PDA

View Full Version : النظام الرأس مالي و المشكلة الاقتصادية



أم مهيرة
02-27-2016, 03:36
بسم الله الرحمن الرحيم

يجد النظام الرأسمالى أساس تصوره فى حل المشكلة الاقتصادية فى فكرة السلوك
الرشيد، وهى فكرة فلسفية استمدها أساساً من المذهب الحر وتتلخص هذه الفكرة فى أنه إذا ترك الشخص حراً فى تصرفاته فإنه يسعى إلى
تحقيق مصلحته الشخصية، وهى تتمثل فى تحقيق القدر الأعظم من شئ ما، قد يكون
منفعة، أم فائدة أم ربحاً ٠٠بحسب صفته فى التصرف الاقتصادى مستهلكاً كان، أم
رأسمالياً، أم منظماً ٠٠٠

وبعبارة أخرى فإن كل فرد إذا ترك حراً فإنه يسعى، وبشكل غريزى، إلى
تحقيق فكرة التعظيم، أى تحقيق أكبر قدر من مصلحته الشخصية، ولما كان المجتمع
يتكون من مجموعة أفراد فإن المصلحة العامة سوف تتحقق من مجموع المصالح
الفردية(الخاصة) ويترتب على ذلك ضرورة تحقيق الحرية التامة للفرد فى تملك الأموال
والتصرف فيها، وفى عمله، وفى الميدان الاقتصادى، ضرورة فرض الحرية الاقتصادية
والمنافسة الكاملة، وترك كل شئ يتقرر عن طريق السوق ٠ وبذلك يمتنع على الدولة
أو أشباه احتكارات Monopoly التدخل فى الحياة الاقتصادية، وعدم قيام احتكارات
والسلوك الرشيد بالمعنى السابق، يفترض اختيار طريق معين يحقق القدر Oligopoly
الأعظم من شئ معين، دون طرق أخرى لا تحقق هذا القدر الأعظم ٠ وعندما يصل
الإنسان إلى الوضع الذى يحقق له القدر الأعظم من شئ معين، يقال أنه فى حالة توازن ٠
بمعنى أنه استقر على وضع ليس هناك ما يدفعه إلى تغييره ٠ فالمستهلك يكون فى حالة
توازن عندما يستقر على اختيار تلك السلع التى ينفق عليها دخله والكميات التى يشتريها
من كل سلعة، بحيث يمكن أن يحقق أكبر قدر ممكن من المنفعة من هذا الدخل، والمنتج
يكون، مثلاً، فى حالة توازن عندما يستقر على تحديد تلك الكمية التى ينتجها من السلعة
بحيث تحقق له أكبر قدر من الربح والتوازن يتحقق نتيجة للتوفيق بين قوى متعارضة، تدفع فى اتجاهات مختلفة،
فالمستهلك الذى يقسم دخله المحدود على سلع مختلفة، متجاذبة هذه السلع كل منها يشده
فى اتجاهات مختلفة، فالمستهلك الذى يقسم دخله المحدود على سلع مختلفة، تتجاذبه هذه
السلع، كل منها يشده فى اتجاه الإنفاق عليها، ووضع التوازن الذى يستقر عليه، والذى
يحقق له القدر الأكبر من المنفعة، هو المصلحة النهائية لهذه القوى المختلفة ٠
ودراسة السلوك الرشيد فى منهج الفكر الاقتصادى الرأسمالى، تعنى دراسة كيفية
الوصول إلى القدر الأعظم من هذا الشئ أو ذاك(المنفعة-الربح-الفائدة ٠٠٠ ) ٠
وهذه بدورها تعنى دراسة كيفية الوصول إلى أوضاع التوازن، وتلك بدورها
تعنى بدراسة القوى المختلفة التى تؤثر على أوضاع التوازن والتوازن الذى يركز الفكر الرأسمالى البحث فيه وفى التغيرات التى تطرأ عليه
هو التوازن الذى يحققه كل من يشارك فى الحياة الاقتصادية سواء بصفته مستهلكاً، أو
عاملاً أو مالكاً لوسائل الإنتاج فى ضوء الظروف الاقتصادية التى تحيط به ٠