PDA

View Full Version : اولى النظم الاقتصادية .... النظام البدائي



أم مهيرة
02-27-2016, 03:22
بسم الله الرحمن الرحيم

عاشت البشرية مئات الألوف من السنين فى تشكيل اجتماعى واقتصادى أساسه
الملكية للمجموع "المشاع" لأدوات العمل البدائية التى كانوا يستخدمونها كوسائل للإنتاج ٠
وقد توالت الاكتشافات الإنسانية وعملت على تحسين أدوات العمل وطرق
الإنتاج ففى أول الأمر كانت الأدوات من الحجارة والعصى يستخدمها الإنسان فى الضرب
والقطع والحفر ٠ ثم كان اكتشاف النار الذى مكنه من إدخال أنواع جديدة من الغذاء فى
طعامه، فاخترع القوس والسهم الذى ساعد على تحسين جديد لأدوات العمل وتطوير
القوى الإنتاجية للمجتمع البدائى ٠
وكان ظهور الزراعة خطوة عظيمة أخرت فى تطور القوى الإنتاجية، لكنها
ظلت بدائية أمداً طويلاً إلى أن استخدمت الماشية فى الأعمال الزراعية، فزاد الاتجاه نحو
العمل الزراعى بدلاً من الرعى، وبدأ الناس فى تبنى طراز مستقل من الحياة ٠
وكان النظام السائد هو الملكية المجموعية "المشاع" والمعيشة فى مجتمعات
شيوعية، واشتراك الجميع فى اقتصادهم القائم على صيد الحيوانات والأسماك وإعداد
الطعام، فقد كان معظم الناس يقومون بأعمال مشابهة فى شكل تعاون، ولم يكن ثمة أى
استغلال من الإنسان للإنسان، وكان توزيع الكميات القليلة من الغذاء على أعضاء
المجتمع يتم على أساس التكافؤ ٠
وقد نظمت العشائر بصورة متدرجة، فقد أدى ظهور الاقتصاد المشترك إلى أن
أصبح الأقرباء وحدهم يتحددن فى عمل مشترك واحد، وقد كانت العشيرة تؤلف فى البداية
من جماعة لا تضم أكثر من العشرات من الأقرباء، وإن كان هذا العدد قد ارتفع مع
مرور الزمن حتى وصل إلى حدود المئات، وعندئذ حدثت تجزئة طبيعية للعمل بين أفراد
العشيرة: بين الرجال والنساء، وبين الراشدين والأطفال والشيوخ، فقد بدأ الرجال يشغلون
أنفسهم فى أعمال الصيد، فيما راحت النسوة تعلمن فى جمع الأغذية النباتية، ثم تطورت
هذه التجزئة للعمل عقب ظهور تربية الماشية والزراعة ٠
إذ شرعت مجموعة من الناس فى التخصص فى الزراعة، بينما تخصص
مجموعة أخرى فى تربية الماشية وقد ترتب على تجزئة العمل هذه إلى ظهور طاقة إنتاجية عالية، وسرعات
وجدت المجتمعات البدائية أن لديها وفرة من بعض المنتجات، وندرة فى منتجات أخرى،
فظهر التبادل بين القبائل التى تعمل فى تربية الماشية، وتلك التى تعمل فى الزراعة ثم اكتشف الناس مع مرور الزمن سر صهر المعادن كالنحاس والحديد، وعملوا
منها الأوعية وأدوات العمل والسلاح، كما أمكن اختراع المغزل اليدوى من إنتاج
الملبوسات، وبدأ بعض الأفراد تبعاً لذلك فى التركيز كلية على الحرف التى أتقنوها،
يبادلونها فى سبيل الحصول على المنتجات اللازمة لغذائهم ٠
وهكذا ازدادت طاقة الإنسان الإنتاجية وسيطرته على الطبيعة، وأصبح قادراً
على سد متطلباته بصورة أوفى وأكمل ٠
ولكن لم يكن فى وسع قوى الإنتاج الجديدة للمجتمع أن تنمو وتتطور بسهولة
ويسر ضمن الإطار الشيوعى البدائى لملكية وسائل الإنتاج، فلم يعد العمل المشترك
ضرورياً، وظهرت الحاجة إلى العمل الفردى الذى يتطلب ملكية خاصة، وهكذا ظهرت
الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وظهر معها اللاتكافؤ فى الملكية بين الناس، بين العشائر
أولاً ثم بين أفراد العشيرة ثانياً وأصبح هناك أغنياء وفقراء

نهاية النظام البدائى :
فى نهاية النظام البدائى وعن طريق تنمية القوى الإنتاجية فى الرعى والزراعة
وبالتالى زيادة الإنتاجية فى العمل، تمكن الإنسان هنا من أن يتعدى المرحلة التى كان
إنتاجه فيها كافياً بالكاد لسد رمقه إلى مرحلة جديدة أصبح فيها إنتاج الفرد أكبر من القدر
اللازم لحفظ حياته، وبهذا ظهر لأول مرة فائض فى يد الإنسان، وقد ترتب على ظهور
هذا الفائض اختصاص الفرد المنتج به وحدة دون غيره، وبالتالى ظهور الملكية الفردية
فى الأموال كما سبق القول ٠
ومن ناحية أخرى فقد أدى هذا الفائض إلى امتناع الإنسان عن قتل ما يقع فى
يده من أسرى الحرب من الأعداء كما كان يفعل من قبل واستخدامهم بدلاً من ذلك فى
عملية الإنتاج للحصول على فائض إنتاجهم، وهكذا ظهر الرق لأول مرة ونقل الإنسانية
إلى مرحلة أرقى بكثير من تلك التى كان فيها الأسرى من الذكور يقتلوا بمجرد وقوعهم
فى الأسر لعدم إمكان استفادة المنتصر منهم، لكن الأفراد الأقوياء فى الجماعة لم يكتفوا
باسترقاق أسرى الحرب من الجماعات المعادية بل عمدوا بعد ذلك، وقد رأوا فائدة عمل
الرقيق، إلى استرقاق الأفراد فى جماعتهم ذاتها إما بسبب عجزهم عن سداد ديونهم وإما
لمجرد فقرهم وضعفهم، وقد كان هذا الاسترقاق بمختلف أسبابه سبباً وإيذاناً بانتهاء النظام
الاقتصادى البدائى وبداية نظام اقتصادى آخر فى أماكن متعددة من العالم هو نظام الرق ....

وهنا انتهى حديثنا عن
النظام الاقتصادي البدائي ويليه بالدرس التالي نظام الرق