MedMan
03-05-2016, 15:36
منذ السنة الأولى في هذه الألفية الجديدة ويوميا قبل أن أقوم بالبدء في التداول هناك أمر واحد أقوم بفعله دائما لما يزيد على الساعة وهو التأمل، وخلال هذه الفترة التي تبلغ حوالي 5300 يوم كنت أمارس التأمل أواليوجا، وأمارس هذه التمارين بصحبة معلم التأمل طوال الوقت وحتى وقت كتابتي لهذه السطور، ولقد قضيت ما يزيد على 6000 ساعة من ممارسة التأمل.
وفي عام 2001 تم اعتمادي كمدرب للتأمل، وفي عام 2011 اتممت مدة عام من الاعتكاف على التأمل حيث كنت أمارسه لعدة ساعات يوميا حسب معايير اعتكاف صارمة جدا.
ورغم أن ممارستي للتأمل قد تطورت الآن من خلال التقدم فيها، إلا أنه قد كان هناك ممارسة واحدة عملت عليها منذ يومي الأول بالإضافة إلى ممارسة أخرى منذ عام 2004، وبناء على توصيات معلمتي فقد تضيف ممارستي إليَّ عناصر أخرى، ولكن هاتين الممارستين قد ثبتتا على حالهما لما يزيد على عقد من الزمن.
من سيكولوجيا التداول إلى علم الأعصاب
إذا كنت تبحث عن مؤلفات في سيكولوجية التداول، فهناك بالتأكيد وفرة من علماء النفس في مجال التداول الذين ظهروا في هذا المجال مؤخرا ويتقبلون ممارسة التأمل.
أنا لا أعتقد أنه من المفارقات الغريبة أن يحدث هذا الآن فيعترف علم الأعصاب بوضوح بأن التأمل مفيد للدماغ والجسد والعقل.
على الرغم من أنني أعتقد أنه أمر جيد أن يروجوا للتأمل كممارسة مفيدة للتداول (بالإضافة إلى فائدته لطريقة تفكيرك وصحتك النفسية)، ومعظمهم ليس لديه خبرة فعليه به، لذلك فهم يتحدثون فقط عنه من ناحية "المفهوم" أو "الفكر"، وهذا ليس له أي فائدة حقيقية لك، سوى أنه يشجعك على خوض البداية.
تبادل خبرة الممارسة
وتعقيبا على ما قد قيل وبرغم أنني كنت أتحدث عن التأمل على أنه ممارسة لتحسين أداء تداولكم أو أدائكم الذهني منذ سنين مضت الآن (بداية من عام 2011 عندما بدأت العمل على مدونتي فعليا)، وسوف أطلعكم على ممارسة التأمل الرسمية من أجل التداول والتي قمت بمزاولتها لآلاف الساعات.
ولكن عليك الأخذ بالنصيحتين التاليتين:
1. تأكد من قيامك بالممارسة على يد مدرب تأمل خبير يرشدك وينصحك بما يجب عليك القيام به.
2. هذا المدرب سوف يقوم بتقييمك بالنسبة لمستوى ممارستك ويوجهك إذا احتاج الأمر وإلا فسوف تظل تدور في حلقة مفرغة من تكرار الذات وعدم الانفصال عن نفس المعتقدات وطريقة التفكير.
ولو أن الأمر كافيا في حد ذاته لكان نفع معك في أثناء عملية تداولك ولكنه لم ينجح ونفس الشيء ينطبق على التأمل.
تحذير هام !
لمعلوماتك لا يمكنك أن تتعلم التأمل نظريا كوسيلة لإجادة التأمل، فلابد من القيام بالممارسة، ولن يجدي كم الكتب التي قرأتها حول التأمل عن القيام بالأمر بشكل عملي.
وهذا هو الشيء الرائع في التأمل، معدل الذكاء (في الغالب) لا معنى له فيما يخص تقوية ممارسة التأمل جيدا، فقد تتمتع بمعدل ذكاء خارق أو تظل تقرأ لعشرات السنين عن التأمل، إلا أن لا شيء من ذلك سينفعك في أن تحرز تقدما في ممارسة التأمل.
فإن الأمر يتطلب منك الجلوس شخصيا على مقعد والقيام بالتأمل، وليس هناك من سبيل أخر للقيام بذلك.
التأمل من أجل التداول
لم تصمم هذه الممارسة خصيصا للتداول، وإنما تم القيام بها منذ آلاف السنين، ولقد قمت عشرات الأنواع من ممارسات التأمل وفقا لتقاليد بيئتي، ولكن هناك عدد قليل منها قمت بممارسته بشكل مكثف وبانتظام، وسوف أطلعكم على واحدة من هذه الممارسات بأسلوب علمي، وهي ممارسة أعتبرها مناسبة بشكل مذهل لعملية التداول وتحسين أداء تداولكم.
وتسمى هذه الممارسة "شامانتا" ومعناها "الالتزام بالهدوء"، وهناك مراحل عديدة من هذه الممارسة يمر بها المرء قبل أن يصل إلى مرحلة متقدمة، ولكنني سوف أبدأ معكم من نقطة الصفر.
إن القيام بهذه الممارسة له العديد من الفوائد التي سوف أحدثكم عنها من حين لأخر في هذه المقالة، ولكن النقاط التالية هي بعض فوائدها:
1. تزيد من وضوح التفكير
2. تولد رؤية تتجاوز حدود الذكاء
3. تربي العقل على الهدوء
4. تحد من تشوش الفكر
5. يصبح المرء أقل تأثرا بالعواطف والانفعالات بينما تزيد من الذكاء العاطفي
6. تزيد من تمييز الأنماط
ويمكنني أن أظل أسرد في فوائدها لسنين قادمة ولكن هذا يكفي للآن، هيا بنا ننتقل إلى الجانب العملي.
وضعية الجلوس على الكرسي
إن الوضعية التي سوف تتخذها في الممارسة سيكون لها تأثير مباشر على جسمك وعقلك وطاقتك، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الظهر أو لديهم قدر من الألم الجسدي، فأنا أنصحهم بالجلوس على كرسي، وهو مثالي لأن له ظهر مستقيم ومريح بالنسبة لكم للجلوس عليه لفترة طويلة من الوقت.
وبينما أنت جالس يجب أن يكون ظهرك مستقيما وذقنك موازية للأرض، وراحة الكف على الفخذين (وبصرك إلى أسفل).
وينبغي أن تكون ركبتيك متباعدتين بمقام عرض الكتفين (أو أقل قليلا) مع كعبيك قائمين بزاوية 90 درجة تحت الركبتين. وينبغي أن تكون أقدام منبسطة وأصابع القدم متجهه إلى الأمام.
وخير مثال على ذلك هو الصورة التالية:
وضعية الجلوس على الوسادة
لأولئك الذين لديهم المزيد من المرونة نوعا ما، ويمكنك استخدام وسادة قاسية، ووضع العمود الفقري والذقن هو نفسه كما في الوضعية السابقة،إلى جنب وضعية اليدين.
ولكن الاختلاف الوحيد يكون بالنسبة للساقين، لهذا فأنا أنصح بالجلوس في وضع "القرفصاء"، وهو كما يبدو في الصورة أدناه.
والممارسين للتأمل يقومون بالجلوس على وسادة خاصة تجعل الجلوس عليها أكثر راحة من الجلوس على الأرض الصلبة، وتوضع الساق اليمنى أم اليسرى وهي طريقتي في الجلوس عند الممارسة، وأنا لا أنصحكم بوضع كاحل القدم فوق القدم الأخرى، ما لم يكن لديكم القدر اللازم من المرونة لفعل ذلك، وهي سهلة دون أي جهد، وبصرف النظر عن وضع اليدين فهو نفسه كما في الوضع الأول، والآن أصبح لديكم أساسيات وضعية التأمل.
التنفس
بالنسبة لهذه الممارسة أنا أنصح بالتنفس بعمق، شرط أن يتم الشهيق والزفير عن طريق الأنف، فهذا النوع من التنفس يساعد العقل على الاسترخاء بشكل طبيعي، وقم بإبطاء وتيرة التنفس، وعندها سيسترخي الجهاز العصبي المركزي، وكل هذا يعين العقل على الدخول في ممارسة التأمل بسهولة أكبر.
التركيز
بينما عيوننا مفتوحة ومسترخية دون تحديق شديد أو خفيف للغايةن ويجب إغلاق شاشة تداولك هاتفك أيضا وتكون في بيئة خالية من ما يشتت الانتباه والتركيز (بقدر الاستطاعة). إذا كان يمكنك اختيار نقطة على الأرض لتركز عليها بعينيك، فهذا رائع. وثمة خيار آخر أن تكون تلك النقطة على الجدار، تحت مستوى النظر بقليل. ينبغي أن تكون غير واضحة المعالم حتى لا تقوم بتنشيط أي نشاط عقلي إضافي.
وفي هذه الممارسة عليك التركيز على التنفس ودخول الشهيق وخروج الزفير من الجسم، وإذا كنت تريد أن تصعب الأمر قليلا، يمكنك عد الأنفاس من 1 وحتى 21، ثم تعيد الكرة من جديد. فإذا أخطأت في أي لحظة في العد أو تشتت انتباهك، فقل في نفسك "مفيش مشكلة" وعندها عاود ما كنت تفعله وقم بالعد مرة أخرى من البداية.
إذا استطاع أي شخص أن يقوم بالعد من 1 إلى21 والعودة دون أن يقول "مفيش مشكلة" لمرة واحدة، فستكون صدمة بالنسبة لي، لأنه تقريبا 99.99999٪ من الناس الذين حاولوا القيام بهذا (تقريبا 0.00001٪)، لم يتمكنوا من العد كاملا بدون مقاطعة. ليس ترويجا جيدا للأمر، أعلم هذا، ولكنكم متداولين وتعشقون التحدي ؛-).
إذا كنت ترغب في "تقدير" حقيقي ومعلومة للإلهام، فإنني أقول أنه من بين كل 100شخص قاموا بهذه الممارسة، فإن حوالي ~ 5-7٪ أجروا المحاولة بانتظام. ومن بين هؤلاء ربما 5-10٪ التزموا بها على مدى فترة طويلة جدا من الزمن. وأولئك ربما 5٪ منهم استمروا في التقدم واستكملوا ممارسة "الشامانتا".
إذا أردت جبلا كي تتسلقه فها هو أحدها فأرني همتك.
التوقيت
بالنسبة إلى طول المدة الزمنية التي يتعين عليك قضائها في هذه الممارسة، فإنني أنصح بـ 10 دقائق وهي أكثر من كافية. إذا قررت أن تقوم بها بانتظام، إذن قم باختيار وقت محدد من اليوم للقيام بذلك، وأفضل الاقتراحات هو في الصباح (قبل أن تبدأ عملك أو يوم تداولك)، أو في المساء، قبل النوم بنصف ساعة تقريبا.
وكلاهما توقيت ممتاز، ولكن من خلال تجربتي الشخصية، فأفضل الاثنين هو أول شيء في الصباح، لأنه يضبط الطاقة العقلية طول اليوم، ويصبغ كل ما تفعله بحالة من اليقظة والوضوح.
إذا استطعت ان تقوم بها 3 مرات في الأسبوع، فهذا هو الحد الأدنى المقترح، والقيام بها 4-5 مرات في الأسبوع أفضل حالا، و 7 أيام في الأسبوع شيء رائع. من المهم أن لا تقسو على نفسك في الممارسة كثيرا، وقم بما يتماشى مع ظروفك وبالوتيرة التي تحافظ فيها على المداومة. الالتزام هو المهم، ولكن الفوائد تستحق كل ذلك المجهود.
ثمار ممارسة التأمل
وعلى الرغم من الرغبة في زيادة صحة الفرد العقلية "يجب" أن تكون شيئا نطمح إليه جميعا (من وجهة نظري)، فمن المفيد معرفة بعض الفوائد والثمار التي تنتج عن الاستمرار في ممارسة التأمل.
يمكنني أن أذكر جميع الأشياء التي ذكرها العلم والتي تحصل عليها من التأمل، ولكن ذلك تم الحديث عنه كثيرا، فبدلا من ذلك سوف نتواصل من خلال تجربتي المباشرة حول ما يمكنكم تحقيقه وإنشائه وتجربته من ممارسة التأمل بشكل ثابت ودائم ومتطور. حسنا، لنبدأ:
إن العقل يتحرر من الأفكار المشروطة والعواطف المحبطة ويصبح صافيا بشكل طبيعي ومبدعا وبهيجا، ومعدل الذكاء وتمييز الأنماط من المرجح أن يزداد، وسوف تبدأ في امتلاك البصيرة النافذة (التي تتجاوز الذكاء والمعرفة).
من خلال ممارسة التأمل يصبح العالم كتابا من المعرفة، ويتواصل معك ويوقظ ذكائك الطبيعي. يبدو الأمر كما لو أن العالم الذي تعرفه سيبدأ في التغيير أمام عينيك.
وستصبح خبراتك اليومية كما لو أن قلما يقوم بتسجيل الوضوح والوعي والبصيرة في عقلك.
في النهاية سوف تبدأ النتائج بتغيير جسمك وكلامك وعقلك، وتتوغل في النهاية في جميع جوانب أدائك (في التداول) والحياة وتحويلها للأفضل، وسيبدأ العقل في العمل لصالحك وليس ضدك (في التجارة والحياة).
وسوف تبدأ في رؤية الأشياء كما هي بوضوح، وليس كما كان عقلك في حالة ما ويرى الأشياء بشكل محدود.
والإنجاز والرحابة والمساواة والحكمة التمييزية والتحول ستصبح متوفرة لديكم، وستزداد قوتكم كلما تقدمتم إلى الأمام.
وختاما
يجب أن يكون لديك الآن أساس جيد من المعرفة عن التأمل ولما يمكنها أن تكون نقطة تحول بالنسبة لأداء تداولك وطريقة تفكيرك.
وأصبح بين يديكم أيضا ممارسة بسيطة جدا يمكنكم القيام بها بمفردكم، فأنتم تعلمون كيفية الجلوس والوضعية والتركيز والتنفس. على الرغم من أنني أطلعتكم على 'بعض' ثمار الممارسة والفوائد التي يمكن أن تمنحها لكل جانب من جوانب حياتكم لا تقدر بثمن، وأعلى ربح من التداول يمكن أن تحققوه على الإطلاق.
وفي عام 2001 تم اعتمادي كمدرب للتأمل، وفي عام 2011 اتممت مدة عام من الاعتكاف على التأمل حيث كنت أمارسه لعدة ساعات يوميا حسب معايير اعتكاف صارمة جدا.
ورغم أن ممارستي للتأمل قد تطورت الآن من خلال التقدم فيها، إلا أنه قد كان هناك ممارسة واحدة عملت عليها منذ يومي الأول بالإضافة إلى ممارسة أخرى منذ عام 2004، وبناء على توصيات معلمتي فقد تضيف ممارستي إليَّ عناصر أخرى، ولكن هاتين الممارستين قد ثبتتا على حالهما لما يزيد على عقد من الزمن.
من سيكولوجيا التداول إلى علم الأعصاب
إذا كنت تبحث عن مؤلفات في سيكولوجية التداول، فهناك بالتأكيد وفرة من علماء النفس في مجال التداول الذين ظهروا في هذا المجال مؤخرا ويتقبلون ممارسة التأمل.
أنا لا أعتقد أنه من المفارقات الغريبة أن يحدث هذا الآن فيعترف علم الأعصاب بوضوح بأن التأمل مفيد للدماغ والجسد والعقل.
على الرغم من أنني أعتقد أنه أمر جيد أن يروجوا للتأمل كممارسة مفيدة للتداول (بالإضافة إلى فائدته لطريقة تفكيرك وصحتك النفسية)، ومعظمهم ليس لديه خبرة فعليه به، لذلك فهم يتحدثون فقط عنه من ناحية "المفهوم" أو "الفكر"، وهذا ليس له أي فائدة حقيقية لك، سوى أنه يشجعك على خوض البداية.
تبادل خبرة الممارسة
وتعقيبا على ما قد قيل وبرغم أنني كنت أتحدث عن التأمل على أنه ممارسة لتحسين أداء تداولكم أو أدائكم الذهني منذ سنين مضت الآن (بداية من عام 2011 عندما بدأت العمل على مدونتي فعليا)، وسوف أطلعكم على ممارسة التأمل الرسمية من أجل التداول والتي قمت بمزاولتها لآلاف الساعات.
ولكن عليك الأخذ بالنصيحتين التاليتين:
1. تأكد من قيامك بالممارسة على يد مدرب تأمل خبير يرشدك وينصحك بما يجب عليك القيام به.
2. هذا المدرب سوف يقوم بتقييمك بالنسبة لمستوى ممارستك ويوجهك إذا احتاج الأمر وإلا فسوف تظل تدور في حلقة مفرغة من تكرار الذات وعدم الانفصال عن نفس المعتقدات وطريقة التفكير.
ولو أن الأمر كافيا في حد ذاته لكان نفع معك في أثناء عملية تداولك ولكنه لم ينجح ونفس الشيء ينطبق على التأمل.
تحذير هام !
لمعلوماتك لا يمكنك أن تتعلم التأمل نظريا كوسيلة لإجادة التأمل، فلابد من القيام بالممارسة، ولن يجدي كم الكتب التي قرأتها حول التأمل عن القيام بالأمر بشكل عملي.
وهذا هو الشيء الرائع في التأمل، معدل الذكاء (في الغالب) لا معنى له فيما يخص تقوية ممارسة التأمل جيدا، فقد تتمتع بمعدل ذكاء خارق أو تظل تقرأ لعشرات السنين عن التأمل، إلا أن لا شيء من ذلك سينفعك في أن تحرز تقدما في ممارسة التأمل.
فإن الأمر يتطلب منك الجلوس شخصيا على مقعد والقيام بالتأمل، وليس هناك من سبيل أخر للقيام بذلك.
التأمل من أجل التداول
لم تصمم هذه الممارسة خصيصا للتداول، وإنما تم القيام بها منذ آلاف السنين، ولقد قمت عشرات الأنواع من ممارسات التأمل وفقا لتقاليد بيئتي، ولكن هناك عدد قليل منها قمت بممارسته بشكل مكثف وبانتظام، وسوف أطلعكم على واحدة من هذه الممارسات بأسلوب علمي، وهي ممارسة أعتبرها مناسبة بشكل مذهل لعملية التداول وتحسين أداء تداولكم.
وتسمى هذه الممارسة "شامانتا" ومعناها "الالتزام بالهدوء"، وهناك مراحل عديدة من هذه الممارسة يمر بها المرء قبل أن يصل إلى مرحلة متقدمة، ولكنني سوف أبدأ معكم من نقطة الصفر.
إن القيام بهذه الممارسة له العديد من الفوائد التي سوف أحدثكم عنها من حين لأخر في هذه المقالة، ولكن النقاط التالية هي بعض فوائدها:
1. تزيد من وضوح التفكير
2. تولد رؤية تتجاوز حدود الذكاء
3. تربي العقل على الهدوء
4. تحد من تشوش الفكر
5. يصبح المرء أقل تأثرا بالعواطف والانفعالات بينما تزيد من الذكاء العاطفي
6. تزيد من تمييز الأنماط
ويمكنني أن أظل أسرد في فوائدها لسنين قادمة ولكن هذا يكفي للآن، هيا بنا ننتقل إلى الجانب العملي.
وضعية الجلوس على الكرسي
إن الوضعية التي سوف تتخذها في الممارسة سيكون لها تأثير مباشر على جسمك وعقلك وطاقتك، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في الظهر أو لديهم قدر من الألم الجسدي، فأنا أنصحهم بالجلوس على كرسي، وهو مثالي لأن له ظهر مستقيم ومريح بالنسبة لكم للجلوس عليه لفترة طويلة من الوقت.
وبينما أنت جالس يجب أن يكون ظهرك مستقيما وذقنك موازية للأرض، وراحة الكف على الفخذين (وبصرك إلى أسفل).
وينبغي أن تكون ركبتيك متباعدتين بمقام عرض الكتفين (أو أقل قليلا) مع كعبيك قائمين بزاوية 90 درجة تحت الركبتين. وينبغي أن تكون أقدام منبسطة وأصابع القدم متجهه إلى الأمام.
وخير مثال على ذلك هو الصورة التالية:
وضعية الجلوس على الوسادة
لأولئك الذين لديهم المزيد من المرونة نوعا ما، ويمكنك استخدام وسادة قاسية، ووضع العمود الفقري والذقن هو نفسه كما في الوضعية السابقة،إلى جنب وضعية اليدين.
ولكن الاختلاف الوحيد يكون بالنسبة للساقين، لهذا فأنا أنصح بالجلوس في وضع "القرفصاء"، وهو كما يبدو في الصورة أدناه.
والممارسين للتأمل يقومون بالجلوس على وسادة خاصة تجعل الجلوس عليها أكثر راحة من الجلوس على الأرض الصلبة، وتوضع الساق اليمنى أم اليسرى وهي طريقتي في الجلوس عند الممارسة، وأنا لا أنصحكم بوضع كاحل القدم فوق القدم الأخرى، ما لم يكن لديكم القدر اللازم من المرونة لفعل ذلك، وهي سهلة دون أي جهد، وبصرف النظر عن وضع اليدين فهو نفسه كما في الوضع الأول، والآن أصبح لديكم أساسيات وضعية التأمل.
التنفس
بالنسبة لهذه الممارسة أنا أنصح بالتنفس بعمق، شرط أن يتم الشهيق والزفير عن طريق الأنف، فهذا النوع من التنفس يساعد العقل على الاسترخاء بشكل طبيعي، وقم بإبطاء وتيرة التنفس، وعندها سيسترخي الجهاز العصبي المركزي، وكل هذا يعين العقل على الدخول في ممارسة التأمل بسهولة أكبر.
التركيز
بينما عيوننا مفتوحة ومسترخية دون تحديق شديد أو خفيف للغايةن ويجب إغلاق شاشة تداولك هاتفك أيضا وتكون في بيئة خالية من ما يشتت الانتباه والتركيز (بقدر الاستطاعة). إذا كان يمكنك اختيار نقطة على الأرض لتركز عليها بعينيك، فهذا رائع. وثمة خيار آخر أن تكون تلك النقطة على الجدار، تحت مستوى النظر بقليل. ينبغي أن تكون غير واضحة المعالم حتى لا تقوم بتنشيط أي نشاط عقلي إضافي.
وفي هذه الممارسة عليك التركيز على التنفس ودخول الشهيق وخروج الزفير من الجسم، وإذا كنت تريد أن تصعب الأمر قليلا، يمكنك عد الأنفاس من 1 وحتى 21، ثم تعيد الكرة من جديد. فإذا أخطأت في أي لحظة في العد أو تشتت انتباهك، فقل في نفسك "مفيش مشكلة" وعندها عاود ما كنت تفعله وقم بالعد مرة أخرى من البداية.
إذا استطاع أي شخص أن يقوم بالعد من 1 إلى21 والعودة دون أن يقول "مفيش مشكلة" لمرة واحدة، فستكون صدمة بالنسبة لي، لأنه تقريبا 99.99999٪ من الناس الذين حاولوا القيام بهذا (تقريبا 0.00001٪)، لم يتمكنوا من العد كاملا بدون مقاطعة. ليس ترويجا جيدا للأمر، أعلم هذا، ولكنكم متداولين وتعشقون التحدي ؛-).
إذا كنت ترغب في "تقدير" حقيقي ومعلومة للإلهام، فإنني أقول أنه من بين كل 100شخص قاموا بهذه الممارسة، فإن حوالي ~ 5-7٪ أجروا المحاولة بانتظام. ومن بين هؤلاء ربما 5-10٪ التزموا بها على مدى فترة طويلة جدا من الزمن. وأولئك ربما 5٪ منهم استمروا في التقدم واستكملوا ممارسة "الشامانتا".
إذا أردت جبلا كي تتسلقه فها هو أحدها فأرني همتك.
التوقيت
بالنسبة إلى طول المدة الزمنية التي يتعين عليك قضائها في هذه الممارسة، فإنني أنصح بـ 10 دقائق وهي أكثر من كافية. إذا قررت أن تقوم بها بانتظام، إذن قم باختيار وقت محدد من اليوم للقيام بذلك، وأفضل الاقتراحات هو في الصباح (قبل أن تبدأ عملك أو يوم تداولك)، أو في المساء، قبل النوم بنصف ساعة تقريبا.
وكلاهما توقيت ممتاز، ولكن من خلال تجربتي الشخصية، فأفضل الاثنين هو أول شيء في الصباح، لأنه يضبط الطاقة العقلية طول اليوم، ويصبغ كل ما تفعله بحالة من اليقظة والوضوح.
إذا استطعت ان تقوم بها 3 مرات في الأسبوع، فهذا هو الحد الأدنى المقترح، والقيام بها 4-5 مرات في الأسبوع أفضل حالا، و 7 أيام في الأسبوع شيء رائع. من المهم أن لا تقسو على نفسك في الممارسة كثيرا، وقم بما يتماشى مع ظروفك وبالوتيرة التي تحافظ فيها على المداومة. الالتزام هو المهم، ولكن الفوائد تستحق كل ذلك المجهود.
ثمار ممارسة التأمل
وعلى الرغم من الرغبة في زيادة صحة الفرد العقلية "يجب" أن تكون شيئا نطمح إليه جميعا (من وجهة نظري)، فمن المفيد معرفة بعض الفوائد والثمار التي تنتج عن الاستمرار في ممارسة التأمل.
يمكنني أن أذكر جميع الأشياء التي ذكرها العلم والتي تحصل عليها من التأمل، ولكن ذلك تم الحديث عنه كثيرا، فبدلا من ذلك سوف نتواصل من خلال تجربتي المباشرة حول ما يمكنكم تحقيقه وإنشائه وتجربته من ممارسة التأمل بشكل ثابت ودائم ومتطور. حسنا، لنبدأ:
إن العقل يتحرر من الأفكار المشروطة والعواطف المحبطة ويصبح صافيا بشكل طبيعي ومبدعا وبهيجا، ومعدل الذكاء وتمييز الأنماط من المرجح أن يزداد، وسوف تبدأ في امتلاك البصيرة النافذة (التي تتجاوز الذكاء والمعرفة).
من خلال ممارسة التأمل يصبح العالم كتابا من المعرفة، ويتواصل معك ويوقظ ذكائك الطبيعي. يبدو الأمر كما لو أن العالم الذي تعرفه سيبدأ في التغيير أمام عينيك.
وستصبح خبراتك اليومية كما لو أن قلما يقوم بتسجيل الوضوح والوعي والبصيرة في عقلك.
في النهاية سوف تبدأ النتائج بتغيير جسمك وكلامك وعقلك، وتتوغل في النهاية في جميع جوانب أدائك (في التداول) والحياة وتحويلها للأفضل، وسيبدأ العقل في العمل لصالحك وليس ضدك (في التجارة والحياة).
وسوف تبدأ في رؤية الأشياء كما هي بوضوح، وليس كما كان عقلك في حالة ما ويرى الأشياء بشكل محدود.
والإنجاز والرحابة والمساواة والحكمة التمييزية والتحول ستصبح متوفرة لديكم، وستزداد قوتكم كلما تقدمتم إلى الأمام.
وختاما
يجب أن يكون لديك الآن أساس جيد من المعرفة عن التأمل ولما يمكنها أن تكون نقطة تحول بالنسبة لأداء تداولك وطريقة تفكيرك.
وأصبح بين يديكم أيضا ممارسة بسيطة جدا يمكنكم القيام بها بمفردكم، فأنتم تعلمون كيفية الجلوس والوضعية والتركيز والتنفس. على الرغم من أنني أطلعتكم على 'بعض' ثمار الممارسة والفوائد التي يمكن أن تمنحها لكل جانب من جوانب حياتكم لا تقدر بثمن، وأعلى ربح من التداول يمكن أن تحققوه على الإطلاق.