PDA

View Full Version : مقدمة في سوق العملات الأجنبية (الفوركس)



MedMan
03-06-2016, 15:28
الغاية من وراء هذه المقالة هي تبسيط العمل الداخلي في سوق العملات الأجنبية، وربما تسليط بعض الضوء على الوضع الحالي، على سوق الفوركس بشكل عام، بالإضافة إلى تبيان سبب وجود والحاجة إلى شركات الفوركس وكيف يقوم هؤلاء الشركات بتحقيق أرباحهم. والأهم من ذلك، تهدف هذه المقالة إلى توفير بعض الفهم لماذا نحن المضاربون والمتداولون في سوق الفوركس، نستطيع ويجب علينا أن نستمر في المضاربة، بالرغم من أن السوق متقلبة للغاية.

المنطق في سوق العملات الأجنبية

لنبدأ بالتفسير الأساسي، لماذا نشأت سوق العملات وكيف يتم استخدامها من قبل مشاركيها الأساسيين؟ ومن ثم سنستمر في تفسير هيكلية السوق، وكيفية عمله. وفي الختام، سوف نبحث في التبعات المترتبة على ذلك وكيفية تأثير ذلك على المضاربين.

سوق الصرف الأجنبي لا تستخدم عادة كوسيلة للاستثمار، على عكس الأسواق الأخرى، مثل تلك التي تتاجر بالأسهم والسندات. في حين تلعب المضاربة دوراً أصغر، ومع ذلك مهم، فإن الغالبية العظمى من تجارة النقد الأجنبي تقدم في المقام الأول كوسيلة لتسهيل المعاملات التجارية الدولية. ويمكن لمثال أن يساعد في تسليط قليل من الضوء على هذا الأمر. لنفترض أن هناك رجلاً في الرياض في السعودية قرر أن يشتري سيارة مستورده جديدة جميله وبراقه. وقد قرر أن يبتاع "ميتسوبيشي إيكليبس"، ولذلك فإنه يتوجه إلى وكيل "ميتسوبيشي" المحلي، حيث سيكون من الطبيعي أن يدفع لسيارته بالريال السعودي أو بالدولار الأميركي. هذا شيء لا بأس به، ولكن اليابانيين العاملين في مصنع "ميتسوبيشي" في اليابان، من الطبيعي أن يرغبوا في أن يقبضوا أجورهم بعملتهم المحلية، وهي الين الياباني. في مكان ما على طول هذه العملية، لا بد من تحويل الأموال من الريال السعودي (أو الدولار الأمريكي) من شراء السيارة إلى الين الياباني لدفع رواتب هؤلاء العمال.

إذا تأملت هذا الوضع، شركات ضخمة متعددة الجنسيات مثل "إتش بي"، وشركة "أكسون موبايل" للكيماويات، و "مايكروسوفت"، و"هوندا"، و"سوني"، و"جنرال إلكتريك"، وعشرات الآلاف من الكيانات الأخرى الأصغر العالمية الانتشار تحرك تقريباً كل دولار أمريكي، وين ياباني، ويورو، وجنيه استرليني، ريال سعودي وبرازيلي، روبل روسي بالإضافة الى العشرات من العملات الأجنبية التي قد لا تكون سمعت عنها، من خلال أسواق المال الأجنبية في اليوم الواحد. أكثر من 2.3 تريليون دولار من العملات يتم تداولها، كما يتوقع أن يرتفع هذا الرقم الى 3 تريليون دولار في غضون سنتين من الآن. فإنه ليس من الصعب حينها فهم إلى أي مدى لا يشكل وجود المضاربين الأفراد أي معنىً في هذه المعمعة.

والحقيقة هي أن الشركات لا تهتم (كثيراً) بالفروق والتعقيدات في أسعار صرف العملات الأجنبية. فهم في قطاع الأعمال يهتمون بالأساس بتقديم المنتجات وبيعها وجني الأرباح من خلال ذلك.

البنك، بصفته مكان إيداع مركزي لنقدية الشركة، هو بشكل طبيعي المسير لتعاملات الشركات في سوق الصرف الأجنبي. منذ عقود مضت، كان الأمر مجرد مكالمة هاتفية من مصرفي في بلد ما لمصرفي آخر في بلد مختلف. البنوك التي لها وجود دولي استطاعت ببساطة أن تقوم بالتحويل من فرع لفرع.

تذكر، المصارف هدفها هو جني المال، تماما مثل أي عمل آخر. لذلك عندما اشترى المصرف عملات أجنبية بسعر ما، فإنه بطبيعة الحال، أضاف هامش ربحه لها قبل بيعها لعميل آخر. انه هامش يسمى السبريد. لجميع المقاصد والأغراض، كان ولا يزال، تكلفة معقولة إلى حد ما.

من المثال السابق، تحصل شركة ميتسوبيشي اليابانية دفعة بالين مقابل إيكلبس، وهي الآن قادرة على الدفع لعمالها الذين صنعوا السيارة. صاحب السيارة سعيد أيضاً، شركة ميتسوبيشي سعيدة وعمالها سعداء كذلك. البنوك التي يسرت المعاملات بالنقد الأجنبي أيضا سعيدة، لأنها حصلت على بعض الربح القليل السبريد لإتمام هذه الصفقة، ولقبولها المخاطر التي ينطوي عليها التعامل بالعملات الأجنبية.

ومن النتائج المترتبة على التعامل في مجال النقد الأجنبي هو أن المتاجرون في البنك سرعان ما طوروا القدرة على التكهن باتجاه أسعار العملات في المستقبل. مع فهم أفضل للكيفية التي تعمل بها السوق، يمكن للبنك أن يعطي العميل سعراً يضيف إليه السبريد الحالي، ولكنه في الواقع ينتظر حتى يحصل على معدل صرف أفضل. وبذلك، فإن المصارف قادرة على زيادة صافي الدخل بشكل كبير. هناك نتيجة واحدة مؤسفة مع ذلك، هو أن طريقة إعادة توزيع السيولة جعلت من المستحيل إتمام بعض صفقات النقد الأجنبي.

لهذا السبب وحده ، فإن سوق النقد الأجنبي يحتاج إلى ان يكون متاحاً للمشاركين غير المصرفيين. وبطبيعة الحال، فإن البنوك تريد أن تكون قادرة على تنفيذ المزيد من الطلبات في سوق الصرف الأجنبي التي تتيح لها الاستفادة من قليلي الخبرة من المشاركين (الذين قدموا توزيع أفضل للسيولة) وهو ما سمح لهم بتنفيذ أوامر الصرف المنتظرة لعملائهم الدوليين.

هيكل سوق النقد الأجنبي (الفوركس)

نحن نعلم الآن لماذا توجد سوق الصرف الأجنبي، لذلك دعونا ننظر في الكيفية الفعلية لإتمام صفقات النقد الأجنبي.

في قمة سوق الصرف الأجنبي تتموضع التعاملات التي تعارف على تسميتها المعاملات ما بين البنكية. "التعاملات ما بين البنكية " (إنتربانك) هي ليست، كما قد يعتقد البعض، عمليات صرف فقط. بل هو جمع أو تجميع للاتفاقات بين المراكز المالية الرئيسية للبنوك في العالم.

على سبيل المثال (نعم، واحد آخر) يمكن أن يجعل من السهل أن نفهم هذا الشيء الذي نسميه سوق "التعاملات ما بين البنكية". في معظم المكاتب الكبرى أو الأعمال، وربما حتى في منزلك الخاص، قد يكون هناك العديد من أجهزة الكمبيوتر المرتبطة عن طريق كابل بسيط للشبكة. الآن، كل جهاز كمبيوتر يعمل بشكل مستقل حتى تأتي لحظة يحتاج فيها إلى موارد، برنامج أو ملف من أحد أجهزة الكمبيوتر الأخرى. وعندما يحدث ذلك، سيبدأ الكمبيوتر (أ) بالاتصال بالكمبيوتر (ب) أو (ج) أو (د)، وما إلى ذلك، وسيطلب الحصول على تصريح للولوج للموارد المطلوبة. إذا كان مالك أو مشغل الكمبيوتر (ب) يأذن به، وإذا كان الكمبيوتر (ب) يعمل كما ينبغي، فإن الملف أو برنامج المطلوب سيكون متوفراً للكمبيوتر (أ). في غضون دقائق، سيكون طلب الحاسوب (أ) قد تم تلبيته. سوق الصرف الأجنبي يعمل بالطريقة نفسها؛ فقط استبدل بالكمبيوتر (أ) و (ب) البنك (أ) و (ب)، واستبدل الموارد بالعملة. لديك الآن تصور للعلاقات القائمة داخل نظام الانتربنك.

من خلال السياق نفسه، إذا كنت قد حاولت يوماً العثور على موارد من كمبيوتر ليس موصولاً بشبكة حاسوبية، فربما تعرف تماما ما تستغرقه هذه العملية من وقت طويل، ومدى عدم كفاءتها وكم يمكن أن تكون مجهده. يجب البحث في كل كمبيوتر مستقل حتى تجد الموارد التي تريد، ثم نسخها وتحميلها على الكمبيوتر الخاص بك. بشأن أسعار العملات والجرد الخاص بالنقد الأجنبي، فإن نفس القضية موجودة داخل نظام سوق الانتربنك. إذا كان بنك ما فى تايوان يتعامل تجارياً مع شركة ما في ساو باولو فإنهما يحتاجان إلى صرف العملات. وفي هذه الحالة، يمكن أن يكون من الصعوبة بمكان تحديد سعر الصرف المناسب بين الدولار التايواني الجديد والريال البرازيلي. بسبب مثل هذه الحالات، أسس كل من سماسرة الخدمات الالكترونية (EBS) و رويترز خدماتهم. للتبسيط سنقوم بالإشارة إلى هذه الخدمة بـ (EBS)

بشكل ما، فإن خدمات EBS تعمل بمثابة غطاء فوق وصلات اتصال الإنتربانك. من خلال خدمة EBS، يستطيع العضو المشترك أن يرى مدى توفر العملة، والسعر (الأسعار) الذي يستعد المشاركون الآخرون في نظام الإنتربانك لدفعه. ومن المهم أن نفهم أن EBS لا يشكل في حد ذاته سوقاً كما أنه ليس صانعاً للسوق. نظام EBS مجرد تطبيق يسمح لأعضاء البنك رؤية العروض والعطاءات المقدمة من الأعضاء الآخرين.

المستوى الثاني لسوق الصرف الأجنبي موجود بشكل أساسي داخل كل بنك. إذا كنت قد تتصل بفرع سيتي بنك في بلدك، يمكنهم اتخاذ الترتيبات اللازمة لتغيير الدولار الأمريكي الخاص بك إلى أي من العملات الأجنبية التي تختارها. في جميع الاحتمالات، سيقومون على الأرجح بمجرد تحريك العملة المرجوة من فرع بنكي إلى فرع آخر. هذا هو المعروف باسم الصرف الميكروي ضمن الطرف الواحد، لذلك فأنت الى حد كبير تحت رحمتهم من حيث تطابق سعرهم المعطى لك مع سعر صرف العملات الأجنبية. يمكنك إما قبول عرضهم "السخي" أو التسوق للحصول على عرض لسعر أفضل. كل من يعمل في سوق الصرف الأجنبي ينبغي عليه النظر في زيارة المصرف الخاص به، مرة واحدة على الأقل، للحصول على فكرة عن حصصه من عمليات الصرف. بالتأكيد، سيكون "مفيداً" للغاية، إن لم يكن مروعاً تماماً رؤية كم أن هذه الصفقات مربحة ... لمصرفك.

المستوى الثالث هو سوق التجزئة. مكاتب الصرافة العريقة مثلForex.com، Oanda و**CM، وغيرها، أو أي وسيط يرغب في إقامة عملية التجزئة، يحتاج أولا إلى إيجاد موفر للسيولة. الغالبية العظمى من سماسرة الفوركس هؤلاء يوقعون اتفاقاً مع مصرف واحد. يوافق هذا البنك بموجبه على توفير السيولة فقط في ظل ظروف معينة: وهذا فقط إذا استطاعوا تأخيره في نفس الوقت في EBS ، متضمناً السبريد المرجو من قبلهم.

وهذه السبريد ستكون ذات قدرة تنافسية عالية، وذلك لأن هذا الحجم سيكون أكبر بكثير مما يتعامل به أي مصرف راع. خذ في اعتبارك، أن المصارف التجارية هدفها كسب المال، وموفري المستوى الثالث تقريبا لن يستطيعوا أبدا مجاراة ما هو موجود في نظام الانتربنك تماماً. تجمع المصارف السبريد ولا يمكن لأن اتفاق بينهم وبين أي متاجر تجزئة أن يغير من أولوياتها.

أعتبر فوركس التجزئة كنوع من الكازينو. معظم المشاركين لديهم معلومات ضئيلة (أو لا يعلمون شيئا) عن التداول على نحو فعال وناجح، وكما هو متوقع، فإنهم خاسرون ثابتون. لمضارب النقد الأجنبي ميزة أنه "يلعب في ملعبه" نظرا إلى أن نظامه السبريد متأصل، ولديه احتماليه عاديه لتوزيع العائدات. ما ينتج هو نظام واحد يلعب فيه خاسر واحد ضد فائز واحد ويجمع السبريد. إذا كان هناك ثمة عدم توازن ضمن حدود النظام الداخلي لديهم، قد يقوم الوسيط بتأخير الصفقة مع موفر السيولة من المستوى الثاني الخاص بهم.

رغم أن هذا قد لا يبدو جيدا، إلا أن هناك مزايا هامة للمضاربين الذين يعملون معهم. فبما أن التداول "داخلي" ، فإنه يوفر مزايا عديدة ، مثل ارتفاع حجم الهامش على الحساب الصغير ، وحجم العقد غير التقليدي ، بالإضافة إلى التعاملات غير المقتطعة (دون رسوم) والتي يمكن توفيرها وهو ما قد لا يكون متاحاً من خلال أي وسيلة أخرى.

ECN أو شبكة الاتصالات الإلكترونية تعمل بنفس شكل مصارف المستوى الثاني، لكنها موجودة ، رغم ذلك في المستوى الثالث. عموما فإن ECN ستنشئ اتفاق سيولة مع أكثر من مصرف من مصارف الدرجة الثانية. بدلاً من مطابقة أوامر الحجز الداخلية، فإنها تمر فقط من خلال أسعار البنوك، لأن هذه الأخيرة في انتظار التداول. يمكنك أن تنظر إليها باعتبارهاEBS ، من نوع ما ، مخصصة للاعبين الصغار . بينما قد يكون هناك العديد من المزايا لهذا النموذج، فإنه لا يزال ليس الإنتربانك.

إفهم هذا، المصارف اما ان تجني السبريد المنشود، أو أنها لن تحاول حتى إزعاج نفسها. اعتماداً على أوضاع السوق والبنوك، فإن هذا قد يأخذ شكل أسعار التظليل أو السبريد على نطاق أوسع. لما تبذله من جهود، تجمع ECN تعرفه لكل معاملة.

الى جانب عامل التعرفة، هناك مساوئ أخرى من الضروري أن ينظر إليها المضارب قبل استخدام ECN. على سبيل المثال، فإن معظمها تعرض هامشاً أقل وتسمح فقط بالتداول بالوحدات الكاملة (لوت). في ظل ظروف السوق الخاصة، قد يسحب المصرف السيولة، وهو ما قد لا يسمح للمضاربين بالخروج من أو الدخول إلى مواقع بأسعار مختاره.

zakiki51
03-12-2016, 00:02
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أشكرك اخي الكريم على هذا الموضوع الجيد و المتميز الذي تم طرحه

نتمنى ان نرى مواضيع مشابه في القريب و شكرا