MedMan
03-05-2016, 14:49
إن ربح المال السريع وتكوين رصيد كبير من المال في حساب التداول الصغير هي أشياء لا تحدث سوى مع المتداولين الناجحين، وكما قد يقر أي متداول رابح باستمرار أن الأمر يتطلب جهدا واعيا ودءوبا لتحقيق الصفقات الكبرى الرابحة في السوق، إن الحركة المحتومة لسعر الورقة المالية بعكس الاتجاه السابق والتقلّبات العنيفة للأسعار التي تضرب السوق هي أحداث تهز معظم الهواة والمتداولين المبتدئين، إن الانضباط الذهني مطلوب ببساطة كي لا تقوم بعمل شيء بعد دخولك الصفقة وبدلا من ذلك اترك السوق يقوم بدوره وما عليه من أعمال، وهو أمر لا يملكه الكثير من المتداولين، فهي صفة لا تكتسب بين عشية وضحاها ولكنها صفة يمكنك تنميتها بمرور الوقت.
وهذه بعض النصائح عن كيفية إتاحة فرصة أكبر لنفسك في رصد التغيرات الكبيرة في سعر السوق...
سيكولوجية الاحتفاظ بصفقة التداول
هناك حقيقة بسيطة عن التداول وهي أنه إذا كنت تريد أن تكسب الكثير من المال، فينبغي أن تتمتع بالقوة الذهنية اللازمة للاحتفاظ بالصفقات لأطول فترة ممكنة. إن وجه التعارض فيما يخص التداول هو أنه لكسب المال "بطريقة سريعة" وتكوين حساب تداولك الخاص، لابد أن تتحلى بصفة الصبر، وحتى يتضح ما أقصده، فأنا لا أتحدث عن نوعية الصبر العادية في الحياة اليومية، بل إن ما أتحدث عنه هنا هو النوعية المدرعة، الواقية من الرصاص التي لا يحظى بها ببساطة 90 إلى 95٪ من سكان العالم.
فكر في هذا الأمر لمدة دقيقة واحدة ...
معظم المتداولين يبلون بلاءا حسنا في حسابات التداول التجريبية قبل أن تتحول إلى حقيقية، عد بالذاكرة للوراء حينما كنت تتداول بحساب تجريبي أو ربما يكون لديك حساب تجريبي في الوقت الحالي. أنا على أتم الاستعداد للمراهنة على أنك تحتفظ بصفقات تداول لبضعة أيام أو حتى لبضعة شهور، وأنك لا تتدخل بها كثيرا، وربما تكون قد قمت بدخول صفقة تداول ولم تطمئن على سير العمل لمدة أسبوع لأنك كنت مشغولا في العمل، ثم حينما قمت بالاطمئنان عليها كانت قد ارتفعت بنسبة 20% أو 30% وهذا ليس أمرا مستغربا.
في حالة حساب التداول التجريبي يكون المتداولين أقل انشغالا بصفقات تداولهم لأنهم ببساطة لا يهتمون كثيرا بما أنه ليس هناك أمولا حقيقية على المحك، والمحصلة النهائية هي أنهم يلتزمون بخطة التداول الأصلية في أكثر الأحيان، وهذا هو السبب الرئيسي وراء قيام المتداولين بأحسن أداء عند تداولهم بالحساب التجريبي.
لذلك فإن المتداولين غالبا ما يبلون بلاءا حسنا في الحساب التجريبي للأسباب التي سبق مناقشتها، ثم يصبحون متأهبين نفسيا تماما لبدء التداول الحقيقي وفتح حساب تداول حقيقي، ومع ذلك فإن ما يحدث في معظم الأحيان هو أن المتداولين يصبحون في غاية الانشغال والقلق على حساب تداولهم الحقيقي، ببساطة لأن هناك حاليا ما يمكن أن يخسروه من أموال على المحك، أموال حقيقية، وهذا الإفراط في الانشغال يؤدي بالمتداول إلى تغيير طريقة تفكيره بشأن الصفقات، والتردد المتكرر على السوق بوتيرة سريعة والشك والريبة في أنفسهم قائمة طويلة من أخطاء التداول الأخرى، والنتيجة النهائية هي أنهم لن يرصدوا أي تغيرات كبيرة في السعر بالأسواق وبالتالي فمن الممكن أن يخسروا ما لديهم من أموال في النهاية.
الموضوع هو أن سيكولوجية الاحتفاظ بالصفقة هو أمر بالغ الصعوبة، وحتى تنجح في الحفاظ على حساب التداول الحقيقي ينبغي أن تفعل ما فعلته في حساب التداول التجريبي ، وهو في الأساس أن تفعل القليل فحسب، وهو أمر يصعب تحقيقه بما أن هناك أموال حقيقية على المحك، ولكن إذا كنت تريد حقا أن ترصد التغيرات الكبيرة في السعر بالسوق وتحقق الأرباح الكبيرة، فينبغي أن تجد طريقة للجلوس والاسترخاء في أكثر الأحيان حينما تقوم بالتداول بحساب حقيقي.
قوة "عدم فعل أي شيء"
ربما يكون التداول هو أكثر اختبارات العالم صرامة بالنسبة للانضباط والقوة الذهنية، ففي حال كانت الصفقة تتحرك في غير صالحك وفي المنطقة الحمراء، فكيف يكون رد فعلك؟ وعلى النقيض من ذلك ففي حال كانت الصفقة تسير في صالحك وحققت ربحا طيبا، ولكنها لم تحقق الأرباح المستهدفة بعد، فكيف يكون رد فعلك؟ إن أصعب شيء يمكنك القيام به في كلا من الموقفين وكذلك أكثر شيء يمكنك القيام به لزيادة ربحك على المدى الطويل هو "عدم القيام بفعل أي شيء"
إن إغلاق الصفقة على خسارة بسيطة قبل أن يصل سعر زوج العملة إلى نقطة وقف الخسارة هو مثال على ترك الخوف يسيطر عليك، وإن القيام بذلك مباشرة يحد من حجم أرباحك المحتملة لأنك لم تمنح الصفقة الوقت المناسب لتحقق المطلوب منها وأنت تطوعت كذلك لتقبل الخسارة.
كما إن إغلاق صفقة رابحة قبل اكتمالها يمكن أن يضر كذلك بنجاحك في التداول بشكل عام، فإذا كنت قد قمت بتحديد قدر الربح المستهدف أو أمر جني الأرباح أو استراتيجية الإغلاق قبل دخول الصفقة، فسوف تكون تضر بنفسك فقط إن لم تلتزم باستراتيجية الإغلاق تلك في معظم الأحيان.
تذكر أن أي شيء قمت بتحديده مسبقا قبل دخول صفقة التداول سوف يكون أكثر منطقية وموضوعية وبالتالي ربحية على المدى الطويل عن أي قرار تقوم باتخاذه في أثناء صفقة تداول حقيقية تحت تأثير أموالك التي كسبتها بعرق الجبين والمعرضة لخطر خسارتها.
ولا يمكن المبالغة حول قوة وتأثير الجلوس ببساطة دون فعل شيء وعدم تغيير أي شيء مطلقا أثناء القيام بالتداول الحقيقي، فالقوة والميزة الحقيقية بالنسبة لك كمتداول فردي تكمن في قدرتك على الصبر والسيطرة على سلوكياتك في السوق.
أمثلة على قوة "عدم فعل أي شيء"
في بيئة السوق الحالية فإن الصفقات تستغرق وقتا أطول حتى تظهر ملامحها وهذه السوق قد صممت لهزيمة المضاربين بها، حيث يوجد الكثير من التذبذب ضمن تقلب الأسعار في الآونة الأخيرة.
دعونا نلقي نظرة على اثنين من صفقات التداول الأخيرة التي ناقشناها ضمن تعليقات سوقنا اليومي للاطلاع على بعض الأمثلة عن كيفية عدم السماح للسوق بهزيمتك قد يؤدي إلى حصولك على بعض المكاسب الحقيقية...
الإشارة أول مرة في تعليقنا على نماذج التداول اليومية للأعضاء، وهذه الصفقة قد حققت المرجو منها بسهولة كبيرة ولكن يمكننا أن نرى أنك إذا كنت قد قمت بإغلاق الصفقة على الفور عقب حركة الهبوط الكبيرة يوم 2 سبتمبر، فقد كان سيفوتك أسبوعين أخرين من حركة الهبوط، والتي تركت فيها مركز الصفقة مفتوحا فحسب مما حقق لك بعض الأرباح الكبيرة، وتظهر لنا الصفقتان في جدول الرسوم البيانية أعلاه مثالين واضحين تماما على قوة "عدم فعل أي شيء" ببساطة بعد دخول الصفقة حيز التنفيذ.
المثال التالي الذي ننظر إليه هو إشارة الكسر الكاذب الأخيرة على شاشة الرسوم البيانية اليومية لزوج الدولار أمريكي / دولار كندي، لاحظ أن لدينا إشارة "بن بار كومبو" واضحة عند مستوى الدعم
الأمر الأساسي الذي يجب الانتباه له هنا هو أن السعر اتجه فجأة نحو الصعود في البداية من هذه الإشارة مما أثار شهية الكثير من المتداولين للدخول في الصفقة، ثم بدأ السعر في الهبوط مرة أخرى خلال اليومين التاليين، متجها على الأرجح بكل من قاموا بالشراء إلى المنطقة الحمراء، ومع ذلك فقد كان على معظم المتداولين أن يضعوا أمر وقف الخسارة قرب أسفل إشارة الكسر الكاذب "للبن بار" أو أسفلها مباشرة، ولقد رأينا أن السعر لم يصل تماما إلى ذلك المستوى، فربما قد كان من العسير للغاية الاحتفاظ بتلك الصفقة في ذلك الوقت رغم كل شيء، ومع تراجع السعر إلى نقطة وقف الخسارة تقريبا واحتمال خروج كثير من المتداولين قبل اكتمال الصفقة (قبل أن يهبط السعر إلى نقطة وقف الخسارة فعليا)، وقبل أن يرتد السعر مباشرة ليرتفع بشكل حاد لكن بدون اشتراكهم في الصفقة مع الأسف.
وفي الختام أريدك أن تصنع شيئا لنفسك، توقف عن ضمان خسارة صفقاتك، وبمعنى أخر امنح صفقات تداولك الفرصة كاملة كي تصبح في صالحك، وتوقف عن إغلاق الصفقات قبيل اكتمالها وقبل تفعيل أمر وقف الخسارة ذاتيا، لمجرد أنك تخشى من تكبدك لخسارة كبيرة.
ينبغي أن تقوم دائما في البداية بتحديد المبلغ الذي لا يضيرك احتمال خسارته في كل صفقة، وتتقبله فقط على أنه ضريبة قيامك بهذا النشاط في السوق، ومع ذلك إذا قمت إغلاق صفقتك قبل تجاوز انخفاض السعر لنقطة وقف الخسارة الأصلية فأنت لم تمنح صفقة تداولك الفرصة المناسبة التي تحتاج إليها لتحقق الهدف المرجو، نعم – ربما يمكنك تجنب بعض الخسارة الناتجة عن استخدام أمر وقف الخسارة في النهاية عن طريق إغلاق الصفقة مبكرا، ولكن هذا لن يكون الحال في كل مرة وبالأخص في الأوقات التي لن يكون فيها الحال على هذا النحو، بمعنى أنك سوف تقبل على تحمل الخسارة بينما تقوم كذلك بإضاعة فرصة لتحقيق صفقة رابحة، وهذا أمر خطير للغاية وهذه ليست طريقة تكوينك لحساب تداولك أو تحقيق الأرباح على المدى الطويل.
إن صفقة واحدة رابحة بمقدار (3r) ثلاث أمثال حجم مبلغ المخاطرة سوف تعوض ما تم خسارته في ثلاث صفقات خاسرة بمقدار (1r)، لذلك حينما تقوم بإغلاق صفقة محتملة الربح بدافع من الخوف، ولنفرض أن تلك الصفقة ربما كانت صفقة رابحة بمقدار (3r)، إذن فأنت قد قمت بالتنازل طوعيا عن ربح يساوي أكثر من ثلاث أمثال حجم مبلغ المخاطرة (أي الخسارة التي تكبدتها، بفرض أنها أقل من مقدار (1r) بما أنك أغلقت الصفقة قبل اكتمالها وقبل وصول السعر إلى نقطة تفعيل أمر وقف الخسارة بالإضافة إلى الصفقة الرابحة التي بمقدار (3r) التي تنازلت عنها).
هذه ليست فقط الطريقة الصحيحة للقيام بالتداول، وهي ليست كذلك الطريقة التي ترصد من خلالها التغيرات الكبيرة في السعر بسوق العملات وبالتالي فهي ليست الطريقة الأنسب لبناء حساب تداولك أو أن تصبح متداولا محترفا، ومع ذلك فتلك هي طريقة معظم المتداولين في التداول على أرض الواقع، وهي كذلك السبب في أن 90% منهم لا يتمكنون من ربح المال على المدى الطويل.
هذه هي بعض النصائح لمساعدتك على الالتزام بطريقة تداولك الأصلية التي سوف تمكنك من رصد التغيرات الكبيرة في السوق:
لا تقوم برصد التغيرات على شاشة التداول من خلال الأطر الزمنية القصيرة لأن حتى حركات الارتداد التصحيحية الصغيرة أو الطفيفة على الرسوم البيانية اليومية سوف تثير لديك القلق والمخاوف وتدفعك إلى الخسارة إذا ما انشغلت بهم طويلا وأنت تراقب الأطر الزمنية القصيرة.تعلم أن تثق في طريقة تداولك وفي حدسك، فإذا لم تتعلم الوثوق بقرارات تداولك وتختبرها حتى النهاية فلن تتمكن من تحقيق دخل ثابت من المال على المدى الطويل من التداول في السوق.
لا تعقد طريقة تداولك، قم بالتداول بطريقة بسيطة مثل استراتيجية التداول بحركة السعر والتزم بالخطة البسيطة في إدارة الصفقة والتي قد تكون بسيطة مثل أسلوب "اضبط واترك".
إغلاق الصفقات مبكرا يؤدي إلى الخسارة بكل تأكيد، لا تتسبب في الخسارة لنفسك مطلقا أثناء التداول بالسوق ما لم تكن مضطرا لذلك، والتزم بخطة تداولك الأصلية في معظم الأحيان ما لم يكن من الواضح أن تغير حركة السعر في غير صالح مركز صفقة التداول الأصلي، ففي 90% من الوقت يكون أفضل قرار هو أن تقوم ببساطة بترك السوق يقوم بدوره في العمل وتترك الصفقة تأخذ حريتها الكاملة بأدنى قدر من الانشغال بها من جانبك.
إن رصد التغيرات الكبيرة في السعر بالسوق وبناء حساب تداولك بإنشاء رصيد صغير وصولا إلى الرصيد الكبير وأن تصبح متداولا ناجحا على المدى الطويل جميعها أشياء قد تحدث فقط إذا كنت مستعدا لأن تقوم ببساطة "بعدم فعل أي شيء" في معظم الأحيان أثناء وجود صفقتك في حيز التنفيذ، وبالتالي من الضروري أن تسأل نفسك، هل أنت مستعد لأن "لا تقوم بفعل أي شيء" أم أنك ستقوم بالمبالغة في تعقيد طريقة تداولك وتبالغ في الانشغال بالصفقة وتخسر مالك ووقتك نتيجة لذلك؟
وهذه بعض النصائح عن كيفية إتاحة فرصة أكبر لنفسك في رصد التغيرات الكبيرة في سعر السوق...
سيكولوجية الاحتفاظ بصفقة التداول
هناك حقيقة بسيطة عن التداول وهي أنه إذا كنت تريد أن تكسب الكثير من المال، فينبغي أن تتمتع بالقوة الذهنية اللازمة للاحتفاظ بالصفقات لأطول فترة ممكنة. إن وجه التعارض فيما يخص التداول هو أنه لكسب المال "بطريقة سريعة" وتكوين حساب تداولك الخاص، لابد أن تتحلى بصفة الصبر، وحتى يتضح ما أقصده، فأنا لا أتحدث عن نوعية الصبر العادية في الحياة اليومية، بل إن ما أتحدث عنه هنا هو النوعية المدرعة، الواقية من الرصاص التي لا يحظى بها ببساطة 90 إلى 95٪ من سكان العالم.
فكر في هذا الأمر لمدة دقيقة واحدة ...
معظم المتداولين يبلون بلاءا حسنا في حسابات التداول التجريبية قبل أن تتحول إلى حقيقية، عد بالذاكرة للوراء حينما كنت تتداول بحساب تجريبي أو ربما يكون لديك حساب تجريبي في الوقت الحالي. أنا على أتم الاستعداد للمراهنة على أنك تحتفظ بصفقات تداول لبضعة أيام أو حتى لبضعة شهور، وأنك لا تتدخل بها كثيرا، وربما تكون قد قمت بدخول صفقة تداول ولم تطمئن على سير العمل لمدة أسبوع لأنك كنت مشغولا في العمل، ثم حينما قمت بالاطمئنان عليها كانت قد ارتفعت بنسبة 20% أو 30% وهذا ليس أمرا مستغربا.
في حالة حساب التداول التجريبي يكون المتداولين أقل انشغالا بصفقات تداولهم لأنهم ببساطة لا يهتمون كثيرا بما أنه ليس هناك أمولا حقيقية على المحك، والمحصلة النهائية هي أنهم يلتزمون بخطة التداول الأصلية في أكثر الأحيان، وهذا هو السبب الرئيسي وراء قيام المتداولين بأحسن أداء عند تداولهم بالحساب التجريبي.
لذلك فإن المتداولين غالبا ما يبلون بلاءا حسنا في الحساب التجريبي للأسباب التي سبق مناقشتها، ثم يصبحون متأهبين نفسيا تماما لبدء التداول الحقيقي وفتح حساب تداول حقيقي، ومع ذلك فإن ما يحدث في معظم الأحيان هو أن المتداولين يصبحون في غاية الانشغال والقلق على حساب تداولهم الحقيقي، ببساطة لأن هناك حاليا ما يمكن أن يخسروه من أموال على المحك، أموال حقيقية، وهذا الإفراط في الانشغال يؤدي بالمتداول إلى تغيير طريقة تفكيره بشأن الصفقات، والتردد المتكرر على السوق بوتيرة سريعة والشك والريبة في أنفسهم قائمة طويلة من أخطاء التداول الأخرى، والنتيجة النهائية هي أنهم لن يرصدوا أي تغيرات كبيرة في السعر بالأسواق وبالتالي فمن الممكن أن يخسروا ما لديهم من أموال في النهاية.
الموضوع هو أن سيكولوجية الاحتفاظ بالصفقة هو أمر بالغ الصعوبة، وحتى تنجح في الحفاظ على حساب التداول الحقيقي ينبغي أن تفعل ما فعلته في حساب التداول التجريبي ، وهو في الأساس أن تفعل القليل فحسب، وهو أمر يصعب تحقيقه بما أن هناك أموال حقيقية على المحك، ولكن إذا كنت تريد حقا أن ترصد التغيرات الكبيرة في السعر بالسوق وتحقق الأرباح الكبيرة، فينبغي أن تجد طريقة للجلوس والاسترخاء في أكثر الأحيان حينما تقوم بالتداول بحساب حقيقي.
قوة "عدم فعل أي شيء"
ربما يكون التداول هو أكثر اختبارات العالم صرامة بالنسبة للانضباط والقوة الذهنية، ففي حال كانت الصفقة تتحرك في غير صالحك وفي المنطقة الحمراء، فكيف يكون رد فعلك؟ وعلى النقيض من ذلك ففي حال كانت الصفقة تسير في صالحك وحققت ربحا طيبا، ولكنها لم تحقق الأرباح المستهدفة بعد، فكيف يكون رد فعلك؟ إن أصعب شيء يمكنك القيام به في كلا من الموقفين وكذلك أكثر شيء يمكنك القيام به لزيادة ربحك على المدى الطويل هو "عدم القيام بفعل أي شيء"
إن إغلاق الصفقة على خسارة بسيطة قبل أن يصل سعر زوج العملة إلى نقطة وقف الخسارة هو مثال على ترك الخوف يسيطر عليك، وإن القيام بذلك مباشرة يحد من حجم أرباحك المحتملة لأنك لم تمنح الصفقة الوقت المناسب لتحقق المطلوب منها وأنت تطوعت كذلك لتقبل الخسارة.
كما إن إغلاق صفقة رابحة قبل اكتمالها يمكن أن يضر كذلك بنجاحك في التداول بشكل عام، فإذا كنت قد قمت بتحديد قدر الربح المستهدف أو أمر جني الأرباح أو استراتيجية الإغلاق قبل دخول الصفقة، فسوف تكون تضر بنفسك فقط إن لم تلتزم باستراتيجية الإغلاق تلك في معظم الأحيان.
تذكر أن أي شيء قمت بتحديده مسبقا قبل دخول صفقة التداول سوف يكون أكثر منطقية وموضوعية وبالتالي ربحية على المدى الطويل عن أي قرار تقوم باتخاذه في أثناء صفقة تداول حقيقية تحت تأثير أموالك التي كسبتها بعرق الجبين والمعرضة لخطر خسارتها.
ولا يمكن المبالغة حول قوة وتأثير الجلوس ببساطة دون فعل شيء وعدم تغيير أي شيء مطلقا أثناء القيام بالتداول الحقيقي، فالقوة والميزة الحقيقية بالنسبة لك كمتداول فردي تكمن في قدرتك على الصبر والسيطرة على سلوكياتك في السوق.
أمثلة على قوة "عدم فعل أي شيء"
في بيئة السوق الحالية فإن الصفقات تستغرق وقتا أطول حتى تظهر ملامحها وهذه السوق قد صممت لهزيمة المضاربين بها، حيث يوجد الكثير من التذبذب ضمن تقلب الأسعار في الآونة الأخيرة.
دعونا نلقي نظرة على اثنين من صفقات التداول الأخيرة التي ناقشناها ضمن تعليقات سوقنا اليومي للاطلاع على بعض الأمثلة عن كيفية عدم السماح للسوق بهزيمتك قد يؤدي إلى حصولك على بعض المكاسب الحقيقية...
الإشارة أول مرة في تعليقنا على نماذج التداول اليومية للأعضاء، وهذه الصفقة قد حققت المرجو منها بسهولة كبيرة ولكن يمكننا أن نرى أنك إذا كنت قد قمت بإغلاق الصفقة على الفور عقب حركة الهبوط الكبيرة يوم 2 سبتمبر، فقد كان سيفوتك أسبوعين أخرين من حركة الهبوط، والتي تركت فيها مركز الصفقة مفتوحا فحسب مما حقق لك بعض الأرباح الكبيرة، وتظهر لنا الصفقتان في جدول الرسوم البيانية أعلاه مثالين واضحين تماما على قوة "عدم فعل أي شيء" ببساطة بعد دخول الصفقة حيز التنفيذ.
المثال التالي الذي ننظر إليه هو إشارة الكسر الكاذب الأخيرة على شاشة الرسوم البيانية اليومية لزوج الدولار أمريكي / دولار كندي، لاحظ أن لدينا إشارة "بن بار كومبو" واضحة عند مستوى الدعم
الأمر الأساسي الذي يجب الانتباه له هنا هو أن السعر اتجه فجأة نحو الصعود في البداية من هذه الإشارة مما أثار شهية الكثير من المتداولين للدخول في الصفقة، ثم بدأ السعر في الهبوط مرة أخرى خلال اليومين التاليين، متجها على الأرجح بكل من قاموا بالشراء إلى المنطقة الحمراء، ومع ذلك فقد كان على معظم المتداولين أن يضعوا أمر وقف الخسارة قرب أسفل إشارة الكسر الكاذب "للبن بار" أو أسفلها مباشرة، ولقد رأينا أن السعر لم يصل تماما إلى ذلك المستوى، فربما قد كان من العسير للغاية الاحتفاظ بتلك الصفقة في ذلك الوقت رغم كل شيء، ومع تراجع السعر إلى نقطة وقف الخسارة تقريبا واحتمال خروج كثير من المتداولين قبل اكتمال الصفقة (قبل أن يهبط السعر إلى نقطة وقف الخسارة فعليا)، وقبل أن يرتد السعر مباشرة ليرتفع بشكل حاد لكن بدون اشتراكهم في الصفقة مع الأسف.
وفي الختام أريدك أن تصنع شيئا لنفسك، توقف عن ضمان خسارة صفقاتك، وبمعنى أخر امنح صفقات تداولك الفرصة كاملة كي تصبح في صالحك، وتوقف عن إغلاق الصفقات قبيل اكتمالها وقبل تفعيل أمر وقف الخسارة ذاتيا، لمجرد أنك تخشى من تكبدك لخسارة كبيرة.
ينبغي أن تقوم دائما في البداية بتحديد المبلغ الذي لا يضيرك احتمال خسارته في كل صفقة، وتتقبله فقط على أنه ضريبة قيامك بهذا النشاط في السوق، ومع ذلك إذا قمت إغلاق صفقتك قبل تجاوز انخفاض السعر لنقطة وقف الخسارة الأصلية فأنت لم تمنح صفقة تداولك الفرصة المناسبة التي تحتاج إليها لتحقق الهدف المرجو، نعم – ربما يمكنك تجنب بعض الخسارة الناتجة عن استخدام أمر وقف الخسارة في النهاية عن طريق إغلاق الصفقة مبكرا، ولكن هذا لن يكون الحال في كل مرة وبالأخص في الأوقات التي لن يكون فيها الحال على هذا النحو، بمعنى أنك سوف تقبل على تحمل الخسارة بينما تقوم كذلك بإضاعة فرصة لتحقيق صفقة رابحة، وهذا أمر خطير للغاية وهذه ليست طريقة تكوينك لحساب تداولك أو تحقيق الأرباح على المدى الطويل.
إن صفقة واحدة رابحة بمقدار (3r) ثلاث أمثال حجم مبلغ المخاطرة سوف تعوض ما تم خسارته في ثلاث صفقات خاسرة بمقدار (1r)، لذلك حينما تقوم بإغلاق صفقة محتملة الربح بدافع من الخوف، ولنفرض أن تلك الصفقة ربما كانت صفقة رابحة بمقدار (3r)، إذن فأنت قد قمت بالتنازل طوعيا عن ربح يساوي أكثر من ثلاث أمثال حجم مبلغ المخاطرة (أي الخسارة التي تكبدتها، بفرض أنها أقل من مقدار (1r) بما أنك أغلقت الصفقة قبل اكتمالها وقبل وصول السعر إلى نقطة تفعيل أمر وقف الخسارة بالإضافة إلى الصفقة الرابحة التي بمقدار (3r) التي تنازلت عنها).
هذه ليست فقط الطريقة الصحيحة للقيام بالتداول، وهي ليست كذلك الطريقة التي ترصد من خلالها التغيرات الكبيرة في السعر بسوق العملات وبالتالي فهي ليست الطريقة الأنسب لبناء حساب تداولك أو أن تصبح متداولا محترفا، ومع ذلك فتلك هي طريقة معظم المتداولين في التداول على أرض الواقع، وهي كذلك السبب في أن 90% منهم لا يتمكنون من ربح المال على المدى الطويل.
هذه هي بعض النصائح لمساعدتك على الالتزام بطريقة تداولك الأصلية التي سوف تمكنك من رصد التغيرات الكبيرة في السوق:
لا تقوم برصد التغيرات على شاشة التداول من خلال الأطر الزمنية القصيرة لأن حتى حركات الارتداد التصحيحية الصغيرة أو الطفيفة على الرسوم البيانية اليومية سوف تثير لديك القلق والمخاوف وتدفعك إلى الخسارة إذا ما انشغلت بهم طويلا وأنت تراقب الأطر الزمنية القصيرة.تعلم أن تثق في طريقة تداولك وفي حدسك، فإذا لم تتعلم الوثوق بقرارات تداولك وتختبرها حتى النهاية فلن تتمكن من تحقيق دخل ثابت من المال على المدى الطويل من التداول في السوق.
لا تعقد طريقة تداولك، قم بالتداول بطريقة بسيطة مثل استراتيجية التداول بحركة السعر والتزم بالخطة البسيطة في إدارة الصفقة والتي قد تكون بسيطة مثل أسلوب "اضبط واترك".
إغلاق الصفقات مبكرا يؤدي إلى الخسارة بكل تأكيد، لا تتسبب في الخسارة لنفسك مطلقا أثناء التداول بالسوق ما لم تكن مضطرا لذلك، والتزم بخطة تداولك الأصلية في معظم الأحيان ما لم يكن من الواضح أن تغير حركة السعر في غير صالح مركز صفقة التداول الأصلي، ففي 90% من الوقت يكون أفضل قرار هو أن تقوم ببساطة بترك السوق يقوم بدوره في العمل وتترك الصفقة تأخذ حريتها الكاملة بأدنى قدر من الانشغال بها من جانبك.
إن رصد التغيرات الكبيرة في السعر بالسوق وبناء حساب تداولك بإنشاء رصيد صغير وصولا إلى الرصيد الكبير وأن تصبح متداولا ناجحا على المدى الطويل جميعها أشياء قد تحدث فقط إذا كنت مستعدا لأن تقوم ببساطة "بعدم فعل أي شيء" في معظم الأحيان أثناء وجود صفقتك في حيز التنفيذ، وبالتالي من الضروري أن تسأل نفسك، هل أنت مستعد لأن "لا تقوم بفعل أي شيء" أم أنك ستقوم بالمبالغة في تعقيد طريقة تداولك وتبالغ في الانشغال بالصفقة وتخسر مالك ووقتك نتيجة لذلك؟