PDA

View Full Version : كيفية مواجهة المشاكل في الفوركس



MedMan
03-05-2016, 15:30
إنني آخر العنقود بعد 5 أطفال وأخي (مالك) الذي يسبقني مباشرة يكبرني بسنتين ونصف وهذا جعلني أراه أكبر مني كثيرا وأطول كذلك، وحينما كان أبوانا يخرجان من البيت ونحن صغار ونكون بمفردنا لم تكن أجهزة التلفاز كما هي هذه الأيام.

وكان الفيلم الواحد يتكرر كثيرا ومن بين تلك الأفلام كان فيلم "روكي" وكما بقية الصغار قمت أنا وأخي بإزاحة الأثاث إلى الخلف بجانب الجدار حتى نفسح المجال لإنشاء الحلبة ونبدأ اللعب وتقليد البطل بحرية، وبما أننا لا نملك أدوات للعبة الملاكمة قمنا بالبحث ما بين ملابسنا الشتوية واستخرجنا القفازات وأغطية الرأس وفي خلال دقائق قليلة كنا ننازل بعضنا ونتصارع.

وكانت المشكلة بالنسبة لي هي طول أخي الكبير الذي كان بإمكانه تسديد الضربات إلى من على بعد قبل أن أصبح حتى في وضع الالتحام ناهيك عن الإصابات.

وهذا ترجم عمليا بأنني سأتلقى الضربات أولا وسألقى صعوبة في سبيل الوصول إليه ولذا كان لازاما علي أن أخوض النزال قبل أن أبدأ في تسديد بعض الضربات له.

ولقد تلقيت العديد من الضربات القاضية أكثر مما تلقى أخي، ولكنني كلما هزمت شعرت بشيء يدب في نفسي اكثر ويدفعني للاستمرار في النزال.

كان ذلك في البداية الاحباط ثم تحول إلى الغضب، ومع ذلك فإن الخطوة التالية لم تكن تصعيدا لهذا الخط من المشاعر وهو الغيظ، بل بدأت أتقبل التحدي والنزال واستمتع بقدرتي على تحمل الأذى بيما أنا مستمر في النزال، وكان علي أن أصبح أذكى منه وأتعلم التحمل وأقاتل رغم الصعاب.

وبدون شك خسرت الكثير من الجولات، ولكنني كنت عازما على تحمل الأذى والاستمرار في النزال، وبعدها خلعنا القفازات وأرجعنا الأثاث إلى مكانه كما كان وكأن شيئا لم يكن ثم نذهب إلى المرآة لنطمئن على عدم وجود أثر للكمات، ولم نكن نتحدث عنها كثيرا بل كنا نخرج سعداء بهذا النزال البسيط وما نتج عنه من خدوش، لما أطلعكم على هذه المشاعر الشخصية ؟

الصلابة النفسية في التداول
أعتقد أن جرعة قوية من الصلابة النفسية سيكون لها أثر كبير بالنسبة لكل من يعاني من العثرات في طريق تداوله، وهذه المقالة هي بمثابة الدفعة الأولى لتشغيل المحرك وإحداث التغيير في طريقة تفكيركم وتقوية ثقتكم في أنفسكم ومساعدتكم على إبصار النصر في نهاية الطريق، وقبل أن أشرع في طرح نصائحي الرئيسية لمساعدتكم على بناء الصلابة النفسية في التداول وفي الحياة اليومية، يجب أن أصاركم بهذا الإقرار:

إنني لا أدعي أنني قمة في الصلابة النفسية، فأنا أمر بلحظات الشك والقلق والخوف، وأحيانا أنهار أو أتعثر أو أسقط ولكنني أعود وأقف على قدمي من جديد، وفي أحيان كثير يكون رد فعلي الأول حينما تسؤء الأمور هو أنني أصاب بالإحباط ثم الغضب، ولحسن حظي فإن صمام الأمان (الفيوز) يحترق سريعا ويتحول إلى تركيز خاص (سأطلعكم عليه لاحقا)، ولننحي إخلاء المسئولية هذا جانبا، ولنتحدث عن تهيئة عتادكم الخاص بالصلابة النفسية للبقاء وشق طريقكم في التداول والحياة.

1 – التعايش ليس نهاية الرحلة
هناك صفقة واحدة تستطيع الرهان على دقتها 100%، وهي أنك ستواجه عقبات وخسائر ونكسات في حياتك وفي تداولك.

ومعظم سيكولوجيات التداول والاستراتيجيات العقلية تنفع للتكيف مع هذه اللحظات وأرى المعلمين الأخرين يوزعون النصائح كما وجبات الطعام النفسية، ومن هنا تكمن المشكلة، فالتعايش في حد ذاته ليس هو نهاية الرحلة وليس استراتيجية فعالة وشاملة للتعامل مع الخسائر...

إنه جزء من الاستراتيجية، ولكنه مرحلة واحدة فقط من التعامل مع الضغط النفسي أو العاطفي أو الجسدي، فيمكنك مساواة الأمر بالخوض في الماء بين الأمواج المتلاطمة حينما تحتاج إلى السباحة إلى الشاطئ، وهذا يؤدي بنا إلى الوسيلة البرية التالية للبقاء على قيد الحياة والنجاح في التداول والحياة.

<>2 –h2 تقبل الصعوبات والتحديات

الجزء الثاني من تكوين الصلابة النفسية هو أن تتقبل الصعاب، وهذا يعني أن تتوقع الأسوأ ولكن تستعد له مسبقا.

إن تقبل التحديات = فهم ان الانضباط والاجتهاد يشكل العقلية الناجحة، ويعني أن لا تستسلم لطريقة التفكير بعقلية الضحية وأن تتلفظ بعبارات مثل "لماذا أنا؟" و"لو أنه كان لدي كيت وكيت لكنت ناجحا في كذا وكذا..."

وألا نقوم بجلد أنفسنا إذا ما ساءت الأمور أو أخطأنا في شيء وهو ما يأجج التحيز السلبي في التداول ويؤدي إلى مزيد من الخسائر.

بل ينبغي أن نستخدم العقلية الإيجابية حينما نتعرض في صفقاتنا للخسارة أو في حياتنا للأزمات والمشاكل.

إن تقبل التحديات يساعدنا على التغلب على المشكلة بينما لا يفعل ذلك من يقومون بالتحيز السلبي، وهو ما يؤدي إلى الخطوة الرئيسية التالية في تكوين الصلابة النفسية.

3 – النجاح في تخطي العقبات في وقت الشدة
كان من السهل بالنسبة لي أن أجد عذرا لعدم تمكني من هزيمة أخي في النزال، وكان ذلك سيكون أكثر ملائمة أن أبحث عن طريقة للخروج من المأزق بدلا من تلقي العديد من اللكمات الموجعة في الوجة.

ولكن شيئا داخليا قال لي "كلا، سأقوم ببذل أقصى ما لدي من جهد بصرف النظر عما ألاقيه في سبيل الوصول إلى هدفي".

بمعنى أنك ستبحث عن الحلول بدلا من التركيز على المشكلات التي تواجهك، وهذا يقضي على أي ردود فعل سلبية تنقص فقط من شكل صورتك الذاتية أو قدرتك على حشد قواك إذا خارت أثناء اللعبة.

وما الذي قد يحدث إذا ما قلت بدلا من "أنا غلبان" أو بحثت على أعذار في التداول، أنا سوف أمسك بالثور الهائج من قرنية الحادين وأقول له "سوف أقطع رأسك وأعلقها على الجدار كما أفعل ما حيوانات الصيد البرية.

ففي كل مرة تقوم فيها بالتغلب على أحد العقبات وتعمل على تقوية ثقتك في صورتك الذاتية وقدراتك أيضا، وفي كل مرة تقدم فيها الأعذار على سبب عدم نجاحك فإنك تضعف صورتك الذاتية، فالتغلب هو العملة الحقيقية للنجاح.

4 – تخلى عن عقلية التركيز على المشاكل
إن التحيز السلبي في داخل عقولنا أمر في غاية القوة، فإذا جاز لنا أن نرسم تصورا لجميع الوصلات العصبية في دماغنا فإن 500 % ويزيد من الشبكات مخصصة للتحيز السلبي مقابل التحيز الإيجابي في المتوسط.

فالتركيز على المشكلات ينشط فقط التحيز السلبي بشكل أكبر، وهو يقوم بذلك من خلال اثنين من الاستجابات العصبية المتوقعة:

1 – يقوم الدماغ بالبحث في قاعدة بياناته عن المشكلات الأخرى المشابهة أو التي تتطابق مع التجربة الحالية.

2 – يميل الدماغ إلى إطلاق استجابة الكر أو الفر أو التجمد، فلماذا يقوم دماغك بفعل هذا؟

ما يعنيه هذا هو أنك إذا استمريت في تنشيط الشبكات العصبية التي تخزن مشاكلك، فإنك ستجعلها أكبر وأكثر هيمنة (وبالتالي زيادة التحيز السلبية لدينا).

وهذا يؤدي إلى النقطة الثانية - حيث يصبح الدماغ أكثر عرضة لتنشيط استجابة الكر أو الفر أو التجمد.

الجزء الرئيسي من الدماغ الذي ينشط هذا التفاعل هو "الاميجدالا" وهي لوزة صغيرة مثل بناء من الأنسجة العصبية بالقرب من وسط الدماغ، وجزء من الجهاز الحوفي.

إن "الاميجدالا" فائقة السرعة في الاستجابة لأي تهديد محتمل، وكلما أكثرت من فعل ذلك كبر حجم أنسجة الدماغ ومن هنا يزيد فقط ميلك إلى الاستجابة لتلك التهديدات.

وهذا هو السبب الرئيسي وراء قيام كل نقطة ارتفاع في السعر في غير صالحك بخلق استجابة نفسية وعصبية في منتهى القوة مقابل ما يحدث حينما يتحرك السوق في صالحك.

إن الاميجدالا النشطة تبعدنا عن قشرة الفص الأمامي وهي مهمة في تحليل سياق حركة السعر والقيام بالتصرف متى لزم الأمر وكسب الأرباح من الصفقات.

كما أن "قرن آمون" تعمل على تنظيم العواطف والانفعالات واتخاذ القرارات الهادئة والمحسوبة مما يقلل من حجم المادة الرمادية أو الأميجدالا.

والحل في الأداة التالية وتكوين الصلابة النفسية.

5 – استخدام عقلية التركيز على الحل
إن هذا النهج يؤدي إلى قيام دماغك بتمشيط مراكز الذاكرة به بشكل فعال بحثا عن حلول، وسوف تقوم بالبحث عن إما حلول مماثلة أو ذات صلة بالمسألة بحيث واجهتك عقبة معينة وقمت بإيجاد حل لها.

وهذه له ثلاث فوائد:

1. تكوين شبكاتك العصبية للبحث عن الحلول

2. تقليل تحيزك السلبي

3. اعتماد عقلية إيجابية

وهو يساعد أيضا في تقوية صورتك الذاتية، فالتركيز على المشكلات لا يفيد سوى في إخبارك بمكن المشكلة في الموقف وهو لا يخبر دماغك مثلا بما ينبغي عليه القيام به مقارنة بالعقلية القائمة على الحل التي تخبر عقلك تحديدا بما يجب عليه فعله حينما يقع في مشكلة أو خسارة أو شدة.

وهذا نكون قد وضعنا الأساس للأداة السادسة في تكوين الصلابة النفسية.

6 – عقلية لا تعترف بالعوائق
إن هذه العقلية تعني أنه مهما كانت العقبات فإنك تراها على حقيقتها وهي أنها وهم، ومعناه أنك ترى الحل وتتخيل كافة الخطوات التي توصلك إليه مباشرة من البداية، وأقصد بهذا أنك ترى فعليا نفسك تقوم بحل المشكلة وتقوم بكل ما يتحتم عليك القيام به لتحقق ما تريد.

إذا كان لديك عقلية التركيز على المشاكل فإنك لن تتمكن أبدا من التعامل مع هذا الموقف ببراعة وربما لا تفعل على الإطلاق، وكان يمكن أن يؤدي ذلك بك إلى القلق أو الخوف أو التذمر من المشكلة التي في الموقف.

فلا مجال للشك الذي لن يؤدي إلا إلى التأخر في ايجاد الحل وليس لديك متسع من الوقت، فكل شيء يجب أن يتم في وقته المناسب من خلال العديد من الخطوات الصغيرة والقرارات المتتالية للعمل على إنجاح الخطة، ويستلزم الأمر من الجميع التحلي بعقلية متفائلة وإيجابية حتى يتمكنوا من التعامل مع الموقف.

إن قوة التحلي بعقلية لا تعترف بالعقبات تعني أن لديك الثقة والخبرة والإيمان بأنه لا توجد مشكلة لا تستطيع حلها أو التعامل معها، تخيل شكل عملية تداولك إذا ما قمت باعتماد هذا النهج وجعله حجر الأساس لطريقة تفكيرك.

وختاما
لقد قمت بإطلاعكم على ما اعتبره الأساس المتين في تكوين الصلابة النفسية في الحياة وفي التداول.

وبإمكان الأساليب والاستراتيجيات والنماذج التي ذكرناها هنا أن تقوم بتغيير أدمغتكم وطرق تفكيركم وأدائكم تماما.

ابدأ على الفور في اعتماد الشروط الستة السابقة ويمكنك عندها إعادة برمجة عقلك من أجل النجاح في التداول والحياة، وهذا أمر موثوق منه جدا.

إن الصلابة النفسية يمكنها أن تحول عقلك وأفكارك وأفعالك من خسارة الصفقات إلى كسب المال.

ويمكنها أن تمنحك القوة والمرونة والثقة في مواجهة صعوبات تداولك وجه لوجه بدلا من المخاوف والشكوك والهموم.

فإنها ستضع الأسلحة غير الملموسة تحت تصرفكم، وتزيد من ثقتكم في مواجهة الصعوبات الكبرى، وتعزز مهارتكم الذهنية لاجتياز أي عقبة تظهر في طريقكم.