MedMan
03-05-2016, 21:15
أريد أن أطلعكم اليوم على أحد "أسلحة تداولي السرية"، وهو شيء حقيقي وعملي فعلا ... إذا ما طبق فقد يحدث تغييرا إيجابيا في كل من نتائج تداولك وحياتك الشخصية، وهناك شيء واحد أعتبره "سلاحي السري" للنجاح في التداول بالأسواق. وهو شيء كل واحد منا لديه القدرة على تنميته وتوظيفه في الأسواق، فهو غير مكلف كما أنه يعتبر أهم عنصر لنجاح التداول ...
ما الذي أتحدث عنه هنا؟ حسنا، في جميع مجالات الحياة هناك شيء يفصل بين الرابحين والخاسرين ويميز الناجحين من المقصرين، وبين من يحقق أهدافه ومن لا يحققها. إن القدرة على التخطيط للمستقبل وعدم ترك القرارات الانفعالية تسيطر على حياتك هو الشيء الذي يجعل الناس تتميز في علاقاتهم الشخصية وتتفوق في حياتهم المهنية. واحدة من أهم الخصائص السائدة بين الناس الذين يحققون النجاح في حياتهم هو أنهم يتحلون بالصبر، فهو ربما كان من أهم العادات التي قد ينميها المتداول في سوق الفوركس.
إنه الصبر على الجلوس دون فعل شيء وانتظار تشكل أفضل الصفقات هو ما يميز المتداول الناجح من الفاشل. فالصبر هو السمة المميزة التي تميز البشر عن باقي الأنواع الأخرى من الكائنات في العالم. عندما نلجأ للصبر فنحن نستخدم أكثر المناطق تقدما في منطقة الفص الجبهي داخل أدمغتنا وهي المسئولة عن التخطيط والتفكير الاستباقي، أما حينما نستخدم الإحساس فنحن نستخدم أكثر المناطق قدما وبدائية وهي منطقة الفص الحوفي من الدماغ التي تطورت للاستخدام في مواقف المواجهة والفرار. لذلك أي فئة من المتداولين تريد أن تكون منها، فئة المتداولين الذين يستخدمون أكثر المناطق تطورا في الدماغ أم المتداولين الانفعاليين الذين يتداولون بمنطق القردة؟
المتداولون الذين يتحلون بالصبر في سوق الفوركس يربحون الأموال أسرع من الذين لا صبر لهم
هل تريد تحقيق المكاسب بأسرع ما يمكن في الأسواق؟ سؤال غبي؟ ربما، لكن غالبية المتداولين يقومون بخلاف ما ينبغي عليهم كي يربحوا المال في الأسواق. إن المشكلة هي أن معظم من يقومون بالتداول ليس لديهم صبر أو ربما لديهم القليل منه لأنهم يريدون كسب المال الآن ولديهم مفهوم خاطئ عن معنى السرعة في كسب المال. إنهم لا يفكرون في وضعهم بعد سنة أو سنتين من الآن. ما الجدوى من التداول الآن بقليل من الصبر أو بدونه وكنتيجة لذلك يزداد حساب تداولك وينقص كالأفعوانية بسبب الإحساس وينتهي بك المطاف في نهاية العام بموقف سلبي.
إن ما ينبغي عليك القيام به هو التفكير في التداول على أنه عملية سنوية. فكر في كيفية بناء حساب تداولك على مدار السنة، وليس على مدى يوم واحد أو أسبوع. من خلال التمهل وإدراك أنك في حاجة إلى التحلي بالصبر لتداول أوضح الصفقات فقط وبالتالي عدم الإفراط في التداول، فسوف تبني في النهاية حسابك بشكل أسرع مما لو قمت بدخول العديد من الصفقات كل يوم في محاولة غير مجدية منك لانتزاع المال من السوق. فكما ترون فالسوق لا يهتم لأحد، لذلك عليك أن تهتم به عن طريق أخذ ما يقدمه لك والانتظار حتى يظهر لك دليلا على تشكل صفقة تداول واضحة على حركة السعر. إذا استطعت الاستمرار في القيام بذلك لمدة عام واحد فأنا أضمن لك الحصول على حساب تداول أكبر مما لو تداولت كل يوم وأفرطت في تحليل الأسواق لساعات طوال الليل والنهار.
اجعل استراتيجية تداولك تعمل لصالحك من خلال التحلي بالصبر
إن التحلي بالصبر وإفساح المجال للصفقات حتى تأخذ وقتها من أجل رؤية الاحتمال القوي بتحقيق استراتيجية تداولك للربح هو أمر لا يقوم به معظم المتداولين لأنهم يقللون احتمال تحقيق استراتيجية تداولهم للأرباح طوعا من خلال تدخلهم في سير الصفقات كثيرا. اسمحوا لي أن أشرح ذلك بلغة أبسط...
هل تقوم بنقل أوامر وقف الخسارة والأرباح المستهدفة من موضع لأخر مرات عديدة بعد دخول الصفقة؟ هل تخرج من الصفقات دون مكسب أو خسارة طيلة الوقت ثم بعدها يتحرك مؤشر السوق في صالحك؟ إذا كنت تقوم بتلك الأشياء فأنت على الأرجح تحاول السيطرة على السوق وبهذا العمل فأنت تقلل احتمال تحقيق استراتيجية تداوك للمكاسب طوعا.
إن هذا مفهوم يصعب فهمه بعض الشيء لأن معظم المتداولين يشعرون بالحاجة إلى التحرك إلى نقطة التعادل أو يقومون بالتدخل وإغلاق الصفقة يدويا عندما تسير الأمور في غير صالحهم بدلا من ترك حركة السوق تأخذ مجراها. لكن إذا فكرت فيما أطرحه عليك وببساطة قمت بإتباع مبدأ الضبط والنسيان في كل صفقاتك وتركت حركة السوق تأخذ مجراها المعتاد فقد يصل الأمر إلى وقف الخسارة أو إلى تحقيق الهدف من الصفقة، فأنت عندما تركت لاستراتيجية تداولك المجال للعمل وبعد سلسلة كافية من الصفقات المتتابعة سترى استراتيجية تداولك تؤتي ثمارها. إن معظم المتداولين يحققون أرباح صغيرة عن التي خططوا لها في بداية دخول الصفقة أو يقومون بالوقوع في الخطأ القاتل وتحريك موضع أمر وقف الخسارة أبعد كثيرا من نقطة دخول الصفقة ويخرجون بخسارة أكبر من التي كانوا يتوقعونها عند تخطيطهم للصفقة.
كل تلك الأخطاء تنتج عن عدم الصبر، وحتى تفهم أهمية عدم التدخل في سير صفقاتك بعد إجرائها فسوف تستمر في تقليل احتمال تحقيق استراتيجية تداولك للربح. فكر معي في هذا الأمر: إذا وفرت الخسارة على نفسك وخرجت من صفقتين متعادلا ثم قررت الخروج في الصفقتين التاليتين متعادلا أيضا بعد تحقيق ربح بسيط، لكن حينما خرجت متعادلا في الصفقتين الأخيرتين اللذين كانا رابحتين لولا خروجك، فأنت بذلك قد قمت بتقليل احتمال تحقيق استراتيجية تداولك للربح ...حتى وإن كنت قد خسرت الصفقتين، أنظر لهذا المثال:
المخاطرة = 100$، الأرباح = 200$
توقفت صفقتين كانتا محتملة الخسارة عند نقطة التعادل = 0$
توقفت صفقتين كانتا محتملة الربح عند نقطة التعادل = 0$
صفقتين خاسرتين = -200$
صفقتين رابحتين = 400$
الربح الصافي لمجرد إتباعك لمبدأ الضبط والنسيان وتركك لحركة السوق تأخذ مجراها من خلال الصبر وعدم التدخل في سير الصفقات = 200$
ما سبق هو مثال بسيط ولكنه يظهر لكم لماذا التلاعب بتغيير موضع أوامر وقف الخسارة والخروج من الصفقات دون ربح أو خسارة طيلة الوقت أو حتى القيام بإغلاق صفقاتك يدويا وتحقيق خسائر أو أرباح صغيرة قبل وصول الصفقة إلى نقطة وقف الخسارة أو الربح المستهدف كما خطط مسبقا فسوف تقلل إجمالا من احتمال تحقيق استراتيجية تداولك للربح وبالتالي سوف تصعب عليك عملية تحقيق الربح. إن الهدف المقصود هنا هو أنه ينبغي عليك التأكد دوما من توافق تصرفاتك في السوق مع حقيقة أنك لا يمكن أن تدري على وجه اليقين بما سوف يحدث داخل السوق. عن طريق تحديدك لنقطة الدخول والخروج وترك الباقي على السوق حتى تأخذ العملية مجراها، فأنت تتداول بالتوافق مع حقيقة أنك لا تدري ما الذي سيحدث، لكن حينما تحرك أوامر وقف الخسارة والأرباح المستهدفة من موضعها المحدد سلقا بعد دخولك الصفقة وبدأ تنفيذها فأنت تتجاهل حقيقة أنك لا تدري ما سيحدث وأنك تتصرف كما لو أن ما تقوم به في السوق سوف يجعل السوق تقوم بما تريد أن يحدث بطريقة ما. إن الهدف من هذا الحديث هو: أن تتقن استراتيجية تداولك في سوق الفوركس، تقوم بوضع خطة التداول، ثم تتداول بناءا على الخطة وتترك باقي العمل لحركة السوق.
المتداول الصبور يعلم جيدا ما الذي يبحث عنه في السوق
إذا كنت تعلم بالضبط كيف تبدو استراتيجية تداولك وكيف تقوم بالتداول من خلالها فليس هناك داع أن تكون متداولا متسرعا. في الواقع من خلال الإتقان التام لاستراتيجية تداولك الفعالة كالتداول باستخدام حركة السعر، فستجد أن الصبر يزداد لديك بشكل طبيعي أثناء تداولك في الأسواق لأنك ستعرف ما الصفقات التي تتشكل باحتمالات ربح عالية وما الصفقات التي لا ربح فيها. بعض المتداولين يقررون التداول بلا صبر وبالتالي يقامرون بكل أموالهم، والبعض الأخر يصبحون متداولين مهرة "قناصين" ويتقنون استراتيجيات تداولهم ويتداولون في الأسواق باستراتيجيات تداول ذات احتمالات ربح عالية والتي يتم إدراكها من خلال التطبيق الدائم لصفة الصبر. تذكر أن هذا لا يصبح ممكنا إلا إذا كنت ترى بوضوح كيف تبدو استراتيجية تداولك بالضبط وكيف تقوم بالتداول من خلالها.
الصبر أمر بالغ الأهمية قبل ، أثناء، وبعد التداول
لقد تحدثا عن أهمية تحليك بالصبر أثناء قيامك بالتداول وتنفيذ الصفقة وتحدثنا بإيجاز عن تحليك بالصبر عند تحديد نقاط الدخول والخروج، ولكننا لم نتحدث عن الصبر بعد القيام بالصفقة. إنك في تلك اللحظة تكون في حاجة حقيقية للكثير من الصبر. معظم المتداولين يشعرون بقدر ما من الانفعال بعد خسارتهم أو ربحهم لإحدى الصفقات، وتختلف الأحاسيس والانفعالات بالطبع، ولكن بغض النظر عن حجم الأموال التي على المحك فربما تشعر إما بالفرحة أو بالإحباط حسب ما إذا كنت قد ربحت أم خسرت الصفقة.
وفي ذلك الوقت بعد إغلاق الصفقة مباشرة، تكون في حاجة شديدة إلى العودة ثانية إلى السوق والانفصال بنفسك عنه. يجب عليك التحلي بالصبر وعدم العودة مباشرة إلى التداول في السوق بناءا على حالة الانفعال التي ربما تحس بها بعد خروجك من صفقة رابحة أو خاسرة. وهو أمر يمكنك كتابته في خطة تداولك في سوق الفوركس. ففي نهاية خطتك للتداول يمكنك أن تزيد فيها سطر تقول فيه مثلا : سأقوم بإغلاق منصة تداولي وأخرج من الأسواق لمدة 12 إلى 24 ساعة بعد إغلاق أي صفقة ، أو اكتب أي شيء من هذا القبيل. سوف يعينك هذا على تنمية هذه العادة ويقلل لديك حجم الانفعال الناشئ عن الصفقات التي تجريها.
تعلم الاستمتاع بوقتك كمتداول وتحلى جيدا بالصبر
إن الجلوس في مقاعد البدلاء قد يعم عليك بالفائدة ... من خلال التحلي بالصبر وعدم التداول، فأنت في حالة أفضل من لو قمت بالتداول وخسرت مالك ... لا تتعجل التداول أبدا لأن السوق لن يبرح مكانه وهو مفتوح دائما لكل من يريد التداول ... وحينما يساورك الشك، فالأفضل أن تبقى خارجه لأنه من الأفضل أن تبقي على موقفك الرابح من أن تخسر أموالك.
تعلم كيف تستمتع بوقتك وتتمسك بالصبر اللازم للتداول بنجاح. فبمجرد أن تبدأ في النظر للصبر على أنه "أهم عنصر" من عناصر النجاح في التداول، وتدرك فعلا كيف ولماذا بإمكان المتداول الصبور أن يكسب المال بشكل أسرع، فلن يكون لديك أي مشكلة في انتظار أفضل الصفقات المحتملة، لأنك حينها سوف تشعر وكأنك لا تكسب المال فعلا من خلال التداول، والذي هو كذلك من الناحية الفنية إذا كان ذلك يعني أن تتجنب الاحتمال الضعيف أو الصفقة الخاسرة. لذلك يجب عليك أن "تخدع" عقلك حتى يصدق أن الصبر هو السبب في ربح المال ... وليس عدد مرات التداول، لأننا كبشر تغلب علينا الرغبة القوية في التداول كثيرا، وبالتالي يتحتم عليك استخدام الفص الجبهي وهو الجزء الخاص بالتخطيط في الدماغ حتى يتسنى للمنطق والحس السليم تنمية عادة الصبر الإيجابية داخلك، حتى تصبح عادة متأصلة فيك وتصبح عملية تداولك مريحة ومربحة. لمعرفة كيفية التداول باستخدام استراتيجيات بسيطة لكن فعالة مع حركة السعر في الأطر الزمنية الأطول التي ستوفر لك الاسترخاء وتنمي لديك عقلية التداول المتأني.
ما الذي أتحدث عنه هنا؟ حسنا، في جميع مجالات الحياة هناك شيء يفصل بين الرابحين والخاسرين ويميز الناجحين من المقصرين، وبين من يحقق أهدافه ومن لا يحققها. إن القدرة على التخطيط للمستقبل وعدم ترك القرارات الانفعالية تسيطر على حياتك هو الشيء الذي يجعل الناس تتميز في علاقاتهم الشخصية وتتفوق في حياتهم المهنية. واحدة من أهم الخصائص السائدة بين الناس الذين يحققون النجاح في حياتهم هو أنهم يتحلون بالصبر، فهو ربما كان من أهم العادات التي قد ينميها المتداول في سوق الفوركس.
إنه الصبر على الجلوس دون فعل شيء وانتظار تشكل أفضل الصفقات هو ما يميز المتداول الناجح من الفاشل. فالصبر هو السمة المميزة التي تميز البشر عن باقي الأنواع الأخرى من الكائنات في العالم. عندما نلجأ للصبر فنحن نستخدم أكثر المناطق تقدما في منطقة الفص الجبهي داخل أدمغتنا وهي المسئولة عن التخطيط والتفكير الاستباقي، أما حينما نستخدم الإحساس فنحن نستخدم أكثر المناطق قدما وبدائية وهي منطقة الفص الحوفي من الدماغ التي تطورت للاستخدام في مواقف المواجهة والفرار. لذلك أي فئة من المتداولين تريد أن تكون منها، فئة المتداولين الذين يستخدمون أكثر المناطق تطورا في الدماغ أم المتداولين الانفعاليين الذين يتداولون بمنطق القردة؟
المتداولون الذين يتحلون بالصبر في سوق الفوركس يربحون الأموال أسرع من الذين لا صبر لهم
هل تريد تحقيق المكاسب بأسرع ما يمكن في الأسواق؟ سؤال غبي؟ ربما، لكن غالبية المتداولين يقومون بخلاف ما ينبغي عليهم كي يربحوا المال في الأسواق. إن المشكلة هي أن معظم من يقومون بالتداول ليس لديهم صبر أو ربما لديهم القليل منه لأنهم يريدون كسب المال الآن ولديهم مفهوم خاطئ عن معنى السرعة في كسب المال. إنهم لا يفكرون في وضعهم بعد سنة أو سنتين من الآن. ما الجدوى من التداول الآن بقليل من الصبر أو بدونه وكنتيجة لذلك يزداد حساب تداولك وينقص كالأفعوانية بسبب الإحساس وينتهي بك المطاف في نهاية العام بموقف سلبي.
إن ما ينبغي عليك القيام به هو التفكير في التداول على أنه عملية سنوية. فكر في كيفية بناء حساب تداولك على مدار السنة، وليس على مدى يوم واحد أو أسبوع. من خلال التمهل وإدراك أنك في حاجة إلى التحلي بالصبر لتداول أوضح الصفقات فقط وبالتالي عدم الإفراط في التداول، فسوف تبني في النهاية حسابك بشكل أسرع مما لو قمت بدخول العديد من الصفقات كل يوم في محاولة غير مجدية منك لانتزاع المال من السوق. فكما ترون فالسوق لا يهتم لأحد، لذلك عليك أن تهتم به عن طريق أخذ ما يقدمه لك والانتظار حتى يظهر لك دليلا على تشكل صفقة تداول واضحة على حركة السعر. إذا استطعت الاستمرار في القيام بذلك لمدة عام واحد فأنا أضمن لك الحصول على حساب تداول أكبر مما لو تداولت كل يوم وأفرطت في تحليل الأسواق لساعات طوال الليل والنهار.
اجعل استراتيجية تداولك تعمل لصالحك من خلال التحلي بالصبر
إن التحلي بالصبر وإفساح المجال للصفقات حتى تأخذ وقتها من أجل رؤية الاحتمال القوي بتحقيق استراتيجية تداولك للربح هو أمر لا يقوم به معظم المتداولين لأنهم يقللون احتمال تحقيق استراتيجية تداولهم للأرباح طوعا من خلال تدخلهم في سير الصفقات كثيرا. اسمحوا لي أن أشرح ذلك بلغة أبسط...
هل تقوم بنقل أوامر وقف الخسارة والأرباح المستهدفة من موضع لأخر مرات عديدة بعد دخول الصفقة؟ هل تخرج من الصفقات دون مكسب أو خسارة طيلة الوقت ثم بعدها يتحرك مؤشر السوق في صالحك؟ إذا كنت تقوم بتلك الأشياء فأنت على الأرجح تحاول السيطرة على السوق وبهذا العمل فأنت تقلل احتمال تحقيق استراتيجية تداوك للمكاسب طوعا.
إن هذا مفهوم يصعب فهمه بعض الشيء لأن معظم المتداولين يشعرون بالحاجة إلى التحرك إلى نقطة التعادل أو يقومون بالتدخل وإغلاق الصفقة يدويا عندما تسير الأمور في غير صالحهم بدلا من ترك حركة السوق تأخذ مجراها. لكن إذا فكرت فيما أطرحه عليك وببساطة قمت بإتباع مبدأ الضبط والنسيان في كل صفقاتك وتركت حركة السوق تأخذ مجراها المعتاد فقد يصل الأمر إلى وقف الخسارة أو إلى تحقيق الهدف من الصفقة، فأنت عندما تركت لاستراتيجية تداولك المجال للعمل وبعد سلسلة كافية من الصفقات المتتابعة سترى استراتيجية تداولك تؤتي ثمارها. إن معظم المتداولين يحققون أرباح صغيرة عن التي خططوا لها في بداية دخول الصفقة أو يقومون بالوقوع في الخطأ القاتل وتحريك موضع أمر وقف الخسارة أبعد كثيرا من نقطة دخول الصفقة ويخرجون بخسارة أكبر من التي كانوا يتوقعونها عند تخطيطهم للصفقة.
كل تلك الأخطاء تنتج عن عدم الصبر، وحتى تفهم أهمية عدم التدخل في سير صفقاتك بعد إجرائها فسوف تستمر في تقليل احتمال تحقيق استراتيجية تداولك للربح. فكر معي في هذا الأمر: إذا وفرت الخسارة على نفسك وخرجت من صفقتين متعادلا ثم قررت الخروج في الصفقتين التاليتين متعادلا أيضا بعد تحقيق ربح بسيط، لكن حينما خرجت متعادلا في الصفقتين الأخيرتين اللذين كانا رابحتين لولا خروجك، فأنت بذلك قد قمت بتقليل احتمال تحقيق استراتيجية تداولك للربح ...حتى وإن كنت قد خسرت الصفقتين، أنظر لهذا المثال:
المخاطرة = 100$، الأرباح = 200$
توقفت صفقتين كانتا محتملة الخسارة عند نقطة التعادل = 0$
توقفت صفقتين كانتا محتملة الربح عند نقطة التعادل = 0$
صفقتين خاسرتين = -200$
صفقتين رابحتين = 400$
الربح الصافي لمجرد إتباعك لمبدأ الضبط والنسيان وتركك لحركة السوق تأخذ مجراها من خلال الصبر وعدم التدخل في سير الصفقات = 200$
ما سبق هو مثال بسيط ولكنه يظهر لكم لماذا التلاعب بتغيير موضع أوامر وقف الخسارة والخروج من الصفقات دون ربح أو خسارة طيلة الوقت أو حتى القيام بإغلاق صفقاتك يدويا وتحقيق خسائر أو أرباح صغيرة قبل وصول الصفقة إلى نقطة وقف الخسارة أو الربح المستهدف كما خطط مسبقا فسوف تقلل إجمالا من احتمال تحقيق استراتيجية تداولك للربح وبالتالي سوف تصعب عليك عملية تحقيق الربح. إن الهدف المقصود هنا هو أنه ينبغي عليك التأكد دوما من توافق تصرفاتك في السوق مع حقيقة أنك لا يمكن أن تدري على وجه اليقين بما سوف يحدث داخل السوق. عن طريق تحديدك لنقطة الدخول والخروج وترك الباقي على السوق حتى تأخذ العملية مجراها، فأنت تتداول بالتوافق مع حقيقة أنك لا تدري ما الذي سيحدث، لكن حينما تحرك أوامر وقف الخسارة والأرباح المستهدفة من موضعها المحدد سلقا بعد دخولك الصفقة وبدأ تنفيذها فأنت تتجاهل حقيقة أنك لا تدري ما سيحدث وأنك تتصرف كما لو أن ما تقوم به في السوق سوف يجعل السوق تقوم بما تريد أن يحدث بطريقة ما. إن الهدف من هذا الحديث هو: أن تتقن استراتيجية تداولك في سوق الفوركس، تقوم بوضع خطة التداول، ثم تتداول بناءا على الخطة وتترك باقي العمل لحركة السوق.
المتداول الصبور يعلم جيدا ما الذي يبحث عنه في السوق
إذا كنت تعلم بالضبط كيف تبدو استراتيجية تداولك وكيف تقوم بالتداول من خلالها فليس هناك داع أن تكون متداولا متسرعا. في الواقع من خلال الإتقان التام لاستراتيجية تداولك الفعالة كالتداول باستخدام حركة السعر، فستجد أن الصبر يزداد لديك بشكل طبيعي أثناء تداولك في الأسواق لأنك ستعرف ما الصفقات التي تتشكل باحتمالات ربح عالية وما الصفقات التي لا ربح فيها. بعض المتداولين يقررون التداول بلا صبر وبالتالي يقامرون بكل أموالهم، والبعض الأخر يصبحون متداولين مهرة "قناصين" ويتقنون استراتيجيات تداولهم ويتداولون في الأسواق باستراتيجيات تداول ذات احتمالات ربح عالية والتي يتم إدراكها من خلال التطبيق الدائم لصفة الصبر. تذكر أن هذا لا يصبح ممكنا إلا إذا كنت ترى بوضوح كيف تبدو استراتيجية تداولك بالضبط وكيف تقوم بالتداول من خلالها.
الصبر أمر بالغ الأهمية قبل ، أثناء، وبعد التداول
لقد تحدثا عن أهمية تحليك بالصبر أثناء قيامك بالتداول وتنفيذ الصفقة وتحدثنا بإيجاز عن تحليك بالصبر عند تحديد نقاط الدخول والخروج، ولكننا لم نتحدث عن الصبر بعد القيام بالصفقة. إنك في تلك اللحظة تكون في حاجة حقيقية للكثير من الصبر. معظم المتداولين يشعرون بقدر ما من الانفعال بعد خسارتهم أو ربحهم لإحدى الصفقات، وتختلف الأحاسيس والانفعالات بالطبع، ولكن بغض النظر عن حجم الأموال التي على المحك فربما تشعر إما بالفرحة أو بالإحباط حسب ما إذا كنت قد ربحت أم خسرت الصفقة.
وفي ذلك الوقت بعد إغلاق الصفقة مباشرة، تكون في حاجة شديدة إلى العودة ثانية إلى السوق والانفصال بنفسك عنه. يجب عليك التحلي بالصبر وعدم العودة مباشرة إلى التداول في السوق بناءا على حالة الانفعال التي ربما تحس بها بعد خروجك من صفقة رابحة أو خاسرة. وهو أمر يمكنك كتابته في خطة تداولك في سوق الفوركس. ففي نهاية خطتك للتداول يمكنك أن تزيد فيها سطر تقول فيه مثلا : سأقوم بإغلاق منصة تداولي وأخرج من الأسواق لمدة 12 إلى 24 ساعة بعد إغلاق أي صفقة ، أو اكتب أي شيء من هذا القبيل. سوف يعينك هذا على تنمية هذه العادة ويقلل لديك حجم الانفعال الناشئ عن الصفقات التي تجريها.
تعلم الاستمتاع بوقتك كمتداول وتحلى جيدا بالصبر
إن الجلوس في مقاعد البدلاء قد يعم عليك بالفائدة ... من خلال التحلي بالصبر وعدم التداول، فأنت في حالة أفضل من لو قمت بالتداول وخسرت مالك ... لا تتعجل التداول أبدا لأن السوق لن يبرح مكانه وهو مفتوح دائما لكل من يريد التداول ... وحينما يساورك الشك، فالأفضل أن تبقى خارجه لأنه من الأفضل أن تبقي على موقفك الرابح من أن تخسر أموالك.
تعلم كيف تستمتع بوقتك وتتمسك بالصبر اللازم للتداول بنجاح. فبمجرد أن تبدأ في النظر للصبر على أنه "أهم عنصر" من عناصر النجاح في التداول، وتدرك فعلا كيف ولماذا بإمكان المتداول الصبور أن يكسب المال بشكل أسرع، فلن يكون لديك أي مشكلة في انتظار أفضل الصفقات المحتملة، لأنك حينها سوف تشعر وكأنك لا تكسب المال فعلا من خلال التداول، والذي هو كذلك من الناحية الفنية إذا كان ذلك يعني أن تتجنب الاحتمال الضعيف أو الصفقة الخاسرة. لذلك يجب عليك أن "تخدع" عقلك حتى يصدق أن الصبر هو السبب في ربح المال ... وليس عدد مرات التداول، لأننا كبشر تغلب علينا الرغبة القوية في التداول كثيرا، وبالتالي يتحتم عليك استخدام الفص الجبهي وهو الجزء الخاص بالتخطيط في الدماغ حتى يتسنى للمنطق والحس السليم تنمية عادة الصبر الإيجابية داخلك، حتى تصبح عادة متأصلة فيك وتصبح عملية تداولك مريحة ومربحة. لمعرفة كيفية التداول باستخدام استراتيجيات بسيطة لكن فعالة مع حركة السعر في الأطر الزمنية الأطول التي ستوفر لك الاسترخاء وتنمي لديك عقلية التداول المتأني.