PDA

View Full Version : ثالث النظم الاقتصادية .... الإقـــــــــــــــــطاع



أم مهيرة
02-27-2016, 03:29
بسم الله الرحمن الرحيم

ساد النظام الإقطاعى فى جميع بلاد العالم تقريباً، لمدة قرون عديدة، فقد ظل هذا
العهد باقياً فى الصين مثلاً أكثر من ألفى عام، واستمر الإقطاع الذى انتشر فى بلاد أوربا
الغربية قروناً طويلة، بدأت بانهيار الإمبراطورية الرومانية فى القرن الخامس للميلاد
وانتهت بقيام الثورات البورجوازية فى إنجلترا فى القرن السابع عشر، وفى فرنسا فى
القرن الثامن عشر، أما فى روسيا فقد استمر من القرن التاسع إلى أواخر القرن التاسع
عشر ٠
وكان أساس النظام الاقتصادى فى المجتمع الإقطاعى هو الملكية الخاصة
للأرض للإقطاعيين ٠ وكانت الملكيات الزراعية الإقطاعية الواسعة هى أساس استغلال
السادة الإقطاعيين للفلاحين ٠ فقد كانت الأراضى توزع على الفلاحين وفق شروط
ابتزازية، فالفلاح يلتزم بالعمل أما فى فلاحه الأرض أو فى استعمال الأدوات والحيوانات
ويدفع مقابل ذلك مبلغاً نقدياً أو جزءاً من المحصول، أو مقابل الأمرين معاً ٠
وهكذا أدى هذا النظام إلى اعتماد الفلاح اعتماداً شخصياً وحتمياً على السيد
الإقطاعى ٠
فعلى الرغم من أن الفلاح لم يكن عبداً ولم يكن فى وسع السيد أن يقتل فلاحيه
كما كان فى نظام الرق

فقد كان هناك نوعاً آخر من التبعية تتلخص فى أنه كان فى وسع الإقطاع أن
يبيع فلاحيه مع الأرض، وهكذا كان أجير الأرض مضطراً إلى أن يعمل فيها لإنتاج
الضرورات اللازمة لمعيشته ومعيشة أسرته بالإضافة إلى تحقيق فائض يأخذه السيد
الإقطاعى مقابل ملكيته للأرض ٠
ووصل الإنتاج الزراعى فى ظل الإقطاع إلى مستوى أعلى مما كان عليه فى
نظام الرقيق، وتحسنت أساليب الإنتاج فى الزراعة واستخدم المحراث الحديدى وغيره من
أدوات العمل الحديدية على نطاق واسع، وظهرت فروع جديدة من الإنتاج الزراعى كزراعة الكروم وصناعة الخمور، وفى الإنتاج الحيوانى كالزبدة والجبن، وتوسعت المراعي والمروج

وبالإضافة إلى سكان القرى، كانت المدن تضم أرباب الحرف والتجار، وتحسنت
أدوات العمل عند هؤلاء وأصبحت قائمة على التخصص، كما ظهرت مع مضى الزمن
حرف جديدة، فيها صناعة السلاح، والمسامير والأمواس والأقفال الحديدية والأحذية
وسروج الركوب وغيرها، وظهرت تحسينات فى عمليات صهر الحديد وتنقيته من
الشوائب، وظهرت الأفران الأولى لصهر الحديد فى القرن الخامس عشر، الذى وقعت فيه
أعظم الاستكشافات الجغرافية لكن النظام الإقطاعى بشكله الذى كان سائداً لم يكن يسمح بالتطور الاقتصادى
الكبير ٠ فلم يكن فى وسع طبقة الفلاحين العاملة تحت نير الاستغلال الإقطاعى، أن تزيد
فى كميات الإنتاج الزراعى لعدم وجود ما يشجعها على ذلك، إذ كان الإقطاعى يحصل
على هذه الزيادة ولا يترك لهم إلا ما يبقيهم فى معيشة الكفاف ٠ كما واجهت الطاقة
الإنتاجية المتزايدة لأرباب الحرف فى المدن عقبات إقامتها الأنظمة والقواعد التى وضعت
لتنظيم العمل فى نقابات حرفية، وتطلبت هذه التطورات كلها التحرر من أغلال الاقطاع ... او يمكننا تسميته الرق المقنع

الدرس التالي عن النظم الرأسمالية