PDA

View Full Version : المؤثرات البيولوجية الرئيسية على التداول بسوق الفوركس



MedMan
03-05-2016, 22:06
من المعروف جيدا في الفوركس أن المتداول هو أسوأ عدو لنفسه، فهو يدخل جسمه في حالة من الاضطراب الانفعالي شبيهه بحالة ركاب قطار الأفعوانية (قطار الموت في الملاهي) أثناء تعرضه لموجات الصعود والهبوط في الأسعار عند قيامه بالتداول.
إن طريقة رد فعلنا تحت الضغط العصبي والقرارات التي نتخذها ومشاعرنا تجاه الأسواق تلعب دورا رئيسيا في فرص نجاحنا.
الفوركس هو رحلة نفسية ولكن قد يكون للبيولوجيا الخاصة بنا دورا هاما تلعبه في تلك الرحلة كذلك، فالأبحاث تظهر أنه الأمر قد يرجع إلى الجينات وتركيب الهرمونات.
الهرمونات هي النواقل الكيميائية التي يستخدمها الجسم للسيطرة على وظائف الأعضاء داخل أجسامنا، ولها تأثير كبير على حياتنا اليومية ومنها: المزاج والسلوك والقدرة على التعلم من أخطائنا.
المؤثرات البيولوجية مثل الهرمونات والنواقل العصبية يعتقد بأنها السبب الرئيسي وراء حدوث دورات الرواج والركود في السوق وارتفاع أسعار الأسهم ارتفاعا شديدا دون مبرر والأزمات المالية.
في مقال اليوم سوف نلقي نظرة على بعض المؤثرات البيولوجية الرئيسية التي يمكن أن تؤثر عليك وعلى تداولك في سوق الفوركس.
ربما تفاجأ في الواقع بعد قراءة مقال اليوم بكم المرات التي قد تكون عانيت فيها من انحسار الهرمون أو تلذذت بتدفق الدوبامين.

هرمون "التستوستيرون" ولذة المخاطرة
يشتهر "التستوستيرون" باسم هرمون الذكورة - ولكن هل تعلم أن النساء أيضا لديهم هرمون "التستوستيرون" بالفعل في الجهاز الدوري، ولكنه فقط بمستويات منخفضة كثيرا.
وبما أن الذكور قد فرضوا سيطرتهم على الأسواق المالية، إذن بمقدورنا أن نقول بكل اطمئنان أن الفوركس هي صناعة تفيض بهرمون "التستوستيرون"، فلقد كان هذا الهرمون هو الجاني المسؤول عن الكثير من حالات الارتفاع المفاجئ وغير المبرر للسعر في الاتجاهات العامة الصعودية وانهيار السوق والأزمات المالية.
خلاصة القول هي أن تدفق المزيد من هرمون التستوستيرون يتسبب في حدوث المشكلات.
الهرمون الغالب في الذكور يحفز الرجال على اتخاذ القرارات ذات المخاطر العالية في أغلب الأحيان ومن أجل المكافآت الأكبر (أو الخسائر)، ودائما ما تدخل الذكور الشابة في مشاحنات مع بعضها البعض بما أنها هي الأكثر قدرة على المنافسة فتميل إلى المشاركة في الأنشطة الأكثر خطورة مثل الرياضات الشاقة والعنيفة.
وهذا يعكس ما يجري من أحداث في مملكة الحيوان.
تنتقي ذكور الحيوانات معاركها مع بعضها البعض لتحديد النفوذ والفوز بلقب "الذكر المسيطر"، ويحظى بكل إناث القطيع، لذلك فإن هرمون "التستوستيرون" يدفعهم للمخاطرة واختيار معاركهم مع أضخم وأشرس منافسيهم.
عقب الفوز يطلق الجسد المزيد من هرمون "التستوستيرون" - مما يتسبب في حمل الحيوانات على خوض مخاطر أكبر وتحديات أصعب، لدرجة أنهم يتمادون كثيرا ويقومون في النهاية باختيار معارك لا يستطيعون الفوز بها وتكون هي السقوط الأخير.
هذا المثال لا يختلف كثيرا عن ما يحدث أمام شاشة تداول بعض المتداولين، حيث البقاء والسيادة للذكر الأقوى الأمر الذي يؤدي إلى تولد الشعور بالارتقاء والتطور، وكل ذلك كان بفضل "داروين".
إن الذكور الذين في حالة من الفوز الدائم يصبح مستوى هرمون "التستوستيرون" في دمائهم عاليا، فتغذي تلك الحالة الذكر المسيطر بشعور مبهج بأنه "لا يقهر" و"لا يستطيع أحد منافسته" مما يشجعه على دخول الصفقات ذات المخاطر العالية التي تؤدي به في النهاية إلى خسارة رصيده بالكامل.
ومع هذا فلا تنخدع بالمظاهر – فالمقالة تشير إلى أن الشخص قد يبدو في شدة الهدوء والتماسك من الخارج، ولكنه في قمة انفعاله من الداخل ويتخذ القرارات ذات المخاطر العالية بسبب هرمون التستوستيرون.
وقد أظهرت الأبحاث أيضا أن أولئك الذين يتعرضون لمستويات مرتفعة من هرمون "التستوستيرون" لفترات طويلة قد يعانون من بعض الآثار السلبية على الدماغ مما يؤثر بدوره على قدرة المتداول على إدراك نتائج أفعاله في السوق على العالم الخارجي، لذلك وبعبارة أخرى فإن أجسامهم بها ما يزيد عن طاقتهم من هرمون "التستوستيرون" إلى درجة أنهم فقدوا القدرة على إدراك عواقب أفعالهم.
هذا الحديث يبدو منطقيا فكما سمعت من بعض المتداولين الذكور الذين يقامرون في الأساس بمبالغ كبيرة من المال ليس بإمكانهم تحمل خسارتها، والتي تم جمعها من القروض عن طريق رهن العقارات، تصرفات في غاية الخطورة في الواقع كما أن الموقف لم ينتهي نهاية طيبة كذلك.
أنا متأكد من أن مؤشر قياس هرمون "التستوستيرون" قد بلغ أقصاه حينما قام شخص أعرفه بالمخاطرة بمبلغ 50.000 دولار في كل صفقة دخلها من أصل رصيد حساب تداول يبلغ 350.000 دولار نفذ الآن كل ما كان به من أموال.
ويقال أن الأسواق التي يضارب غالبية من فيها على صعود السعر تؤججها مؤثرات الهرمونات الذكرية، فهرمون "التستوستيرون" الذي يعصف بأعصاب كل المشاركين في السوق ويغير سلوك المتداولين مما يدفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها القصوى ويشكل نموذج "الفقاعة" السعرية في السوق.
إن الشيء المثير والجدير بالذكر هنا والذي أراه مرارا وتكرارا هو كيف تسارعت حركة السوق بشدة وبعنف مرة واحدة بمجرد أن بدأ السوق في الوصول إلى حدود الأسعار القصوى.
هذا ما سيشير إليه الكثير من المتداولين باسم "ذروة الاتجاه العام".
من السهل أن نرى كيف يمكن لهذه السيناريوهات أنت تكون نتيجة المخاطرة العالية للمشترين المتأثرين بزيادة إفراز هرمون "التستوستيرون" الذين يضخمون ما لا أصل له في السوق والذي يسبب تكون الفقاعة في المقام الأول.
ونقوم بتعليم المتداولين في غرفة عمليات التداول كيفية الاستفادة والربح من هذه التحركات الانعكاسية المتوسطة داخل دورة حركة السعر لدينا، فيمكنهم أن يحققوا عائدات سريعة جدا حيث أن السوق "يصحح" أوضاعه إلى قيمتها الأصلية.
باختصار
لأن الفوركس هي سوق يهيمن عليه الذكور - لذا يمكننا القول وكلنا اطمئنان أنها صناعة يذكيها "التستوستيرون"، وهرمون "التستوستيرون" هو "عامل محفز للمخاطرة" وكان المسئول عن كثير من فقاعات (رواج) السوق وانهيارها، ومن المحتمل أن يكون هرمون "التستوستيرون" هو من صنع هذه الظروف القصوى في السوق فيوفر فرصا مجزية للمتداولين الذين تعلموا الانضباط بدرجة عالية .

هرمون "الكورتيزول" وتجنب المخاطر
هرمون "الكورتيزول" هو النقيض لهرمون "التستوستيرون" ويعرف في الواقع باسم "هرمون التوتر".
يعتبر وجوده أمرا صحيا طالما يتم إفرازه بكميات صغيرة لتأدية بعض الوظائف الحيوية في الجسم، ولكن إذا تم إفرازه بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب ونوبات القلق وارتفاع ضغط الدم وقلة تقدير الذات.
هل تذكر تلك الصفقة ذات المخاطرة العالية التي دخلتها ولكنك ندمت على قيامك بها؟ لقد كنت تتفقدها باستمرار للوقوف على حالة المركز المالي للصفقة وخسرت ساعات من نومك في سبيل ذلك، هناك ثمة احتمال قوي بأنك كنت تحت تأثير مستويات عالية من هرمون "الكورتيزول".
بعد زوال هذه الاتجاهات العامة الصعودية الشديدة نرى عموما تلك الانعكاسات المتوسطة التي تحدثنا عنها سابقا تنطلق كما البارود مما يصيب المتداولين بحالة من الذعر.
ولقد ثبت في الدراسات أن مستويات "الكورتيزول" عند المتداولين ترتفع وتنخفض مع اختلاف ظروف السوق.
وبإمكان الأسواق الهبوطية سريعة التحول تغيير حالة المتداول من حالة الغوريلا التي تضرب بكلتا قبضتيها علي صدرها في عنف استعدادا للهجوم إلى حالة الفأر الصغير المذعور حينما يصبح السعر في غير صالحهم.
إن المتداول الذي يتعرض لسلسلة متتالية من الخسائر الموجعة قد يبدأ في المعاناة من الاكتئاب والقلق، ويصبح شخصا سلبيا في تعامله مع من حوله عند ارتفاع مستويات "الكورتيزول" إلى مستويات خطيرة.
تم إعطاء المتداولين الذين شاركوا في إحدى الدراسات أحد عقاقير "الكورتيزول"، فكان المتداولين أقل عرضة لتحمل المخاطر، كما أن هرمون "الكورتيزول" يرتفع أيضا بقوة في حالات الشك والريبة مثل في أثناء التقلبات السريعة في الأسواق المالية.
حتى أثناء انهيار السوق فإن المستثمرين يخشون بشدة من شراء الأصول حينما يستوجب عليهم القيام بذلك، وبالتالي فإنهم يتراجعون بسرعة عن قرار الشراء- المسؤول عن هذا هو هرمون "الكورتيزول".

بعد أن أعلن البنك المركزي السويسري عن قيامه بربط عملته باليورو رأينا انتعاش الفرنك السويسري من الركود بغاية السرعة، وهذا يضع الكثير من الضغوط على وسطاء الفوركس لأنهم لم يستطيعوا مواكبة تسارع الفرنك السويسري- متسببا في الفجوات السعرية الكبيرة.
قام بعض السماسرة فقط برفع راية الإفلاس مباشرة، ولكن شركة "اف أكس سي ام" أعلنت أنها كانت في أزمة وتحتاج إلى الإعانة المالية..
كان هناك حالة من الذعر والبيع لتصفية الأوراق المالية، وأنا واثق من أن هذا الخبر رفع مستويات "الكورتيزول" لدى أولئك الذين كانوا يملكون مراكز مالية بشركة "اف إكس سي ام" وجعلهم يكبسون على زر البيع الأحمر الكبير.
أن الكورتيزول أيضا سيكون القوة الدافعة البيولوجية وراء عدم رغبة المتداولين في شراء أسهم شركة "اف اكس سي ام" حيث أنه أضاء جميع إشارات تجنب المخاطرة في الدماغ.
والآن أسعار أسهم شركة "اف اكس سي ام" أصبحت في الحضيض، إن تأثير هرمون التستوستيرون الدافع إلى المخاطرة على المتداولين ربما يجعلهم ينقضون عليها ويشترونها أثناء انخفاض سعرها؟
الملخص
الكورتيزول هو هرمون يفرزه الجسم عندما نكون في حالة توتر، فيمكنه إحداث ردود فعل اندفاعية مثل نفضة الركبة وكذلك حالة الذعر والتي نتذكرها ونتسأل في أنفسنا عن سبب اختياراتنا التي قمنا بها في السوق، فإذا كنت قد دخلت صفقة ذات مخاطرة عالية ولا يمكنك تهدئة نفسك أو الحصول على قسط من النوم – إذن سيكون هرمون التوتر "الكورتيزول" هو السبب في هذه الأحاسيس المضطربة.