PDA

View Full Version : من أين ينبع نجاح التداول في سوق الفوركس؟



MedMan
03-05-2016, 21:52
إن إحكام السيطرة على عواطف وانفعالات المرء هو العامل الوحيد الأكثر أهمية في تحديد إما أن تصبح متداولا ناجحا باستمرار في سوق الفوركس أم لا، وهذه المقالة سوف تقدم لكم بعض الرؤى المفيدة حول كيف يمكنكم البدء في إحكام السيطرة على عواطفكم وانفعالاتكم والسير في الطريق الصحيح نحو النجاح في التداول بسوق الفوركس...

يعتمد التداول الناجح في سوق الفوركس على قدرة المتداول على الاستمرار في اتخاذ القرارات التي لا تتأثر بتاتا بالعواطف والانفعالات، فحينما نتفاعل مع السوق فمعظم المتداولين يتأثرون بطبيعة شعورهم، والتغلب على خطأ ترك مشاعرنا بخصوص السوق تؤثر على صحة تداولنا هو ما ينمي عقلية التداول الناجح.

هذا المقالة سوف توعيكم بالتشابه البيولوجي الذي بيننا كبشر والذي يجعلنا نرتكب أخطاء التداول الانفعالي كما يجعلنا نتغلب عليها كذلك بالتدريب والمعلومات السليمة. بدون التقليل من أهمية الصعوبات النفسية التي هي أحد الجوانب الأصيلة للتداول في سوق الفوركس، وسوف نزودكم من خلال المقالة ببعض الرؤى المفيدة حول سبب امتلاكنا جميعا للقدرة على أن نصبح متداولين ناجحين في سوق الفوركس من خلال شرح القواسم المشتركة لطبيعة عمل أدمغتنا، وكذلك بعض النصائح حول كيفية تحقيق النجاح في التداول الذي يبدو بعيد المنال.

معركة العقول
من الحقائق المعروفة جيدا في عالم علم النفس البيولوجي التطوري هو أن الفص الجبهي من دماغنا هو من أحدث أجزاء دماغنا وكذلك الجزء المسئول عن منحنا القدرة على التفكير والتخطيط المعقد، وبنية دماغنا القديمة التي تطورت لخدمتنا بشكل جيد في حقبة العصور الأولى من بدأ الخليقة والتي صممت في الأصل لأداء مهام المحاربة أو الفرار، التي نفعتنا بشكل هائل عبر آلاف السنين، وما تزال بالنسبة لبعض نواحي الحياة اليومية الحديثة، ومع ذلك فهي كذلك نفس بنية الدماغ في حالة استنفار الأعضاء الحيوية التي تسبب لنا المشاكل أثناء تداولنا في سوق الفوركس.

إن السبب في أن بنية دماغنا في حالة استنفار أجهزة الجسم الحيوية تسبب لنا المشاكل أثناء التداول هو لأنها تحفز التداول القائم على العواطف أو المشاعر، فالقضية هنا أن التفكير بشكل موضوعي ومنطقي يكاد يكون من المستحيل حينما يتأهب جسمك للقيام بفعل معين، حيث يضخ هرمون الأدرينالين ويصبح الجسم في حالة استنفار، وحينما يصبح ما نملكه من المال على المحك في أحد الصفقات، فإنه من المواقف الحساسة للغاية التي قد تؤدي بسهولة إلى تحفيز آلية المحاربة أو الفرار في الدماغ، ويعطل في الأساس التفكير و المنطق في الفص الجبهي. إن بنية الدماغ والجهاز العصبي البدائية مهيأة للعمل بطريقة تسمح لها بتعطيل الأجزاء المسئولة عن التفكير الموضوعي والعميق داخل دماغنا البشري في حالة وقوعنا في الخطر ولا يوجد وقت للتفكير بالمعنى الحرفي للكلمة، فعلى سبيل المثال إذا قمت بوضع يدك بالخطأ على أحد عيون الموقد (البوتاجاز) التي ظننت أنها مطفئة، حينها لن تقف وتفكر فيما فعلت، بل ستقوم على الفور بسحب يدك بعيدا عن مصدر الحرارة وربما تصرخ حتى دون تفكير.

ونحن كمتداولين في سوق الفوركس في حاجة إلى معرفة هذه المفاهيم الأساسية لكيفية عمل أدمغتنا لأنه بمجرد أن ندخل في دوامة الانفعالات أو التداول بآلية المحاربة أو الفرار، فلن تجد في الحقيقة مهربا حتى تخسر كل أو معظم ما معك من مال وحينها يمكنك الإفلات من دوامة التداول الانفعالي.

يتعلق النجاح في التداول بالعقل والسيطرة على الانفعالات
كثيرا ما ينصح المتداولين بضرورة السيطرة على انفعالاتهم حتى يستطيعوا تحقيق النجاح، ورغم أن هذا الحديث مضبوط وفي محله، إلا أن معظم الناس الذين ينصحون بذلك الأمر لا يذكرون حقا كيفية فعل ذلك، حيث تتطلب المواقف المختلفة أساليب مختلفة للسيطرة على انفعالات المرء. بما أن التداول ينطوي على وجود أموال على المحك وربما يصعد السوق ويهبط في صالحك أو في غير صالحك، قبل أن تؤتي الصفقة ثمارها في النهاية، فمن المهم للغاية أن لا تسمح للسوق أن يوثر عليك من خلال هذا الصعود والهبوط في حركته بمجرد دخولك في الصفقة، وحتى لو قمت بإدارة مخاطرك بمنتهى الثبات ولم تخاطر سوى بمبالغ بسيطة من حسابك عند كل صفقة تداول، فإذا جلست أمام شاشة التداول وقمت بمراقبة صفقتك أثناء عملها في السوق بعد قيامك بعقدها، فسوف تحفز العقلية البدائية داخل دماغك وتبدأ في الشعور بالانفعالات.

وهذا هو سبب حاجتك إلى القيام بوضع خطة تداول شاملة لصفقتك قبل دخولها (خطة بسيطة تحدث فرقا واضحا بالتداول الخاص بك)، وألا تدخر وسعا في الاهتمام بكل الأساسيات قبل وضع أموالك على المحك، ثم بعد ذلك اترك الفرصة للصفقة حتى تأخذ دورها بأقل قدر من التدخل منك. إن الطريقة الأساسية لتجنب القيام بالتداول عن طريق بنية الدماغ البدائية المسؤولة عن آلية المحاربة أو الفرار، والتأكد من قيامك بالتداول عن طريق الجزء الخاص بالفص الجبهي من الدماغ المسؤول عن التفكير الموضوعي الحديث، هي بالتأكد تماما من قيامك بالتخطيط للصفقة قبل افتتاحها.

ينبغي بالضرورة أن تكون أكثر حيلة ودهاء من دماغك عن طريق إدراك وتقبل حقيقة أنك لن تصبح أكثر موضوعية ومنطقية إلا عندما تكون خارج السوق ولم تقم بافتتاح الصفقة بعد، لذلك فهذا أفضل وقت لوضع خطة صفقتك، والاستمرار بتلك العقلية الموضوعية إلى أقصى حد وأطول فترة ممكنة هو ما يجعل المتداول رابحا باستمرار. بما أن دقة التداول تعتمد مباشرة على قدرتك على الاستمرار في التعامل بشكل موضوعي عند اتخاذ قرارات التداول في سوق الفوركس، والموضوعية هي مهمة التخطيط لصفقاتك قبل افتتاحها وليس مراقبتها لساعات في النهاية عندما تتضح معالمها، ويعود الأمر للمنطق في أن هناك علاقة عكسية بين الوقت المستغل في مراقبة الأسواق وبين نجاح التداول، بمعنى أنه بافتراض مستوى أساسي معين من المعرفة بالتداول في سوق الفوركس، فإن قضاء قدر متزايد من الوقت زيادة على هذا المستوى، سواء في تحليل متغيرات السوق أو في مراقبة صفقاتك أثناء عملها، سوف يتسبب لك في خسارة المال بمرور الوقت.

التداول البسيط في مقابل التداول المعقد
وبغض النظر عن التخطيط لصفقاتك قبل افتتاحها وعدم التدخل فيها بعد ذلك، وثاني أكبر إسهام بالنسبة للمحافظة على الموضوعية والتفكير بواسطة الفص الجبهي الأكثر تطورا أثناء التداول هو باستخدام طريقة التداول البسيطة. يتسبب كثير من المتداولين في سوق الفوركس في الإضرار بأنفسهم بشدة عن طريق محاولة استخدام أنظمة تداول بالغة التعقيد تكاد تواري شاشة الرسوم البيانية خلفها بالمؤشرات المتأخرة أو التداول بتطبيقات برمجية، وبمجرد أن تصاب بالارتباك والإحباط في البداية بسبب طريقة تداولك فأنت تزيد بشكل كبير من احتمال قيامك بالتداول بشكل انفعالي وأن تصبح أقل موضوعية، وبالتالي تخسر المال. من المهم للغاية أننا كمتداولين في سوق الفوركس نقوم بفعل أقصى ما بوسعنا حتى نفكر بشكل سليم حينما نقوم باتخاذ قرارات التداول وألا نحفز آلية المحاربة أو الفرار داخل بنية دماغنا.

إن أفضل طريقة للمحافظة على مثل هذه البساطة والوضوح أثناء التداول هو استخدام حركة السعر، فحينما نستخدم نماذج حركة السعر البسيطة للقيام بالتداول في السوق فنحن نمنح أنفسنا فرصة اكبر للحفاظ على الموضوعية والهدوء وبالتالي الربح. إن اختيار تعلم طريقة استخدام نماذج شموع حركة السعر على شاشة الرسوم البيانية الافتراضية البسيطة هو قرار يمكنك اتخاذه فسوف يزيد بشكل كبير من احتمال عدم وقوعك في فخ أخطاء التداول الانفعالي، والجانب الأخر هو أن تتعلم استخدام أسلوب "اضبط واترك" مع صفقاتك، والتي تعني أن تقوم بالتخطيط قبل افتتاحها وألا تحاول التدخل بشكل غير ضروري فيها بعد ذلك. نحن جميعا لدينا القدرة على اتخاذ تلك القرارات، وهذا هو الجانب الجيد في الأمر، فالمسألة تعود إليك سواء اخترت القيام بتلك القرارات أم لا، ومن الواضح أن معظم المتداولين لا يقومون بها. لذلك فأول شيء يمكنك القيام به للابتعاد بنفسك عن جماعة المتداولين الفاشلين هؤلاء هو أن توفر لنفسك تعليما بطريقة تداول بسيطة وفعالة في نفس الوقت مثل حركة السعر.