PDA

View Full Version : المنفعة الحدية والمنفعة الكلية



أم مهيرة
03-01-2016, 13:58
بسم الله الرحمن الرحيم

بفرض أنه يمكن قياس الإشباع الذى يحصل عليه الشخص
عندما يحس بحاجة ما نتيجة لاستهلاكه وحدات متتالية من سلعة معينة فى
مدة محددة من الزمن قياساً كمياً وذلك فى شكل وحدات منفعة تقيس كل
وحدة منها درجة تصورية من درجات الإشباع. فنجد أنه كلما زادت كمية
السلعة التى يستهلكها الإنسان خلال هذه المدة زادت وحدات المنفعة التى
يحصل عليها نتيجة لهذا الاستهلاك وذلك حتى نصل لنقطة معينة أو حد
معين لا تزيد بعده وحدات المنفعة بزيادة كمية السلع المستهلكة. ويطلق على
تلك النقطة بأنها نقطة أو حد التشبع للسلع محل البحث. ويعرف المقدار الكلى
من وحدات المنفعة التى يستهلكها الشخص فى فترة محددة بالمنفعة الكلية.
فتزيد هذه المنفعة الكلية كلما زاد الشخص من استهلاك وحدات جديدة من
السلعة أو الخدمة. حتى يصل إلى نقطة أو حد التشبع. وبالتالى لا توجد أية
منفعة تضاف إلى المنفعة الكلية بعد تلك النقطة. بل قد يؤدى زيادة الاستهلاك
منها إلى الضرر ومن ثم إنقاص المنفعة. وذلك يرجع إلى أن طبيعة الإنسان
بأن له قدر محدد للإشباع من الحاجات. ولكن قد تختلف درجة الإشباع من
شخص لآخر وذلك لاختلاف الأشخاص واختلاف ميولهم وطبائعهم
وحاجاتهم. ولكن فى النهاية إن كل منهم له درجة محددة من الإشباع لأية
سلعة أو خدمة لا يتجاوزها حتى لا يقع فى الضرر الناتج عن ذلك حيث أن
زيادة استهلاك السلع بعد التشبع لا يزيد من المنفعة الكلية فى شىء بل إن
المنفعة الكلية تنخفض بعد ذلك.
ومثال على ذلك بالنسبة لحاجة الإنسان إلى تناول الطعام. فإذا كان
الإنسان فى حاجة إلى الطعام فإنه يعمل على سد حاجته باستهلاك كمية من
هذا الطعام ولا شك أنه يتوقف عن تناول الطعام عندما يصل إلى حد
الإشباع. ومن ثم عليه ألا يتجاوز هذا الحد حتى لا يحدث إضرار بالصحة
نتيجة زيادة تناول كمية من الطعام أكثر من حاجة الإنسان فيصاب ببعض
الأمراض.
أما المنفعة الحدية فهى مقدار التغير فى المنفعة الكلية من سلعة ما
بما مقداره وحدة واحدة وذلك خلال فترة محددة من الزمن. ويطلق على هذه
الوحدة اسم الوحدة الحدية لأنها واقعة على الحد ما بين الوحدات التى
استهلكها الشخص والوحدات التى لم يستهلكها بعد. كما يطلق عليها أيضاً
بالوحدة الأخيرة أى آخر وحدة من الوحدات التى استهلكها الشخص فعلاً.
ولهذا فإن المنفعة الحدية هى منفعة الوحدة الحدية أو الوحدة الأخيرة.