MedMan
04-10-2016, 21:37
هناك العديد من أوجه التشابه بين عالمي البوكر والتداول، وبصفتنا متداولين يمكننا أن نتعلم الكثير من بعض كبار لاعبي البوكر.
كما قال "براندون آدمز"، أستاذ التمويل السلوكي في قسم الاقتصاد بجامعة "هارفارد": " من بعض أفضل المرشحين لوظائف التداول في "وول استريت" هم لاعبي الورق المحترفين في موقع "فل تلت بوكر" والمواقع المماثلة".
كما يعلم كافة لاعبي البوكر المتمكنين أنك إذا قمت بإدارة المخاطر بشكل سليم ونفذت خطتك على الدوام ، فلن تكون بذلك مقامرا، بل ستكون ببساطة تعلب على أساس الاحتمالات، تصبح لعبة البوكر (وعملية التداول) مقامرة عندما يصبح اللاعب عاطفيا وانفعاليا، ويتخلى عن انضباطه ويتوقف عن إدارة فيشات اللعب (أمواله) بشكل سليم.
فما هي بعض أهم تلك الأشياء التي يمكننا أن نتعلمها من لاعبي البوكر المحترفين؟ فلنبدأ إذن في طرح الموضوع على طاولة النقاش ...
التفكير الاستراتيجي
على افتراض أن لديك استراتيجية في لعب البوكر التي تمنحك توقعا فوق المتوسط على مدى سلسلة من طوابق اللعب، وتعلم أنك تحتاج إلى تنفيذ استراتيجيتك أو خطتك على مدى سلسلة كبيرة بما يكفي من الطوابق حتى تثمر بالفوز وتصبح الكفة في صالحك.
سيكون قصر نظر منك أن تنفعل وتغضب إذا خسرت اثنين أو ثلاثة طوابق فقط في بداية اللعبة، ويعرف لاعب البوكر المحترف أنه بحاجة للعب عدة طوابق حتى تبدأ الاحتمالات في التحرك لصالحه، فكلما زادت الطوابق التي تلعبها مع تمسكك بخطة لعبتك، كان لديك فرصة أفضل في تحقيق الربح.
ولذلك فإن أول شيء يمكننا أن نتعلمه من لاعبي البوكر هو أننا بحاجة الى نوع ما من الاستراتيجيات أو الخطط يمنحنا توقعا إيجابيا على مدى سلسلة من الطوابق أو الصفقات. بالنسبة للمتداول وبالنسبة لي ولطلابي بشكل أكثر تحديدا، فهذا يعني أننا نستخدم استراتيجيات تداول حركة السعر للبحث عن نقاط الدخول في السوق والتي تمنحنا طريقة أفضل من التوقع العشوائي في السوق. وهذا لا يعني أننا الآن سنفوز بكل صفقة من الصفقات، على العكس من ذلك فما يعنيه هو أننا سنخسر البعض ونكسب البعض، ولكن إذا التزمنا بالطريقة على مدى حجم عينة من الصفقات كبير نوعا ما، فينبغي أن نحقق الربح في النهاية.
ومن الواضح أن الصبر على الانتظار حتى تتبلور خطة التداول (دون الإفراط في التداول في أثناء ذلك) والانضباط في الالتزام بها هما أمران في قمة الأهمية هنا، تماما كما يتعين على لاعب البوكر أن يتحلى بالصبر والانضباط كي يلتزم بخطة لعبة البوكر هذه.
معرفة متى نستمر في اللعب ومتى ننسحب منه
ولعل الدرس الأكثر وضوحا الذي يمكننا أن نتعلمه من لاعبي البوكر المحترفين هو معرفة متى يستمرون في اللعب ومتى ينسحبون منه.
وكما تقول أغنية "كيني روجرز" القديمة "لازم تعرف متى تستمر في اللعبة، ومتى تنسحب منها، ومتى تبتعد عن اللعب، ومتى تلوذ بالفرار. لا تحسب كم كسبت من المال وأنت لا تزال جالس على الطاولة، فالوقت أمامك طويل ويمكنك عد المال فيما بعد، عندما تنتهي اللعبة".
كما قد يكون ما أقوله الآن ليس بجديد عليكم فالخروج من الصفقات قد يكون من أصعب جوانب العملية برمتها، ولكن كما يعلم تماما لاعبي البوكر متى يكفون عن اللعب ومتى يستمرون فيه، فأنتم كذلك بحاجة إلى معرفة متى تتقبلون الخسارة ومتى تحتفظون بالصفقة وتستمرون في 'اللعب'.
لحسن الحظ بالنسبة لنا نحن المتداولين فسواء قمنا بالانسحاب أو الاستمرار فإن الأمر بات أسهل قليلا لأنه بإمكاننا ببساطة أن نتبع أسلوب "اضبط واترك" مع صفقاتنا كما أفعل عادة، والسبب في قيامنا بهذا هو لأننا نعرف بالفعل ما هي خطة تداولنا وقد قمنا بتحديد حجم المخاطرة مسبقا، وذلك عندما تتشكل خطة تداولنا في السوق، فإننا ببساطة نقوم بضبط الصفقة ولا نفكر في الأمر.
والآن حينما أقول 'لا تفكر في الأمر'، فأنا أبالغ بعض الشيء، ولا أقصد أنه لا ينبغي عليك أبدا أن تتفقد صفقتك أو تعيد تقييم حالة السوق أثناء تنفيذ الصفقة، فما يعنيه التداول بأسلوب 'اضبط واترك' يدور في الحقيقة حول كل شيء يتعلق بطريقة تفكيرك أو موقفك من طريقة إدارتك لصفقاتك، فالفكرة هي أن نهجك الافتراضي في إدارة صفقاتك ينبغي أن يكون السماح للسوق بالقيام بـ"دوره" دون تدخل منك، فالأسواق تتعرض لحالة من المد والجزر وهذا أمر طبيعي، ولكنك لا تستطيع التدخل في سير صفقاتك عند كل تحول لا يصبح في صالح مركزك المفتوح، ولا يجب عليك أن تتحمس وتضيف لهم المزيد من الأموال في كل مرة يحدث فيها تغير مفاجئ في صالحك.
تكمن المهارة الحقيقية في إدارة الصفقات في القدرة على قراءة حركة السعر وتحديد أي دلائل على وجود تغيير كبير في ديناميات أو ظروف السوق، والتي قد تؤثر سلبا على صفقتك. إذا استطعت التعرف على مثل هذا السيناريو، حينها يمكنك أن تفكر في إغلاق صفقتك قبل أن تصل لنقطة وقف الخسارة أو لربحك المستهدف وإغلاق الصفقة بنفسك، ومع ذلك من واقع تجربتي فإن هذه الحالات هي الاستثناء وليست القاعدة، وفي أغلب الأوقات من الأفضل أن تحدد من البداية ما الذي ستفعله بعد إصدار أمر تنفيذ الصفقة ومن ثم الالتزام بتلك الخطة حتى تصل صفقتك إما إلى نقطة وقف الخسارة أو ربحك المستهدف.
إدارة المخاطر
تعد إدارة كومة فيشاتك في لعبة البوكر هي جزء كبير من استراتيجية اللعبة، فلن ترغب في المراهنة بكل ما لديك من فيشات اللعب على كروت لعبك الضعيفة وهذا ما يعرفه كل لاعبي البوكر المحترفين، كما أنك لن ترغب أيضا في أن يقل ما لديك من الفيشات كثيرا عندما تحصل على كروت لعب قوية. فلابد أن تعرف متى تضغط عندما يكون لديك ميزة إضافية، ولكن أيضا من دون أن تفلس.
يعرف المتداول المحترف أنه حينما تظهر فرصة قليلة المخاطر، فيجب أن تغتنم الفرصة وتفتح الصفقة، تماما كما يحدث عندما يحصل لاعب البوكر المحترف على ورقة "آس" عند قلب الأوراق في لعبة "تكساس هولديم" فلا بد له من الاستمرار في اللعب والرهان. على العكس من ذلك حينما يتم هزيمة لاعب البوكر، أو يأخذ أوراق ضعيفة، فإنه سوف ينسحب بسرعة حفاظا على فيشات اللعب ليستخدمها حينما يحصل على أوراق أفضل فيما بعد.
هناك فرق واحد كبير بين لعبة البوكر والتداول وهو أنه في أي دورة للعب البوكر هناك بداية ونهاية، ولكننا في التداول من نقرر متى تنتهي 'اللعبة' و نقرر إما مواصلة التداول أو التوقف عنه، وهذا الأمر قد يصبح مشكلة كبيرة بالنسبة للمتداولين لأنه يدفعهم إلى التداول كثيرا مما يؤدي من الواضح إلى خسارة المال، وهو أحد السبل في الأساس التي يمكن أن يتحول فيه التداول إلى قمار إذا سمحنا بذلك.
ينبغي أن تعرف متى تكون خطتك موجودة ومتى لا تكون موجودة، فإذا لم تكن موجودة، فيجب أن تبتعد عن شاشة التداول، وإذا جلست هناك في محاولة يائسة منك "للبحث عن صفقة"، فربما تقبل بصفقة ذات احتمال ربح منخفض مما يعني أنك تخاطر بأموالك أمام فرصة ربح ضئيلة للغاية.
إن الهدف من التداول هو نفسه الحال في لعبة البوكر، هو إدارة رأس مالك / فيشات اللعب بحيث لا تخسر الكثير بسبب المشاعر أو ضعف الأوراق التي في يدك، بحيث عندما تجد الأوراق القوية أو الصفقات ذات احتمال الربح العالي ، يمكنك الحصول على أكبر قد ممكن من المال قدر المستطاع منها، ومن الواضح أن لعبة البوكر بها "خداع" وهو يمثل جانبا أخر للاستراتيجية التي تتبعها، في حين أن التداول لا يوجد به ذلك، وفي رأيي هذا ما يجعل التداول أسهل بما أنك في الحقيقة تلعب ضد نفسك.
الاستقرار العاطفي - التزام الهدوء
إن أي لاعب بوكر محترف سيقول لك أنه من أجل الفوز في البطولة فإنك في حاجة إلى القدرة على معالجة المعلومات بسرعة واتخاذ قرار فوري بالقليل من الشك في النفس، التداول هو بنفس الطريقة، فلا يمكنك الشك في نفسك أو في طريقة تداولك، عندما تتشكل الصفقة التي تطابق معايير خطة تداولك يجب عليك أن تتصرف بحزم ودون تردد أو شك.
والشخص الذي يظهر الكثير من المشاعر في لعبة البوكر أو الذي لا يفهم حقا طبيعة اللعبة، فسوف يخسر فيشات لعبة البوكر بمنتهى السرعة. إن المتداول الذي يتخذ قراراته بناء على العاطفة سرعان ما سيخسر الكثير أو حتى جميع المبالغ النقدية في حساب تداوله.
في الختام
هناك العديد من الدروس التي يمكن أن نتعلمها من لاعبي البوكر المحترفين، حيث ينطوي التداول والبوكر على حد سواء على خصائص مماثلة من المخاطرة والاحتمالات والانضباط العقلي. لقد كان بعض مديري الأموال الأكثر نجاحا في العالم في يوم من الأيام لاعبين ورق محترفين، ومن أكثرهم شهرة "بيل جروس" من شركة بيمكو (أكبر صندوق سندات في العالم) وهو يقول أنه من أجل أن تكون مستثمرا ناجحا، "على المرء أن يكون جزء منه لاعب ورق والجزء الأخر محلل اقتصادي".
كما قال "براندون آدمز"، أستاذ التمويل السلوكي في قسم الاقتصاد بجامعة "هارفارد": " من بعض أفضل المرشحين لوظائف التداول في "وول استريت" هم لاعبي الورق المحترفين في موقع "فل تلت بوكر" والمواقع المماثلة".
كما يعلم كافة لاعبي البوكر المتمكنين أنك إذا قمت بإدارة المخاطر بشكل سليم ونفذت خطتك على الدوام ، فلن تكون بذلك مقامرا، بل ستكون ببساطة تعلب على أساس الاحتمالات، تصبح لعبة البوكر (وعملية التداول) مقامرة عندما يصبح اللاعب عاطفيا وانفعاليا، ويتخلى عن انضباطه ويتوقف عن إدارة فيشات اللعب (أمواله) بشكل سليم.
فما هي بعض أهم تلك الأشياء التي يمكننا أن نتعلمها من لاعبي البوكر المحترفين؟ فلنبدأ إذن في طرح الموضوع على طاولة النقاش ...
التفكير الاستراتيجي
على افتراض أن لديك استراتيجية في لعب البوكر التي تمنحك توقعا فوق المتوسط على مدى سلسلة من طوابق اللعب، وتعلم أنك تحتاج إلى تنفيذ استراتيجيتك أو خطتك على مدى سلسلة كبيرة بما يكفي من الطوابق حتى تثمر بالفوز وتصبح الكفة في صالحك.
سيكون قصر نظر منك أن تنفعل وتغضب إذا خسرت اثنين أو ثلاثة طوابق فقط في بداية اللعبة، ويعرف لاعب البوكر المحترف أنه بحاجة للعب عدة طوابق حتى تبدأ الاحتمالات في التحرك لصالحه، فكلما زادت الطوابق التي تلعبها مع تمسكك بخطة لعبتك، كان لديك فرصة أفضل في تحقيق الربح.
ولذلك فإن أول شيء يمكننا أن نتعلمه من لاعبي البوكر هو أننا بحاجة الى نوع ما من الاستراتيجيات أو الخطط يمنحنا توقعا إيجابيا على مدى سلسلة من الطوابق أو الصفقات. بالنسبة للمتداول وبالنسبة لي ولطلابي بشكل أكثر تحديدا، فهذا يعني أننا نستخدم استراتيجيات تداول حركة السعر للبحث عن نقاط الدخول في السوق والتي تمنحنا طريقة أفضل من التوقع العشوائي في السوق. وهذا لا يعني أننا الآن سنفوز بكل صفقة من الصفقات، على العكس من ذلك فما يعنيه هو أننا سنخسر البعض ونكسب البعض، ولكن إذا التزمنا بالطريقة على مدى حجم عينة من الصفقات كبير نوعا ما، فينبغي أن نحقق الربح في النهاية.
ومن الواضح أن الصبر على الانتظار حتى تتبلور خطة التداول (دون الإفراط في التداول في أثناء ذلك) والانضباط في الالتزام بها هما أمران في قمة الأهمية هنا، تماما كما يتعين على لاعب البوكر أن يتحلى بالصبر والانضباط كي يلتزم بخطة لعبة البوكر هذه.
معرفة متى نستمر في اللعب ومتى ننسحب منه
ولعل الدرس الأكثر وضوحا الذي يمكننا أن نتعلمه من لاعبي البوكر المحترفين هو معرفة متى يستمرون في اللعب ومتى ينسحبون منه.
وكما تقول أغنية "كيني روجرز" القديمة "لازم تعرف متى تستمر في اللعبة، ومتى تنسحب منها، ومتى تبتعد عن اللعب، ومتى تلوذ بالفرار. لا تحسب كم كسبت من المال وأنت لا تزال جالس على الطاولة، فالوقت أمامك طويل ويمكنك عد المال فيما بعد، عندما تنتهي اللعبة".
كما قد يكون ما أقوله الآن ليس بجديد عليكم فالخروج من الصفقات قد يكون من أصعب جوانب العملية برمتها، ولكن كما يعلم تماما لاعبي البوكر متى يكفون عن اللعب ومتى يستمرون فيه، فأنتم كذلك بحاجة إلى معرفة متى تتقبلون الخسارة ومتى تحتفظون بالصفقة وتستمرون في 'اللعب'.
لحسن الحظ بالنسبة لنا نحن المتداولين فسواء قمنا بالانسحاب أو الاستمرار فإن الأمر بات أسهل قليلا لأنه بإمكاننا ببساطة أن نتبع أسلوب "اضبط واترك" مع صفقاتنا كما أفعل عادة، والسبب في قيامنا بهذا هو لأننا نعرف بالفعل ما هي خطة تداولنا وقد قمنا بتحديد حجم المخاطرة مسبقا، وذلك عندما تتشكل خطة تداولنا في السوق، فإننا ببساطة نقوم بضبط الصفقة ولا نفكر في الأمر.
والآن حينما أقول 'لا تفكر في الأمر'، فأنا أبالغ بعض الشيء، ولا أقصد أنه لا ينبغي عليك أبدا أن تتفقد صفقتك أو تعيد تقييم حالة السوق أثناء تنفيذ الصفقة، فما يعنيه التداول بأسلوب 'اضبط واترك' يدور في الحقيقة حول كل شيء يتعلق بطريقة تفكيرك أو موقفك من طريقة إدارتك لصفقاتك، فالفكرة هي أن نهجك الافتراضي في إدارة صفقاتك ينبغي أن يكون السماح للسوق بالقيام بـ"دوره" دون تدخل منك، فالأسواق تتعرض لحالة من المد والجزر وهذا أمر طبيعي، ولكنك لا تستطيع التدخل في سير صفقاتك عند كل تحول لا يصبح في صالح مركزك المفتوح، ولا يجب عليك أن تتحمس وتضيف لهم المزيد من الأموال في كل مرة يحدث فيها تغير مفاجئ في صالحك.
تكمن المهارة الحقيقية في إدارة الصفقات في القدرة على قراءة حركة السعر وتحديد أي دلائل على وجود تغيير كبير في ديناميات أو ظروف السوق، والتي قد تؤثر سلبا على صفقتك. إذا استطعت التعرف على مثل هذا السيناريو، حينها يمكنك أن تفكر في إغلاق صفقتك قبل أن تصل لنقطة وقف الخسارة أو لربحك المستهدف وإغلاق الصفقة بنفسك، ومع ذلك من واقع تجربتي فإن هذه الحالات هي الاستثناء وليست القاعدة، وفي أغلب الأوقات من الأفضل أن تحدد من البداية ما الذي ستفعله بعد إصدار أمر تنفيذ الصفقة ومن ثم الالتزام بتلك الخطة حتى تصل صفقتك إما إلى نقطة وقف الخسارة أو ربحك المستهدف.
إدارة المخاطر
تعد إدارة كومة فيشاتك في لعبة البوكر هي جزء كبير من استراتيجية اللعبة، فلن ترغب في المراهنة بكل ما لديك من فيشات اللعب على كروت لعبك الضعيفة وهذا ما يعرفه كل لاعبي البوكر المحترفين، كما أنك لن ترغب أيضا في أن يقل ما لديك من الفيشات كثيرا عندما تحصل على كروت لعب قوية. فلابد أن تعرف متى تضغط عندما يكون لديك ميزة إضافية، ولكن أيضا من دون أن تفلس.
يعرف المتداول المحترف أنه حينما تظهر فرصة قليلة المخاطر، فيجب أن تغتنم الفرصة وتفتح الصفقة، تماما كما يحدث عندما يحصل لاعب البوكر المحترف على ورقة "آس" عند قلب الأوراق في لعبة "تكساس هولديم" فلا بد له من الاستمرار في اللعب والرهان. على العكس من ذلك حينما يتم هزيمة لاعب البوكر، أو يأخذ أوراق ضعيفة، فإنه سوف ينسحب بسرعة حفاظا على فيشات اللعب ليستخدمها حينما يحصل على أوراق أفضل فيما بعد.
هناك فرق واحد كبير بين لعبة البوكر والتداول وهو أنه في أي دورة للعب البوكر هناك بداية ونهاية، ولكننا في التداول من نقرر متى تنتهي 'اللعبة' و نقرر إما مواصلة التداول أو التوقف عنه، وهذا الأمر قد يصبح مشكلة كبيرة بالنسبة للمتداولين لأنه يدفعهم إلى التداول كثيرا مما يؤدي من الواضح إلى خسارة المال، وهو أحد السبل في الأساس التي يمكن أن يتحول فيه التداول إلى قمار إذا سمحنا بذلك.
ينبغي أن تعرف متى تكون خطتك موجودة ومتى لا تكون موجودة، فإذا لم تكن موجودة، فيجب أن تبتعد عن شاشة التداول، وإذا جلست هناك في محاولة يائسة منك "للبحث عن صفقة"، فربما تقبل بصفقة ذات احتمال ربح منخفض مما يعني أنك تخاطر بأموالك أمام فرصة ربح ضئيلة للغاية.
إن الهدف من التداول هو نفسه الحال في لعبة البوكر، هو إدارة رأس مالك / فيشات اللعب بحيث لا تخسر الكثير بسبب المشاعر أو ضعف الأوراق التي في يدك، بحيث عندما تجد الأوراق القوية أو الصفقات ذات احتمال الربح العالي ، يمكنك الحصول على أكبر قد ممكن من المال قدر المستطاع منها، ومن الواضح أن لعبة البوكر بها "خداع" وهو يمثل جانبا أخر للاستراتيجية التي تتبعها، في حين أن التداول لا يوجد به ذلك، وفي رأيي هذا ما يجعل التداول أسهل بما أنك في الحقيقة تلعب ضد نفسك.
الاستقرار العاطفي - التزام الهدوء
إن أي لاعب بوكر محترف سيقول لك أنه من أجل الفوز في البطولة فإنك في حاجة إلى القدرة على معالجة المعلومات بسرعة واتخاذ قرار فوري بالقليل من الشك في النفس، التداول هو بنفس الطريقة، فلا يمكنك الشك في نفسك أو في طريقة تداولك، عندما تتشكل الصفقة التي تطابق معايير خطة تداولك يجب عليك أن تتصرف بحزم ودون تردد أو شك.
والشخص الذي يظهر الكثير من المشاعر في لعبة البوكر أو الذي لا يفهم حقا طبيعة اللعبة، فسوف يخسر فيشات لعبة البوكر بمنتهى السرعة. إن المتداول الذي يتخذ قراراته بناء على العاطفة سرعان ما سيخسر الكثير أو حتى جميع المبالغ النقدية في حساب تداوله.
في الختام
هناك العديد من الدروس التي يمكن أن نتعلمها من لاعبي البوكر المحترفين، حيث ينطوي التداول والبوكر على حد سواء على خصائص مماثلة من المخاطرة والاحتمالات والانضباط العقلي. لقد كان بعض مديري الأموال الأكثر نجاحا في العالم في يوم من الأيام لاعبين ورق محترفين، ومن أكثرهم شهرة "بيل جروس" من شركة بيمكو (أكبر صندوق سندات في العالم) وهو يقول أنه من أجل أن تكون مستثمرا ناجحا، "على المرء أن يكون جزء منه لاعب ورق والجزء الأخر محلل اقتصادي".