PDA

View Full Version : ثاني النظم الاقتصادية ... الرق او الاستعباد



أم مهيرة
02-27-2016, 03:25
مما لا شك فيه أن ظهور الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج أدى إلى زيادة ثراء
الأفراد الذى يتوصلوا إلى حمل الآخرين على العمل فى ممتلاكتهم ٠ وقد مكنت الحروب
من الحصول على هؤلاء العمال، إذا أصبح أسرى الحرب رقيقاً ٠
- ولكن زيادة الثراء التى صاحبت استخدام الرقيق جعلت الأغنياء لا يشرعون فى
استعباد الأسرى فحسب، بلى وفى استبعاد أى من أبناء القبيلة تلحقه الفاقة أو
يسقط تحت وطأة المدين، وهكذا ظهرت طبقتان: طبقة الرقيق وطبقة السادة،
وابتدأت صورة من صور استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ٠
- وكانت العلاقات الاقتصادية فى مجتمع الرقيق تعتمد على أن الأغنياء يملكون
الرقيق الذى يعمل فى الإنتاج تماماً كما يملكون وسائل الإنتاج الأخرى
كالأرض، فالعبد كان يعد من الممتلكات المنقولة، فهو تحت تصرف مالكه تماماً،
ودون غيره ٠
ومن الطبيعى أن العبيد كانوا كثيراً ما يثورون على هذه الأشكال القاسية من
الاستغلال، وكان لابد من وجود سيل غير منقطع منهم لاستمرار بقاء الاقتصاد القائم
عليهم، أى كان لابد من توالى الانتصارات الحربية التى تضمن ورودهم من البلاد
المنهزمة

لكن الانتصارات الحربية المستمرة لم تتحقق للدول التى قامت على اقتصاد
الرقيق، لأن الفلاحين وأرباب الحرف كانوا دعامة جهاز الحرب، إذ كانوا يؤدون دور
الجنود، ويتحملون العبء الأكبر من الضرائب اللازمة لإدارة دفه الحرب، ولكن الإنتاج
الواسع النطاق المملوك للسادة والمرتكز على عمل الرقيق الرخيص كان ينافس إنتاجهم
وادى إلى خرابهم الاقتصادى ٠ فضعفت القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية للدول التى
تملك الرقيق ٠ وحلت الهزائم محل الانتصارات، ونضب المعين اللامنقطع لتوريد الرقيق،
مما أسفر عن هبوط عام فى الإنتاج ٠
وسرعان ما أصبحت الملكيات الصغيرة بعد ضعف الإقطاعيات الكبيرة التى
تعتمد على عمل الرقيق، أكثر فائدة، فتغير الحال رويداً وارتفع عدد العبيد المحررين إضافة الى أن الإقطاعيات الكبيرة تجزأت فى الوقت نفسه إلى مساحات أصغر يزرعها هؤلاء العبيد
المحررين بشروط العمل قوامها أن هذا المزارع لا يعد عبداً، وإنما فالحاً للأرض، له حق
العمل فى قطعة منها طيلة حياته، شريطة أن يدفع لمالكها مقابل ذلك مبلغاً من المال أو
شطراً من الإنتاج أو الاثنين ٠
ولكن هذا المستأجر لم تكن له حرية كبيرة، بل كان مرتبطاً بأرضه، ولا يستطيع
مغادرتها، يباع معها، إذا شاء مالكها بيعها ٠ وهكذا بدأ الطراز الإقطاعى للإنتاج فى
الظهور ٠