PDA

View Full Version : 4 نصائح للتعامل مع الأسواق المتقلبة بإمكانها إنقاذ حساب تداولك (الجزء الأول)



MedMan
03-05-2016, 15:07
ينقسم هذا المقال إلى جزأين، وسوف يتم خلال هذاين الجزأين التعرف على أهم أربع نصائح للتعامل مع الأسواق المتقلبة في سوق الفوركس، وتعلم كيفية إنقاذ حسابات التداول الخاصة بكم من الدمار والخسائر التي قد تتعرض لها.


يجلس معظمنا أمام شاشات التداول وكلنا حماس وأمل في جني أرباح معقولة كل يوم. لذلك فليس ثمة شيء أكثر إزعاجا من السوق التي لن تجود بشيء من المكسب، وتفسد خططنا بخلق ظروف تداول غاية في الاضطراب وغير ذات اتجاه عام (ترند) محدد.
وأنا اتحدث عن ظروف السوق المتقلبة التي تحدث في بعض الأحيان ونستخف بخطورتها جميعا.
"متقلب" هو مصطلح دارج على لسان البحارة، فهم يستخدمونه لوصف خطورة البحار الهائجة التي تتطلب أمهر الربابنة حتى يقود السفينة إلى بر الأمان، ومع ذلك فقد يحدث وقتها وبكل سهولة أن تنقلب السفينة وتغرق في وسط أمواجه المتلاطمة.
الأسواق المتقلبة بلغة الفوركس هي تلك التي ليس لها اتجاه واضح مثل السوق المتذبذبة أفقيا (سوق لا نطاق واضح لها)، ولكن حالة من الفوضى الشديدة حقا تجعل النوم عزيزا على المتداولين.
هذا هو الوقت الذي قد تتبخر فيه كل المكاسب السابقة بسرعة البرق وهي تجربة محبطة للمعنويات ومثبطة للهمة للغاية، فهذا النوع من الأسواق قد يلتهم المال مثل الأتون المشتعل- إذا ما مكنته من ذلك.
في هذه المقالة سوف اتطرق الى الحديث عن التداول في تلك الظروف المتقلبة. فهل تستحق كل هذا العناء؟ ومتى يجدر بك المخاطرة

1-لا وجود للكمال في سوق الفوركس ولكن للعظمة مكان
يجوز أنك عثرت على برنامج التداول المثالي من وجهة نظرك - وأن أدائه قد سار بشكل جيد. ثم فجأة ودون سابق إنذار تختفي تقلبات السوق ويبدأ الأداء السيء للغاية في الظهور، فتشعر بالحرج وتتساءل عن السبب وما الذي حدث.
وربما شعرت بالعجب وبدأت تتساءل، هل برنامج تداولك بات قديما ولم يعد صالحا للعمل؟ لأن هذه الاستراتيجية التي كانت رائعة فيما سبق تبدو الآن غير مجدية مثل مقعد النجاة في الطائرة المقاتلة.
وأنا أعلم أنك قد مررت بهذا الشعور من قبل، وربما قد تسبب في جعلك تتخلى عن استعمال برنامج تداولك، فحينما يتخلى المتداول عن برنامجه الذي قد كان رائعا فيما سبق، فإنه يبدأ في "التنطيط" - والتنقل من استراتيجية إلى أخرى محاولا العثور على شيء يفلح معه مرة أخرى.
حسنا، قبل أن تقوم بارتكاب هذا الفعل، يجب عليك أن لا تنسى أن ظروف السوق دائمة التغير، فلا يوجد شيء يسمى "برنامج التداول المثالي" قادر على القيام بأداء جيد طوال العام بصرف النظر عن ظروف التداول القائمة.
معظم استراتيجيات التداول في سوق العملات الأجنبية (الفوركس) تعتمد في أدائها على تحرك الأسواق - فحركة السعر هو شريان الحياة بالنسبة لأي برنامج تداول. فحينما تخبو قوة اندفاع السوق (الزخم)، وتصبح حركة السعر "متقلبة" - سوف تفشل معظم استراتيجيات التداول.
قد لا يتخلى فعليا بعض المتداولين عن برامجهم، ولكنهم قد يحاولون إجراء "التعديلات" عليها حتى يتحسن الأداء في الظروف المتقلبة والمتذبذبة أفقيا. وهذا ما يسمى "توفيق المنحنيات" – أي تغيير المعلمات من أجل "تحسين" برنامج تداولك فيما يخص فئة محددة من استراتيجيات حركة السعر.
المشكلة هي أن المتداول قد ينجح في "إعادة تشكيل" البرنامج للعمل بشكل أفضل في الظروف المتقلبة، ولكن ربما يكون قد أفسده تماما بالنسبة لظروف المثلى للتوجه العام التي صمم في الأساس للعمل عليها، وسوف يؤدي ذلك عموما إلى ضياع الفرص في الأسواق ذات الترند الأكثر ربحا، متسببا في المزيد من الإحباط، وتكرار نفس التحسينات من جديد.

كيف أكتشف هذا الأمر؟ لقد وقعت في خطأ الإفراط في تحسين الاستراتيجيات في ظل ظروف السوق المتغيرة دوما، وشاهدت أيضا العديد من المتداولين الأخرين وقد أصبحوا ضحية لهذه العقلية المحطمة.
هذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يقومون بتصميم برامج التداول الآلية (الروبوت) الخاصة بهم، وهم يحاولون باستمرار إعادة تسجيل تلك الأشياء لمحاولة جعلها تعمل مع الظروف الحالية.
وهي حلقة مفرغة يصعب كسرها، ومن الأفضل بكثير أن تحاول الإبقاء على بساطة عملية التداول – أي أن تدرك أن برنامج تداولك لم يخذلك وليس المسئول عن فشلك، وأنه لم يحن بعد قطف ثمار السوق.

الخلاصة
قد تجعل الأسواق المتقلبة المتداول عاطفيا جدا ويتجه للشك في برنامج تداوله حينما ينخفض مستوى الأداء. من المهم أن تتذكر أنه لا ينبغي عليك التسرع في إلقاء اللوم على استراتيجيتك، فإنك بحاجة إلى أن تدرك أن أجواء السوق ليست دائما مواتية لكسب المال. لا تنشغل في محاولة "إصلاح" استراتيجية تداولك بينما لا يوجد بها خطأ في الحقيقة يستلزم الإصلاح. ليس هناك شيء يمكن تسميته استراتيجية مثالية قادرة على تحقيق أعلى مستوى من الأداء على مدار السنة.

2-لا تتخذ السوق خصما لك حينما تتكبد الخسارة

عندما تتوقف الأسواق ببطء، فإن انتزاع صفقة بعائد مجزي عن طريق استعمال نسبة عالية للمخاطر إلى الأرباح ستكون صعبة.
فمن الطبيعي أن الأسواق السيئة سوف تفرخ حتما خسائر أكثر من المعتاد. إذا كنت تتداول بقوة - فقد تجد نفسك تتلقى الضربات من وقت لأخر.
الاستجابة الغريزية للخسارة هي محاولة العودة إلى السوق، والتشبث في النهاية بضرورة تحقيق الصفقة الرابحة – ولذلك فانت تظن أن "صفقة واحدة " هي التي سوف تعيد كل شيء إلى الأفضل مرة أخرى.
هل يبدو هذا المنطق مألوفا بالنسبة لك؟
هذا هو الانتقام في التداول 101، وأنا أعلم، وعليك أن تعرف أنها واحدة من اخطر العقليات التي قد توقع نفسك فيها
نحن جميعا نشعر بالغضب والإحباط من الأسواق من آن لأخر، وخصوصا خلال الظروف المتقلبة. يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا للبقاء منضبطين مع حساباتنا وليس مهاجمة الرسوم البيانية، والمحاربة باستخدام أموالنا. فإن الأسواق يسعدها سلبك جميع أموالك عندما لا تكون في حالتك الذهنية السليمة.
سوف تدرك أن قدرا كبيرا من نجاح التداول يعود إلى طريقة تصرفك تحت الضغط. في مرحلة ما مشوار تداولنا، نسقط من على ظهر الحصان الهائج تحت لهيب الشمس المحرقة - كيف ينتهي الأمر في نهاية المطاف؟ ربما بتلقي الضربة القاضية. ونحن نقوم بالتداول من أجل الفوز، ولكن يجب علينا أن نكون على استعداد للخسارة. فحينما تزداد الأمور سوءا، وتبدأ في الشعور بها - ماذا ستفعل؟
هذه إحدى صفقاتي التي "لم أربحها". فقد كنت أقوم بتداول شمعة كبيرة مرفوضة متجهة إلى الصعود قرب مستوى الدعم الأسبوعي ..


فلقد بدأت الصفقة في ظروف مضطربة قليلا، حيث كنت اتوقع ان أقوم بعملية سلسة لأن السوق قد كان متقلبا قليلا في البداية ، ثم انطلقت الصفقة وبدأت في الصعود.
وما كاد السعر يرتفع حتى جاءت موجة بيع شديدة انضمت إلى السوق وأطاحت بالصفقة ...

على الرغم من أن هذه الصفقة لم تنجح وأحقق ما كنت أسعى إليه، فإنني لست فاشلا. فلقد اتبعت خطة تداولي بحذافيرها، وقاومت كل إغراء بالثأر للصفقة بدافع الغضب.
نعم إنني كنت متضايقا قليلا لما حدث، ولكن هذا هو واقع عالم التداول، فالأحداث هذه خارجة عن سيطرتنا.
إذا وجدت أن السوق يجعلك تشعر بالغضب الشديد بسهولة ويبدو أنك دائما تجد نفسك في معركة مستمرة مع الرسوم البيانية – إذن فأنت في حاجة حقا إلى التركيز على الانضباط أكثر بدلا من التركيز على استراتيجية التداول.
لن تفلح معك أية استراتيجية للتداول إذا لم تستطيع السيطرة على رباطة جأشك.
أنا لا أريد أن أجعلك تشعر بالمرارة ، ولذلك هذه هي صفقتي التالية لاسترجاع ما خسرته
تحقق من الرسم البياني اليومي لزوج (الجنيه الإسترليني مقابل الدولار) أدناه، وكان هناك سوق أخر قد تم كسر المستوى فيه مؤخرا وسط تحركات الأسعار المضطربة. قمت في الواقع بصفقة شراء انطلاقا من شمعة رفض البيع، ولكن بعد أن تعرضنا شمعة ضخمة قوة متجهة إلى البيع فورا بعد الكسر.
أخذت هذه "الإشارة الحمراء" على أنها إشارة للخروج من الصفقة، فحققت ربحا صغيرا على صفقة الشراء.

لقد لاحظت أن هناك تحركا بسيطا نحو الصعود خلال جلسة بورصة "آسيا"، لكن تم مقاومته حيث بدأت الجلسة في التحرك نحو الافتتاح بورصة "لندن."
هذه هي العاصفة المثالية لاستراتيجية الاختراق الخاصة بي في بورصة "لندن" التي أقوم بتدريسها في غرفة إدارة الحرب. الشمعة القوية ، وتحرك جلسة "آسيا" كان يخبو في بورصة "لندن".
اخترقت الشمعة القوية مستوى الدعم وكانت صفقتي مازالت جارية...

ووقع اندفاع كبير نحو البيع في تلك الجلسة، متجها بالسوق مباشرة إلى أسفل ناحية مستوى الدعم الرئيسي التالي، فقمت بجني الأرباح لأن العائد من الاستثمار في هذه الصفقة كان مرتفعا جدا ومحى كافة الخسائر السابقة من السوق سريعة التقلب وجعلني في المقدمة.
إن المغزى من القصة هنا هو أن الأسواق سريعة التقلب صعبة للغاية وسوف تختبر قدرتك على الانضباط، فإذا كنت تعرف أن استراتيجية تداولك ناجحة، فلا تتخلى عنها، لمجرد أن السوق قد اتجه إلى السكون قليلا ولم يقدم أي شيء كي تعمل عليه استراتيجيتك.
حافظ على نسبة إيجابية من المخاطرة إلى الأرباح حتى يكون أي قدر من المكسب قادر حقيقة على تعويض الخسائر السابقة.

الخلاصة
إن بيئة السوق سريعة التقلب تجعل كسب المال من الصعوبة بمكان، وتتوقع حدوث بعض الخسائر إذا كنت تقوم بالتداول في الأسواق المتذبذبة. يتعلق الأمر في الواقع بطريقة رد فعلك في ظل الضغط في فترات تضاءل حساب التداول التي سيتحدد على إثرها بقية مشوار تداولك. لا تدخل سوى الصفقات التي تكون متأكد منها حقا وحافظ على هدوئك إذا لم تنجح في تحقيق مسعاك، فإذا لم تستطع – إذن فلا تدخل السوق في هذه الظروف الخطرة وقم بالمزيد من الجهد من أجل أن تصبح أكثر انضباطا.

YMTMAX2
05-30-2016, 23:38
درس رائع أخي وشرح وافي ومفصل ..
أرجو أن يستفيد منه كل الأعضاء في
المنتدى وخاصة المبتدئين .. عموما ..
مشكور مرة أخرى وننتظر المزيد من شروحاتك الرائعة ..