MedMan
03-05-2016, 21:30
إذا كنت تريد أن تصبح متداول فوركس محترف فلا يهم كثيرا ما إذا كنت متابعا جيدا لأخبار العالم من حولك أم لا. فأنا لا أهتم تقريبا بأخبار سوق الفوركس و تحليلاته الأساسية. في الواقع إنني أعتقد أن التركيز كثيرا على أخبار سوق الفوركس والمتغيرات الأساسية لهما تأثير سلبي على أداء المتداول، بل إنني أعتقد أن السعر هو المؤشر الأهم، فهو يعكس كل متغير يؤثر في حركة السوق.
أعرف أن الكثيرون منكم يحاولون قراءة العديد من المقالات التي تتحدث عن أخبار سوق الفوركس كي يكتشفوا على الأرجح ما قد يقوم به مؤشر السعر لاحقا أو يحاولون حتى التداول بناء على الأخبار كل أسبوع، أعلم ذلك لأنني أتلقى يوميا رسائل البريد الاليكتروني بهذا الخصوص، لذلك في درس اليوم، سأشرح لكم سبب إهداركم لأوقاتكم حينما تتبعون الأخبار عن كثب، ولماذا ينبغي عليكم أن تقلعوا على الفور عن هذه العادة التي تعود عليكم بنتائج عكسية.
اشتري الشائعة وبع الحقيقة
هناك سبب لانتشار مقولة "اشتري الشائعة وبع الحقيقة" في أسواق "وول ستريت" لما يزيد على المائة عام، فالسبب في الغالب يرجع إلى اللاعبين الكبار في الأسواق اللذين يدفعون السوق في الواقع إلى التحرك، ويقومون بالتداول بشكل رئيسي اعتمادا على توقعاتهم المستقبلية، ولا يعتمدون كثيرا على الحقائق التي تذاع.
وبالتالي فتسريب الأخبار الاقتصادية غالبا ما يكون أحد عوامل التأثير على السعر في السوق. إذا كان من المتوقع أن يحتوي تقرير هذا الشهر لكشف الأجور والرواتب غير الزراعي على 200.000 وظيفة قد أضيفت الشهر الماضي، إذن فالمتداولين يتداولون حاليا اعتمادا على توقع 200.000 وظيفة جديدة واعتقادهم بمدى تأثير هذا التوقع على أحد الأسواق بعينه، فأنت إن لم تكن الآن واحدا من المتداولين الذين لديهم القدرة للوصول للمعلومات السرية غير القانونية، فلن تتحصل على عدد الوظائف الفعلي إلا بعد نشره في وسائل الإعلام. فما المقصد المراد من ذلك؟
حسنا، وباختصار فإن العدد الفعلي من الناحية الاقتصادية ليس ذا صلة بالمسألة في مجمله. لماذا؟ حسنا، لأنه بمجرد نشر خبر هذا العدد، يكون جميع اللاعبين الكبار قد تداولوا بالفعل حسب رؤيتهم لمدى تأثير العدد المتوقع على السوق. فعلى سبيل المثال، فإذا جاء عدد الـ 200.000 في كشوف المرتبات غير الزراعي ليصبح 200.000 فقد يجعل السوق تهبط، لأن الجميع قد قاموا بالفعل بعملية الشراء في السوق بسبب الإشارة الإيجابية لتوقع 200.000 وظيفة أو يزيد، ولذلك إذا جاء العدد 200.000 بالضبط، فلن يرغب أي من أصحاب النفوذ في شراء المزيد لأن العدد لم يكن "مفاجئة بخبر سار"، كما يحب محللون السوق وضعه.
إن ما أحاول شرحه لكم هو أن التداول بناء على نشرات أخبار سوق الفوركس مثله مثل المقامرة بأموالك في الأسواق بالضبط، فلن تعرف أبدا ما هو رد فعل السوق حيال نشر أي خبر من الأخبار، ولا يمكنك القيام بالتداول اعتمادا على التفكير المنطقي بأن "العدد ذو التأثير الإيجابي على الاقتصاد سوف يؤدي إلى ارتفاع مؤشر السوق والعدد ذو التأثير السلبي سوف يخفضه"...لأنه عادة يكون كل شيء قد تم تسويته عند الإفصاح عن العدد للملأ! وهذا هو السبب في أن المتداولين المبتدئين والمتداولين الذين يركزون كثيرا على الأخبار ينتهي بهم الحال إلى الخسارة في كل مرة يحاولون فيها الاعتماد على الأخبار في التداول. باختصار إنها لعبة عقيمة تبدو منطقية في شكلها من الخارج لكنها في الحقيقة لا تعدو على كونها رمية نرد.
القصة بأكملها مرتبطة بحركة السعر
أعتقد كواحد من المتداولين باستراتيجية حركة السعر أن كل التحليلات الأساسية ونشرات أخبار سوق الفوركس تنعكس ويمكن تداولها من خلال حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية العادية البسيطة. إن السبب الرئيسي لاعتقادي هذا هو أن الأحداث الإخبارية و غيرها من المتغيرات ليست أكثر من عوامل محفزة تدفع السوق للتحرك، لكن كيف سيتحرك السوق في نهاية الأمر نتيجة لذلك هي قصة مختلفة، وهذه القصة تنعكس في النهاية عبر حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية للسعر. لهذا لا أهتم بمئات الأحداث الإخبارية التي قد تؤثر في السوق كل أسبوع لأنني أعرف أفضل طريق مختصر لقراءة وتداول السوق وهو من خلال تعلم قراءة وتداول حركة السعر.
إن حركة السعر هي لغة السوق الخاصة، وهذه اللغة ينظر إليها على أنها انعكاس لما يتسبب به كل متغير من متغيرات السوق، وكذلك الاتجاه الذي قد يتخذه السوق لاحقا في الغالب. ينتج في بعض الأحيان عن تلك الانعكاسات نماذج متكررة لحركة السعر وهي أدوات تنبؤ ذات احتمالية ربح عالية يمكن من خلالها قياس الاتجاه المستقبلي للسوق، وبهذه الطريقة فإن حركة السعر في الواقع هي أدق مؤشر رئيسي في الوجود. لذلك فهو بسيط تماما في الواقع، عندما تتعلم قراءة السوق والتداول فيه معتمدا على استراتيجيات حركة السعر البسيطة، فأنت تستبدل كافة المتغيرات الأساسية عبر تمثلها في صورة حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية للسعر.
فخ الاعتقاد النفسي بأن "المزيد دائما أفضل"
إن المزيد ليس دائما أفضل، وبالأخص حينما يرتبط الأمر بتحليل أخبار سوق الفوركس و البيانات الاقتصادية. فكما ترون هناك ببساطة كثير جدا من المعلومات الاقتصادية المتوفرة يوميا على الانترنت التي لا يمكن الاستفادة منها جميعا..
من الحقائق المؤكدة أن المتداولين الذين يكثرون من التداول يحققون مكسبا أقل بنحو الثلث على المدى البعيد عن المتداولين الذين يقلون من التداول، أما في المهن الأخرى فأكثر عادة ما تعني أفضل، لكن لأن التداول يعتمد في معظمه على كونك موضوعيا ومنضبطا وتتداول بصبر وأناة... إن تحليل كميات متزايدة من متغيرات الأخبار الاقتصادية سوف تقلل على الأرجح من فرص تحقيقك للنجاح كمتداول لأنك سوف تقوم بالإفراط في التحليل والتفكير مما يترتب عليه الإفراط في التداول.
التحليل الأساسي ليس في مجمله مضيعة للوقت
أنا متأكد الآن أنني سوف أنال بعض الانتقاد على هذه المقالة من بعض المتداولين العنيدين المتشبثين بالتحليل الأساسي الذين تم عمل غسيل مخ لهم بأنه يمكنهم التنبؤ بحركة السوق اعتمادا على الاشتراك الشهري البالغ 400$ دولار في خدمة الأخبار (فبعد كل هذا ما زلت لا تريد الاعتراف بأنك تهدر مبلغ 400$ شهريا دون مقابل). س.
لذلك سأقوم بتوضيح الأمر، أنا لا أقصد أن أخبار سوق الفوركس والتحليلات الأساسية غير مفيدة أو أنه يستحيل تحقيق المال من ورائها، لكن ما أعنيه هو أنك لست في حاجة إليهم، وفي رأيي المتواضع فهم يربكون ويشوشون عقلية المتداول. لا يمكن إغفال فاعلية وعملية التداول اعتمادا فقط على استراتيجية حركة السعر في السوق. وهدفي في ذلك كمتداول ومعلم للتداول هو أن أقوم بالتداول ببساطة وطريقة واضحة دون ارتباك أو متغيرات إخبارية متناقضة أو خبراء اقتصاد أو محللين للسوق يقومون بإخباري ما هو سبب أن "اليورو من المؤكد أنه سينهار بسبب أن اليونان تعاني من ضعف في بيع سندات الديون"... وهذا الهراء لا يهمني لأنني اخترت القيام بالتداول على تصوير حركة السعر لمتغيرات الأحداث الإخبارية بدلا من الاعتماد على تفسيرات بعض المحللين لما قد تفعله تلك المتغيرات في السوق.
ومع ذلك يجب أن أذكر مدى تأثير نشرات الأخبار على الصفقات المفتوحة (المعلقة)... لأنه تصلني رسائل بريد إليكتروني يوميا بخصوص هذا الأمر، ولذلك ها هي إفادتي الرسمية لكل من يريد الاستفسار عما يمكن القيام به بالنسبة الصفقات المفتوحة قبل النشرات الإخبارية الهامة مثل كشوف رواتب غير الزراعيين أو الناتج المحلي الإجمالي...
إذا كنت في صفقة من الصفقات وحققت مكسبا يصل ضعفي حجم المخاطرة أو يزيد وكان التقرير الهام مثل تقرير كشف رواتب غير الزراعيين على وشك إذاعته، فسوف أقوم بنسبة 90% بإغلاق الصفقة وأترك السوق يقوم بدوره، أما إذا كنت في صفقة تحوم حول نقطة التعادل قبل إذاعة نشرة كشوف رواتب غير الزراعيين أو الناتج المحلي الإجمالي أو هيئة الإذاعة الأمريكية (هيئة الإذاعة الأمريكية ليست نشرة أخبار في الواقع، من المفروض أنها دعابة)... فعادة ما أستمر في فتح الصفقة وإما أن اختار الاستجابة التلقائية للخروج من الصفقة عند مستوى وقف الخسارة المحدد مسبقا أو سوف أعود بظهري للوراء وأشاهد صفقتي وهي تنطلق كالصاروخ إلى أعلى وعلى الأرجح سأغلق المركز عقب ذلك على مكسب كبير، أو استمر في الصفقة وأتابع حركة السعر وأقوم بإغلاق الصفقة حسب تقديري، أما إذا كنت الآن خارج السوق منذ 24 ساعة وقبل نشرة أخبار مهمة أو متقلبة، فعلى العموم سأنتظر دخول السوق بعد النشرة. إذا رغبت في معرفة ما هي نشرات الأخبار الهامة والمتقلبة فقم بتفقد قسم التحليل الأساسي في دورة تداول سوق الفوركس للمبتدئين.
ماذا ستفعل الآن؟
بما أنك عرفت الآن لماذا تتضرر فعليا عند محاولة التداول اعتمادا على الأخبار أو حتى التركيز عليها كثيرا، ماذا تنوي أن تفعل؟ إن الكرة في ملعبك الآن. هل أنت على استعداد للموافقة على أن التداول اعتمادا على الأخبار تصرف غير عقلاني وغير مجدي؟ أم أنك سوف تتمسك بعادتك القديمة في التداول اعتمادا على الأخبار وتستمر في محاولة تخمين ما سيحدث فيما بعد؟ والحقيقة أنه يستحيل أن تتمكن من اكتشاف ما سوف يحدث فيما بعد، وكل ما يمكنك القيام به هو أن تتداول في السوق باستراتيجية ذات احتمالية ربح عالية والتأكد من تجاوز صفقاتك الرابحة لقدر صفقاتك الخاسرة، وألا تقوم كذلك بالإفراط في التداول أو الإفراط في استخدام الرافعة المالية لزيادة حجم حساب تداولك.
إن التداول في السوق دون اللجوء لاستخدام أي من المتغيرات يوثر على قراراتك بإزاحة قدر كبير من الضغط والارتباك عن كاهليك، فلا ينبغي عليك الجلوس وحدك وقضم أظافرك قبل إذاعة نشرات كشوف رواتب غير الزراعيين بعد الآن، ولا ينبغي عليك السهر طوال الليل في قراءة بعض توقعات المحللين لليورو. إن الإقلال من الاطلاع على المعلومات يؤدي إلى الإقلال من الارتباك والقضاء على التحليلات العقيمة، فالأمر أشبه بمن يدور في حلقة مفرغة محاولا تحويل التراب إلى ذهب فهل يستطيع.
أعلم طلابي كيف يقرءون ويتداولون اعتمادا على حركة السعر المحضة في الأسواق. أنني أشعر بأن الأشخاص الذين يدرجون الأخبار وغيرها من المتغيرات الأساسية في قرارات تداولهم كمن يلوث مياه السوق الصافية، وجزء من جوهر فلسفة تداولي يميل إلى استخدام استراتيجية حركة السعر الطبيعية للتنبؤ على الأرجح بما سيقوم به السوق فيما بعد...وليس بتخمين المسألة. أعلم أنني لا أعرف يقينا 100% ما الذي سيحدث في السوق فيما بعد، ومع ذلك فبعد 11 عاما من التداول فإنني أعتقد أنه يمكننا استخدام حركة السعر للتداول في السوق باستراتيجية ذات احتمالية ربح عالية. إن استراتيجية حركة السعر هي الحل الشامل لقراءة السوق، فهي تعكس كافة المتغيرات الأساسية وتمنحنا وسيلة سهلة وفعالة للاستفادة من تلك المتغيرات، لهذا فنحن في حاجة إلى الإنصات إلى حركة السعر في السوق لأنها حقا قلب السوق النابض والعين التي من خلالها نرى أيادي المشاركين في السوق وهي تمتد بالشراء أو البيع في أي لحظة، وهي حقيقة لا يسعنا إغفالها.
أعرف أن الكثيرون منكم يحاولون قراءة العديد من المقالات التي تتحدث عن أخبار سوق الفوركس كي يكتشفوا على الأرجح ما قد يقوم به مؤشر السعر لاحقا أو يحاولون حتى التداول بناء على الأخبار كل أسبوع، أعلم ذلك لأنني أتلقى يوميا رسائل البريد الاليكتروني بهذا الخصوص، لذلك في درس اليوم، سأشرح لكم سبب إهداركم لأوقاتكم حينما تتبعون الأخبار عن كثب، ولماذا ينبغي عليكم أن تقلعوا على الفور عن هذه العادة التي تعود عليكم بنتائج عكسية.
اشتري الشائعة وبع الحقيقة
هناك سبب لانتشار مقولة "اشتري الشائعة وبع الحقيقة" في أسواق "وول ستريت" لما يزيد على المائة عام، فالسبب في الغالب يرجع إلى اللاعبين الكبار في الأسواق اللذين يدفعون السوق في الواقع إلى التحرك، ويقومون بالتداول بشكل رئيسي اعتمادا على توقعاتهم المستقبلية، ولا يعتمدون كثيرا على الحقائق التي تذاع.
وبالتالي فتسريب الأخبار الاقتصادية غالبا ما يكون أحد عوامل التأثير على السعر في السوق. إذا كان من المتوقع أن يحتوي تقرير هذا الشهر لكشف الأجور والرواتب غير الزراعي على 200.000 وظيفة قد أضيفت الشهر الماضي، إذن فالمتداولين يتداولون حاليا اعتمادا على توقع 200.000 وظيفة جديدة واعتقادهم بمدى تأثير هذا التوقع على أحد الأسواق بعينه، فأنت إن لم تكن الآن واحدا من المتداولين الذين لديهم القدرة للوصول للمعلومات السرية غير القانونية، فلن تتحصل على عدد الوظائف الفعلي إلا بعد نشره في وسائل الإعلام. فما المقصد المراد من ذلك؟
حسنا، وباختصار فإن العدد الفعلي من الناحية الاقتصادية ليس ذا صلة بالمسألة في مجمله. لماذا؟ حسنا، لأنه بمجرد نشر خبر هذا العدد، يكون جميع اللاعبين الكبار قد تداولوا بالفعل حسب رؤيتهم لمدى تأثير العدد المتوقع على السوق. فعلى سبيل المثال، فإذا جاء عدد الـ 200.000 في كشوف المرتبات غير الزراعي ليصبح 200.000 فقد يجعل السوق تهبط، لأن الجميع قد قاموا بالفعل بعملية الشراء في السوق بسبب الإشارة الإيجابية لتوقع 200.000 وظيفة أو يزيد، ولذلك إذا جاء العدد 200.000 بالضبط، فلن يرغب أي من أصحاب النفوذ في شراء المزيد لأن العدد لم يكن "مفاجئة بخبر سار"، كما يحب محللون السوق وضعه.
إن ما أحاول شرحه لكم هو أن التداول بناء على نشرات أخبار سوق الفوركس مثله مثل المقامرة بأموالك في الأسواق بالضبط، فلن تعرف أبدا ما هو رد فعل السوق حيال نشر أي خبر من الأخبار، ولا يمكنك القيام بالتداول اعتمادا على التفكير المنطقي بأن "العدد ذو التأثير الإيجابي على الاقتصاد سوف يؤدي إلى ارتفاع مؤشر السوق والعدد ذو التأثير السلبي سوف يخفضه"...لأنه عادة يكون كل شيء قد تم تسويته عند الإفصاح عن العدد للملأ! وهذا هو السبب في أن المتداولين المبتدئين والمتداولين الذين يركزون كثيرا على الأخبار ينتهي بهم الحال إلى الخسارة في كل مرة يحاولون فيها الاعتماد على الأخبار في التداول. باختصار إنها لعبة عقيمة تبدو منطقية في شكلها من الخارج لكنها في الحقيقة لا تعدو على كونها رمية نرد.
القصة بأكملها مرتبطة بحركة السعر
أعتقد كواحد من المتداولين باستراتيجية حركة السعر أن كل التحليلات الأساسية ونشرات أخبار سوق الفوركس تنعكس ويمكن تداولها من خلال حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية العادية البسيطة. إن السبب الرئيسي لاعتقادي هذا هو أن الأحداث الإخبارية و غيرها من المتغيرات ليست أكثر من عوامل محفزة تدفع السوق للتحرك، لكن كيف سيتحرك السوق في نهاية الأمر نتيجة لذلك هي قصة مختلفة، وهذه القصة تنعكس في النهاية عبر حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية للسعر. لهذا لا أهتم بمئات الأحداث الإخبارية التي قد تؤثر في السوق كل أسبوع لأنني أعرف أفضل طريق مختصر لقراءة وتداول السوق وهو من خلال تعلم قراءة وتداول حركة السعر.
إن حركة السعر هي لغة السوق الخاصة، وهذه اللغة ينظر إليها على أنها انعكاس لما يتسبب به كل متغير من متغيرات السوق، وكذلك الاتجاه الذي قد يتخذه السوق لاحقا في الغالب. ينتج في بعض الأحيان عن تلك الانعكاسات نماذج متكررة لحركة السعر وهي أدوات تنبؤ ذات احتمالية ربح عالية يمكن من خلالها قياس الاتجاه المستقبلي للسوق، وبهذه الطريقة فإن حركة السعر في الواقع هي أدق مؤشر رئيسي في الوجود. لذلك فهو بسيط تماما في الواقع، عندما تتعلم قراءة السوق والتداول فيه معتمدا على استراتيجيات حركة السعر البسيطة، فأنت تستبدل كافة المتغيرات الأساسية عبر تمثلها في صورة حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية للسعر.
فخ الاعتقاد النفسي بأن "المزيد دائما أفضل"
إن المزيد ليس دائما أفضل، وبالأخص حينما يرتبط الأمر بتحليل أخبار سوق الفوركس و البيانات الاقتصادية. فكما ترون هناك ببساطة كثير جدا من المعلومات الاقتصادية المتوفرة يوميا على الانترنت التي لا يمكن الاستفادة منها جميعا..
من الحقائق المؤكدة أن المتداولين الذين يكثرون من التداول يحققون مكسبا أقل بنحو الثلث على المدى البعيد عن المتداولين الذين يقلون من التداول، أما في المهن الأخرى فأكثر عادة ما تعني أفضل، لكن لأن التداول يعتمد في معظمه على كونك موضوعيا ومنضبطا وتتداول بصبر وأناة... إن تحليل كميات متزايدة من متغيرات الأخبار الاقتصادية سوف تقلل على الأرجح من فرص تحقيقك للنجاح كمتداول لأنك سوف تقوم بالإفراط في التحليل والتفكير مما يترتب عليه الإفراط في التداول.
التحليل الأساسي ليس في مجمله مضيعة للوقت
أنا متأكد الآن أنني سوف أنال بعض الانتقاد على هذه المقالة من بعض المتداولين العنيدين المتشبثين بالتحليل الأساسي الذين تم عمل غسيل مخ لهم بأنه يمكنهم التنبؤ بحركة السوق اعتمادا على الاشتراك الشهري البالغ 400$ دولار في خدمة الأخبار (فبعد كل هذا ما زلت لا تريد الاعتراف بأنك تهدر مبلغ 400$ شهريا دون مقابل). س.
لذلك سأقوم بتوضيح الأمر، أنا لا أقصد أن أخبار سوق الفوركس والتحليلات الأساسية غير مفيدة أو أنه يستحيل تحقيق المال من ورائها، لكن ما أعنيه هو أنك لست في حاجة إليهم، وفي رأيي المتواضع فهم يربكون ويشوشون عقلية المتداول. لا يمكن إغفال فاعلية وعملية التداول اعتمادا فقط على استراتيجية حركة السعر في السوق. وهدفي في ذلك كمتداول ومعلم للتداول هو أن أقوم بالتداول ببساطة وطريقة واضحة دون ارتباك أو متغيرات إخبارية متناقضة أو خبراء اقتصاد أو محللين للسوق يقومون بإخباري ما هو سبب أن "اليورو من المؤكد أنه سينهار بسبب أن اليونان تعاني من ضعف في بيع سندات الديون"... وهذا الهراء لا يهمني لأنني اخترت القيام بالتداول على تصوير حركة السعر لمتغيرات الأحداث الإخبارية بدلا من الاعتماد على تفسيرات بعض المحللين لما قد تفعله تلك المتغيرات في السوق.
ومع ذلك يجب أن أذكر مدى تأثير نشرات الأخبار على الصفقات المفتوحة (المعلقة)... لأنه تصلني رسائل بريد إليكتروني يوميا بخصوص هذا الأمر، ولذلك ها هي إفادتي الرسمية لكل من يريد الاستفسار عما يمكن القيام به بالنسبة الصفقات المفتوحة قبل النشرات الإخبارية الهامة مثل كشوف رواتب غير الزراعيين أو الناتج المحلي الإجمالي...
إذا كنت في صفقة من الصفقات وحققت مكسبا يصل ضعفي حجم المخاطرة أو يزيد وكان التقرير الهام مثل تقرير كشف رواتب غير الزراعيين على وشك إذاعته، فسوف أقوم بنسبة 90% بإغلاق الصفقة وأترك السوق يقوم بدوره، أما إذا كنت في صفقة تحوم حول نقطة التعادل قبل إذاعة نشرة كشوف رواتب غير الزراعيين أو الناتج المحلي الإجمالي أو هيئة الإذاعة الأمريكية (هيئة الإذاعة الأمريكية ليست نشرة أخبار في الواقع، من المفروض أنها دعابة)... فعادة ما أستمر في فتح الصفقة وإما أن اختار الاستجابة التلقائية للخروج من الصفقة عند مستوى وقف الخسارة المحدد مسبقا أو سوف أعود بظهري للوراء وأشاهد صفقتي وهي تنطلق كالصاروخ إلى أعلى وعلى الأرجح سأغلق المركز عقب ذلك على مكسب كبير، أو استمر في الصفقة وأتابع حركة السعر وأقوم بإغلاق الصفقة حسب تقديري، أما إذا كنت الآن خارج السوق منذ 24 ساعة وقبل نشرة أخبار مهمة أو متقلبة، فعلى العموم سأنتظر دخول السوق بعد النشرة. إذا رغبت في معرفة ما هي نشرات الأخبار الهامة والمتقلبة فقم بتفقد قسم التحليل الأساسي في دورة تداول سوق الفوركس للمبتدئين.
ماذا ستفعل الآن؟
بما أنك عرفت الآن لماذا تتضرر فعليا عند محاولة التداول اعتمادا على الأخبار أو حتى التركيز عليها كثيرا، ماذا تنوي أن تفعل؟ إن الكرة في ملعبك الآن. هل أنت على استعداد للموافقة على أن التداول اعتمادا على الأخبار تصرف غير عقلاني وغير مجدي؟ أم أنك سوف تتمسك بعادتك القديمة في التداول اعتمادا على الأخبار وتستمر في محاولة تخمين ما سيحدث فيما بعد؟ والحقيقة أنه يستحيل أن تتمكن من اكتشاف ما سوف يحدث فيما بعد، وكل ما يمكنك القيام به هو أن تتداول في السوق باستراتيجية ذات احتمالية ربح عالية والتأكد من تجاوز صفقاتك الرابحة لقدر صفقاتك الخاسرة، وألا تقوم كذلك بالإفراط في التداول أو الإفراط في استخدام الرافعة المالية لزيادة حجم حساب تداولك.
إن التداول في السوق دون اللجوء لاستخدام أي من المتغيرات يوثر على قراراتك بإزاحة قدر كبير من الضغط والارتباك عن كاهليك، فلا ينبغي عليك الجلوس وحدك وقضم أظافرك قبل إذاعة نشرات كشوف رواتب غير الزراعيين بعد الآن، ولا ينبغي عليك السهر طوال الليل في قراءة بعض توقعات المحللين لليورو. إن الإقلال من الاطلاع على المعلومات يؤدي إلى الإقلال من الارتباك والقضاء على التحليلات العقيمة، فالأمر أشبه بمن يدور في حلقة مفرغة محاولا تحويل التراب إلى ذهب فهل يستطيع.
أعلم طلابي كيف يقرءون ويتداولون اعتمادا على حركة السعر المحضة في الأسواق. أنني أشعر بأن الأشخاص الذين يدرجون الأخبار وغيرها من المتغيرات الأساسية في قرارات تداولهم كمن يلوث مياه السوق الصافية، وجزء من جوهر فلسفة تداولي يميل إلى استخدام استراتيجية حركة السعر الطبيعية للتنبؤ على الأرجح بما سيقوم به السوق فيما بعد...وليس بتخمين المسألة. أعلم أنني لا أعرف يقينا 100% ما الذي سيحدث في السوق فيما بعد، ومع ذلك فبعد 11 عاما من التداول فإنني أعتقد أنه يمكننا استخدام حركة السعر للتداول في السوق باستراتيجية ذات احتمالية ربح عالية. إن استراتيجية حركة السعر هي الحل الشامل لقراءة السوق، فهي تعكس كافة المتغيرات الأساسية وتمنحنا وسيلة سهلة وفعالة للاستفادة من تلك المتغيرات، لهذا فنحن في حاجة إلى الإنصات إلى حركة السعر في السوق لأنها حقا قلب السوق النابض والعين التي من خلالها نرى أيادي المشاركين في السوق وهي تمتد بالشراء أو البيع في أي لحظة، وهي حقيقة لا يسعنا إغفالها.