MedMan
04-10-2016, 21:41
كنت أتحدث في وقت سابق من هذا الاسبوع إلى أحد الطلاب الذي بدأ معي دورة التوجيه والإرشاد الخاصة بالفوركس. وقد رشحني له في الواقع طالب سابق أمضيت وقتا في نصحه وإرشاده قبل عامين، وكان اسم هذا الطالب السابق هو "تامر" ولم يكن لديه أي خبرة سابقة في التداول، ولا شهادة علمية في ادارة الاعمال أو إدارة الشئون المالية. ولكن كانت لديه رغبة صادقة في تعلم كيفية التداول بنجاح أثناء اجتهاده بالعمل والدراسة.
وكان يراسلني أحيانا عبر البريد الالكتروني ليقول لي أنه لا يزال يمارس التداول ويبلي بلاء حسنا، وغالبا ما كان يسألني بعض الأسئلة المعقدة حول السوق والتداول ولكن هذا هو كل شيء.
المثير في الأمر هو أنني حينما تحدثت إلى هذا الطالب المستجد "باسم" الذي بدأت العمل معه مؤخرا، سألته كيف أصبح أداء "تامر" في عام 2011 فأخبرني بالتالي:
"أنه يبلي بلاء حسنا، وأن نسب صفقاته الرابحة إلى الخاسرة وصلت إلى76٪ لهذا العام ورأيت فعلا تقرير صفقات تداوله، حيث تكبد الخسارة على مدار شهران فقط من هذا العام، وقد طلب منه مرارا القيام بإدارة أموال بعض العملاء."
بداية لم أشعر سوى بالفخر والسعادة لسماعي هذه الأخبار عن "تامر"، ولم أفاجأ بقدرته على إدارة المال لأنه كان يراسلني عبر البريد الالكتروني قبل 6 أشهر مستفسرا عن بعض الصعوبات التي تحيط بهذه المجازفات التي قد تكون معقدة.
سألت الطالب الجديد بعد حديثه مع "تامر" ما هي أروع قدرات "تامر" في اعتقادك فأجاب بكلمة واحدة.
الانضباط
فلقد درس "تامر" عدد قليل من نفس الأنظمة تماما التي أعلمها لجميع الطلاب لدي لذا فليس لديه أي ميزة إضافية في ما يخص النظام، وبهذا كانت ميزة "تامر" الإضافية هي انضباطه، فلقد كان لديه ببساطة الثبات العقلي للتمسك بالنظام تماما كما هو. علاوة على ذلك فقد تحلى بالانضباط وتمسك دائما بالحدود المسموحة عند إدارة المخاطر ولم ينتهكها أبدا.
لذلك كان مثله كباقي الطلاب الأخرين الذين أعطوا نفس الأدوات بالضبط وهم بالمئات، وكان أدائه جيدا بشكل استثنائي على مدار السنة حتى أنه تجاوز معظم صناديق التحوط (ومعظم المتداولين في هذا المجال).
ولم يكن لديه شيئا من الخوارزميات الخارقة أو شفرة "دافينشي" التي جعلت الممثل الأمريكي "توم هانكس" يقوم في الفيلم بالبحث المحموم عنها في جميع أنحاء العالم، فلقد كان من الواضح أن لديه نظام مربحا، ولكن الأهم من ذلك هو الانضباط لتنفيذ ذلك باستمرار وعدم انتهاك نظام إدارة المخاطر.
حيث أن المتداول بدون انضباط لن يرى الثبات في عملية تداوله لأنه أخفق في استخدام الإدارة السليمة للمخاطر والتمسك بخطة تداوله. وهذا سيؤدي به على الأرجح إلى تحقيق الكثير من الصفقات الجيدة وزيادة رصيد حساب تداوله ثم يخسر بضع صفقات (أو حتى صفقة واحدة) فتجعله يسقط من أعلى السلم. فالأمر يعود للشخص الذي يخفق في النجاح في نهاية السباق لأنه نسي أن يقوم بربط حذائه جيدا والنتيجة أنه تعثر فيه، فالتداول ليس سباق سرعة قصير وإنما ماراثون طويل يتطلب تعديل الأوضاع طول الوقت.
ولعل هذا يبدو مألوفا فيما يخص تنمية حساب التداول حين تذهب صفقة أو بضع صفقات بكل ما جنيتموه من المكاسب. إذا حدث معكم ذلك، إذن فقد بات واضحا ما السبب وما ينبغي عليكم العمل عليه وهو(الحفاظ على الانضباط).
في كثير من الأحيان لا يفهم المتداولون المبتدئين المسألة، فحينما يطلبون النجاح (أو الاحتراف)، فإنهم لا يطلبون فقط الوصول للقمة ولكن يسعون إلى التربع على عرشها، وأكثر ما ننساه هو قاعدة الهرم فهي أكبر جزء من الهرم والأساس الذي نبني عليه الطوابق والمستويات التالية.
مع استمرار ارتفاع بناء الهرم فإن الأمور تزداد تعقيدا، ولكن القاعدة و(الأساس) مازال لديكم، فالغرض من القواعد القائمة في موضعها هو أن تبنى الحجارة فوقها ليرتفع البناء إلى مستويات أعلى.
ولكن تماما مثل بناء الهرم هناك المزيد من الحجارة عند القاعدة وهذا يستغرق المزيد من الوقت في بنائها، وأيضا مثل الهرم فهناك المزيد من المتداولين عند القاعدة (لا يكسبون المال ولا يحتفظون به) مقارنة بمن فوق القمة.
ولكن مع وجود البنيان والاتزان في موضعه الصحيح، فإن ثمار كدك ستؤدي إلى التدريب المستمر للعضلات من خلال (الانضباط والمثابرة والنفسية). وهذا سيمكنك من مواجهة ارتفاعات أكبر وأكبر وتحديات أصعب وتسلق هرم التداول. فعندما تتحلى بالانضباط والمثابرة والنفسية سيعطونك شعورا بالثقة وقدرة على إتقان عملية التداول هذه.
بينما يقضي معظم المتداولين أوقاتهم في محاولة العثور على الصفقات المربحة أو نظام التداول الأمثل، تأكد من تخصيصك لبعض الوقت من أجل تشكيل الصفات التي تنمي عضلات تداولك وهي (الانضباط والمثابرة والنفسية)، وبمفردك قد تصبح مهمة صعبة للغاية ولذلك فمن المفيد أن تصنع آليات في حياتك لتنمية هذه العادات، مثل العثور على معلم يقوم بإرشادك طوال الطريق وينفعك في تطوير إمكانياتك لتصبح متداولا ناجحا، ولكن غرس العادات اللازمة لنقل مستوى تداولك إلى المستوى التالي يتطلب ببساطة العمل لبعض الوقت.
وكان يراسلني أحيانا عبر البريد الالكتروني ليقول لي أنه لا يزال يمارس التداول ويبلي بلاء حسنا، وغالبا ما كان يسألني بعض الأسئلة المعقدة حول السوق والتداول ولكن هذا هو كل شيء.
المثير في الأمر هو أنني حينما تحدثت إلى هذا الطالب المستجد "باسم" الذي بدأت العمل معه مؤخرا، سألته كيف أصبح أداء "تامر" في عام 2011 فأخبرني بالتالي:
"أنه يبلي بلاء حسنا، وأن نسب صفقاته الرابحة إلى الخاسرة وصلت إلى76٪ لهذا العام ورأيت فعلا تقرير صفقات تداوله، حيث تكبد الخسارة على مدار شهران فقط من هذا العام، وقد طلب منه مرارا القيام بإدارة أموال بعض العملاء."
بداية لم أشعر سوى بالفخر والسعادة لسماعي هذه الأخبار عن "تامر"، ولم أفاجأ بقدرته على إدارة المال لأنه كان يراسلني عبر البريد الالكتروني قبل 6 أشهر مستفسرا عن بعض الصعوبات التي تحيط بهذه المجازفات التي قد تكون معقدة.
سألت الطالب الجديد بعد حديثه مع "تامر" ما هي أروع قدرات "تامر" في اعتقادك فأجاب بكلمة واحدة.
الانضباط
فلقد درس "تامر" عدد قليل من نفس الأنظمة تماما التي أعلمها لجميع الطلاب لدي لذا فليس لديه أي ميزة إضافية في ما يخص النظام، وبهذا كانت ميزة "تامر" الإضافية هي انضباطه، فلقد كان لديه ببساطة الثبات العقلي للتمسك بالنظام تماما كما هو. علاوة على ذلك فقد تحلى بالانضباط وتمسك دائما بالحدود المسموحة عند إدارة المخاطر ولم ينتهكها أبدا.
لذلك كان مثله كباقي الطلاب الأخرين الذين أعطوا نفس الأدوات بالضبط وهم بالمئات، وكان أدائه جيدا بشكل استثنائي على مدار السنة حتى أنه تجاوز معظم صناديق التحوط (ومعظم المتداولين في هذا المجال).
ولم يكن لديه شيئا من الخوارزميات الخارقة أو شفرة "دافينشي" التي جعلت الممثل الأمريكي "توم هانكس" يقوم في الفيلم بالبحث المحموم عنها في جميع أنحاء العالم، فلقد كان من الواضح أن لديه نظام مربحا، ولكن الأهم من ذلك هو الانضباط لتنفيذ ذلك باستمرار وعدم انتهاك نظام إدارة المخاطر.
حيث أن المتداول بدون انضباط لن يرى الثبات في عملية تداوله لأنه أخفق في استخدام الإدارة السليمة للمخاطر والتمسك بخطة تداوله. وهذا سيؤدي به على الأرجح إلى تحقيق الكثير من الصفقات الجيدة وزيادة رصيد حساب تداوله ثم يخسر بضع صفقات (أو حتى صفقة واحدة) فتجعله يسقط من أعلى السلم. فالأمر يعود للشخص الذي يخفق في النجاح في نهاية السباق لأنه نسي أن يقوم بربط حذائه جيدا والنتيجة أنه تعثر فيه، فالتداول ليس سباق سرعة قصير وإنما ماراثون طويل يتطلب تعديل الأوضاع طول الوقت.
ولعل هذا يبدو مألوفا فيما يخص تنمية حساب التداول حين تذهب صفقة أو بضع صفقات بكل ما جنيتموه من المكاسب. إذا حدث معكم ذلك، إذن فقد بات واضحا ما السبب وما ينبغي عليكم العمل عليه وهو(الحفاظ على الانضباط).
في كثير من الأحيان لا يفهم المتداولون المبتدئين المسألة، فحينما يطلبون النجاح (أو الاحتراف)، فإنهم لا يطلبون فقط الوصول للقمة ولكن يسعون إلى التربع على عرشها، وأكثر ما ننساه هو قاعدة الهرم فهي أكبر جزء من الهرم والأساس الذي نبني عليه الطوابق والمستويات التالية.
مع استمرار ارتفاع بناء الهرم فإن الأمور تزداد تعقيدا، ولكن القاعدة و(الأساس) مازال لديكم، فالغرض من القواعد القائمة في موضعها هو أن تبنى الحجارة فوقها ليرتفع البناء إلى مستويات أعلى.
ولكن تماما مثل بناء الهرم هناك المزيد من الحجارة عند القاعدة وهذا يستغرق المزيد من الوقت في بنائها، وأيضا مثل الهرم فهناك المزيد من المتداولين عند القاعدة (لا يكسبون المال ولا يحتفظون به) مقارنة بمن فوق القمة.
ولكن مع وجود البنيان والاتزان في موضعه الصحيح، فإن ثمار كدك ستؤدي إلى التدريب المستمر للعضلات من خلال (الانضباط والمثابرة والنفسية). وهذا سيمكنك من مواجهة ارتفاعات أكبر وأكبر وتحديات أصعب وتسلق هرم التداول. فعندما تتحلى بالانضباط والمثابرة والنفسية سيعطونك شعورا بالثقة وقدرة على إتقان عملية التداول هذه.
بينما يقضي معظم المتداولين أوقاتهم في محاولة العثور على الصفقات المربحة أو نظام التداول الأمثل، تأكد من تخصيصك لبعض الوقت من أجل تشكيل الصفات التي تنمي عضلات تداولك وهي (الانضباط والمثابرة والنفسية)، وبمفردك قد تصبح مهمة صعبة للغاية ولذلك فمن المفيد أن تصنع آليات في حياتك لتنمية هذه العادات، مثل العثور على معلم يقوم بإرشادك طوال الطريق وينفعك في تطوير إمكانياتك لتصبح متداولا ناجحا، ولكن غرس العادات اللازمة لنقل مستوى تداولك إلى المستوى التالي يتطلب ببساطة العمل لبعض الوقت.