MedMan
04-10-2016, 21:22
تعلم تداول العملات الأجنبية كأنك تعيد تدريب نفسك على مهنة جديدة، لأنك ببساطة قد أقحمت نفسك حقيقة في حرفة جديدة.
ولذلك فإن الكثير من المتداولين الذين يشرعون للمرة الأولى يميلون إلى التعامل معها مثل تعلم لعبة الورق على طاولات الكازينو، وبعض المتداولين يتعاملون مع الأسواق من وجهة نظر صحيحة ولكنهم يتوقع فقط أن يصبحوا خبراء "بين ليلة وضحاها".
فالأمر أشبه كثيرا بالبدء في مهنة جديدة، حيث تحتاج إلى اتخاذ الاستعدادات وبناء نفسك من نقطة الصفر قبل أن تتمكن من بدء تداول العملات الأجنبية بالطريقة السليمة.
في هذا المقال نحن بصدد استخدام قائمة تدقيق الفوركس الخاصة بنا في بعض المناطق الحرجة قبل دخول الأسواق بنقودك التي كسبتها بعرق الجبين، فهناك الكثير من الأوامر والنواهي حينما يتعلق الأمر بإدارة رأس المال، فبدون التخطيط أو الإدارة السليمة من جانبك، فقد فشلت حتى قبل أن تبدأ.
هناك طرق لدمج التداول مع وضعك المعيشي أو المالي، والتعامل مع التداول على أنه مهنة دون التأثير على سلامة وضعك المالي، دعنا نتفقد بعض النقاط التي من شأنها أن تسمح لك بالتداول دون التقليل من جودة أسلوب معيشتك خارج نطاق الفوركس.
قم بوضع خطة تداول تناسبك
يريد "فالح" فتح مشروع تجاري جديد، إلا أنه ليس لديه تصور معين عن نوع النشاط الذي يريد مزاولته، فهو لا يدري ما الذي سوف يقوم ببيعه أو ما الخدمات التي سيقدمها للزبائن، سوى أنه ببساطة يريد أن يكون صاحب العمل، أما "ناجح" فيريد أيضا فتح مشروع تجاري، إلا أنه يعرف بالضبط ما نوع النشاط الذي ينوي القيام به وما الذي سيقدمه لزبائنه. في الواقع قام "ناجح" في البداية بتحديد نوع النشاط وكيفية إقامته ومتى يبدأ به وأسباب قيامه به وإدراج جميع المعلومات في خطة العمل. في اعتقادك من لديه فرصة أفضل للنجاح هنا، "فالح" أم "ناجح"؟
لا مهرب من حقيقة أن تداول الفوركس هو جهد كبير يحتمل أن يكون مرهقا، وفي بعض الأوقات لن تسير الأمور بالشكل المطلوب وفي أوقات أخرى سوف تتساءل هل ما تفعله هو التصرف الصحيح، فقد يعاقبك السوق على حسن السير والسلوك ويكافئك على السلوك السيئ، مما يدفعك إلى أن تصبح متداولا سيئا، وهذا ما نطلق عليه "مبدأ التعزيز العشوائي".
وهذا هو السبب في الأهمية الكبيرة لامتلاك قائمة تدقيق وخطة تداول في الفوركس تشعرك بالراحة عند استخدامها، فمن المهم أن تقوم بوضع خطة لا يقتصر الأمر على فهمك لها تماما وإنما الاستمتاع بتطبيقها أيضا، وبهذه الطريقة سوف تشهد مستوى أعلى بكثير من الوضوح في أسلوب تداولك ويكون لديك فرصة أفضل عند التمسك بالخطة وتنفيذها بالكامل حتى النهاية.
تأكد من أن خطة تداولك قد تم دمجها بشكل جيد في حياتك الطبيعية، فإذا كان نظام تداولك يتطلب منك قضاء ساعات أمام شاشة تداولك أثناء فترة التداولات في بورصة "لندن"، في حين أنك تقيم في "أمريكا" بينما ساعات التداول في بورصة "لندن" تبدأ من الساعة 2:00 صباحا، وبإضافة وظيفة الدوام الكامل إلى المعادلة، فإنك لن تصبح قادرا على القيام بالتداول حتى النهاية، وهذا هو السبب الذي يدفعنا إلى تشجيع المتداولين على استخدام استراتيجيات التداول بنهاية اليوم حتى يتمكنوا من وضع خطة تداول تتماشى بشكل جيد مع نمط حياتهم المزدحم.
ينبغي أن تصبح خطة تداولك هي"مرجع تداولك المعتمد" الذي يمكنك اتباعه حرفيا، عندها سوف تشعر بالثقة في قراراتك وبالتالي ستشعر أكثر بالسيطرة على الأمور مما لو أنك اتبعت بدون تفكير نظام تداول لا تفهمه تماما، مبدأ الثبات هو السبيل إلى نجاح المتداول واتباع خطة التداول هو وسيلة ممتازة لتقوية التزامك بمبدأ الثبات في الأسواق، تأكد من أن خطة تداولك مدرجة في قائمة تدقيق الفوركس الخاص بك قبل أن تقوم بتداول أموالك الحقيقية.
قم بتحديد حجم الميزانية مسبقا
بمجرد أن تشعر بالارتياح إلى الطريقة التي ستقوم بالتداول من خلالها، فإن الخطوة التالية هي تحديد المبلغ الذي ستقوم بالتداول به، مرة أخرى فإن من أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتداولون عند استثمار المال هو عدم قدرتهم على تحمل تبعات الخسارة، ولهذا السبب فإن الميزانية تأتي في البند الثاني في قائمة تدقيق الفوركس لدينا.
لا تجعل التداول في الفوركس الذي تركز عليه في الأساس هو الحل السريع لمشاكلك المالية، فإذا كنت تعاني من دين ثقيل وتواجه صعوبة في تسديد الدفعات، فإن سوق الفوركس ليست هي الحل الذي تحتاج إليه، لأنك حينها سوف تقوم بدخول السوق في حالة انفعال كبير بالفعل، وتقوم بالتداول بالأموال بدون خطة وكأنه لعب قمار وهذا ما يمكنك القيام به ولكن في أي مكان أخر.
لذا قم بحساب مقدار الأموال التي تحتاج إليها شهريا من أجل تدبر أعباء المعيشة، وهذا يشمل على الطعام والفواتير مثل فاتورة الكهرباء والماء والغاز أو تسديد الديون مثل أقساط الرهن العقاري أو أقساط قرض السيارة أو القروض الشخصية الخ... بمجرد حسابك لمجموع النفقات الشهرية قم بطرح هذا الرقم من إجمالي دخلك الشهري.
الدخل الشهري – المصاريف الشهرية = مبلغ المال الذي يمكنك استثماره
فإذا حصلت على رقم سلبي إذن فأنت لا تكسب من وظيفتك ما يكفي لتغطية نفقات معيشتك، وهذا يجب أن يرفع لك الراية الحمراء، لكي تقوم بخطة عمل لإصلاح هذا العجز قبل حتى أن تفكر في التداول بالأموال الحقيقية، أما إذا كانت حسابات الناتج رقم إيجابي، فإن هذا الرقم يصبح "المال الذي يمكنك التداول به".
وهذا القدر المخصص للتداول هو في الأساس المال الذي تبقى بعد أن تم سداد كافة المصاريف الشهرية ويمكنك وقتها أن تنفق منه بحرية دون المساس بوضعك المالي، حيث ينبغي عليك أن تستثمر فقط بالأموال المخصصة لذلك في الأسواق، لأنه في حال حدوث (السيناريو الأسوأ) ونفاذ الرصيد في حساب تداولك فإنك لن تطرد أنت وعائلتك في الشارع.
أنا متأكد من أنك سمعت مئات المرات أن الناس يجب ألا تخاطر سوى بما يمكنها أن تحتمل عبء خسارته، ولكنك ستفاجئ بكم المتداولين الذين أغرقوا أنفسهم في الدين عندما حاولوا جمع رأس المال اللازم للقيام بالتداول.
ولعل ليس هناك نقطة بداية يجب تذكرها أكثر أهمية من التأكيد على ألا تقوم بالاستثمار سوى في ما يمكنك أن تتحمل عبء خسارته، فإذا لم يكن بإمكانك اللالتزام بهذا فإنك تعرض نفسك للفشل في حساب رصيد ميزانيتين، أولا ستكون بالفعل قد بالغت للغاية في رفع مستوى التحدي أمام النجاح المبكر المطلوب، وثانيا سوف تكون قد قمت بالحد من قدرتك على التعامل مع القرارات من خلال عملية تفكير واضحة ومحسوبة وخالية من الانفعالات والعواطف.
إعرف حدود مخاطرتك المسموح بها
البند الثالث في قائمة تدقيق الفوركس لدينا هي أن تعرف كم المال الذي سينبغي عليك المخاطرة به في كل مركز مفتوح؟
فهذا هو الموضع الذي نخرج فيه عن الشروط والأحكام الصارمة والملزمة، ونتغلغل في منطقة الآراء التي تختلف بشكل كبير في هذه الصناعة.
وعادة ما تنص المعايير المقبولة على أن كل صفقة يجب أن تمثل 2٪ من رأس مال المبلغ الكلي وكثير من المتداولين يلتزمون بشكل صارم بهذا الحد، ولو أنه في الحقيقة ليس هناك إجابة صحيحة أو خاطئة، وهذا هو السبب في أنه من المهم جدا القيام بالمراحل السابقة من التحضير قبل الوصول إلى هذه النقطة.
إن طريقة تحديد مبلغ المال الذي ستخاطر به في كل صفقة تعتمد على أمرين، أولا مدى تقبلك لخسارة المبلغ الإجمالي المستثمر دفعة واحدة، وثانيا مدى ثقتك بنتيجة هذه الصفقة.
بشكل أكثر بساطة إذا لم تتمكن من ضبط إعدادات الصفقة والابتعاد عن شاشة التداول، وتناسي أمر النتيجة حتى تقوم بتسجيل الدخول مرة أخرى في اليوم التالي، إذن فلعلك خاطرت بالكثير من المال.
فحتى المتداولين المحترفين وعلى الأقل أنجحهم، يمكنهم إغلاق أجهزة الحاسب الخاصة بهم في نهاية اليوم، والعودة إلى حياتهم الشخصية والاستمتاع بالنوم ليلا بشكل جيد. ضع هذا كمقياس لك عند قيامك بكل صفقة، فإذا كانت صفقاتك المفتوحة هي كل ما يشغل بالك طوال اليوم ولم يعد بإمكانك النوم ليلا بسببها، إذن فأنت تقوم بفعل شيء خاطئ.
وهذه نقطة مهمة في قائمة تدقيق الفوركس لدينا. عند التفكير في كل صفقة تقوم بها، يجب عليك أن تعتبر بالفعل أن تلك الأموال مفقودة، فإذا ربحت الصفقة، فهذه مكافأة لك. وبالنظر إلى كل صفقة على أنها خاسرة قبل أن تقوم بفتحها سوف يساعدك على تحديد مستوى آمن من المخاطرة، وتقليل فرصة أن تتدخل بسبب الانفعال في السوق أو تسمح للتداول بالتأثير على حياة اليومية بطريقة سلبية.
ركز على أن تصبح متداولا ماهرا بدلا من التركيز على حل مشكلاتك المالية
قد يبدو هذا الكلام غريبا لأنه في نهاية اليوم، ينجذب الناس إلى الاستثمار في كل المجالات لكسب المزيد من المال.
فالناس لا تقوم بفتح حسابات التوفير للتعرف على المعدلات الأساسية للبنك المركزي، ولكن في الفوركس ونظرا لمستويات التقلب العالية في السوق، ينبغي أن تحافظ على تركيزك الأساسي لأن السعي خلف الثراء قد يضعك في طريق الأذى.
إذا حدقت في الرسم البياني فقد تجد المئات من هذه الإشارات اللاحقة التي تظهر يوميا والتي تمثل فرصة لتحقيق الربح، فإذا ركزت على مطاردة المال، فربما سترى الكثير من هذه على أنها "فرص ضائعة" وتأنب نفسك على عدم الاشتراك في تداولها.
فبدلا من تحديد هدفك بناء على تقاعدت مبكرا بمبلغ كبير من النقود، حاول التعامل مع التداول في الفوركس بنية كونك تجيد ما تقوم به، وفي هذه الحالة تصبح متداولا جيدا.
وبهذه الطريقة سوف تعيد توجيه تركيزك نحو الوصول بقدرتك إلى حد الإتقان في الأسواق، فإذا تفانيت في أن تصبح متداولا جيدا وأن تصبح شغوفا بالتداول، فإن الأموال سوف تنهال عليك بصورة طبيعية، أما إذا ركزت على كسب المال، إذن فقد يتم استنزاف حسابك ببطء. مرحبا بكم في المفارقة العجيبة لسوق الفوركس.
إن أولئك الذين يدخلون إلى عالم الفوركس ولديهم الرغبة في الوصول إلى الفهم العميق لكيفية عمل الأسواق والحصول على المعرفة السليمة، فسوف يحققون الكثير، أما أولئك الذين لا يفكرون سوى في حفنة الدولارات فإن الجشع يعميهم وفي النهاية يلقون العواقب الوخيمة.
وختاما
تشوهت غالبا سمعة التداول في الفوركس بسبب القصص الكثيرة التي انتشرت عن الناس الذين خسروا مدخراتهم كلها أو وقعوا في الديون الكثيرة بسبب التداول، إذ أنها ليست مهنة يسهل إتقانها ونحن نعلم أن الكثير من المتداولين لا يحققون هدفهم في المرحلة النهائية وهو التداول بدوام كامل في الفوركس. تأكد من أنك تستطيع أن تتحمل تبعات التداول وألا تسقط أبدا في دوامة التردي السريع عند التعامل مع نشاطك على أنه ليلة تقضيها في اللعب على عجلة الروليت. تحقق من قيامك بكل بند في قائمة تدقيق الفوركس لدينا.
إن التكنولوجيا والإنترنت في هذه الأيام قد مكنوا أي شخص من أن يصبح متداول بواسطة بضع نقرات على زر الفأرة واستخدام رقم البطاقة الائتمانية، وهكذا دخل الكثير من الناس إلى هذه الساحة بلا أي تخطيط أو استعداد سوى إدخال أرقام اليانصيب، والنتيجة في أغلب الوقت هو أن الحساب يتعرض للضياع بنفس السرعة التي تم فتحه بها. هل تبدو الرواية مألوفة لك؟ لا تقلق، فأنت لست الوحيد، فلقد مررنا جميعا بنفس الموقف.
ونأمل إذا كنت تقرأ هذه المقالة أن تكون قد أدركت (مثلي) أن السوق ليس مكانا تجرب فيه حظك، تعامل مع السوق بذهن صافي، واستعداد بتركيز وثقة في قدرتك على تنمية معرفتك ومداركك.
ولذلك فإن الكثير من المتداولين الذين يشرعون للمرة الأولى يميلون إلى التعامل معها مثل تعلم لعبة الورق على طاولات الكازينو، وبعض المتداولين يتعاملون مع الأسواق من وجهة نظر صحيحة ولكنهم يتوقع فقط أن يصبحوا خبراء "بين ليلة وضحاها".
فالأمر أشبه كثيرا بالبدء في مهنة جديدة، حيث تحتاج إلى اتخاذ الاستعدادات وبناء نفسك من نقطة الصفر قبل أن تتمكن من بدء تداول العملات الأجنبية بالطريقة السليمة.
في هذا المقال نحن بصدد استخدام قائمة تدقيق الفوركس الخاصة بنا في بعض المناطق الحرجة قبل دخول الأسواق بنقودك التي كسبتها بعرق الجبين، فهناك الكثير من الأوامر والنواهي حينما يتعلق الأمر بإدارة رأس المال، فبدون التخطيط أو الإدارة السليمة من جانبك، فقد فشلت حتى قبل أن تبدأ.
هناك طرق لدمج التداول مع وضعك المعيشي أو المالي، والتعامل مع التداول على أنه مهنة دون التأثير على سلامة وضعك المالي، دعنا نتفقد بعض النقاط التي من شأنها أن تسمح لك بالتداول دون التقليل من جودة أسلوب معيشتك خارج نطاق الفوركس.
قم بوضع خطة تداول تناسبك
يريد "فالح" فتح مشروع تجاري جديد، إلا أنه ليس لديه تصور معين عن نوع النشاط الذي يريد مزاولته، فهو لا يدري ما الذي سوف يقوم ببيعه أو ما الخدمات التي سيقدمها للزبائن، سوى أنه ببساطة يريد أن يكون صاحب العمل، أما "ناجح" فيريد أيضا فتح مشروع تجاري، إلا أنه يعرف بالضبط ما نوع النشاط الذي ينوي القيام به وما الذي سيقدمه لزبائنه. في الواقع قام "ناجح" في البداية بتحديد نوع النشاط وكيفية إقامته ومتى يبدأ به وأسباب قيامه به وإدراج جميع المعلومات في خطة العمل. في اعتقادك من لديه فرصة أفضل للنجاح هنا، "فالح" أم "ناجح"؟
لا مهرب من حقيقة أن تداول الفوركس هو جهد كبير يحتمل أن يكون مرهقا، وفي بعض الأوقات لن تسير الأمور بالشكل المطلوب وفي أوقات أخرى سوف تتساءل هل ما تفعله هو التصرف الصحيح، فقد يعاقبك السوق على حسن السير والسلوك ويكافئك على السلوك السيئ، مما يدفعك إلى أن تصبح متداولا سيئا، وهذا ما نطلق عليه "مبدأ التعزيز العشوائي".
وهذا هو السبب في الأهمية الكبيرة لامتلاك قائمة تدقيق وخطة تداول في الفوركس تشعرك بالراحة عند استخدامها، فمن المهم أن تقوم بوضع خطة لا يقتصر الأمر على فهمك لها تماما وإنما الاستمتاع بتطبيقها أيضا، وبهذه الطريقة سوف تشهد مستوى أعلى بكثير من الوضوح في أسلوب تداولك ويكون لديك فرصة أفضل عند التمسك بالخطة وتنفيذها بالكامل حتى النهاية.
تأكد من أن خطة تداولك قد تم دمجها بشكل جيد في حياتك الطبيعية، فإذا كان نظام تداولك يتطلب منك قضاء ساعات أمام شاشة تداولك أثناء فترة التداولات في بورصة "لندن"، في حين أنك تقيم في "أمريكا" بينما ساعات التداول في بورصة "لندن" تبدأ من الساعة 2:00 صباحا، وبإضافة وظيفة الدوام الكامل إلى المعادلة، فإنك لن تصبح قادرا على القيام بالتداول حتى النهاية، وهذا هو السبب الذي يدفعنا إلى تشجيع المتداولين على استخدام استراتيجيات التداول بنهاية اليوم حتى يتمكنوا من وضع خطة تداول تتماشى بشكل جيد مع نمط حياتهم المزدحم.
ينبغي أن تصبح خطة تداولك هي"مرجع تداولك المعتمد" الذي يمكنك اتباعه حرفيا، عندها سوف تشعر بالثقة في قراراتك وبالتالي ستشعر أكثر بالسيطرة على الأمور مما لو أنك اتبعت بدون تفكير نظام تداول لا تفهمه تماما، مبدأ الثبات هو السبيل إلى نجاح المتداول واتباع خطة التداول هو وسيلة ممتازة لتقوية التزامك بمبدأ الثبات في الأسواق، تأكد من أن خطة تداولك مدرجة في قائمة تدقيق الفوركس الخاص بك قبل أن تقوم بتداول أموالك الحقيقية.
قم بتحديد حجم الميزانية مسبقا
بمجرد أن تشعر بالارتياح إلى الطريقة التي ستقوم بالتداول من خلالها، فإن الخطوة التالية هي تحديد المبلغ الذي ستقوم بالتداول به، مرة أخرى فإن من أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتداولون عند استثمار المال هو عدم قدرتهم على تحمل تبعات الخسارة، ولهذا السبب فإن الميزانية تأتي في البند الثاني في قائمة تدقيق الفوركس لدينا.
لا تجعل التداول في الفوركس الذي تركز عليه في الأساس هو الحل السريع لمشاكلك المالية، فإذا كنت تعاني من دين ثقيل وتواجه صعوبة في تسديد الدفعات، فإن سوق الفوركس ليست هي الحل الذي تحتاج إليه، لأنك حينها سوف تقوم بدخول السوق في حالة انفعال كبير بالفعل، وتقوم بالتداول بالأموال بدون خطة وكأنه لعب قمار وهذا ما يمكنك القيام به ولكن في أي مكان أخر.
لذا قم بحساب مقدار الأموال التي تحتاج إليها شهريا من أجل تدبر أعباء المعيشة، وهذا يشمل على الطعام والفواتير مثل فاتورة الكهرباء والماء والغاز أو تسديد الديون مثل أقساط الرهن العقاري أو أقساط قرض السيارة أو القروض الشخصية الخ... بمجرد حسابك لمجموع النفقات الشهرية قم بطرح هذا الرقم من إجمالي دخلك الشهري.
الدخل الشهري – المصاريف الشهرية = مبلغ المال الذي يمكنك استثماره
فإذا حصلت على رقم سلبي إذن فأنت لا تكسب من وظيفتك ما يكفي لتغطية نفقات معيشتك، وهذا يجب أن يرفع لك الراية الحمراء، لكي تقوم بخطة عمل لإصلاح هذا العجز قبل حتى أن تفكر في التداول بالأموال الحقيقية، أما إذا كانت حسابات الناتج رقم إيجابي، فإن هذا الرقم يصبح "المال الذي يمكنك التداول به".
وهذا القدر المخصص للتداول هو في الأساس المال الذي تبقى بعد أن تم سداد كافة المصاريف الشهرية ويمكنك وقتها أن تنفق منه بحرية دون المساس بوضعك المالي، حيث ينبغي عليك أن تستثمر فقط بالأموال المخصصة لذلك في الأسواق، لأنه في حال حدوث (السيناريو الأسوأ) ونفاذ الرصيد في حساب تداولك فإنك لن تطرد أنت وعائلتك في الشارع.
أنا متأكد من أنك سمعت مئات المرات أن الناس يجب ألا تخاطر سوى بما يمكنها أن تحتمل عبء خسارته، ولكنك ستفاجئ بكم المتداولين الذين أغرقوا أنفسهم في الدين عندما حاولوا جمع رأس المال اللازم للقيام بالتداول.
ولعل ليس هناك نقطة بداية يجب تذكرها أكثر أهمية من التأكيد على ألا تقوم بالاستثمار سوى في ما يمكنك أن تتحمل عبء خسارته، فإذا لم يكن بإمكانك اللالتزام بهذا فإنك تعرض نفسك للفشل في حساب رصيد ميزانيتين، أولا ستكون بالفعل قد بالغت للغاية في رفع مستوى التحدي أمام النجاح المبكر المطلوب، وثانيا سوف تكون قد قمت بالحد من قدرتك على التعامل مع القرارات من خلال عملية تفكير واضحة ومحسوبة وخالية من الانفعالات والعواطف.
إعرف حدود مخاطرتك المسموح بها
البند الثالث في قائمة تدقيق الفوركس لدينا هي أن تعرف كم المال الذي سينبغي عليك المخاطرة به في كل مركز مفتوح؟
فهذا هو الموضع الذي نخرج فيه عن الشروط والأحكام الصارمة والملزمة، ونتغلغل في منطقة الآراء التي تختلف بشكل كبير في هذه الصناعة.
وعادة ما تنص المعايير المقبولة على أن كل صفقة يجب أن تمثل 2٪ من رأس مال المبلغ الكلي وكثير من المتداولين يلتزمون بشكل صارم بهذا الحد، ولو أنه في الحقيقة ليس هناك إجابة صحيحة أو خاطئة، وهذا هو السبب في أنه من المهم جدا القيام بالمراحل السابقة من التحضير قبل الوصول إلى هذه النقطة.
إن طريقة تحديد مبلغ المال الذي ستخاطر به في كل صفقة تعتمد على أمرين، أولا مدى تقبلك لخسارة المبلغ الإجمالي المستثمر دفعة واحدة، وثانيا مدى ثقتك بنتيجة هذه الصفقة.
بشكل أكثر بساطة إذا لم تتمكن من ضبط إعدادات الصفقة والابتعاد عن شاشة التداول، وتناسي أمر النتيجة حتى تقوم بتسجيل الدخول مرة أخرى في اليوم التالي، إذن فلعلك خاطرت بالكثير من المال.
فحتى المتداولين المحترفين وعلى الأقل أنجحهم، يمكنهم إغلاق أجهزة الحاسب الخاصة بهم في نهاية اليوم، والعودة إلى حياتهم الشخصية والاستمتاع بالنوم ليلا بشكل جيد. ضع هذا كمقياس لك عند قيامك بكل صفقة، فإذا كانت صفقاتك المفتوحة هي كل ما يشغل بالك طوال اليوم ولم يعد بإمكانك النوم ليلا بسببها، إذن فأنت تقوم بفعل شيء خاطئ.
وهذه نقطة مهمة في قائمة تدقيق الفوركس لدينا. عند التفكير في كل صفقة تقوم بها، يجب عليك أن تعتبر بالفعل أن تلك الأموال مفقودة، فإذا ربحت الصفقة، فهذه مكافأة لك. وبالنظر إلى كل صفقة على أنها خاسرة قبل أن تقوم بفتحها سوف يساعدك على تحديد مستوى آمن من المخاطرة، وتقليل فرصة أن تتدخل بسبب الانفعال في السوق أو تسمح للتداول بالتأثير على حياة اليومية بطريقة سلبية.
ركز على أن تصبح متداولا ماهرا بدلا من التركيز على حل مشكلاتك المالية
قد يبدو هذا الكلام غريبا لأنه في نهاية اليوم، ينجذب الناس إلى الاستثمار في كل المجالات لكسب المزيد من المال.
فالناس لا تقوم بفتح حسابات التوفير للتعرف على المعدلات الأساسية للبنك المركزي، ولكن في الفوركس ونظرا لمستويات التقلب العالية في السوق، ينبغي أن تحافظ على تركيزك الأساسي لأن السعي خلف الثراء قد يضعك في طريق الأذى.
إذا حدقت في الرسم البياني فقد تجد المئات من هذه الإشارات اللاحقة التي تظهر يوميا والتي تمثل فرصة لتحقيق الربح، فإذا ركزت على مطاردة المال، فربما سترى الكثير من هذه على أنها "فرص ضائعة" وتأنب نفسك على عدم الاشتراك في تداولها.
فبدلا من تحديد هدفك بناء على تقاعدت مبكرا بمبلغ كبير من النقود، حاول التعامل مع التداول في الفوركس بنية كونك تجيد ما تقوم به، وفي هذه الحالة تصبح متداولا جيدا.
وبهذه الطريقة سوف تعيد توجيه تركيزك نحو الوصول بقدرتك إلى حد الإتقان في الأسواق، فإذا تفانيت في أن تصبح متداولا جيدا وأن تصبح شغوفا بالتداول، فإن الأموال سوف تنهال عليك بصورة طبيعية، أما إذا ركزت على كسب المال، إذن فقد يتم استنزاف حسابك ببطء. مرحبا بكم في المفارقة العجيبة لسوق الفوركس.
إن أولئك الذين يدخلون إلى عالم الفوركس ولديهم الرغبة في الوصول إلى الفهم العميق لكيفية عمل الأسواق والحصول على المعرفة السليمة، فسوف يحققون الكثير، أما أولئك الذين لا يفكرون سوى في حفنة الدولارات فإن الجشع يعميهم وفي النهاية يلقون العواقب الوخيمة.
وختاما
تشوهت غالبا سمعة التداول في الفوركس بسبب القصص الكثيرة التي انتشرت عن الناس الذين خسروا مدخراتهم كلها أو وقعوا في الديون الكثيرة بسبب التداول، إذ أنها ليست مهنة يسهل إتقانها ونحن نعلم أن الكثير من المتداولين لا يحققون هدفهم في المرحلة النهائية وهو التداول بدوام كامل في الفوركس. تأكد من أنك تستطيع أن تتحمل تبعات التداول وألا تسقط أبدا في دوامة التردي السريع عند التعامل مع نشاطك على أنه ليلة تقضيها في اللعب على عجلة الروليت. تحقق من قيامك بكل بند في قائمة تدقيق الفوركس لدينا.
إن التكنولوجيا والإنترنت في هذه الأيام قد مكنوا أي شخص من أن يصبح متداول بواسطة بضع نقرات على زر الفأرة واستخدام رقم البطاقة الائتمانية، وهكذا دخل الكثير من الناس إلى هذه الساحة بلا أي تخطيط أو استعداد سوى إدخال أرقام اليانصيب، والنتيجة في أغلب الوقت هو أن الحساب يتعرض للضياع بنفس السرعة التي تم فتحه بها. هل تبدو الرواية مألوفة لك؟ لا تقلق، فأنت لست الوحيد، فلقد مررنا جميعا بنفس الموقف.
ونأمل إذا كنت تقرأ هذه المقالة أن تكون قد أدركت (مثلي) أن السوق ليس مكانا تجرب فيه حظك، تعامل مع السوق بذهن صافي، واستعداد بتركيز وثقة في قدرتك على تنمية معرفتك ومداركك.