التى يتمتع بها الإنسان وفيرة للغاية
فإن الإنسان يظل محصوراً بعامل الوقت وهو أكثر نعم الله على الإنسان ندرة ٠
والمال الاقتصادى هو عبارة عن كل شئ نافع متاح للاستعمال، والمنفعة هى
القدرة على إشباع حاجة من الحاجات أو رغبة من الرغبات الإنسانية، فلكى يعتبر الشئ
أو المال اقتصادى، يجب أن تتوافر فيه الخصائص التالية :
١- وجود حاجة محسوسة لدى الفرد أو وجود علاقة بين الحاجة والشئ يعتبره
الفرد قادراً على إشباع الحاجة ٠
٢- يجب أن تتوافر فى الشئ النفعية، أى قابليته للإشباع سواء لحاجة أو لرغبة ما،
بطريق مباشر أو غير مباشر، والمنفعة ليست صفة مطلقة بل هى صفة نسبية
تتوقف على ظروف الحال ٠
٣- الندرة وهى الخصيصة التى تميز بين الأموال الحرة المتوافرة بكميات غير
محدودة بالنسبة لإشباع الحاجات الإنسانية، والأموال الاقتصادية المتاحة لدى
الجماعة بكميات محدودة ٠ والأموال الاقتصادية وليست الأموال الحرة هى التى
تكون محلاً لاهتمامات الفكر الاقتصادى وعلم الاقتصاد، فلا معنى لعمليات
الإنتاج والمبادلة إلا بالنسبة للسلع والوسائل التى تمتع بندرة ٠فالمحيط الخارجى
حين يمد الإنسان بأشياء وفيرة تشبع كل حاجة إليها فإن هذه الأشياء تعتبر أشياء
حرة لا تدخل فى نطاق المبادلات، حيث لا يتحمل من يستخدمها أى تضحية
لإشباع آخر، فالهواء سلعة حرة وليست سلعة اقتصادية، له قيمة استعمالية
ولكنه لا يدخل فى نطاق التبادل، بمعنى أنه لا يتمتع بقيمة تبادلية، وترجع ندرة
الأشياء إلى أسباب طبيعية كندرة المعادن النفيسة، أو إلى أسباب إدارية كوضع
قيود على صيد الحيوانات أو صيد الأسماك، أو إلى عوامل دينية كقدسية الأبقار
فى الهند ٠
ولما كان من الصعب على الإنسان أن يحصل على كل شئ يحتاجه مرة واحدة،
وعمل كل شئ نافع له فى وقت واحد، كان عليه أن يختار، فلكى يصل إلى هدف معين فإن عليه أن يضحى بغاية أخرى حيث لا تكفى الوسائل المتاحة له لتحقيق كل أهدافه ٠
وكل اختيار يتضمن فى نفس الوقت تضحية أو تكلفة تسمى "تكلفة الفرصة" ٠
فعندما تشترى قميصاً فإنك تتنازل عن الإشباع الذى كان من الممكن أن يحقق
لك شراء شراء سلعة أخرى بالمورد الذى اشتريت به القميص ٠
وتكلفة الفرصة بتعبير مادى هى التضحية التى يتحملها الشخص حين يختار بين
عدد من الأفعال الممكنة، فعندما يقوم الشخص بنشاط معين(إنتاج سلعة مثلاً) فإن التكلفة
التى يتحملها تتمثل فى الفرض التى لم يحصلها (قيمة السلعة والخدمات التى لم يتمكن من
إنتاجها) لأن الموارد المستخدمة لم تعد متاحة لاستخدام آخر ٠
فندرة الوسائل، والاختيار بين الغايات، والتكلفة، هى الأفكار الرئيسية التى تسمح
بفهم جوهر النشاط الاقتصادى، حيث أن حياتنا الاقتصادية تتكون من مجموعة من
القرارات المتشابهة التى تهدف إلى تحقيق التوازن بين الوسائل والحاجات وتنظيم إنتاجنا،
وتوزيع وقتنا بين العمل والفراغ واليقظة والنوم ٠
فمقاومة الندرة هى جوهر النشاط الاقتصادى سواء تعلق الأمر بشخص يعيش
منعزلاً فى جزيرة صحراوية أو كان يتعلق بشخص يعيش فى جماعة يتخصص كل
عضو من أعضائها فى عمل معين ويركز جهوده فى نشاط واحد لمصلحة الآخرين بحيث
توزع الموارد الإجمالية على الجميع عن طريق التبادل وتتم مقاومة الندرة بالعمليات الإنتاجية، فالأفراد حين يشعرون بالحاجات يبحثون
عن تحسين ظروف معيشتهم بممارسة عمليات إنتاجية ومبادلات موضوعها سلع وخدمات تخصص فى النهاية للاستهلاك
والى اللقاء في الدرس العاشر في السلسة
دمتم بخير اصدقائي